الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إجوبة مختصرة على أسئلة مهمة
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
2012 / 1 / 10
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
أسئلة الملف :
1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية و النقابات العمالية و الاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات ؟ و إلى أي مدى؟
جـ /1
بالطبع لا ، و لسبب واضح ألا و هو الجزر الكبير الحاصل في جماهيرية هذه القوى ، و بالتالي مقدرتها على التأثير في الشارع ، و على تحقيق الإنتصارات و المكاسب للمظلومين . القوى اليسارية في العالم العربي لم تستطع لحد الآن أن تصحو من صدمة سقوط الإتحاد السوفييتي ؛ كما و تهيمن عليها عموماً الزعامات غير الديمقراطية ، البعيدة عن الناس المظلومين ، و غير القادرة على توليد وعي ثوري أصيل نابع من واقع مجتمعاتها ، و لا على تحريك الجماهير . و هي تعمل بدون تطوير نظرية ثورية مبنية على أسس الديمقراطية و إحترام حقوق الإنسان و الدفاع عن الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية للجياع و العاطلين عن العمل و المحرومين و المرأة و الطفل ضد الأنظمة الدكتاتورية و كل أنواع التسلط و القهر و الإستغلال . كم من الأحزاب اليسارية إستطاع تطوير نظرية ثورية وطنية مبنية على التحليل العلمي للواقع الإجتماقتصادي السائد في بلدانها ؟ و من ثم التحرك وسط الجماهير لكسبها لقضية التحرر من الظلم و العبودية عبر التثقيف و نشر الوعي و تطوير الحراك الإجتماعي اليومي و الفعال ؟ كم من هذه القوى طلب من كوادره كافة تقديم المقترحات المتجددة لكيفية تثوير حركتها وسط الجماهير ، أو على الأقل تطوير العمل فيها مثلما تفعل الحوار المتمدن ، أو مثلما تفعل القوى اليسارية في أوربا الغربية و أمريكا اللاتينية ، و أتخذ من تلك المقرحات دليلاً للنظال اليومي ؟ إن هذا الفشل التاريخي لهذه القوى في إنتاج النظرية الثورية الوطنية و كسب المحرومين لها و زجهم في الحراك الثوري اليومي و المتواصل هو الكارثة بعينها ، و هو المسؤول عن خلق الفراغ السياسي الكبير الذي أصبحت تحتله الآن القوى الظلامية للأحزاب الدينجية القادمة من خارج التاريخ ، و غير القادرة على خدمة أحد غير كروش و جيوب و خصى قادتها ، و السير بالمجتمع كله إلى الوراء ، وخصوصاً بالنسبة لوضع المرأة و الطفل . و الطامة الكبرى هي أن الكثير من القوى اليسارية هذه باتت تتجنب حتى إنتقاد الأنظمة الدكتاتورية و الأحزاب الدينجية و الشوفينية و رموزها البغيضة ، و تعرية جرائمها و زيفها و انتهازيتها ، لتضع نفسها موضع الدفاع و الإعتذار بدلاً من الهجوم و المبادرة ؛ و بذا فقد سمحت لهذه القوى بأن تكسب عقول و قلوب شرائح إجتماعية كبيرة لا مصلحة تجمعها بهذه القوى بسبب غياب الوعي و البديل الثوري .
2 - هل كان للاستبداد و القمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية و اليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية و اليسارية ؟
جـ /2
نعم بالتأكيد . لا يستطيع إلا المجافي للحق نكران أن القوى اليسارية في الشرق الأوسط و أفريقيا قد تعرضت إلى أشرس حملات الإبادة الجماعية و للتصفية الجسدية و التنظيمية التي شهدها العصر الحديث ، و التي زاد عدد المصفين فيها جسدياً على المليون مناضل ، و خصوصا في العراق و السودان و اليمن و مصر و لبنان و فلسطين و الصومال و دول الخليج – ناهيك عن تركيا و إيران و أفغانستان و أنگولا و أثيوبيا – و ذلك منذ أربعينيات القرن العشرين ، و حتى زماننا هذا . و مقابل هذا ، فقد كانت القوى اليمينية و الدينجية تحظى بالدعم المادي و المعنوي المتواصل من طرف المستعمرين الإنگليز و خلفائهم الأمريكان ، و من تلاهم من الحكام المستبدين ، من الخديويين إلى الهاشميين إلى آل سعود ، و من البعثيين و السادات و مبارك و البشير ، إلى بوش و أوباما . و مقابل هذا ، فقد أعدم أو أغتيل أو شرد المئات من ألمع المفكرين الثوريين العرب ؛ و من البديهي أن يؤثر ذلك سلباً في قوى اليسار و الديمقراطية . أنظر تأثير إغتيال الشهيد هادي المهدي على حركة الشباب ضد الفساد و الطائفية في العراق .
كما إن هناك مشكلة أكبر و أعمق تواجه قوى اليسار كافة : ألا و هي مشكلة التمويل . القوى اليسارية في المنطقة بشكل عام فقيرة مادياً و بشرياً لكونها تعتمد أساساً على الإشتراكات الشهرية و التبرعات البسيطة من الأعضاء و المؤازرين المتطوعين و غالبيتهم من الطبقة المتوسطة المضمحلة . كما أن هذه القوى محرومة من المقدرة المالية على تفريغ العدد المطلوب من المحرضين و المنظمين المحترفين ، و بالتالي فهي في وضع صعب لا تحسد عليه ، و ذلك على العكس من الدعم المادي و المعنوي و اللوجستي الرهيب و اللامحدود لأمراء البترول و الشيوخ للأحزاب الدينجية . أنظر الآن للمصارف التجارية لآل سعود و شيوخ النفط : أغلب المديرين فيها هم من شيوخ الإخونجية المصريين . كل هذا يتطلب رسم سياسات جديدة و مبتكرة من طرف قوى اليسار للتوفر الذاتي على الموارد المالية التي هي عصب التنظيم ، و بالتالي القدرة على تجنيد الثوار المتفرغين و المكرسين أنفسهم للتغيير و للثورة و للإنتصار للقضايا العادلة .
3. هل أعطت هذه الانتفاضات و الثورات دروساً جديدة و ثمينة للقوى اليسارية و الديمقراطية لتجديد نفسها و تعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة ؟
جـ /3
نعم بالتأكيد . و لكن السؤال المهم هو : هل أن هذه القوى قادرة ذاتياً و موضوعياً على الإفاده من هذه الدروس بتحويلها إلى برامج للنضال يومي ؟ أشك في ذلك .
4. كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
جـ / 4
أمام القوى اليسارية طريق واحد مؤثر للعمل بعد سقوط الأنظمة الإستبدادية ، أساسه – برأيي – المبادئ التالية :
أولاً : رفض مصيدة المشاركة الهامشية في السلطة رفضاً مطلقاً إلا كحزب للأغلبية يتبنى مشروعاً ثورياً ينتصر للمحرومين و المظلومين ، و بعكسه الإضطلاع بالدور الثوري و البناء للمعارضة .
ثانياً : تبني قضايا كل المحرومين و المظلومين ، و كسب الجماهير و خصوصا الشباب للنزول بهم للشارع لتحقيق المكاسب لهم . في الحركة البركة ، و في الجمود الإنقراض ؛ و لا خير في زعيم يساري مكانه الأبراج العاجية و ليس الشارع و الميدان . على كل قائد يساري أن يسأل رفاقه يومياً ، و قبل و بعد كل إنتصار صغير أو كبير : أية قضية عادلة فاتنا التحشيد اليومي المتواصل للانتصار لها عبر الإعتصامات و المظاهرات و غيرها من وسائل النضال الشعبي ؟ و حالما يتم تشخيص القضية حتى توضع الخطط للتحرك السريع و المؤثر ، و يتجه الجميع للتنفيذ بدون مط و جرجرة و تقديم رجل و تأخير أخرى ، و التحشيد الجماهيري بروح التعاون و الرفقة و التضامن و التماسك .
ثالثاً: التعرية و النقد اليومي الذي لا هوادة فيه للهيمنة الامبريالية و للقوى اليمينية و خصوصا الدينجية بالدعوة لتبني المباديء العلمانية و حقوق الإنسان و أهمها حقوق المرأة و مساواتها الكاملة بالرجل و حق العمل و السكن و حقوق الطفل . هذه القوانين السامية و العالمية تصيب الدينجية بمواجعهم . كما ينبغي أطلاق مسميات جديدة و معبرة على الأحزاب الشيوعية مثل حزب الشعب أو الحزب الديمقراطي و غيرها من المسميات الجذابة و الواقعية . لنتعلم على الأقل من الإخوان و السلفية في طرحهم لأسماء براقة مثل حزب النور و حزب العدالة و التنمية : أي نور يمكن أن ينبعث من حزب ظلامي ؛ و أية عدالة في حزب يؤمن بأن المرأة هي نصف الرجل ؟ الثورية تكمن في الأفعال و ليس في المسميات ، و القائد اليساري الذي يعتقد أن هذا الإسم أو ذاك الذي عفا عليه الزمن هو أسم مقدس أو مبجل أو تاريخي هو شخص غير ثوري و لا يساري ، بل هو كاهن يميني يجلس عاجزاً في الصومعة .
رابعاً : الاستثمار الأمثل للانترنيت عبر إفتتاح مقاهي مجانية لها ، و تنظيم الشباب فيها ، و الإفادة من مبادراتهم ، لمواجهة إستثمار الدينجية للمساجد لتجهيل البشر . و من شأن نشر الوعي عبر تثقيف الشباب تحصين العقول ضد الجمود العقائدي و الأفكار الرجعية و الظلامية .
5. القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري ؟
جـ / 5
نعم بالتأكيد . أن تشكيل مثل هذه الجبهة أمر حيوي و ضروري جداً . و لكن هل يمكن لمثل هذا التنظيم أن يتشكل في ضوء سيادة مفهوم القائد مدى الحياة ؟ لكي تتشكل مثل هذه الجبهة ، تحتاج قوى اليسار أن تدخل الديمقراطية المباشرة في تنظيماتها ، و هذا أمر مشكوك في حصوله ، لكون العديد من قوى اليسار ما زالت تؤمن بالفكر الواحد ، و ترفض تعدد المنابر ، و تخوّن الآخر ؛ أي أنها ، ببساطة ، تعيش بعقلية ماضوية متكلسة و غير ديمقراطية تعود للمباديء اللينينية للتنظيم الحزبي التي شاخت و أصبحت معوقاً للتنظيم الثوري الحقيقي و تناميه ، و ينبغي إيجاد بديل فعال لها يؤمن بضرورة تطوير المباديء التنظيمية لتتساوق مع الواقع ، ناهيك عن النظرية الثورية . الإجتماع الحزبي الذي لا تبحث فيه قضية نظرية بشكل نقدي و كيفية ربطها بالواقع المعاش ، و لا مشكلة محلية و كيفية التحرك جماهيريا و تثقيفيا بكل الوسائل المتاحة لحلها هو هواء في شبك ، و مضيعة للوقت و للجهد ، و خسران أكيد للفرص في التغيير الثوري .
6. هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟
جـ / 6
كلا ، بالتأكيد ! حب الزعامة مرض اجتماعي مزمن يهيمن على عقول و قلوب القيادات السياسية في الشرق الأوسط كله ، و بضمنها الأحزاب و المنظمات اليسارية التي لم و لن تشفى منه ، بل هي دائبة على تجميع المصفقين حولها ، مع إبعاد أقوى المنافسين عنها ، و قد تستميت لتحافظ على "الوضع القائم " و الجمود و التكلس ، ناسية أو متناسية أن اليسارية لا يجمعها جامع بالحفاظ على الوضع القائم ، و إلا أصبحت خارج التاريخ مثلما هو حاصل الآن . نحتاج لأحزاب يسارية حقيقية تشتغل بعقلية ثورية جديدة تؤمن إيماناً عملياً و مبدئياً بالتغيير ، و لا تسمح لقائد محلي أو مركزي بالبقاء في كرسيه لأكثر من أربع سنوات ، مع السماح للقيادات الشبابية بالبروز و تداول المراكز من خلال معطيات حركة النضال اليومي بعيداً عن تحكمات المركز . كيف نستطيع الكلام عن اليسار الثوري عندما لا يؤمن هذا اليسار بالتغيير و لا يطبقه على نفسه قبل الآخرين ؟ لا توجد ثورية حقيقية بدون التغيير و التطوير و الحراك الثوري اليومي . الثرثرة الكلامية لا تخلق التغيير و لا تصنع الثورات . الفعل الإجتماعي المنظم هو الذي يصنعها . و للأسف ، فإن بعض القوى اليسارية نسيت أو تناست حتى هذه الأبجدية !
7 . قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة و مساواتها و دورها الفعال، كيف يمكن تنشيط و تعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع ؟
جـ /7
صعب جداً تحقيق ذلك ، و لكنه ليس بالأمر المستحيل . هناك مشكلة الوعي المتدني للمرأة نفسها بسبب وضعها الإجتماعي المتخلف المفروض عليها ، و التقاليد الإجتماعية المحافظة ، و سموم دعايات الدينجية الموجهة خصيصاً ضد حقوق المرأة . و هناك مشكلة سيادة الفكر الذكوري بين كوادر وقيادات الأحزاب السياسية اليسارية نفسها . الموضوع يحتاج إلى عمل شاق و دائم من التثقيف و النضال الجماهيري اليومي المبني على أساس الأيمان الحقيقي بحرية المرأة . و لا يكفي أن يكون للمرأة حضورها الشكلي في هذا النضال ، بل المطلوب مساهمتها الفعالة في الدفاع عن حقوقها و رفض التدجين الإجتماديني لها . يمكن إتخاذ مبادئ اتفاقية " السيداو " أساساُ لهذا النضال و ذلك بتحويلها إلى دليل عمل ، و خارطة طريق ترسم البرامج لتحقيق كل مبدأ منها عبر مدد معقولة ، و التثقيف و التحشيد الجماهيري له ، و ليس الإكتفاء برفع الشعارات التي تقول : يناضل حزبنا لتحقيق المساواة الكاملة بين الرجل و المرأة ... و من ثم القعود ، أو تدبيج كلمة أو كلمتين تسبيحيتين بهذا الصدد . المطلوب هو الحراك الإجتماعي اليومي و المستمر و الفعال و بكل الطرق المتاحة ، و أهمها التظاهر و الإعتصامات التي يشترك فيها الرجال و الأطفال جنبا إلى جنب النساء .
8 . هل تتمكن الأحزاب اليسارية و القوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟
جـ / 8
نعم بالتأكيد ، مع إعتراضي الشديد على استخدام المصطلح المخادع و غير الصحيح لـ : "الإسلام السياسي" ، و هو فخ يجاهد الدينجية لإيقاع اليسار فيه بغية احتكار الإسلام لأنفسهم ، و وسم السياسي الآخر بغير الإسلامي أو المعادي للإسلام ، و كثيراً ما ينجحون فيه ، حتى في موقع "الحوار المتمدن" . لا يوجد هناك شيء أسمه إسلام سياسي ، لأن الإسلام دين يخص علاقة الإنسان الفرد بربه ، و ليس سياسة إجتماعية . و حيثما يتحول الدين إلى "شغل بولتيكا" ، ينتهي الدين ، و تنتهي البولتيكا النافعة إجتماعياً . الأحزاب الدينجية يمكن الحد من تأثيرها بنجاح بالنقد المستمر و بكل الوسائل المتاحة لطائفيتها ، و فساد رموزها ، و تعرية ظلمها الإجتماعي ، و رجعيتها الفكرية ، و رفضها الفاضح للعلمانية و لحقوق المرأة عبر تخرصاتها الحسبوية اليومية . و هذا هو أول و أهم واجب لكل قوى اليسار . مع حكم الدينجية لا توجد حرية و لا ديمقراطية و لا حقوق إنسان و لا عدالة إجتماعية ، ناهيك عن حقوق المرأة و مساواتها بالرجل . أنظروا ماذا عملت رموز الدينجية في حكمها لإيران و أفغانستان و السودان و غزة و السعودية و العراق ، و ما سيفعلونه في ليبيا و تونس و مصر . هؤلاء أسوأ من حزب البعث و النازيين . و أهم شيء هو تعرية رموزهم بتجريدها من القدرة على التأثير على الشباب عبر التثقيف و الانترنيت و الحراك الإجتماعي و التوعوي المتواصل و الذي لا هوادة فيه . و أهم من هذا هو فضح تكفيريتهم و قيامهم بتنصيب أنفسهم مقام الله جل جلالة رغم عوراتهم الماثلة للعيان . كما ينبغي كذلك فضح محاولتهم المتاجرة بالدين عبر تظهير رصيده الإجتماعي لحسابهم الخاص ، و هذا عمل غير شريف لا يليق إلا بالحرامية و الدجالين . و لا يجوز السكوت على تمسكنهم للتمكن و لا لبوس لباس الديمقراطية ؛ فديمقراطيتهم قذرة ، و تمسكنهم مرحلي قبل وثوب الذئب على الفرائس . وهم يرفضون التداول الحقيقي و الفاعل للسلطة ، و يستغلون مغانم الأخيرة – شأنهم في ذلك شأن الفاشيين – للبقاء في الحكم أطول مدة عبر إقصاء الآخر باستخدام سلطة المال و القضاء المسيس و المؤدلج دينجياً . ينبغي التنظيم و التحشيد ضد كل هذه المخاطر الرهيبة ، و إقناع المحرومين بضرورة التحرك من أجل الوقوف ضد رموزها المهلهلة قبل فوات الأوان .
9. ثورات العالم أثبتت دور و أهمية تقنية المعلومات و الانترنت و بشكل خاص الفيس بوك و التويتر..... الخ ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديداً و آليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي و المعرفي الكبير ؟
جـ / 9
نعم بالتأكيد ، و قد سبق و أن تطرقت آنفاً لأهمية استثمار الأفضليات و التي تتيحها التقنية الرقمية بهذا الصدد . و كذلك لا يجب أن ننسى أهمية الفضائيات اليسارية ، و استخدام الهاتف النقال ، و الكامرات الرقمية ، و المواقع الشبكية ...
10. بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن ، كيف تقيمون مكانته الإعلامية و السياسية و توجهه اليساري المتفتح و لا متعدد المنابر ؟
جـ / 10
الحوار المتمدن نجم براق في سماء اليسار ، و هو نجم يثلج ألقه القلب . و أخشى ما أخشاه عليه هو فقدانه لبريقه الثوري بسبب الرضا عن النفس و غياب السعي المتواصل في التغيير و التطوير . و لقد قدمت سابقاً بعض المقترحات الضرورية بهذا الشأن و لم أجد أي إستجابة فاعلة للعمل بها . و سأعيد هنا بعضاً منها :
أولا : برأيي أن وصفة موقع الحوار المتمدن باللغة الإنگليزية تحتاج إلى التطوير ، و قد اقترحت فيما سبق صيغة معدلة له ، و لم يؤخذ بشيء منها لحد الآن ، مع الأسف .
ثانياً : الشكل الفني للموقع العربي بحاجة للتطوير الجدي و المتواصل ، بدءاً من (layout) إلى (styles) إلى (options) ، إلى برمجيات التحكم بنصوص المقالات . كما ينبغي السماح لأصحاب المقالات بالدخول على مواقعهم الفرعية للتغيير و التطوير و التنقيح حسبما يرغبون ، و بضمن ذلك حق إختيار الرسومات و الأيقونات و الأساليب ، أو ترك ذلك لكادر الحوار . كما ينبغي تطوير برمجيات الصفحة العربية و الصفحة الإنگليزية بحيث تسمح بإظهار الشكل الصحيح للغتين معاً ، و ليس تنسيق النص الإنگليزي من اليمين إلى اليسار وسط النص العربي أو بالعكس ! في ترجمتي الشعرية لمعلقة إمريء القيس يظهر النص العربي للمعلقة مشفراً ، و قد اتصلت بالرفيق رزكار للتصحيح ، و تم ذلك ليومين ، ثم عاد النص العربي المشفر ! و يلاحظ أن البرنامج العربي المستخدم لا يسمح مثلاً بإظهار علامات التنصيص (quotation marks)، أي أن رموزه ناقصة ، و أن البرنامج الإنگليزي لا يسمح بإظهار علامة التملك الإنگليزية و لا علامة الهمزة و العين بالإنگليزية و غيرها . هذه أمور حيوية و سهلة التنفيذ ينبغي التحرك السريع لمعالجتها و ليس تجاهلها .
ثالثاً : يلاحظ أن بعض كتاب الحوار المتمدن قد يتوقف عن النشر فيه . أقترح الإتصال بهم و حثهم و تشجيعهم على مواصلة النشر عبر الموقع و التواصل معهم ، و الإصغاء لهم لكونهم باتوا أحد الأصول (assets) الثمينة لهذا الموقع الجليل و محل تقديره و إعتزازه ، و الذي ينبغي الحرص على إدامة الحوار و التواصل المتمدن معهم .
رابعاً : غادرتنا إلى العالم الآخر كوكبة مجيدة من الكتاب المتميزين في الحوار . أقترح فتح موقع خاص بهم ، و دعوة أصدقائهم و المعجبين بهم للكتابة عنهم و تنظيم ملفات لهم وفاءً لهم .
وختاماً ، بودي أن أعبر عن تقديري العالي لكل كادر الحوار المتمدن و كتابه و قارئيه ، و كل عام وانتم بخير .
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صعود تاريخي للبتكوين... هل ينعش ترامب العملات المرقمة؟ | الم
.. #رابعة_الزيات تكشف عن عمرها الحقيقي بكل صراحة #ترند #مشاهير
.. تونس والمغرب: ماذا وراء طلب الحصول على صواريخ جافلين الأمريك
.. الجزائر: إدراج -القندورة- و-الملحفة- على قائمة التراث الثقاف
.. الجزائر: مجلس الأمة يدين -تدخل- البرلمان الأوروبي في الشؤون