الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا سقطوا

سهام فوزي

2009 / 7 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في مقال سابق لي كتبت عن اهم الاسباب التي ادت الي تصاعد التيارات الاسلامية السياسيه وكنت انوي ان استكمل هذه الاسباب باهم الاسباب في رايي التي دفعت بهذه التيارات الي تتبوأ مكانا بارزا في الحياة السياسية العربيه وهذا السبب هو العامل الحاسم في سقوط هذه التيارات في الانتخابات البرلمانية المختلفه التي شهدتها المنطقه .
هذا العامل هو الغرب ،فالغرب وتحديدا الولايات المتحده الأمريكيه هي التي دفعت بهذه التيارات إلي ان تحتل مكانا بارزا في حياتنا وهذا ليس كلام مرسل ولكنه اعتراف قدمته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في أحد جلسات الكونجرس الأمريكي.
علي الرغم من تواجد هذه التيارات بصورة او باخري في الساحة العربيه الا ان الغزو السوفيتي لأفغانستان واستعانة الولايات المتحده بهذه التنظيمات كان بداية تصاعد خطر هذه الجماعات واكسابها دور البطل فهذه التيارات تم تقديمها للبسطاء علي أنها تحارب من لا دين لهم الذين يحاولون القضاء علي الاسلام وان هذه التيارات هي المدافع الاول عن الدين الذي سيحمي الاسلام من خطر المد الشيوعي الذي بدا في الإنطلاق من افغانستان وهكذا كسبت هذه التيارات وبمباركه ودعم غربي معركة هامه اكسبتها الشرعية في مجتمعاتها وبعد انتهاء الحرب تعاملت الولايات المتحده في رايي مع هذه التيارات بصورة خاطئة فلم تقدر وقتها الادارة الامريكية ان هذه الجماعات لن تقبل ان تعود الي السرية مرة اخري ولن تكتفي بوهم البطوله الذي اكتسبته خلال فتره الحرب الافغانية وانها بعد ان جربت ان تكون في محور اهتمام الصحافه والراي العام الاقليمي والعالمي لن يقبل قادتها ان يصبحوا مجرد ذكري وهنا بدا الخلاف والتعارض بين الغرب وبين هذه الجماعات لتبدا هذه الجماعات في محاولة الوصول الي اهدافها بمفردها وانقلب التحالف القائم علي ارض افغانستان الي قتال وصراع استمر الي انفجر بشده في أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتنطلق الولايات المتحده في حملتها ضد الارهاب والتي اكسبت الجماعات الاسلامية شرعية وبطولة ممن نوع اخر .
فالولايات المتحده في خلال حربها علي الارهاب اقترن اسمها بانها تحاول القضاء علي الاسلام وبانها تحاول تغيير هويات المنطقه خاصه بعد الحرب علي افغانسان والعراق ومبادرات الاصلاح ومحاولة فرض الديمقراطيه ومحاولة اصلاح التعليم العربي بالقسر كل تلك الامور استغلتها الجماعات الاسلامية لتقدم لنفسها مرة اخري للامة علي انها المدافع عن الدين والامة ولهذا اكتسبت تلك الجماعات ونتيجه للخوف من الاخر شعبيه ومكانه وانصارا لم تكن تحلم بهم في الظروف العادية وبهذا اصبحت تلك الجماعات الغير معترف بها رسميا متواجده في البرلمانات والسلطات التنفيذية في العديد من الدول العربيه والاسلامية وهنا بدا التحول في شعبيه تلك الجماعات والتيارات والذي بدا بصورة طفيفه غير ملحوظه فهذه التيارات التي كانت تقدم نفسها علي انها المدافع الاول عن حقوق الناس والبسطاء والساعيه الي خدمة المواطن لا مصالحها الشخصيه هزمتها ممارساتها السياسية التي جعلت المواطن العادي يلاحظ الفجوة الكبيره بين ما تعلنه تلك الجماعات من اهداف وبين ممارساتها الفعلية هذه الفجوة التي بلغت درجة التناقض المطلق جعلت الناس تتساءل عن مصداقية تلك الجماعات ومدي حقيقة ما اعلنته وقدمته من اهداف ومبادئ وتتراجع عن تاييد تلك الجماعات سياسيا
اضف الي ذلك عجز تلك الجماعات التي تولت السلطة عن تقديم الخدمات الضرورية للمواطيني او انجاز شيئ ملموس يستفيد منه كافة المواطنين بل علي العكس فشلت تلك التيارات في توفير الخدمات الضرورية للمواطنين والاسوء انها بتواجدها في السلطه قامت بممارسات ادت الي اشتعال الحروب سواء الاهليه كما في حالة فلسطين او الخارجية كما في حالة لبنان مماادي الي مزيد من الخراب والدمار الذيدفع ثمنه غاليا المواطن العادي بينما بقيت هذه الجماعات متمتعه بعيده عن التاثر بهذا الخراب .
وعلي الرغم من اهمية هذين السببين الا ان العامل الاهم في رايي هو تراجع الولايات المتحده في السنين الاخيره لادارة الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش عن سياساتها السابقه في االمنطقة ادي الي ان يشعر الناس ان الخطر الذي كانوا يرونه مهددا لهويتهم قد بدا في التراجع وشكل فوز الرئيس اوباما والذي يمثل نهجا مختلفا ولو ظاهريا عن جورج بوش دفعه قوية للعديد من مؤيدي هذه التيارات بالتراجع عن هذا التاييد ومراجعه سياسات تلك الجماعات ليكتشف المؤيدون ان الخطر الحقيقي هو تلك الجماعات وان وصول الكثير منها الي السلطة التشريعية ادي الي الاضرار بالمواطن العادي بصورة غير مسبوقه مما جعل المؤيدون يبحثون عن جهات اخري يمنحونها اصواتهم علها تستطيع انقاذ مجتمعاتهم مما عانوا منه وتستطيع ان تقدم لهم الخدمات الضرورية بصفه دائمه وليست مؤقته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2009 / 7 / 24 - 03:14 )
الأخت العزيزة ، نتمنى أن يساهم مقالك وتحليلك الموضوعي في إزالة عمى البصيرة والبصر عن بعض العقول . والتطلع للمستقبل وشكراً لك .


2 - إضافة
تانيا جعفر الشريف ( 2009 / 7 / 24 - 06:34 )
لقد أشرت بوضوح وانسيابية إلى الاسباب الكامنة وراء (انحسار) الأحزاب والتنظيمات السياسية الإسلامية..وفي إعتقادي أنت قصدت العراق واتخذتيه نموجا لهذا ينبغي الإشارة إلى سبب فاتك ذكره مؤداه إرتباط هذه المسميات بجهاة إقليمية وإنها غير نابعة من الشعب ولما كان الشعب قد جربها وأعطاها الفرصة الكافية وخذلته فكانت العقوبة التلقائية لها إحسار نفوذها وفشلها وسيكون فشلها أكبر في الإنتخابات اللاحقة(إن شاء الله) .تحياتي لك


3 - شكرا
سهام فوزي ( 2009 / 7 / 24 - 09:36 )
شكرا لمروركما الكريم ولكني لم اقصد عزيزتي تانيا العراق تحديدا انا تكلمت عن حالة عامه وان كان الوضع في العراق مختلف نوعا ما واعدك بان اتناوله في مقاله منفصله واتفق معك جملة وتفصيلا فيما ذكرته عن الاحزاب الاسلامية في العراق

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب