الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفيون الجدد

هانى تمراز

2011 / 5 / 10
المجتمع المدني


الكثيرون يتحدثون عن حرية العقيدة و الاعتقاد و يدافعون عنها بطريقة عنيفة يبدو لك من الوهلة الاولى مدى ايمانهم الشديد بهذه القضية و هذا شيء طيب و لكن المثير و المدهش انك تجد هؤلاء اول من يدفنون رؤوسهم فى الوحل و ليس الرمل عندما تتعارض هذه الحرية المزعومة مع توجهاتهم الدينية و العقائدية
فمثلا الكنيسة المصرية تتحدث كثيرا و كثيرا عن حرية الاعتقاد و العقيدة و اعتقد ان هذا تدليس و اخفاء للحقائق و النوايا و الا ما كل هذا التحريض و الحشد عند اشهار اى مسيحى لاسلامه و سياسة الخطف و الاخفاء سواء بعلمها او من دونه اليس هذا ضد الحرية المزعومة؟ و فكرة التعتيم حتى تفاقم و تعقيد الامور و ظهور المشاحنات المؤدية لتصادمات وبعد ذلك بكاء التماسيح
وايضا السادة المسلمون الجدد و القدامى و الحديث المخزى عن النسيج و الوطن و الفتن والوحدة و خلافه او ليس الاجدر من الكلام هو الفعل لتحقيق العدل الالهى الموجود فى القران و السنة من الاحسان لاهل الكتب السماوية بان يجد فيك ما تحب ان تجده انت فيه و ان يشعر بامانه و سلامه داخل وطنه و هذا هو وطنه كما انه وطنك و على السواء السواااااء
ان اسوا ما فعله النظام البائد و العهد المباركى فى ملف الوحدة الوطنية هو نزع الثقة بين الناس و اعتقاد كل طرف بانه المجنى عليه و ان النظام يحابى الطرف الاخر مما اوجد حالة من عدم الثقة و الاحتقان تجلت بكل صورها فى الاحداث الاخيرة من اطلاق احد الاقباط النيران اعتقادا منه بان الزوج المسلم و من اصطحبهم لاسترداد زوجته القبطية التى اسلمت سوف يقتحمون كنيسة امبابه وايضا من اعتقاد الزوج و رفقائه بعدم جدوى ابلاغ السلطات بخطف زوجته و لجوءه للتصرف المنفرد دون الرجوع للجهات المختصة مما تسبب فى حالة عدم الفهم التى ادت للتصادم
ان ما نحتاجه اليوم ليس مجرد الحديث المعتاد عن النسيج و الوحدة و كل الحديث المكرر المعتاد بل نحتاج لما يشبه العقد الاجتماعى لتبيان الاسس و الاطر التى يجب اتباعها لمواجهه مثل هذه المشاكل المتراكمة و المتازمة اما نتيجة جهل اصحابها او سوء المعالجة الرسمى لها فى السابق
نحتاج لمشروع مواطنة جديد و متقدم يبين الواجبات قبل الحقوق و يحدد الاساسيات التى يجب الانطلاق منها فى خطاب الشعب و السبل و الادوات التى يجب اتباعها فى ارساء ثقافة التسامح الدينى و قبول الاخر المختلف و هذا لن يتم الا باعطاء كل طرف حقوقه المشروعة سواء دينيا او اجتماعيا او غيره
ان الامر سوف ياخذ وقته بكل تاكيد و يجب ان ياخذ وقته للنضج و للشمولية المرجوة لكل القضايا العالقة فى هذا الملف حتى ينشا الجيل القادر على استيعاب هذه الروح بدون حساسيات الماضى التى يجب استئصالها من الجيل الحالى قدر المستطاع
ان اخطر ما نواجهه اليوم هو فقدان الثقة المتنامى بين اشقاء الوطن الواحد وهو ما يستدعى اجراءات سريعة و لكن مدروسة ليس لاحتواء الموقف و لكن لوضع الحل الجذرى الذى يستند فى اساسه على العدل و العدل قبل اى شيء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل بدولة مدنية لها كامل الصلاحيات
علي سهيل ( 2011 / 5 / 10 - 08:20 )
على مرور القرون ولا يستطيع احد ان ينكر لقد تم وعن قصد تهميش الاقباط واضهادهم لاتفه الاسباب، ولا اريد ان اذكرك بما فعل عمر بن العاص والفاطمييين وقوله المشهور -نساؤها لعب ورجالها من خشب وارضها من ذهب-.
ولا اريد ان ادخل بجدال عقيم يؤدي إلى تفرقة النفوس، ولكن وبعد الثورة يجب علينا ان نطالب بدولة مدنية تطبق القانون على الجميع وان يتم اشراف الدولة وفقط على عقود الزوج مسيحي لمسلمة او من مسلم لمسيحية ومن مسلم لمسلمة ومن مسيحي لمسيحية ومن ارد تقديس زواجه فليذهب إلى الكنيسة او الجامع وله كل الحرية ان يختار اين يريد ان يقدس هذا الزواج، ومن هذا المنطلق ايضا تحل الكثير من المشاكل مثل مشكلة الطلاق. ثانيا خانة الديانة في البطاقة الشخصية الكثير من اصول عربية ويدينون بالديانة المسيحية وخصوصا في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين ويسموا اولادهم اسماء عربية وعند اظهار بطاقتهم الشخصية يتم التمييز والفاظ تدل على عدم المساواة في المواطنة.فشطب خانة الديانة ايضا يحل الكثير من المشاكل مثل طلبات التوظيف او الخدمات الصحية، اذا اردنا ان تكون ثورتنا لرفعة مصر يجب علينا ان نرفع الظلم عن الجميع ولا ندور بحلقات مفرغة


2 - المعضلة
ara meno san ( 2011 / 6 / 1 - 02:19 )
اصبت يا رجل فيما تقول فالاحتقان مسئولية مشتركة لا يمكن تحييد احد عنها و الممارسات الكنسية فى مصر غريبة و تحتاج لمراجعة و كذلك مواقف الحركات الاسلامية السياسية فالحق احق ان يتبع فلابد من اخضاع كل هذه الجهات الى الدولة و القانون و لا بد من اشراف الدولة على ميزانيات الكنائس كما تفعل مع المساجد و لابد من الاحتكام الى القانون و ليس الجلسات العرفية المشبوهه حتى يصير الحل المناسب و الجذرى للمشكلة

اخر الافلام

.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و