الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام هو الحل

حافظ ألمان

2014 / 12 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شعار(الإسلام هو الحل)، شعار برّاق وأخاذ، شعار له سحره وسطوته، يدغدغ المشاعر ويخاطب العقول، وأي عاقل يرفض أن تعلو كلمة الله وأن تسود شريعته؟ ولكن...
من هو صاحب هذا الشعار و من هو المستفيد منه؟؟
من المؤكد أن صاحب هذا الشعار لديه أهداف سامية، تحل مشاكل شعبه و تقضي على الفقر والجهل و تصون حريته وكرامته.
لا شك أنّ الإسلاميّين أصحاب نوايا حسنة، وكيف لا، وهم مع الله في نفس الخندق ،ضد أعدائه، أعداء الإنسان.
منذ أن قرّر الإسلاميّون تطبيق هذا الشعار(الإسلام هوالحل)، كانوا يعرفون أنّ معركتهم صعبة للغاية، فاعداؤهم كثر وأقوياء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية والغرب.
مع إنطلاقة ثورات الربيع العربي، وجد الإسلاميّون الفرصة سانحة لهم لتحقيق مشروعهم ومشروع الجماهير الثائرة، فكانوا في مقدمة من حمل لواء هذه الثورات، وفوضهم الشعب حبّا بهم وإيمانا بمشروعهم الإصلاحي.
ففي تونس خرج الملايين إلى الساحات، و خلال فترة قصيرة وتحت ضغظ الشارع، سقط زين العابدين بن علي، فعمّت الافراح أرجاء البلاد، ورقص الناس وخاصة منهم الهرمون، الذين بقوا أحياء ليشاهدوا هذه المعجزة الإلهيّة، هلّلوا للنصروللحرّيّة القادمة، وفي اليوم التالي وصل الاسلامي (راشد الغنوشي) إلى مطار تونس قادما من منفاه في فرنسا، ليتسلم حكم تونس.
تفاجئت أمريكا والغرب بما حدث، فارتبكوا و دبّ الذّعر في صفوفهم، فما حدث لم يكن محسوبا حسابه، ولم تكن لديهم أي خطط جاهزة لمواجهته، ، فلم يستطيعوا فعل أيّ شيء ليوقفوا تقدم أعدائهم الإسلاميين، ولكن بعد أن امتصوا الصدمة، واستوعبوا ماحدث، بدؤوا يتحركون لتدارك الموقف ولتقليل الخسائر قدر الإمكان، فصدرت تصريحات من أعلى المستويات، تصف تلك الثورات بأنها حركات إرهابية، يتزعمها إسلاميون متطرفون، لطخت أيديهم بدماء الابرياء، كما أنّ الاعلام الغربي والعربي العميل، لعب دورا تحريضيّا ضد الثورة والثوار، إلاّ أنّ كل ذلك لم يضعف عزيمة الثوار، فانطلقوا في ساحات مصر ، وأسقطوا مبارك، وعندما عزموا العزم ووحدوا النيّة على إسقاط نظام القذافي ، شعرت أمريكا و الغرب بأنّ الخطر الإسلامي بات حقيقة، وإذا لم يوقفوا الإسلاميّين عند حدهم، سيخسرون المنطقة العربيّة كلّها، فعقدوا إجتماعا طارئا، وعلى أثره، قرروا إرسال قوات الناتو إلى ليبيا، لمؤازرة حليفهم القذافي، وتقويته في وجه أعدائهم الإسلاميّين، وخلال أيام، كانت طائرات الناتو تحلق في سماء ليبيا وتقصف الإسلاميين الثائرين، فدمرت البيوت والمساجد وقتلت الكثير من الأبرياء، وما كان أشدّ إلاما، هو إعتقال زعيم الثوار الإسلاميين، وقتله دون محاكمة، ضاربين عرض الحائط بكافة المواثيق الدولية والمعاهدات و قوانين حقوق الإنسان.
وعندما وصل الزحف الإسلامي الى سوريا، وقفت أمريكا والغرب في وجهه، ودعموا نظام الأسد بالمال والسلاح والإعلام، إلاّ أنّ الإسلاميين ، و رغم الحملة الشعواء التي شنت ضدهم في جميع الساحات العربية، استطاعوا تحقيق انتصارات مذهلة، ففي مصر، وصلوا إلى الحكم بعد أن منحهم الشعب ثقته ، وفي سوريا ، انتزعوا الكثير من المناطق من أيدي النظام، ورفعوا عليها راية الإسلام، هذا التقدم وهذا العناد الإسلامي، أثار غضب أمريكا والغرب، فطالبوا بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لإستصدار قرار يمكنهم من شن غارات جويّة على المناطق التي يسيطر عليها الإسلاميّون في سوريا، إلاّ أنّ روسيا صوتت ضد القرار لصالح حلفائها الإسلاميّين الذين تربطها بهم علاقات وثيقة منذ حقبة الحرب الباردة. بقي نظام الاسد صامدا بفصل الدعم الأمريكي والغربي له وبقيت سفاراته مفتوحة في كل دول العالم، امّا الإسلاميّون الثائرون فلم يكن لهم سوى الله، وهو وحده من جعلهم يصمدون في وجه العالم كله.
لم تكتف أمريكا بمحاربة الإسلاميين عسكريّا وإقتصاديّا و إعلاميّا، بل حاربتهم ثقافيّا أيضا، وذلك من خلال منح جائزة نوبل للسلام(وهي جائزة مسيّسة كما هو معروف) للعلمانية نوال السعداوي، ومن هي نوال السعداوي؟ إنّها فتاة شابة في مقتبل العمر، وليس لها أي تاريخ نضالي أو علمي أو ثقافي، كل إنجازاتها أنّها تنتقد الإسلام والمسلمين، وهذا كان كافيا لمنحها الجائزة وحجبها عمن تستحقها وعن جدارة، ومن غير تلك المناضلة الكبيرة الدكتورة توكل كرمان يستحق هذه الجائزة، فتاريخها النضالي والثقافي الطويل ، وعذاباتها في السجون، ودفاعها المستميت عن حقوق الإنسان وبالأخص حقوق المرأة، تشهد لها بأنّها تستحق الجائزة، ولكن مشكلة المناضلة توكل كرمان أنّها من جماعة الإخوان المسلمين، العدو اللدود لأمريكا والغرب،هذا كل ما في الأمر.
فأي نبل هذا، وأي جائزة تلك، وأي سلام مزعوم هذا؟
نعم، لقد خسرنا الكثير بشريّا وماديّا، ولكن تحقيق الشعارات الكبيرة لايكون دون خسائر.
المعركة لم تنته بعد، وستشمل مناطق أخرى غير عربيّة، وصاحب شعار( الإسلام هوالحل) سيقاتل حتى أخر مسلم، لتحقيق أهدافه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرًا لروح السخرية
سلام عادل ( 2014 / 12 / 21 - 18:17 )
يصمت العاقل في الزمن الردئ، والزمن العربي ردئ جدا هذه الأيام، فحتى مجرد كتابة تعليق ضد شر الاسلام سيكون ثمنه السيف. اجل قلب المسلمون منطق الأشياء كما قلبت الحقائق ساخرا في مقالتك. خوفي ان لا يفهمك البعض ويظنون فعلا ان الاسلام هو الحل مع انه المشكلة، بل والكارثة الأعظم التي تواجه الانسانية اليوم.


2 - شعار
أحمد ( 2014 / 12 / 21 - 19:33 )
شعار الاسلام هو الحل شعار امريكي يطبقه المسلمون،المقال جميل ولكنه صعب بعض الشيء والكثيرين لن يفهموا ما قصده الكاتب


3 - جرى ايه؟
ياقوت الصحراء ( 2014 / 12 / 21 - 19:44 )
الإسلام هو الحل بنكهة جمال البنا يعني قبل و جنس و حب و اخر مسخرة عشان يطفي شوية قباحة من فوق الهدوم يعني،و رقصني يا جدع يا اسلام يا حل


4 - الى ياقوت
أحمد ( 2014 / 12 / 21 - 20:53 )
شكلك ما فهمتي المقال الكاتب يسخر من مقولة الاسلام هو الحل، اقرأي جيدا لتفهمي، وهذا ليس ذنب الكاتب اذا لم يفهمه الكثيرون تحياتي،


5 - لالالالالالا
ياقوت الصحراء ( 2014 / 12 / 21 - 21:20 )
الكاتب مع الإسلام و ليس ضده و انا فهمت المقال جيدا و هو مناصر له،على كل حال هو حر في رأيه و انا لا اننسى نفسي ابدا انني في موقع الحوار المتمدن يعني متمدن متمدن مو متخلف


6 - الى ياقوت 2
أحمد ( 2014 / 12 / 21 - 21:40 )
من أخذ جائزة نوبل للسلام توال السعداوي ام توكل كرمان؟ من قتل القذافي؟ من حاول فرض خظر جوي على نظام الاسد؟ ومن حارب روسيا في افعانستان في فترة الحرب الباردة، صدقيني اتنت لم تفهمي المقال، هذا مقال نقدي ساخر ، تحياتي


7 - نوال السعدوي
ياقوت الصحراء ( 2014 / 12 / 21 - 22:38 )
نوال السعدوي تستحق الجائزة،أما اتباع الإخوان و كل تيار او حركة دينية الى مزبلة التاريخ كون استخدام الفاظ دينية لتمرير الكلام هو بمثابة مخدرات الكلام تغيب العقول و تربطها المقدس الذي ينادي بالحياة بالآخرة و توكل امرك لربك فيمن سرقك/الكاتب يؤيد الإسلام و ليس ضده اقرأ جيدا يا سي احمد


8 - توضيح
حافظ ألمان ( 2014 / 12 / 21 - 23:22 )
عزيزتي ياقوت،مع كل التقدير والإحترام،أقول لك :إنّ حكمك كان متسرعا وليس في مكانه.


9 - منك لله يا شيخ
سوستة ( 2014 / 12 / 24 - 15:20 )
اذا شارك هذا المقال في جائزة اسخف كتابة فهو الفائز ورب الكعبة .. هذا المقال يجب ان ينشر في الجزيرة فذلك مستواه وليس في هذا الموقع المتمدن .. قال نوال السعداوي صبية قال ... معناها حسن حسنى بيطلع معك عميرضع ..

اخر الافلام

.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل


.. 106-Al-Baqarah




.. 107-Al-Baqarah


.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان




.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_