الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديالى تنادي

سعيد حسين عليوي

2010 / 11 / 22
المجتمع المدني


( ديالى تنادي)
محافظة ديالى محافظة وديعة باهلها وبساتينها وانهارها حيث كانت سلة الغذاء للعاصمة بغداد. تقع المحافظة شمال العاصمة ولها حدود طويلة مع الجارة ايران ومع الكوت وكركوك والسليمانية وتتالف من خليط جميل من المواطنين العرب والكورد والتركمان ومختلف الطوائف والاديان والمتاخين في معيشتهم بكل معاني المواطنة . كان الناس ياتون اليها من العاصمة في الاعياد والمناسبات والعطل الرسمية لقضاء الاوقات الجميلة في بساتينها وزيارة بعض معالمها الاثارية والسياحية ممزوجة بطيبة اهلها وترحيبهم بالضيوف القادمين وتقديم ما لذ وطاب من فواكههم بدون مقابل وموقف اهالي ديالى معروف تجاه ابناء العاصمة حين لجاوا اليها على اثر القصف الامريكي لبغداد ف عام 1991 وعام 2003 وفتح ابواب بيوتهم لاخوانهم وكثير منهم اسكنوهم بدون مقابل . وفي عام 2003 واحتلال الامريكان لبلادنا كانت المحافظه هادئة بجميع مناطقها ولم يسجل فيها حوادث خطيرة غير اعمال السلب والنهب والتي شارك فيها جزء غير قليل من غير اهلهاوتعمد القوات الامريكية في ترك الامور سائبة لضعفاء النفوس وعدم تدخلهم لحماية المنشآت والدوائر المدنية والعسكرية وفي كثير من الاحيان كانت تشجع جماعة الحواسم بغض النظر عن اعمالهم بحجة ان هذه الامور ليس من اختصاصهم والهدف معروف من هذا التصرف. وقد وقف الكثير من ابناء المحافظة النجباء ودافعوا عن ممتلكاتهم ودوائرهم وخصوصا انقاذهم لمحكمة المحافظة من السلب والحرق والدوائر المحيطة بها والقضية معروفة لدى الجميع وساهم كثير من الاهالي في ارجاع المسرقات وقسم منهم من رجال الدين الحريصين على بلدهم . ولكن بعد الهجمة الارهابية وتوسعها لتشمل المحافظة واشتعال نار الطائفية عانت المحافطة الويلات الكبيرة وذهب ضحيتها الالاف من الناس الابرياء من جميع فئات الشعب العراقي المغلوب على امره ولم تستثني موجة الارهاب احدا من سعيرها . وبعد الانفراج الذي حصل بعد صولة بشائر الخير استعادت المحافظة بعض عافيتها وعاد الناس رويدا رويدا يعودون لممارسة حياتهم الطبيعية ولو بحذر شديد لمعرفة الناس بوجود الكثير من البؤر الارهابية التي لم تطالها قوات الامن لعدم اكتمال الخطة الامنية وعدم جديتها مما ترك المحافظة تعيش في حالة تخبط وعدم ارتياح وبانت نتائجها من خلال نتائج الانتخابات في عام2005 وعام 2009 ومجلس المحافظة والبلدية حيث كانت كثير من المناطق تسمى الساخنة ولا يمكن لاحد ان يمارس فيها الدعاية الانتخابية او يدلي بصوته في حرية تامة ما عدا بعض الاطراف المهيمنة والتي يكون قسم منها على صلة بالارهاب والطائفية وحسب المناطق وتوزيعها الجغرافي والديموغرافي . ونحن الان على مشارف عام 2011 والامور اخذت بالتحسن نوعا ما ولكن حالنا ليس كحال باقي المحافظات العراقية حيث تعاني محافظتنا من الاهمال الكبير في الخدمات البلدية والتعليميةوكثرة البطالة وقلة المشاريع المقامة والفساد المالي والاداري العلني ومجلس المحافظة لا يهش ولا ينش والمجالس البلدية يشوبها الغموض في عملها ( وكان الناس لا سراة لهم ). واستمرت كثير من الممارسات الارهابية المتفرقة والتهديدات بالترحيل لبعض الذين عادوا الى ديارهم من جميع الاطراف والمحافظة لا يبدو لها اي رد فعل ايجابي تجاه حياة الناس واملاكهم رغم المطالبة المستمرة في كثير من المناسبات وفي مختلف وسائل الاعلام الحكومية وغير الحكومية وحتى اوصلوا شكواهم الى العاصمة وتظلموا كثيرا ولكن لا حياة لمن تنادي . والان نحن نعيش اخر حلقة من المعانات وربما تتبعها حلقات اخرى لم يعلمها الا الله الا وهي بروز حالة السرقات الليلية الاقتحامية والسرقة بالاكراه وبقوة السلاح وبملابس القوات الامنية ونحن هنا لا نتهم القوات الامنية الحكومية الراعية للنظام في المحافظة وانما نقول ربما يوجد بعض المتعاونين والمندسين من المجرمين داخل صفوف القوات الامنية واستغلال الملابس والسيارات الحكومية . وتقوم عمليات السطو المسلح على العوائل المعروفة بامتلاكها للاموال من الاطباء وكبار الموظفين والموسورين من ابناء البلد حيث تقوم هذه العصابات المنظمة وباساليب متقنة ومختلفة بالاستيلاء على اموال الناس بقوة السلاح واحيانا استعمال التهديد بالقتل او الخطف اذا لم يؤدوا المبلغ المطلوب وهنا يتم التركيز على المصوغات الذهبية وللعلم تجري هذه العمليات بكل جراة وبدم بارد وفي مناطق محمية وقريبة من مراكز المؤسسات الامنية وقد امتدت هذه العمليات لتشمل كثيرا من المناطق القريبة من مركز المحافظة بعد بعقوبة الجديدة والقديمة كمنطقة شفتة وبهرز والتحرير وحتى البعيدة كالمقدادية والوجيهية حيث يعاني اهالي الوجيهية من السرقات الكثيرة مع تخلف المنطقة وازدياد حالة البطالة بين الشباب وضعف القوات الامنية . نحن هنا لا نريد ان نسيئ الى احد ولكن عرض حالة المحافظة التي استطيع ان اسميها منكوبة وطرح معانات الناس امام انظار المسؤولين لدراستها والعمل سريعا على وضع الحلول المناسبة لتطمين الاهالي وارجاعهم الى وضعهم الطبيعي والذي يتحمل المسؤولية الكبيرة والاولى هو مجلس المحافظة وقواتها الامنية وكذلك الحكوة الاتحادية في بغداد المتمثلة برئيس الوزراء وكذلك نطالب نوابنا في البرلمان لطرح هذا الموضوع وبقوة امام مجلس البرلمان وللعلم توجد لدينا الكثير من الاسماء للبيوت التي تعرضت للسرقة والمداهمة ولكن لم ننشرها تلافيا للاحراج ولعدم اخذ موافقة الاهالي على النشر . هذا حالنا نظعه امام الحكومة امام دولة القانون. سعيد حسين عليوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
حاتم الرفاعي ( 2010 / 12 / 23 - 17:47 )
شكرا على هذه المقالة الجديدة

اخر الافلام

.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب


.. الوضع الإنساني في غزة.. تحذيرات من قرب الكارثة وسط استمرار ا




.. الأمم المتحدة تدعو لتحقيق بشأن المقابر الجماعية في غزة وإسرا