الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتصاب أفغانستان وأفغانستان الاغتصاب

رامى محمد فؤاد

2010 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أحكمت حركة طالبان قبضتها على أفغانستان عندما دخلت كابل عام 1996 بعد سنتين من الجهاد المتوصل- هكذا يقولون – ضد المجموعات الأخرى المسلحة فى أفغانستان لتبدأ شوطا جديدا من الجهاد المتواصل ضد الصليبيين – هكذا أيضا يقولون – والذى كان من نتائجه احتلال أفغانستان أو اغتصابها كما يحلو للبعض أن يقول وقد يكون اللفظ مناسبا حيث يمكن إطلاقه على من يغتصب إمرأة دميمة متسخة يلاقى منها المر ولا يرتشف منها قطرة عسل

كان اغتصاب أفغانستان من حركة طالبان فى 7 أكتوبر 2001 ولكن كيف أتت طالبان إلى الحكم وكيف ظهرت إلى الوجود ؟

في ربيع عام 1994 أنتشر فى طول البلاد وعرضها خبر اختطاف فتاتين في قرية "سانج هيسار" قرب مدينة "قندهار" ونما إلى الملاّ محمد عمر خبرهما فجهز قوة قوامها 30رجلا وسعى إلى هناك وبالفعل خلص الفتاتين من الاختطاف وعلق مغتصبيهما على أعواد المشانق هذه هى البداية التى جعلت منه بطلا وقربته إلى كابول وكثرت أتباعه من 30 إلى 1500 رجلا إلى المزيد
باغتصاب فتاتين ولدت طالبان وبهدم برجين أسلمت طالبان – بدعم من بن لادن - أفغانستان كلها إلى الاغتصاب و جلست هى على فراش الموت تنتظر الموت أو إكسير الحياة الذى ربما يهبها الخلود هذه المرة إن كان ثمة خلود فى هذه الحياة

وربما الإكسير موجود الآن فلقد أظهرت تقارير أن حالات الاغتصاب تزداد فى أفغانستان لكن الإبلاغ عنه قليل بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة به مما يخفى الحجم الحقيقى لهذه الظاهرة وبدل من الإبلاغ تفضل المغتصبات حرق أنفسهن كما فعلت 80 إمرأة نجح منهن الكثير فى عام 2008 فى هرات كما يقول رئيس وحدة الحروق بالمستشفى الإقليمي هناك

ووصل الأمر ذروته حتى أن الرئيس الأفغانى حامد كرزاي طالب في 2008 بأن يواجه المغتصبون "أشد عقوبة في البلاد" في أعقاب غضب عام بعد اغتصاب فتاة عمرها 12 عاما في منطقة ساريبول شمال البلاد. وحتى أن منظمة ويمن كايند للدفاع عن النساء والتي تتخذ من بريطانيا مقرا لها قالت أن 87% من الأفغانيات شكون من أنهن ضحايا لعنف نصف حالاته جنسي.

ربما يعود رجال طالبان بسب هذه الأحداث إلى الوجود بقوة مرة أخرى باعتبارهم الأبطال المخلصين ولكن هذا سيكون الأسوأ لأفغانستان على الإطلاق فالتجربة خير دليل رغم أن الكثير يتهم أمريكا بهذه الأحداث – أو هكذا يرغبون أن تكون الأمور - التى هى موجودة أصلا قبل احتلال أمريكا لأفغانستان لكن بالتأكيد لن يكون العلاج هو طالبان فمن الواضح أن طالبان عالجت الأعراض وتركت المرض الأساسى ليتفشى فى الجسد كله ففى خلال خمس سنوات من الحكم لم تستطع طالبان إقناع الشعب الأفغانى بالتحلى بالأخلاق والتخلى عن الرذائل ولم تمنع رغبة الإغتصاب فى نفوس المغتصبين بل ربما أججتها لنرى إستحكام المرض من البلاد بعد توقف القمع الطالبانى وليس التهذيب الطالبانى ولا الثقافة الطالبانية لينطلق الشباب الأفغانى فى نهم شديد لاغتصاب الأخضر واليابس من النساء وليعلمنا جميعا أن العصا لن تحل المشكلة حتى ولو نطق حاملها بلفظ الجلالة قبل أن يضرب بها

وأخشى ما أخشاه أن تقوم أفغانستان الآن بحرق نفسها بنيران طالبان لتتخلص من عار الاغتصاب الأمريكى فتلتهم النار القريب فالبعيد لتصل إلينا فى مساكننا رغما عنا ونصير وقودا لهذه النار المقدسة التى لن تترك خلفها إلا الرماد الذى لا يصلح لفعل شيء
بقى أن نشير إلى أن عدد الفتيات في المدارس ارتفع من لا شيء إلى مليونين الآن، وإن العدد الإجمالي للملتحقين بالمدارس ارتفع من مليون إلى ستة ملايين ربما هذا يكون الحل البديل لتضاء أفغانستان بنور العلم بدلا من أن تضاء نيران طالبان ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53