الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتابات الإسلاميين: مقالات مفخخة و حوارات حقول الألغام

ماجد حسانين

2005 / 2 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سألت نفسي ما السبب في تدني مستوى الحوار العربى و تحوله إلى معارك و صراع ديكة و إنتقاله من القضايا موضع المناقشة إلى إهانات شخصية؟جميعنا نريد التوحد للنهوض بالوطن

... صح؟

المشكلة أن البعض يرون أن ذلك التوحد يجب و لابد و أن يكون إسلامياً. و إذا ما إعترضت صرخوا:- (((((إشهدوا يا ناس واحد كاتب مجوسي لوطي كافر صهيوني واقف في الطابور الخامس لا يعترف أن إسلامنا هو الحل)))))) على طريقة مجدي محرم
إن السبب في دعوتي إلى فصل الإسلام عن السياسة هو أن الإسلاميين يكرهون المعارضة و أي تيار سياسي لا توجد له توجهات إسلامية.
الإسلاميون يريدون تكوين حزب وطني آخر يحتكر مقاعد كل شئ حتى الأتوبيسات.
الإسلاميون يريدون لنا أن نتبعهم بلا إعتراض ، الإسلاميون بريدون تحويل تصوراتهم السياسية و الإقتصادية و العسكرية إلى تصورات مقدسة و من إختلف معها فهو إما كافر أو عميل أو الإثنين معاً.

الأستاذ مجدي محرم يكتب و في ذهنه أن هناك من سيعارض الفكرة ، كأي فكرة لها معارضين. و هو يكره المعارضة فلذلك يتخذ إجراءات تضع من يعارضه تلقائياً في قفص الإتهام.
من تلك الإجراءات هي عنوان الخطبة أو المقال أو القصيدة أو أي شئ يكتبه. إليك عدة أمثلة:
إستخدام لفظ (الصهيونية) ثم يبدأ بسباب معارضيه فإذا تكلم أحد بعدها وقع في فخه و إنتقل تلقائياً الى التصنيف الذي أعد له مسبقاً.
و كأن لسان حاله يقول الصهاينة يعارضوني - ثم يبدأ في السباب المتواصل ، فلا يجرؤ احد على معارضته خوفاً من أن يتصف بالصهيونية. مع العلم أني أتفق معه شخصياً في بعض مما يقول و أختلف معه في أسلوب العرض الغليظ الملئ بالصراخ و العويل.
و كما يختلف الكثيرين في طريقة عرضي المستفزة و التي أعترف بها و أحاول أن أتجنبها فلا زلت أعتبرهم اصدقاء و أحترم وجهة نظرهم.

لن أسترسل في تحليل عنواينه في وصف من يعارضهم أو يعارضونه فهي واضحة
( لواط و شواذ و عهر و صهاينة و طابور خامس ...إلخ)


الإجراء الثاني المستخدم منه و من بعض الكتاب هو كتابة المقال مستخدمين صبغة إسلامية على طريقة خطبة الجمعة.
(الآن سيقولون إشهدو يا ناس الملحد يتهكم عل خطبة الجمعة لعنه الله ألم يسمع قوله تعالى "ثم يلونها بآية من القرآن").

ما علينا!
ما أردت أن اقوله أنهم يعدون مقالاتهم بطريقة لا تستهدف الحوار أو الرد بل هي كطريقة الخطبة حين يكون هناك خطيب واحد و متلقين لا يجوز لهم المناقشة و لا يجوز لهم الإعتراض.
و كالخطيب المتعصب فهم يزجروننا إذا ما فتحنا أفواهنا علي طريقة (ثكلتك أمك) أعني سباب إسلامي و تتفاوت فيه الدرجة من ضال مسكين مروراً بالزندقة و الفسق و النفاق و غيرها و إنتهاء بمشرك و كافر عدو الإسلام.

مقالاتهم تشبه حقول الألغام و المطلوب منك أن تتبعهم في كل ما يقولون - و كأن الكاتب يمسك بيدك بإعتبارك طفل أو كائن غير عاقل أو كأنك أعمى لا ترى في العتمة و هو وحده القادر على رؤية كل شئ - فعليك ان توافقه في كل ما يقول و إلا إنفجر فيك لغم.

بمعنى أنه كلما قرأت شيئاً لا يعجبك و فكرة لا تستسيغها و حاولت أن تعترض ستصطدم بحديث شريف أو بآية قرآنية مطوعة كاملاً لخدمة الفكرة فهل لك أن تعترض على كلام الله.
و تستطيع أن تتخيل الكاتب مخرجاً لك لسانه و مبتسماً إبتسامة صفراء قائلاً :- "إعترض بقه على كلام ربنا".
و أنت أمام خيارين
إما أن تدافع عن رأيك..... أو أن تقول "اللهم لا إعتراض" و تكتم فكرتك إلى الأبد.
في كلتا الحالتين أنت خاسراً!!!! كيف؟
ففي الحالة الأولى إذا إعترضت عليك أن تكون ضليعاً فى النصب مثلهم حتى تتمكن من إيجاد آيات قرآنية أخرى تطوعها تطويعاً للدفاع عن فكرتك و فجأة يتحول الحوار إلى حوار إسلامي إسلامي ينتهي عادة للاشئ سوى "أستغفر الله لي و لكم و أقم الصلاة."
و إن لم تكن من محترفي تطويع القرآن و السنة و سيرة السلف فانت في مأزق شديد إذ أن أفكارك لن تكون معارضة لأفكارهم و حسب بل أيضاً للقرآن الكريم و سيرة السلف.
و في الحالة الثانية فأنت خاسراً أيضاً إذا ما إبتلعت كلماتك و أفكارك و تصمت و تشاهدهم يخطبون خطبهم عالية الصراخ ثم يهنئون بعضهم و ينامون فيصبحون على خطبة أخرى و هكذا إلى أن تمود كمداً.
و انا إخترت ألا أخسر بالطريقة الثانية و أفضل أن أموت على رأيى بدلاً من أن أموت كمداً. فتعددت الأسباب و الموت واحد. و إن مت فستبقى كلماتك فالكلمات لا تموت. (لابد أن أحداً ما سيتفكر فيها)

أيها الأعزاء إن الخلاف ليس على وجود الله أو صحة الإسلام كما يحاول أن يصوره لكم هؤلاء ، و إن الحوار لم يتطرق إلى مناقشة القضايا الدينية إلا بعدما تم إقحامها عنوة في أي قضية.
و هذا هو مخططهم للسيطرة على عقولنا ...المخطط الذي نفذه ملوك النفط و أمراء الجزيرة بتجنيد جيش من مطوعي القرآن و السنة لخدمة الراعي و حتى عندما ظهرت معارضة كانت أيضاً إسلامية فشهدنا حرب خوارج جديدة على أتباع المعارضة الإسلامية في السعودية و الكويت. أفهذا ما تريدون جرنا إليه و تريدون تكراره في مصر؟

نحن على وشك المرور بتغيرات كبيرة في مصر و لابد أن نتوحد في تقرير كيف سيكون شكل العمل الوطني في المرحلة القادمة.
و هم يريدونه توحد إسلامي و نحن نريده توحد وطني
هم يريدونه توحد عربي و نحن نريده توحد مصري (على الأقل كبداية)
و قد قلتها من قبل إذا ما إتخذ الإسلاميين القرآن و السنة كبرنامج سياسي فعليهم أن يسقطو عنهما القدسية. و أنا قبلهم لن أقبل بتلك التضحية ، و لذا فلا يجوز أن يتم أسلمة السياسة.
و إذا ما إتخذ الإسلاميين الإسلام كحائط يبصقون من خلفه على معارضيهم فعليهم ان يتقبلوا أن يصيب حائطهم بصاق. (تمهل قبل ان تسبني) فأنا أدعوهم إلى التوقف عن إستخدام الإسلام في مقالاتهم التي تحتوي سباباً.
إن حرصي ألا يتعرض الإسلام للتشويه و الهجوم هو الدافع وراء مطالبتي بأن يتم فصله عن العمل الوطني. و ليس الحل يكمن في إخراس الآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah