الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جهاد النكاح... وتحرير الأوطان

علاء كنه
(ِAlaa Kana)

2013 / 9 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كانت المتاجرة بالدين قديماً هي رفع المصاحف على أسنة الرماح...أما اليوم فإن المتاجرة بالدين باتت أنوع، فهي أما أن تقتل بأسم الدين، أو أن تنهب بأسم الدين، أو تظلم بأسم الدين، أو تفسد بأسم الدين... ونحمد الله بأننا قد شهدنا كل أنواع التجارة هذه.
مع كل تقديري وأحترامي للشرفاء من رجال الدين، للأسف هناك البعض منهم يمكنني أن أطلق عليهم (تجار الدين!) هم من الدعاة للباطل والذين يريدون الدنيا بعمل الأخرة، ومن المروجين لشريعة جديدة ضد الشرع من خلال فتاويهم، تلك الفتاوى التي شوهت ولوثت سمعة الدين، ومع ظاهرة إنتشار رجال الدين الجدد والذين نسوا أو تناسوا بأن غالبيتهم أجبرتهم ظروفهم بعد فشلهم في الحياة وفي مجال الدراسة والعلم الى التوجه الى هذا الطريق لكونه أسرع وأسهل طريق للتأثير والسيطرة على البسطاء من العامة، ومن ثم تطوعهم في دورات أمنية تعقد في دوائر الأمن والمخابرات لبلدانهم ليتخرجوا منها رجالاً أوفياء ينطقون ويفتون بإسم النظام الحاكم وزبانيته... تذكرت في تسعينيات القرن الماضي الشيخ عبد الغفار العباسي ذلك الشيخ الوقور! المنافق والذي أصبح أسماً على علم وبات يضاهي في وقتها المطرب مايكل جاكسن (رحمه الله!)، إذ كان يطل على العراقيين بمغامراته وفتاويه الشيقة، من خلال برنامجه المسمى (المؤمن) ومن خلال قناة الشباب التي كان يديرها أبن الطاغية المنصور! لينعق كالغراب بما لذ وطاب من الفتاوى الجاهزة والتي فُصلت على مقاس النظام الحاكم وقائده المغوار!! والتي كانت تحاك في دهاليز اللجنة الأولمبية العراقية!، حيث كان الشيخ يتقاضى أجوره منها.
اليوم يعيد التاريخ نفسه مرة ثانية إذ يطل علينا مرة ثانية وبقوة هؤلاء العلماء الشياطين! الذين يفتون بدون علم ويطغون في الأرض ويعيثون بها فساداً، إذ ينادون بتجارة أو مهنة جديدة وهي مهنة البغاء بأسم الله، لا بل باتوا يصنفونها بنوع جديد من الجهاد أسموه بجهاد النكاح!، ولا أدري منذ متى أصبح تحرير الأوطان يتم بالنكاح، أو إستخدام النكاح لإسقاط الحكومات وتحرير الشعوب؟ نعم إنه جهاد الدعارة!، هؤلاء الذين لا شرف ولا دين لهم والذين يفتون بهذا النوع من الجهاد يصلح أن يطلق عليهم كلمة الداعرين، وهنا يتوجب تعريف هذه الكلمة ليتسنى للجميع معرفة المعنى الدقيق لها، ويقصد بكلمة (الداعر) في اللغة العربية هو فاسد السلوك أو من فسدت أخلاقه وفَسَقَ وفجَرَ، وهذه الكلمة أسم فاعل من دَعَرَ، ويمكن القول أيضاً الدَّاعِرُ‏: الْخَبِيثُ الْمُفْسِدُ وَمَصْدَرُهُ ‏(‏الدَّعَارَةُ‏‏ وَهِيَ مِنْ قَوْلِهِمْ عُودٌ دَعِرٌ أَيْ كَثِيرُ الدُّخَانِ‏).
كلمة حق يجب أن تقال بحق كل شهداء الأمس من فلسطين ومصر والعراق وبقية الدول العربية والذين سطروا أروع ملاحم القتال والشرف في التاريخ الحديث وبأنهار من دماء سالت في سبيل أوطانهم من أجل الحرية والإستقلال... أقول لهم أرقدوا بسلام وشرف، فإن ملاحم القتال والجهاد اليوم تتم بمناكحة النساء والتكبير عليهم، وليس كما كان الحال أيامكم.. نعم إنهم يقاتلون اليوم ويحررون الأوطان بواسطة الدعارة والمال.
إن هذه الفتوى ليست سوى نوع جديد من أنواع السموم والأفكار العفنة التي ينفثها هؤلاء المتطرفين في بدن الشباب ويدعون أبناء البلد الواحد والدين والواحد الى التقاتل فيما بينهم فكرياً وعقائدياً. إذ يصلح بأن نطلق على مروجي تلك الفتاوى بشيوخ الفتنة، فهؤلاء من وصلت أذيتهم الى كل أرجاء المعمورة وهجروا الأمنين من دورهم وأوطانهم، لا بل وصل العار ببعضهم لأن يدعون الأجنبي لإحتلال بلدانهم! بدءاً من القرضّاوي الى العُريفي الى العَرعورّ وهلم جرا... وهنا أسأل هؤلاء الذين يدعون بأنهم مصلحين! لماذا لا يبادر هؤلاء الدجالين المنافقين بهذا النوع من الجهاد أولاً ويرسلوا نساؤهنّ وبناتهّن ليجاهدّن في سبيل الله!! فهنّ أولى بهذهِ القذارة. كما أهنئ هؤلاء المرتزقة الذين بعد ما خسروا الدنيا والاخرة، الأن يخسرون أراملهم بتحويلهن الى مومسات في هذا النوع من البغاء، عفواً (الجهاد) وبتزكية من هؤلاء المنافقين الدجالين. بإعتقادي إن هؤلاء التجار!! هم أخطر على الدين وعلى الأسلام وعلى البشرية اليوم من أي عدو أخر، من خلال تصدير كراهيتهم للحياة وزرع بذور الشر وتلك الثقافة الرعناء في الأجيال القادمة، تلك الثقافة الجديدة التي ظهرت في عهدهم. ففي عهد هؤلاء والحمدلله سمعنا وعرفنا جهاد النكاح ورضاعة الكبير ومضاجعة الميتة، والسطو على ممتلكات الغير من غير المسلمين، وأخيراً وليس أخراً وبنجاح ساحق! (ما يجوز وما لايجوز .... في نكاح العجوز)، أي عهدٍ هذا... عهد الفساد الإخلاقي أم عهد الدعارة المقنعة... ولماذا ظهر اليوم فجأةً وبقوة؟ ولماذا لم نسمع به من قبل...أسئلة لهؤلاء الدجالين.
يعلم ويتفق الجميع معي على إن جميع الديانات تجتمع على إنها رسائل محبة وتسامح وليس إجرام، ولابد لرجل الدين التقي بغض النظر عن عقيدته، صفات تميزه عن غيره من الناس، وهذه الصفات بمجموعها هي بيان لشخصيته السوية، وليس له خيار في تركها وعدم الإتصاف بها، لتكون له القدرة على التأثير في الناس، عن طريق الأرشاد والنصيحة الطيبة وبما موجود في هذه الرسائل بما هو خير للبشرية، وليس بغسل أدمغة البسطاء والعامة وتجهيلهم لضمان السيطرة عليهم وعلى أفكارهم ومن ثم تحويلهم الى وحوش كاسرة تهاجم بعضها البعض، أقول لهؤلاء المتطرفين! أتقوا الله ..أتقوا الله.. وأذّكركم بقوله تعالى ( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (آل عمران:79).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نكاح الجهاد
شاكر شكور ( 2013 / 9 / 27 - 04:56 )
يا سيد علاء لا يوجد دخان من غير نار ولا توجد فتوى دون ان يكون لها سند من كتب التراث ، فشيوخ الأسلام يقدمون لك الأسلام المحمدي الأصلي وليس اسلام نص ردن ، هل تذكر استاذ الشريعة الاستاذ الدكتور عزت عطية الذي نادى بفتوى رضاع الكبير كيف فصلوه من الخدمة ثم برأوا ساحته عندما قدم لهم دليل من السنة ؟ فنكاح الميتة وجهاد النكاح ونكاح البهيمة ونكاح الولدان المخلدون وغير المخلدين كله من السنة ومن السيرة العطرة لرسول المتعة والنكاح ، بالمناسبة الشيخ عبد الغفار سألته امرأة في برنامجه وقالت له زوجي يشرب عرق ويجبرني ان اعمل له مزّة يوميا فهل هذا حرام عليّ في الأسلام ؟ اجابها الشيخ غفار وقال لها يا ابنتي لماذا تعملين مشاكل مع زوجك (هي خياره كصكصيها وشوية طماطة وجفي شره) الحقيقة كان شيخ مودرن وغير متشدد ، اما قولك (يعلم ويتفق الجميع معي على إن جميع الديانات تجتمع على إنها رسائل محبة) فهنا صاح الديك ثلاثة مرات وأشر الضوء الأحمر لجهاز كشف النفاق ، تحياتي


2 - شعوب المنطقة أمامها فرصة تاريخية لن تتكرر
Amir Baky ( 2013 / 9 / 27 - 06:33 )
سقطت أوراق الخداع السياسي التى مارستة الدكتاتورية البوليسية فى حكم البلاد مع فاشية المخدرين للعقول من رجال الدجل. فلعبة تصدير خلاف ظاهرى بين قادتهم هدفها تقسيم الشعب الساذج لفريقان ليتغافل الشعب حقوقه المنهوبة و تغير واجهتة لهذا الصراع الوهمى. فاللعبة هدفها السيطرة على الشعوب و تقسيم تورتة البلد على كلا قادة الطرفان. فبعد تعاون قادة حماس مع إسرائيل و الإخوان مع أمريكا. أصبحت هذه اللعبة الساذجة لا تنطلى إلا على المغفلين. إلى كل شخص له ذرة عقل. الدين ليس أداة تعذيب ولا أداة قهر و لا أداة لإذلال البشر. فلو تم وضع هذه المعايير أمام أعين الجميع لفهمت الشعوب مدى الجرم الذى يرتكبة تجار الدين لأجل تخدير عقول الشعوب. فهؤلاء لا يهمهم سمعة الدين أو سمعة الله أو سمعة النبى. فيمكنهم إظهار قصص للنبى بأنه سفاح لتبرير أفعال إجرامية للحاكم. يذهبون بتفسيرات إرهابية للقرآن لتبرير إرهاب و قهر الحكام لشعوبهم. بإختصار هؤلاء شيوخ أبليس ولو أتت الفرصة لمحاربة حكامهم –المتعاونين معهم- للفوز و التفرد بكرسى الحكم فلن يترددوا. فالخيانة كالماء و الهواء ولا يوجد شيئ فى الكون يؤنب ضمائرهم حتى لو تاجروا بنساء أتباعهم

اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي