الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعجاز الأدبي و الأخلاقي في القرآن و السنة النبوية

حافظ ألمان

2014 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إخوة الإيمان، السلام عليكم، أرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (في رحاب الإسلام)، سنواصل اليوم ما كنّا قد بدأناه في الحلقة الماضية،حيث تحدثنا فيها عن الإعجاز العلمي في القرآن، واليوم سنتحدث عن الإعجاز الأدبي و الأخلاقي في القرآن والسنة النبوية، فتفضلوا إلى هذه الجلسة العرفانية لنسكر وننتشي بخمر الحب وخمر المعرفة.
أخوة الإيمان، الإسلام لم يكن مجرد دين فقط، بل كان ثورة حقيقية، فكرية وأخلاقية، ثورة لتحيق العدل والسلام، فالإسلام ومنذ أكثر من 1400سنة، أسَس أول دولة ديمقراطية في التاريخ، دولة تساوى فيها جميع الناس باختلاف عقائدهم وأجناسهم و ألوانهم، فقد احترم الإسلام الآخر المختلف، ولم يفرض عليه أي شيء بالقوة، فبقي كل على دينه يمارس شعائره وطقوسه بمنتهى الحرية والأمن والطمأنينة، وما كان لهذا الحب أن يسود لولا رحمة الله وكرمه وتوجيهه لعباده، قال سبحانه وتعالى:" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون". (سورة التوبة،29).
وقال رسول الرحمة(ص) داعيا الى الحرية الدينية والتسامح: من بدل دينه فاقتلوه.
كما أنّ الإسلام وقف موقفا حازما من العنف، فنهى عنه، ودعا الى السلام، ولم تكن تحية الإسلام(السلام عليكم) مجرد تحية لفظية فقط، بل كانت تبعث الأمن والطمأنينة في قلب كل من يسمعها، قال سبحانه وتعالى داعيا الى السلام " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم، الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفّ اليكم وأنتم لا تظلمون".(سورة الأنفال،60 )
إخوة الإيمان، منذ أن تحمل الرسول الأكرم(ص) أعباء الرسالة،دعا الى دين الله بالكلمة الحسنة والموعظة والحجة العقلية،فحاور خصومه و جادلهم، فإن اهتدوا كان خيرا وإن لم يهتدوا فوض أمرهم الى الله.قال رسول الله(ص): بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبدالله وحده لاشريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم.
أمّا المرأة، فقد كان لها النصيب الأكبر من الرعاية و الإهتمام، فعظّم الإسلام من شأنها ورفع مكانتها ودحض كل الإدعاءات الكاذبة بحقها، فألبسها ثوب النقاء والطهارة، ونزع عنها ثوب النجاسة الذي ألصقته بها الأديان السابقة والأعراف والعادات البالية، قال سبحانه وتعالى مخاطبا رجاله المسلمين " وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمَموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم و أيديكم إنّ الله كان عفوا غفورا".( سورة المائدة،6).
كما أنّ الإسلام حرّم الإساءة للمرأة لفظا أو فعلا واعتبر ضربها من الكبائر، قال سبحانه وتعالى: " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضكم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إنّ الله كان عليا كبيرا".( سورة النساء،34).
الإسلام لم يفرق بين رجل وإمرأة، فخاطب المرأة باعتبارها إنسانا عاقلا، يتمتع بالحكمة والبصيرة، فأوصى بمشاورتها والأخذ بنصائحها، فأعاد لها الإسلام إعتبارها بعد أن كانت الأديان السابقة وصمتها بأوصاف أقل ما يقال عنها أنّها لا إنسانية، وقد عبر علي بن أبي طالب(ع) في إحدى خطبه عن مكانة المرأة وحقوقها وعن نظرة الله والمسلمين لها :" معاشر الناس:إنّ النساء نواقص الإيمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول، فأمَا نقصان إيمانهن، فقعودهن عن الصلاة و الصيام في أيام حيضهن، و أمَا نقصان حظوظهن، فمواريثهن على الأنصاف من مواريث الرجال، وأمَا نقصان عقولهن، فشهادة امرأتين كشهادة الرجل الواحد، فاتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهنّ على حذر، ولا تطيعوهنّ في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر" .
إخوة الإيمان، لقد ضرب الإسلام مثلا يحتذى في قيادة الأمة، فلم يكن ولي الأمر يتصرف كحاكم مطلق الصلاحية، يتحكم برقاب الناس على هواه، بل كان يشاور الناس ويستمع إلى آرائهم ويأخذ بأكثرها صوابا وسدادا، فالإسلام أعطى للناس كامل الحق في مراقبة الحاكم ومساءلته وعزله إذا قصّر في واجبه، وخير مثال على ذلك الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق، فبعد أن اختاره الشعب حاكما عليه، ولدى وصوله الى البصرة قادما من دمشق، لم يشأ النزول في قصره، بل طلب الإجتماع بالناس في المسجد، فسأل عن أحوالهم واستمع الى مطالبهم ومشكلاتهم ووعد بحلها بأسرع وقت ممكن.
وفي خطبة مؤثرة، اختلطت فيها المشاعر الرقيقة بالمعاني العميقة، عبّر الحجاج عن سياسته وأهدافه : "أيّها الناس من أعياه داؤه فعندي دواءه،ومن استطال أجله فعلي أن أعجله، ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله، ومن طال ماضي عمره قصَرت عليه باقيه، إنَ للشيطان طيفا و إنَ للسلطان سيفا، فمن سقمت سريرته صحت عقوبته، ومن وضعه ذنبه رفعه صلبه، ومن لم تسعه العافية لم تضق عنه التهلكة، ومن سبقته بادرة فمه سبق بدنه بسفك دمه،إني أنذر ثم لا أنظر، و أحذر ثم لا أعذر، و اتوعد ثم لا أعفو، إنَما أفسدكم ضعف ولائكم، أمَا أنا فإن الحزم والعزم قد سلباني سوطي وأبدلاني به سيفي، فمقبضه في يدي، ونجاده في عنقي، وحده في عنق من عصاني، والله لآمر أحدكم أن يخرج من باب هذا المسجد وخرج من الباب الذي يليه لضربت عنقه".
إخوة الإيمان، إنَ كل ما يشهده الغرب الآن من تقدم وحضارة، ماهو إلا ترجمة عملية لتعاليم الإسلام،إلا انَ ذلك الغرب المدعي الأخلاق لم يعترف بفضل الإسلام عليه، وهوبذلك يعتبر بمثابة السارق، وكم نحن المسلمين نشعر بالجحود والنكران من أولئك اللصوص الكفرة، وبرغم المرارة التي تعتصر قلبي، فلن أتوجه اليهم بأي لفظ مشين، فالإسلام انتزع من قلبي كل حقد و ضغينة و غرس فيه الحب والسلام، ولن أقول فيهم إلا كما قال سبحانه وتعالى: " إنّ الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذقوا العذاب إنّ الله كان عزيزا حكيما".( سورة النساء،56).
وقال سبحانه أيضا:" إنّا اعتدنا للكافرين سلاسل و أغلالا وسعيرا". (سورة الإنسان،4)
إخوة الإيمان، مازال هناك الكثير من الإعجاز ولكن انتهى وقت البرنامج ، بأبي وأمي أنت يا رسول الله، سبحانك ربي ما أوسع رحمتك، إنّي كنت من الظالمين فاغفر لي وللمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كاتب غبي
أحمد ( 2014 / 12 / 10 - 15:54 )
اعترف بأني لم أفهم المقال،ولكن ما فهمته أن هذا الكاتب مختل عقليا،فقد تكلم بشكل جيد عن الاسلام ولكن شواهده من القرآن الكريم كانت عكس ما قاله لاشك انه مجنون


2 - لا حول ولا قوة الا بالله
أنس ( 2014 / 12 / 10 - 16:07 )
أنت يا حافظ ألمان تستخدم اسلوب خبيث و ماكر ،في الماضي سخرت من يوسف زيدان و مصطفى محمود واليوم تستهزء بكلام الله ورسوله، فوض أمرك لله


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 10 - 16:21 )
أولاً : المرأة في المسيحية :
• اقوى نصوص اهانة وتوبيخ المرأة في الكتاب المقدس (المسيحية) :
http://ya66ereg.blogspot.com/2013/07/blog-post_2032.html
• إنجيل المرأة :
http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=114&hl=%-;-C5%E4%CC%ED%E1%20%C7%E1%E3%D1%C3%C9&st=0

ثانياً : الإلحاد و المرأة :
• الإلحاد يرى المرأة (حيوان مُعاق مُشوه) :
http://laelhad.com/index.php?p=2-1-131

ثالثاً : الإسلام سينتصر :
يقول صامويل هنتنجتون : [لا (آدم سميث) و لا (توماس جيفرسون) سيفيان بالاحتياجات النفسية و العاطفية و الأخلاقية لأصحاب الديانات الأرضية، و لا (المسيح) قد يفي بها و إن كانت فرصته أكبر، على المدي الطويل (محمد) سينتصر] .


4 - تعليق الى حافظ المان
ايدن حسين ( 2014 / 12 / 10 - 16:54 )

يا اخي العزيز

بارك الله فيك .. و لكن بنفس اسلوبك

و سلامي


5 - حيّة تسعى بين نخل أعمى
يحيى المثنى ( 2014 / 12 / 10 - 17:30 )


ظل الأفعى رواية خبير المخطوطات يوسف زيدان صدرت عام 2006 عن دار الشروق. تدورأحداث الرّواية حولَ شخص يحاول استرضاء زوجته بعدما نشزت عنه بلا سبب معروف. ويحاول الاستعانة بجدّها الباشا لإعادتها إلى صوابها. يتبيّن فيما بعد أنّ الزوجة كانت تتلقى رسائل بالبريد من أمّها التي كانت قد هجرتها في صغرها بعد وفاة والدها. هدف الرّواية بشكل عام هو بيان أهميّة الأنثى تاريخيّاً وتدرّجها من منزلة التقديس سابقاً وتأليهها إلى منزلة التدنيس في الوقت الحالي ومعاملتها معاملة دونيّةً من قبل الذّكر. ويتم ذلك من خلال الرّسائل التي كانت ترسلها الأم إلى ابنتها والتي يحكي معظمها - بل كلّها - عن الأنثى. وزمن القصّة يدور في يوم واحد ذكرى مولد مؤلفها عام 1958م 30 حزيران 2020م.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=442663


6 - فهم
حمورابي سعيد ( 2014 / 12 / 10 - 18:16 )
اعتقد ان بعض المعلقين لم يفهمو قصد الكاتب , هو ينتقد تناقضات الاسلام بشكل تناوبي مع عكسها . تحياتي


7 - ت5
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 12 / 10 - 18:20 )
المثنى كانت و لا تزال السماوة

(3) -بويب- جدول صغير في قرية شاعرنا أبي غيلان -بدر شاكر السـَّـيـَّـاب- (جيكور
بعد فتح المسلمين مدينة البصرة سنة 14هـ، بنى عتبة بن غزوان في قضاء الزبير 10كم غرب مدينة البصرة، الأثرالإسلامي المقدس الهام مسجد البصرة من القصب، فتحولت حوله المساكن، فيه خطوة مقام الإمام علي بن أبي طالب سنة 36 هـ في حرب الجمل، حيث زار(ع) المسجد وألقى عددا من الخطب فيه، أشهرها الخطبة التي جاء فيها:- كأني أنظر إلى تربتكم هذه قد طبقها الماء حتى ما يرى منها إلا شرف المسجد كأنه جؤجؤ سفينة-. وتحقق غرق البصرة، ولم يصل الماء إلى المسجد.. احترقت البصرة وربما المسجد أيضا، فأعاد بنائه أبو موسى الأشعري باللبن والطين ووسعه سنة 17 هـ . وقد أبقى الإمام علي فيه عبدالله بن عباس لتدريس الفقه والتفسير ، وظهرت فيه بعد ذلك الحلقات العلمية والمناظرات وظهر فيه علماء منهم: الحسن البصري وواصل بن عطاء والخليل الفراهيدي. وسع الولاة المتعاقبين المسجد، حتى سنة


8 - شو هالعبقرية في الطرح
ياقوت الصحراء ( 2014 / 12 / 10 - 21:08 )
مقال منتهى العبقرية كفيل ان ينسف الاسلام كله،و ان يزج باله الرمال و محمد الى مزبلة التاريخ


9 - الى الاخ احمد تعليق رقم1
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 12 / 11 - 02:55 )
هل هو كاتب غبي ام كاتب بمنتهى العبقرية. الم تفهم الحكمة التي تقول (اياك اعني وافهمي يا جاره)؟؟. اخي الكريم يقول ابو الفتح البستي:
وللتدابير فرسان اذا ركضوا ** فيها ابروا كما للحرب فرسان.
شكرا للكاتب الذي ابان بدون لبس بان ما ترونه ايها المؤمنون مآء في الصحراء في وضح النهار هو سراب.

سلام عليكم.


10 - الزنديق حافظ ألمان
احمد ( 2014 / 12 / 11 - 13:14 )
قال حافظ ألمان في مقال سابق(اله من ورق) :إله يحويه كتاب إله من ورق.هذا يؤكد أنه لا يؤمن بالقرآن وانه زنديق كبير


11 - الله واكبر سانطق الشهادتين بعد هذا المقال
مروان سعيد ( 2014 / 12 / 11 - 23:26 )
تحية للكاتب الرائع حافظ المان وتحيتي للجميع
انها معلقة رائعة واسلوب فز وعليه امن بما تسموه دين الاسلام هو دين السلام والمحبة
الاتعلم بان قطع الراس محبة انهم من كثرة محبتهم يريحوا البشر من هذه المعاناة والمجاعات والبطالة
وانت نسيت ان تمدح اخلاق الرسول الاعظم اشرف خلق الله وخاتم رسله انه كان ياتي نسائه بغسلة واحدة وهم ثمانية او تسعةعلى ما اعتقد
. .
وفي غزوة خيبر كان في السبي صفية بنت حيي بن أخطب فصارت إلى دحية الكلبي ثم صارت إلى النبي فأعتقها وتزوجها ( 2 ) . .

وفي رواية لابن سعد : صارت صفية لدحية فجعلوا يمدحونها . فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأعطى بها دحية ما رضي ( 3 )
وللجميع مودتي


12 - يا بو الشويرة الحمرا دق الماني تيرش تيرش
عماد ضو ( 2014 / 12 / 13 - 02:35 )
تحياتي لك ولأسلوبك الساخر الذي يقض مضاجع فرسان الدعوة الإرهابية
هدية لشلة حسب الله
https://www.youtube.com/watch?v=Sea0HGrp2SQ

تيرش تيرش
تيرش تيرش
حافظ ألماني دق الماني


13 - شكر
حافظ ألمان ( 2014 / 12 / 13 - 14:47 )
أتوجه بخالص الشكر لجميع القراء والمعلقين


14 - يا ابو الشويىرة الحمرا
الزنديقة ياقوت ( 2014 / 12 / 13 - 17:46 )
شكرا لسيد عماد ضو كويس ان الزنادقة عندهم دم خفيف تسلم ن

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال