الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة إلى دعاة التنوير الزائف المعارضون للحدود الشرعية في الإسلام

إسلام بحيري

2015 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد راج سوق النواح واللطم - في الماضي - مما تخيوا أنه (مشكلة تطبيق الحدود) في الشريعة الإسلامية.. وطالما قالوا أنها شريعة لا تصلح للتطبيق في العصر الحاضر، وأن هذه همجية ووحشية الخ..
وكانوا على طول الخط يتعاطفون مع المجرم والجاني تعاطفاً غريباً مريباً - يبعث على الريبة - ولا يشفقون على الضحية "حتى لو كان الضحية هو المجتمع بأسره".. المهم هو الطعن في الشريعة الإسلامية..
طبعاً العقول البشرية مهما بلغت من التطور والتحضر والتقدم الإداري، لا يمكن أن تصل إلى عبقرية الرؤية الإستراتيجية التشريعية في الإسلام، بسبب مصدرها الرباني..

قد يحتاج المريض المستاء من الطبيب الجراح، إلى شئ من الإفاقة مما هو فيه من (عبط) وبله ومراهقة.. ولا ضير من صفعه حتى يعتدل مزاجه، ويرجع عقله إلى توازنه..
ظل دعاة الإستنارة هكذا حتى جاءت صفعة (نزع الأمن) ورفعه عقب الثورات العربية، فكان من الطريف أننا لم نعد نسمع تلك النبرة الكسيحة المعوّقة فكرياً مرة أخرى.. (لأنهم عرفوا البُعد التنظيمي للحدود، وكيفية ضمانه لتحقق الأمن واستتبابه في المجتمع)
وحين طلعت عليهم :
- جماعات البلطجية (أو البلاطجة) كما يسميهم أهل الجزيرة العربية، أو (الشبيحة) كما يطلقون عليهم في الشام
- وجماعة الإخوان المجرمين وداعش والنصرة، تقتل وتذبح وتأسر وتزني باسم الله...
هنا لم نسمع أحداً يستنكر تطبيق الحدود عليهم.. بل صاح الكل في صوت واحد، اقتلوهم وقياداتهم.. إعدام.. ما سبب تباطؤ أحكام القضاء.. الخ

أين إذن تمعُّر الوجوه العكِرة - زمان - من قول الله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) ! والآية تتحدث عن أحد الحدود، وهو حد (الحرابة).

إن العواطف شئ، والحكم والإدارة السياسية شئ آخر.. ولو خلطنا بين الإثنين لضاعت الدنيا والدين.. والشريعة الإسلامية تعمل على تغليب مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد (المجرم) الذي لا يخشى الله ولا تطبيق حكم القانون عليه.. واما المتعاطفون معه، فلا شك أنهم مثله.. ولا يتعاطف مع المجرمين إلا مجرم.

وأنا لا أفهم : ما معنى تساهل هؤلاء (تشريعياً) مع أمر الجريمة بهذا الشكل! وكيف نظروا إلى المجرمين دون الضحايا والأبرياء ؟ سبحان من مسخ تلك القلوب وتلك الأبصار.. وصدق الله العظيم إذ يقول لنبيه الكريم ص : وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ.

عقوبة الحبس والسجن تفسد أكثر مما تُصلِح
إنه بسبب تطبيق الحكم بالإعدام في عالمنا العربي، بشكل أكبر مما في الغرب، لم تظهر لدينا عصابات إجرامية منظّمة كعصابات (المافيا) الدولية التي تحتاج إلى جيوش للتعامل معها، في شكل مشابه لعصابات "داعش".. فالإعدام رادع، وقطع الأيدي والأرجل رادع، والجلد والصلب رادع.. لأنك تتعامل مع نفوس متوحشة، ولكن ما معنى الحبس هذا ؟ ما هو وجه الردع فيه مع هؤلاء؟!! هل هذه عقوبة رادعة ؟!!
السؤال: هل عقوبة السجن والحبس (التي يعتبرها المجرمون نزهة خلوية، وصحبة، بل وزيادة خبرة إجرامية عن طريق إختلاط صغار المجرمين بعتاة الإجرام وأقطابه، ويسخرون من سخافة تلك العقوبة "اللطيفة" ويقولون عبارتهم الشهيرة: السجن للجدعان!)، هل هذا بات يعتبر رادعاً وحاجزاً عن الجريمة ؟!!! إن القضايا والجرائم من كثرتها، باتت تمثل عبئاً على القضاء والسلطة التنفيذية... فلا القضاء يتفرغ ليعطي كل قضية حقها من النظر السديد، ولا يجد الوقت الكافي لذلك، ولا السلطة التنفيذية قادرة على تنفيذ الحكم لملايين القضايا أو مئات الآلاف! كل هذا لأجل الرأفة الكاذبة والتخنث الأصلع مع المجرمين.. ضاعت حقوق الناس ولم يعد من الممكن صد فيضان الجريمة، لأن عقوبة الحبس غير رادعة، ولا تطبق في الغالب، فكأنه لا عقاب ابتداء.

إن نوازع الشر في النفس البشرية لو لم تتقيّد خارجياً بقيود من أحكام العقوبات (الرادعة)، لكاات النتيجة هي ضياع الحقوق كما نرى، بل وظهور فراعنة "داعش" فوراً بهذا الشكل من الفجور بمعنى الكلمة.. في أول فرصة للفجور.. لذلك أنا لا أستغرب أفواج الحجيج التي تحج إلى تنظيم داعش من كل أنحاء الأرض.. مع يقيني بأن الله سيخسف بهم الأرض ونراهم بأعيننا.. لأن إمام هذا العصر قد تنبأ بهذا، واستدل عليه من القرآن (1)

وما أحسن قول الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه : (إن الله يزعُ بالقرآن ما لا يزع بالسلطان) يقول ابن الأثير : (أي يَكُفُّ عَنِ ارْتِكَابِ العَظائِم مَخَافَةَ السُّلطان أكْثرُ مِمَّن يَكُفُّه مَخافَةَ القرآنِ واللَّهِ تَعَالَى. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ إبليسَ رَأَى جبريلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ بَدْر يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ» أَيْ يُرَتِّبَهم ويُسَوِّيِهم ويَصُفُّهم للحرْب، فَكَأَنَّهُ يَكُفُّهُم عَنِ التَّفَرّق وَالِانْتِشَارِ) (2).

إن إدارة حياة البشر لا تستقيم بعواطف النسوان (والنسوان كلمة عربية فصيحة)، وإنما ينظمها (السلطان) قوة العقاب، والإجبار والأطر على استقامة السير والسلوك.. فيما عرف بعد ذلك بـ"القانون الجنائي"، أو "قانون العقوبات"، وبدون هذا القانون لا تقوم دولة أبداً، ولكن قد تقوم قبائل وحرب عصابات.. هذه هي طبيعة الإنسان! فلا أدري علام ينوح دعاة الإستنارة الباشسون الياشسون، المدّعون أنهم لا يعزُبُ عنهم مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ !

إن مساحة الجريمة لم تتعاظم في مجتمعات المسلمين إلا من يوم تعطيل أحكام الله تعالى.. وحتى هذه اللحظة لا زلت أفهم ما معنى أن يُقتل شخص في بلاد المسلمين، ثم يُترك القاتل يسرح ويمرح لكي يشجّع غيره على القتل لأنه لا عقاب ولا رادع ! وأذكر في هذا المقام أن أحد السلفيين قتل شاباً يسير مع خطيبته بحجة أنه يعصي الله إذ يمشي مع امرأة أجنبية عنه! كيف ترك القضاء المصري هذا الوحش دون أن يقتل!

أحكام الشريعة لا تسمح بترك المجال لتساهل النفس البشرية في اقتراف الجريمة.. فمن قتل يُقتل.. من سرق تقطع يده.. ممنوع، لا مجال للجريمة.

إلا أن الأمر ليس على عواهنه، ليس مجزرة كما يظن أعداء الإسلام، فهناك عدة ضوابط حول هذه المسألة:
1- الحدود ليست هي كل الشريعة الإسلامية، بل لابد من استيفاء الحقوق قبل تطبيق الحدود، فلا يصح تطبيق الحدود مع وجود الفقر وفشل الإدارة الإقتصادية للدولة، أو حلول الفواقر والنكبات، كما حدث في عام الرمادة فأوقف عمر بن الخطاب حد السرقة، بسبب كثرة الجياع.
2- هناك قاعدة أصولية فقهية مستخلصة من الحديث النبوي القائل : (ادرأوا الحدود بالشبهات) (ادرأوا الحدود ما استطعتم، فإن وجدتم مخرجاً فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة) أي لو أن الراجح بنسبة 99% أن فلاناً سرق، ولكن هناك احتمال 1% فقط أنه لم يسرق لسبب ما.. هنا يُمنع تطبيق الحد، ويسقط عنه، ليست مجزرة، وإنما هي تنظيم للمجتمع.
3- الشريعة الإسلامية دين ودولة، وليست هي الحدود فقط كما سبق القول، وهي - كدين قبل أن يكون دولة - يعمل على تربية النفس البشرية وتزكيتها عن طريق التصوف، ولذلك فإن المجتمع المسلم يطير نحو التميز الأمني على مستوى الفرد والجماعة، بهذين الجناحَيْن : جناح تربية النفس والتصوف، وجناح العقوبات والحدود الشرعية.
4- يقول العلامة وهبة الزحيلي: ليس في هذه العقوبات قسوة أو تنكيل وتعذيب للمجرم كما يزعم بعض الناس؛ لأن هذه الجرائم الموجبة لها خطيرة تهز كيان المجتمع، ولأنها أنسب عقوبة لزجر المجرم وأمثاله، وأقمع للجريمة ومطاردة المجرمين، وأدعى لتحقيق أمن المجتمع واستقراره.
وحققت العقوبات الشرعية أمناً في السعودية لا يماثله أمن بلد في العالم تطبق فيه العقوبات الوضعية من حبس أو سجن ونحوهما (3).
والتخلص من ضرر مجرم -يتباكى عليه الزاعمون حب الإنسانية والإنسان- أوجب من تهديد أمن المجتمع بكامله، عن طريق ترويع المجرمين أمن البيوت والنساء والأطفال، وما يعقبه من العديد من الجرائم والمنكرات.
ولقد أثبت التاريخ أن المجتمع الإسلامي عندما طبق الحدود الشرعية، عاش آمناً مطمئناً على أمواله وأعراضه ونظامه، إن القسوة على المجرم رحمة عامة للمجتمع في مجموعه، حتى يتخلص من الجريمة وخطرها الوبيل، والتضحية بعدد محدود من المجرمين أهون كثيراً من ترك الجريمة تفتك بآلاف الأبرياء. والشريعة الإسلامية هي شريعة الرحمة الحقة بالناس، والله سبحانه أدرى بما يعالج به خطر بعض المجرمين وهو أرحم بهم (4)
5- هذا مع العلم بأن تطبيق القصاص والحدود يتطلب تشدداً كبيراً في شروط إثبات الجريمة، مما لا نكاد نجد له مثيلاً عند القانونيين، بل إن الحدود ومنها القصاص تسقط بالشبهات عملاً بالحديث النبوي: «ادرؤوا الحدود بالشبهات» وقد توسع الفقهاء في بيان ما هو شبهة مسقطة للحد توسعاً كبيراً، حتى إن مجرد ادعاء الشبهة كادعاء الزوجية في حال الوطء من المتهم يسقط الحد، وكذا هرب المحدود أثناء إقامة الحد يسقط الحد (5)
6- العقاب الدنيوي: ليس مراداً به التنكيل والتشفي وإلحاق الضرر بالبنية الإنسانية، وإنما يستهدف الزجر والتهديد والإصلاح والتنفير من الجريمة، بل إن الله تعالى لم يوقع عقوبة دنيوية على المنافقين بالرغم من أخطارهم الشديدة على الدولة والمجتمع، وبخاصة وقت الأزمات والحروب. وما أحسن ما قاله الجصاص الرازي عند بيان عقوبة المنافقين الأخروية في الآية التي هي: {إن المنافقين في الدّرك الأسفل من النار} [النساء:145/ 4]:
(ومع ما أخبر بذلك من عقابهم وما يستحقونه في الآخرة، خالف بين أحكامهم وأحكام سائر المظهرين للشرك، في رفع القتل عنهم، بإظهارهم الإيمان، وأجراهم مجرى المسلمين في التوارث وغير ذلك، فثبت أن عقوبات الدنيا ليست موضوعة على مقادير الإجرام، وإنما هي على ما يعلم الله من المصالح فيها، وعلى هذا أجرى الله تعالى أحكامه، فحكم في القاذف بالزنا بجلد ثمانين، ولم يوجب على القاذف بالكفر الحد، والكفر أعظم من الزنا، ولو كفر رجل، ثم تاب قبلت توبته، وقال تعالى: {قل للذين كفروا، إن ينتهوا يُغْفَرْ لهم ما قد سَلَف}. [الأنفال:38/ 8]. وأوجب على شارب الخمر الحد، ولم يوجبه على شارب الدم وآكل الميتة، فثبت بذلك أن عقوبات الدنيا غير موضوعة على مقادير الإجرام، ولأنه لما كان جائزاً في العقل ألا يوجب في الزنا والقذف والسرقة حداً رأساً، ويكل أمرهم إلى عقوبات الآخرة، جاز أن يخالف بينها، فيوجب في بعضها أغلظ ما يوجب في بعض، ولذلك قال أصحابنا (أي الحنفية): «لا يجوز إثبات الحدود من طريق المقاييس، وإنما طريق إثباتها التوقيف أو الاتفاق» أي أن العقوبة لا تثبت إلا بالنص عليها لا بالاجتهاد). وهذا مطابق لقول القانونيين: «لا جريمة ولا عقوبة إلا بالنص».(6).
7- لم يحرص المشرع الإسلامي على إيقاع العقوبة، ليترك المجال للإنسان لإصلاح عيوب نفسه وأخطائه بنفسه، لذا أمر الشرع بالستر على المخطئ غير المجاهر، جاء في الحديث
الصحيح: «ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة» وفي حديث آخر: «من ستر عورة أخيه المسلم، ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه، كشف الله عورته حتى يفضحه في بيته»(7).
8- وتجوز الشفاعة في الحدود قبل بلوغها إلى الحاكم، ترغيباً في الستر ومنع إشاعة الفاحشة، وتحرم الشفاعة وقبولها في حدود الله بعد أن تبلغ الحاكم؛ لقوله صلّى الله عليه وسلم: «من حالت شفاعته دون حد من حدود الله، فهو مضادٌ الله في أمره». وقصة إنكار النبي صلّى الله عليه وسلم على أسامة بن زيد شفاعته في حد السرقة على المرأة المخزومية معروفة مشهورة.
9- ولصاحب الحق الخاص العفو عن القاتل أوالمخطئ؛ لقوله تعالى: {وجزاء ُ سيئة سيئةٌ مِثْلها، فمن عفا وأصلح فأجرهُ على الله} [الشورى:40/ 42] وقوله سبحانه في القصاص: {فمن عُفي له من أخيه شيء، فاتباعٌ بالمعروف، وأداءٌ إليه بإحسان} [البقرة:178/ 2]. والعفو كثيراً ما يلجأ إليه في الأوساط الإسلامية بسبب محاولات الصلح والتسوية الودية والتقاليد المتبعة بين القبائل والعشائر وفي الأرياف. وهذا سبيل رحب للتخلص من العقوبة، والدفع إلى الاستحياء من الجريمة حتى في القتل، والعفو يكون بالاختيار والرضا والطواعية لا بالإكراه أو بإلغاء العقوبة من القوانين (8).
10- يقول العلامة الزحيلي : فالعقوبةالحدية أداة زجر وإصلاح معاً، ووسيلة تهذيب وتقويم فعال، لكني ألاحظ أن البدء في تطبيق الشريعة الإسلامية بأقسى ما فيها من عقوبات الحدود وما يصحبها من تصورات مغلوطة وأوهام فاسدة ومبالغات مسرفة، ليس منهجاً صحيحاً ولربما أدى عند تغير السلطة ورئاسة الدولة إلى ردود فعل عنيفة تسيء إلى الإسلام ديناً وعقيدة ونظام حياة، كما حدث في السودان في أواسط الثمانينات في رجب سنة (1406 هـ) الموافق (1985) بعد تطبيق الحدود سنة (1983) وحدث عام (1409 هـ) في الباكستان بعد أن فجرت طائرة الرئيس ضياء الحق الذي طبق الشريعة، لأن شريعة الإسلام منهج متكامل وكل لا يتجزأ، يشمل آفاق الحياة المختلفة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً (9).

كلي إيمان - من أعلى رأسي إلى أخمص قدمي - بأن صلاح هذه الأمة في تطبيق كتاب ربها وسنة نبيها ص، وكلما بعدت عنهما، لم يزدها الله إلا خزياً وهواناً.. لكن الكتاب والسنة دون الإمام الوارث المحمدي الذي تجتمع حوله الأمة، ستكون النتيجة صفراً، وستظل الأمة كما هي ولن تنهض من نومها ورقدتها.

وإمام هذا العصر هو السيد محمد ماضي أبو العزائم وخلفاؤه من بعده (10)

------------------------------------------------------
(1) الإمام أبو العزائم يتنبأ بأن نهاية داعش الخسف في الأرض https://www.youtube.com/watch?v=-iQ8KTLqFzA
(2) النهاية في غريب الحديث والأثر 5/180 مجد الدين أبو السعادات بن الأثير (المتوفى: 606هـ)
(3) ولكن المنظومة هناك منظومة عوراء عرجاء لأنها تسير برجل واحدة هي الحدود دون الحقوق، ومع محاربة التصوف، ولذلك فالنموذج السعودي لا يمثل الإسلام، خصوصاً أنهم كما قال النبي الكريم ص (إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) - إسلام بحيري.
(4) الفقه الإسلامي وأدلته 4/3143 العلامة الكبير د. وهبة الزحيلي.
(5) المرجع السابق 4/3144
(6) المرجع السابق 7/5310
(7) المرجع السابق 7/5319
(8) المرجع السابق
(9) المرجع السابق 7/5321
(10) https://www.youtube.com/watch?v=RryWAoS4hCg








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض
سناء نعيم ( 2015 / 1 / 16 - 06:25 )
تفسر الدين على مقاسك ثم تتهم التنويرين بالزيف
تنتقد السنة وتزعم بكمال القرآن رغم انه لا يختلف عن السنة في تناقضاته وتهافته
فاذا كنت ترى في الحدود الاسلامية عدلا ورحمة فما رأيك بالغزو والسبي والاغتصاب والغنائم هل هي عدوان على الاخرين ام هي رحمة ورأفة بالاخر كذلك؟
واذا كان الاسلام صالحا لكل زمان ومكان لماذا لا تفعلون آياته في الواقع بدل هذا التلاعب بالكلمات لخداع البسطاء والعامة من الناس؟
السعودية تحكم على شاب ب1000جلدة لانه استعمل قلمه في انتقاد سلوكيات مشايخ بلاده ثم يذهب وزيرها للمشاركة في تظاهرة باريس المنددة بالعنف.أية مفارقة هذه وماهذا النفاق؟
داعش صادقة مع نفسها وتمثل الاسلام الصحيح ومهاجما شارلي ايبدو انتقما للرسول فلماذا التنديد بالفعالهم؟
واخيرا اذا كانت الحدود بالسعودية جلبت لها الامن لماذا لانشاهد جحافل المسلمين يهرعون للعيش بها بدل الارتماء في احضان الغرب الكافر الذي يلعنونه في كل لحظة ثم يحلمون بالعيش بين ظهرانيه.
الاسلام منتج زمانه ولاداعي لتحميله اكثر مما يحتمل فما يصلح لزمننا هي العلمانية التي تحميا لمؤمن والكافر بدون تمييز
تحياتي وسلامي


2 - التعاطف مع المجرمين لا يقيم دولة وإنما يقيم مافيا
إسلام بحيري ( 2015 / 1 / 16 - 15:12 )
لو كان الإسلام منتج زمانه، فما معنى انبهار كبار المفكرين والفلاسفة به ؟

طيب ما هو رأيك في التعامل مع الإخوان المجرمين ؟ يمثلون الإسلام أو لا يمثلونه.. سؤالي حول العقوبة التي تقع عليهم.. لنكن صرحاء
ما رأيك في جماعات البلطجية التي خرجت على الناس في الخريف العربي
هؤلاء نموذج مطروح.. نوذج عملي للإفساد في الأرض.. عرفيني كيف نتعامل معهم.. بمنطق الرحمة ؟
وأي مجرم هو مثلهم .. ما معنى رحمتك بالمجرمين ؟
أنت كامرأة يعتبر تطبيق الحدود شئ بشع بالنسبة لك وأنا أقدّر ذلك.. ولكن هذا لا يقيم دولة يا عزيزتي.. المجرمون لا يصلح لهم السجن لأنهم يزيد الطين بلة
وأما نموذج السعودية فهو نموذج معوق أعرج لا يطبق الشريعة كاملة وإنما يطبق جزئية الحدود فقط وعلى الضعفاء فقط دون أمراء آل سعود، ويحاربون التصوف الذي يزكي النفس البشرية ويمنعها من الفساد
الموضوع مركب وليس كما تظنين.. والجهاد في الإسلام للدفاع، وحماية المستضعفين فقط، وليس من حق أحد رفع راية الجهاد إلا لإمام المسلمين فقط، وليس ذنبي أن تتفقي مع داعش في تفسير النصوص الإسلامية وملابسات نزولها وتاريخ العمل بها، وتخالفي الأزهر
هذا شأنك
لك مني أجمل تحية


3 - رجاء الايضاح
مجدي سعد ( 2015 / 1 / 16 - 16:53 )
قرأت لك بعض المقالات

واستمعت لاسلام بحيري فيما يقدمه علي التلفاز

واري ان هناك بون شاسع في الاراء

فبكل احترام أسألك التوضيح

لو كان هذا اسمك بالفعل ولم تستعره فالطبع هذا حقك ولكن نود منك ايضاح هذا من فضلك

اما اذا كنت بالفعل نفس الشخص فيبدو ان عندك ازدواج غريب في الشخصية

ولكن اذا كنت قد استعرت شخصية الرجل !!.. فلا أود أن أزيد حتي لا أقع في خطأ بحقك


4 - لا عليك لقد وضح الامر
مجدي سعد ( 2015 / 1 / 16 - 16:59 )
بعد قراءة المزيد مما كتبته بات الامر واضحا بأنك لست اسلام بحيري صاحب البرنامج التلفازي

لكن يبقي السؤال

لماذا ؟


5 - واحسرتاه على ثقافتك
ابراهيم ( 2015 / 1 / 16 - 21:17 )
تقول يا سيد اسلام في هامش مقالك : ( الإمام أبو العزائم يتنبأ بأن نهاية داعش الخسف في الأرض)
ان كنت انت المثقف تؤمن بما يتنبأ به السيد ابو العزائم ( نبي آخر زمان ) بخسف الارض ، اذن على المثقفين السلام .
واحسرتاه على العلم والثقافة ، المسلم مهما يتثقف تبقى ثقافته اسلامية تعود للقرن السابع الميلادي


6 - ابراهيم
إسلام بحيري ( 2015 / 1 / 17 - 02:33 )
المثل المصري يقول (آدي الجمل وادي الجمال، والمية تكدب الغطاس) نحن فيها يا سيد إبراهيم.. ولو لم يخسف بهم فأنا سأتراجع عن كلامي هذا
لكن ماذا عنك أنت حين ترى الخسف ؟ هل ستؤمن بصدق الإمام ؟


7 - آخر الانبياء ابو العزائم
ابراهيم ( 2015 / 1 / 17 - 09:19 )
الاستاذ اسلام البحيري

لما يأتي الجمل والجمال وتخسف الارض عندها سأقول ان ابو العزائم هو اخر الانبياء
لكن الجمل الذي تستشهد به لم يأت لحد الان ، و من يخسف الارض بداعش هي القنابل الامريكية الذكية وطائرات التحالف وليس قوة تنبؤآت سيدك ابو العزائم

تحياتي


8 - ابراهيم
إسلام بحيري ( 2015 / 1 / 17 - 16:14 )
يا أستاذنا الكريم المحترم الله يرضى عليك
ألستم تقولون أن زمن المعجزات ولى وذهب ؟
طيب حنشوف القوات الأمريكية هي التي ستقصف أم ستظهر قوة الله وبطشه بأعدائه
وبما أن الإمام المتوفي سنة 1937 تنبأ بهذا إذن فهو صادق
بس.. مع ملاحظة أني لم أقل أنه نبي لأن النبوة ختمت ، ولكني قلت أنه وارث النبي ص
مع التحية والتقدير


9 - نسيت أن أقول
إسلام بحيري ( 2015 / 1 / 18 - 01:12 )
أليست القوات الأمريكية هي التي صنعت ودربت الدواعش ؟
كيف ستقصفها إذن ؟
هل تصدقون أن أمريكا تضرب داعش حالياً ؟
الضرب على طريقة (اللهم حوالينا لا علينا) لا أكثر ولا أقل
الإعلام الأمريكي يضحك عليكم ويسخر منكم
تنظيم داعش هو أخطر تنظيم شيطاني ظهر على وجه الأرض منذ فجر التاريخ وحتى الآن، لأنه نتاج تفاعل وتناكح أخبث عنصرين على وجه الأرض :
التيار الديني الراديكالي الأصولي في صورته التاريخية النهائية
والتيار المادي الذي يحكم أخبث وأشرس حضارة أذلت البشرية
داعش هو الإبن غير الشرعي لهذين العنصرين
والهدف هو تدمير الشرق الأوسط لصالح اسرائيل كي تكون أكبر قوة في المنطقة
ومن ضمن ذلك تدمير رموز وحدة المليار مسلم، وهي الكعبة المشرفة، ومقام النبي ص في المدينةالمنورة
وسوف يسيرون نحو مكة والمدينة لأجل هذا، فإذا الأرض يحدث بها انهيار عظيم وتنخسف بهم وتبتلعهم على مرأى من فضائيات العالم كله
وسوف يكون هذا الحادث هو بداية انتشار الإسلام بصورة حقيقية
لأن نظرية برنارد لويس (أن الإسلام هو إسلام محمد بن عبد الوهاب أو داعش) ستنهار ويظهر الإسلام الصوفي السمح، وسوف يسبق الخسف انتشار نبوءة الإمام أبي العزائم ويشتهر أمره


10 - استفسار
سناء احمد ( 2015 / 1 / 27 - 20:36 )
بعد التحية وقعت في حيرة وانا اقراءمقالتك هذه واسمعك يوميا على التلفاز تنشر التنوير وتدعو الى التجديد واشعر باءمل بالمستقبل لوجود شباب بهذه الشجاعة والثقافة الرفيعة والرغبة الصادقة بالتجديد الديني ونشر الوعي والعقلانية خبرني حفظك الله هل انت نفس الشخص المعني ام هناك خطاء ما مع الشكر

اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي