الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم‮ »‬الاعتدال‮«.. ‬الإخوان المسلمون نموذجاً

سعيد الحمد

2007 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سؤال الاعتدال لا‮ ‬يعني‮ ‬أننا نُنكره بقدر ما نبحث عنه،‮ ‬فلا‮ ‬يكفي‮ ‬أن نسمع وأن نقرأ عن الاعتدال،‮ ‬بل المطلوب اختبار هذا‮ »‬الاعتدال‮« ‬في‮ ‬الواقع المعاش،‮ ‬والبحث عنه في‮ ‬السيرة والمسيرة ومن خلال المواقف المختلفة‮.‬ وفي‮ ‬الحالة الاسلامية اليوم‮ ‬يبرز الاخوان المسلمون بوصفهم التنظيم الاسلامي‮ ‬السياسي‮ ‬الأقدم،‮ ‬المحكوم من قبل التنظيم الدولي‮ ‬للاخوان‮.. ‬هذا التنظيم قد مضى على تأسيسه‮ (٩٧) ‬عاماً،‮ ‬وأثبتت اختبارات كل التجارب والوقائع خلال الثمانية عقود التي‮ ‬عاشها هذا التنظيم،‮ ‬ونشط فيها،‮ ‬أنه أبعد ما‮ ‬يكون عن منطق ومنطقة‮ »‬الاعتدال‮«‬،‮ ‬علماً‮ ‬بأنه من اكثر التنظيمات الاسلامية السياسية استخداماً‮ ‬واستثماراً،‮ ‬وان شئنا استغلالاً،‮ ‬ليافطة‮ »‬الاعتدال‮« ‬التي‮ ‬يروجها عن نفسه،‮ ‬بينما الحقائق تقول العكس،‮ ‬وتثبت بالارقام وبالادلة والبراهين التي‮ ‬لا تقبل الشك أن‮ »‬الاعتدال‮« ‬لم‮ ‬يكن جزءاً‮ ‬من تاريخه‮.‬ فعدا عن الاغتيالات التي‮ ‬قام بها‮ »‬التنظيم السري‮« ‬داخل الجماعة تحت قيادة عبدالرحمن السندي‮.. ‬وعدا عن اغتيال النقراشي‮ ‬باشا وزير الداخلية المصري‮ ‬في‮ ‬أزمة‮ .٨٤٩١. ‬فإن التنظيم وبشهادة علي‮ ‬عشماوي‮ ‬آخر قادة‮ »‬التنظيم السري‮«‬،‮ ‬يعترف ويروي‮ ‬في‮ ‬كتابه‮ »‬التاريخ السري‮ ‬لجماعة الاخوان المسلمين‮« ‬أن الجماعة في‮ ‬منتصف الستينات،‮ ‬كانت ترتب للقيام بانقلاب دموي‮ ‬ضد عبدالناصر،‮ ‬فيقول‮ »‬حضرت اجتماعاً‮ ‬خاصاً‮ ‬بترتيب خطة المواجهة مع الحكومة التي‮ ‬تتلخص في‮ ‬اغتيال كبار الشخصيات،‮ ‬وتخريب بعض المنشآت التي‮ ‬يمكن أن تساعد في‮ ‬إحداث خلل وارتباك في‮ ‬الدولة‮« ‬صفحة‮ .٤١١. ‬ويضيف في‮ ‬نفس الصفحة‮ »‬من الشخصيات التي‮ ‬كانت عرضة للاغتيال عبدالناصر،‮ ‬والمشير عامر،‮ ‬وزكريا محيي‮ ‬الدين،‮ ‬وتدمير مبنى الاذاعة والتلفزيون ومحطات الكهرباء،‮ ‬وهدم القناطر الخيرية‮«.‬ ومعروف أن هذه‮ »‬المؤامرة الانقلابية‮« ‬فشلت وانتهت عام‮ .٥٦٩١. ‬لكن الجماعة‮ »‬الاخوان المسلمون‮« ‬يتواطأون مع صالح سرية الفلسطيني‮ ‬العراقي‮ ‬الجنسية عام ‮٤٧٩١ ‬عندما قام بمحاولة انقلاب فاشلة ودموية،‮ ‬حيث قتل ونحر حراس الكلية العسكرية الفنية في‮ ‬مشهد ددموي‮ ‬مروع،‮ ‬حتى تصدت له القوات المسلحة المصرية،‮ ‬وأفشلت محاولته،‮ ‬وكانت المفاجأة عندما اعترف الرجل‮ »‬وهو عضو في‮ ‬تنظيم الاخوان الفلسطيني‮«‬،‮ ‬بأن زينب الغزالي‮ ‬ابرز قيادات اخوان مصر،‮ ‬كانت على علم بتفاصيل المحاولة الانقلابية ضد نظام الرئيس السادات،‮ ‬وأنها بوصفها وبموقعها القيادي‮ ‬الكبير،‮ ‬لم تعترض على الانقلاب الأمر الذي‮ ‬شجع صالح سرية للمضي‮ ‬في‮ ‬محاولته حتى أدركه الفشل فتنكر الاخوان المسلمون له،‮ ‬وأنكرت الغزالي‮ ‬معرفتها به،‮ ‬وبتفاصيل انقلابه في‮ ‬التحقيقات التي‮ ‬جرت معها‮.‬ هكذا الفكر الانقلابي‮ ‬الدموي‮ ‬في‮ ‬تاريخ سيرة ومسيرة الاخوان هو الذي‮ ‬دفعنا،‮ ‬وسيظل‮ ‬يدفعنا الى طرح السؤال عن حقيقة‮ »‬الاعتدال‮« ‬الذي‮ ‬ترفعه الجماعة شعاراً،‮ ‬ونبحث عنه في‮ ‬واقع ممارساتها ومسلكياتها،‮ ‬ومواقفها السياسية والاجتماعية العامة‮.‬ ولعلنا نتساءل ونسأل كيف‮ ‬يكون الاعتدال صفة وعنواناً‮ ‬لتنظيم‮ ‬يُقسم أعضاء‮ »‬التنظيم السري‮« ‬فيه،‮ ‬وهو أخطر جهاز في‮ ‬الحزب والجماعة،‮ ‬على‮ »‬المصحف والمسدس‮« ‬ولا ندري‮ ‬كيف‮ ‬يجتمع‮ »‬المصحف والمسدس‮« ‬في‮ ‬آن واحد وعلى قسم واحد،‮ ‬اذا لم‮ ‬يكن العنف والارهاب جزءاً‮ ‬من حضور المسدس على رأس القسم الذي‮ ‬يؤديه عضو‮ »‬التنظيم السري‮«..‬ وربما‮ ‬يتسنى لنا‮ ‬يوماً‮ ‬أن نسرد تفاصيل التصفيات الدموية التي‮ ‬تورط فيها هذا الجهاز الى درجة بلغت فيها التصفيات والاغتيالات أعضاء التنظيم نفسه،‮ ‬عندما راحوا‮ ‬يصفون بعضهم،‮ ‬كما حدث في‮ ‬تصفية المهندس سيد فايز عضو التنظيم،‮ ‬والذي‮ ‬فجرته‮ »‬هدية‮« ‬ناسفة حملها اليه مندوب من التنظيم ذاته‮.‬ ونختتم بسؤال‮ »‬الاعتدال‮« ‬الذي‮ ‬ما زلنا نبحث عنه في‮ ‬الواقع لا في‮ ‬الشعار‮..!‬









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه | المعارك الدينية من وجهة نظر المغلوبين


.. الإسرائيلية الأميركية يهوديت رعنان تتوسل إلى ترمب: -افعل ما




.. 157-Al-araf


.. 157-Al-araf




.. هل هبط رجال من السماء وأسسوا الحضارة البشرية ؟ ومن هم الأنون