الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤسسة الدينية رصيد مدني.. الكنيسة البولونية نموذجاً

عدنان فارس

2013 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعب رجال الدين في بولونيا أبان حقبة النظام الشمولي دوراً كبيراً في التحشيد وإسناد مطالب الشعب البولوني من اجل نيل حقوقه المشروعة وعلى رأسها الديمقراطية السياسية والتعددية الحزبية.. ورغم حيوية وفاعلية دور الكنيسة هذا إلّا أن أحداً او مجموعة من رجال الكنيسة لم يطرح نفسه كـ (قوة سياسية) في الشارع البولوني المكافح ضد نظام الحكم القائم آنذاك بل اكتفت الكنيسة باستثمار ثقلها في أوساط المجتمع داخل إطار التحشيد والاسناد والدعم وكذلك استثمار دور وموقع الكنيسة البولونية في الفاتيكان لكسب التعاطف والتأييد من خارج بولونيا لإضرابات واحتجاجات الشعب البولوني بقيادة حركة "تضامن" العمالية.
لقد كانت مساهمة رجال الكنيسة البولونية، في تأجيج الغضب الشعبي ضد الديكتاتورية، قائمة على أنها "منظمة مجتمع مدني" وعلى اساسٍ من التنسيق والتفاهم مع ممثلي القوى السياسية الحقيقية للشعب البولوني وفي مقدمتها منظمة "تضامن" النقابية التي تأسست في اوغسطس 1980 بزعامة النقابي البولوني ذائع الصيت "ليخ فاليسا" والتي كان قوامها الأساسي بعضٌ من نقابات العمال ومن ثم توسعت لتحضى بتأييد نقابات اخرى وفئات اخرى داخل المجتمع البولوني التوّاق للحرية واستعادة الحقوق الاساسية التي سلبها نظام الحكم الشمولي واسترداد سيادة بولونيا التي استباحها وهدرها هذا النظام الموالي للاحتلال السوفييتي.
وفور أن تحقق المطلب الأساسي لحركة "تضامن" في العام 1989 والمتمثل برحيل نظام الحكم الشمولي الذي اقترن زواله، فيما بعد، بانهيار الاتحاد السوفييتي والاعلان عن تفككه (رسمياً) في 25 ـ 9 ـ 1991 أقول فورَ ذلك عادَ رجال الكنيسة البولونية الى كنيستهم، مشكورين على ماقدموه وفخورين ومكتفين بما قدموه خدمة لحرية شعبهم، ولم يتركوا لهم أي بصمة أو تأثير او حتى أي تدخل، لا من قريب ولا من بعيد، على تطور مجريات الاحداث السياسية اللاحقة في بولونيا (الجديدة) بعد انهيار ديكتاتورية نظام الحكم الشمولي.
لقد اكتفت الكنيسة البولونية بإنحناءة (شكر وعرفان.. لم يطلبوها أصلاً) من قبل الشعب البولوني على ماقدمته وساهمت به الكنيسة من تحشيد محلي وعالمي أبان النضال لخلاص وإنقاذ بولونيا وشعبها من استبداد وطغيان النظام البولوني السابق.
ومنذ ذلك الحين فالكنيسة البولونية، برجالها ومؤسساتها، نراها تحظى باحترام وتقدير المجتمع البولوني وتحظى باحترامٍ ورعاية من لدن الدولة البولونية العَلمانية الديمقراطية الجديدة والتي ساهمت الكنيسة البولونية، مشكورة، في مساعدة الشعب البولوني على صنع هكذا دولة.. من دونِ منة ولا فضل ولا وصاية.. فالدين، إن كان لابد له ولرجاله من دور، فهو في خدمة الشعب.. في وقتٍ محدد وفي ظرف معين ومحدد ايضاً.
فهل رجال الدين، ومؤسساتهم، في غير بولونيا فاعلون مافعله أقرانهم في بولونيا؟... واللبيبُ بالإشارةِ يفهمُ!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا