الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقلية العقابية .. بين نصوص الدين ونصوص الدوله

ابراهيم سليمان

2007 / 6 / 17
المجتمع المدني


لو أن أحدا ما تعرض لك بالتهديد .. ماذا ستفعل ..!؟

لو هددك أحدا بالقتل أو انه سيلحق بك ضررا .. ماذا سيكون عليه حالك .. وكيف ستتصرف ..!؟

الشيء الأكيد انك ستفقد عنصرا مهما في حياتك هو الشعور با لأمن .. ستعيش القلق والخوف بدلا من الأمن .. والشيء الأكيد انك ستبلغ الشرطة لتقوم بحمايتك من هذا الذي يهددك .. فما حالنا ونحن نتعرض للتهديد بالعذاب والتفنن في تصوير التعذيب بصور من السادية الوحشية لا تستهوي إلا أكثر الناس ولعا بالقتل والحرق والتمثيل بالجثث .. يوميا وعلى مدار الأسبوع نستمع لأصوات تمتهن الفرح بوجود العذاب وتمتهن صياغة عبارات العذاب وتبشير الناس بها .. حتى ظهر جيل لا يبالي بالدماء ولا يقيم وزنا للتعذيب باعتباره من حقائق الحياة المقدسة . بل و أصبح من أولويات الدعوة أن تملاء قلب الإنسان خوفا ورعبا ولا مانع أن تسرد له قصص وحكايات المجاهدين في صدر الإسلام , قصص الابن الذي يقتل أبوه والأخ الذي يرفع سيفه في وجه أخيه .. قصص ومقولات مقدسه لا تبين الفرق بين نصوص الدولة ونصوص الدين ..أي النصوص التي تتحدث عن حالات حصلت مرة واحدة في التاريخ ولن تتكرر , مقولات و قصص دموية هي ضرورية لمرة واحدة لبناء وتأسيس الدولة ألرسوليه التي أنشأت الإمبراطورية العربية , قصص ونصوص استثنائية وما عداها يعتبر جريمة .. صالحه لمرة واحدة في التاريخ .. لان التأسيس لا يأتي إلا مرة واحده , أنها ليست سلوكا ولا تعليما دينيا .. متى يعرفون أولئك الذين يتلذذون بقصص الدم ونصوص العذاب أن الدين لا يدعو للقتل ولا للتبشير بالعذاب بل للرحمة والتواصل الإنساني كما تشهد عليه نصوص " الدين " لا نصوص " الدولة " ..

لهذا اقترح ان يعمل تفريق بين نصوص الدين ونصوص الدولة ..

وان يعلم الجميع من خلال المدارس والتعليم أن هذا نص ديني دائم وهذا نص ديني خاص وانتهى بعد تأسيس الإسلام .. ولا يجوز تهديد الناس الأبرياء العادين الذين يمارسون حياتهم اليومية العادية بروتينيه من البيت إلى العمل ومع الأهل والأقارب والأصدقاء وليسوا عصابات جريمة أو أعضاء في مافيا أو مهربي مخدرات بل كثيرين لم يرموا ببندقية صيد في حياتهم .. ولكن العقلية العقابية تجعلهم هدفا للتخويف والترهيب والتخوين المسبق والشك في النوايا المسبق .. لماذا لا يستبدلوا هذا الخطاب العقابي السادي بخطاب مناقض كله رحمه وتسامح واللبيب بالإشارة يفهم أن من لم يعمل للوصول إلى هذه الصور الوردية ألإلهيه فانه سيصل إلى عكسها .. لماذا خطاب التنفير والعصا بدلا من التحبيب و الجزرة .. هل هو خوفا على سفينة المجتمع أن تصاب بالضرر إذا لم يخوفوا ..؟ التخويف لا يتسبب إلا في التهوين من العذاب وممارسته في الواقع .. ما يحمي سفينة المجتمع هو القانون الحازم العادل الذي يطبق بحذافيره على الجميع .. أما التخويف الديني فسينتج إرهابيين وشعوب مريضه معقده موسوسة وكراهية الخلق للخالق وملائكته التي تنتظرهم على أحر من الجمر حتى يقعوا في الأخطاء من أسهل واهون الأخطاء إلى أعظمها لتقوم بفرح وتقيد عليهم في دفاترها وسجلاتها الذنوب .. ليستلموك فيما بعد الموت مباشرة و منذ خروج روحك / وحتى قبل يوم الحساب / بتعذيبك وضربك والتفنن في تعذيبك ..! ثم يأتي يوم القيامة ويعذبونك قبل الحساب وأنت في انتظار دورك للحساب .. إلى أن تصل إلى جهنم غالبا .. لان شروط الجنة تعجيزية و شبه مستحيلة / وما منكم إلا واردها .. / فتنتهي إلى أن الدين يعني العذاب المتواصل في الدنيا و ألآخره من المصائب والكوارث والزلازل و الأعاصير والفتن والحروب التي هي عقاب مستعجل من الله إلى عذابات القبر والصراط والحساب وجهنم .. هذه العقلية الساديه العقابية يجب أن تتوقف لأنها تضر بالدين ولا تنفعه .. تضر بمستقبل الإسلام وتنفع أعداءه الذين فهموا طبيعة الأنسان والشعوب ووعوها وأصبحوا يخاطبون الناس والعصر بعقلية ومفهوم الحب والرحمة الإلهي ..

أرجو أن لا افهم خطأ أيضا وان لا أجد من يدعو علي بالعذاب .. فقط لأنني لا أحب صور وخيالات التعذيب ..وأحب صور الرحمة والغفران .. أحب الدين الذي يبشر ولا ينفر ويعطيك أمل ولا يقطعك من الأمل .. ونصوص الإسلام مليئة بالأمل في الله , لولا الساديين الذين اختطفوا الاسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين