الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسفة والشعر والعبقرية، شذرات لوغولوجية لنوفاليس

حمودة إسماعيلي

2014 / 12 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


(1) : في المعنى الواضح، التفلسف هو فعل مداعبة، شهادة على الحب الأكثر حيميمية للفكر، للرغبة المطلقة والحكمة.

(2) : قصيدة المنطق تسمى فسلفة ـ إنه الزخم الأكثر علواً الذي يتخذه المنطق لكي يتجاوز ذاته ـ وِحدة الفهم والخيال. من دون فلسفة يظل الإنسان مشتّتاً بين قواه الأكثر جوهرية ـ هناك إنسانان ـ إنسان المنطق، والشاعر.
من دون فلسفة الشاعر ناقص ـ من دون فلسفة المفكر ناقص ـ القاسم الأصلي.

(3) : الشاعر يختم مساره كما بدأه. حينما لا يفعل الفيلسوف غير أن يرتب ويصنف كل شيء، فإن الشاعر يتجاوزه مخترقا كل الحدود. كلماته ليست إشارات عامة ـ إنها نبرات ـ أقوال سحرية، التي تحرك حولها مجموعات جمالية. مثلها مثل لباس الكاهن الذي يحتوي بداخله قوى إعجازية، بعض الكلمات تكسب قداسة عن طريق تمثيلها لذكريات مبهجة فتصير لوحدها قصيدة. بالنسبة للشاعر، اللغة ليست فقيرة أبدا، لكنها عامة جداً دائما. إنه بالمجمل بحاجة إلى كلمات لا تتوقف عن العودة، كلمات تسقط عبر استخدامها الساري. عالمه بسيط، كما هي أداته ـ لكنه لا ينضب من الألحان.

(4) : كل ما يحيط بنا، الأحداث اليومية، العلاقات العادية، وعادات أسلوبنا المعيشي، كل ذلك له تأثير متواصل، وفقط لهذا السبب، يصعب ملاحظة ذلك، غير أن له كبير الأهمية. هذا التداول أمر صحي وضروري بالنسبة لنا، قياساً على أننا مصاحبين لزمن محدد، أعضاء ضمن شراكة خاصة، هذا التداول نفسه عبارة عن عقبة أمام تنمية فضلى لطبائعنا. الطبائع ذات قدرات كشفية، عجائبية وشعرية على نحو أصيل، لا يمكن لها أن تنبثق ضمن الظروف التي نعايشها.

(5) : الشعر هو الفن العظيم لبناء الصحة المتسامية. حيث الشاعر هو الطبيب المتسامي. يتعامل الشعر مع سعادته وفقا للألم والرغبة ـ المتعة والنفور ـ الخطأ والصواب ـ الصحة والمرض ـ مازجاً بين كل التناقضات ضمن رؤية نحو هدف أسمى : ارتقاء الإنسان نفسه بنفسه.

(6) : الشعر يُحل ذاتاً غريبة محل الذات الخاصة.

(7) : العبقري هو نفسه شاعري ـ هنا حيث يقوم العبقري بشيء ما ـ فإنه يفعل ذلك بطريقة شاعرية. الإنسان بشكل خاص، مفكر وشاعر.

(8) : البداية الأصلية هي شعرية الطبيعة. النهاية والانطلاقة الثانية ـ هي شعرية الفن.

(9) : قديما، كان كل تجلي روحانيا. الآن، لا نرى سوى تكرارا ميتا والذي لا نفهمه. دلالات هيروغليفية ناقصة. لانزال نعيش على فواكه أفضل الأزمنة.

La poésie est le réel absolu - Novalis, fragments logologiques
عن موقع :
Oeuvres Ouvertes

هوامش :

نوفاليس : واسمه الحقيقي فريدريش فرايهير فون هاردنبرج. فيلسوف وشاعر وكاتب ألماني. ولد عام 1772 في أوبرفيدرشتيت ومات في عام 1801 في فايسنفيلد. درس نوفاليس من عام 1790 حتى عام 1794 الفلسفة والحقوق وعلوم المناجم. ويعتبر واحدا من أبرز شعراء بداية عصر الرومانسية.

لوغولوجيا : علم الخطاب والدلالات اللغوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب