الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من -كفاية- في مصر إلى -باراكا- في المغرب: على طريق تأسيس وعي جماهيري حقيقي

أيوب المزين

2005 / 9 / 15
المجتمع المدني


يعرف الشارع العربي ركوداً سياسياً وثقافياً بالأساس, وما تزال المعرفة حكراً على طبقة معينة من المجتمع لاعتبارات مادية محضة. هنا نبحث عن دور المؤسسات الحكومية في تنوير الوعي الشعبي وإخراج الفرد-المواطن من قوقعة العمل-الأسرة إلى فضاء التأثير السياسي والمساهمة الفعالة في بناء المجتمع الديمقراطي الذي نطمح إليه جميعاً.
لا نجد لهذه المؤسسات أثراً فنحاول الاستنجاد بالمجتمع المدني-الأهلي, لكن, "الخليفة على الله" كما نقول في المثل الدارجي...: جل الجمعيات و الهيئات غير الحكومية باعت ضميرها لذوي السلطات منذ زمن. أما المثقفون فحدث ولا حرج: نفاق, إقصاء وسمسرة في مصير الشعب المستضعف.
في خضم الويلات السياسية والأزمات الاجتماعية المنصبة على رأس إخوتنا في مصر, انبثقت ثورة شعبية معرفية حقيقية تتزعمها عناصر مثقفة من كل التيارات والأطياف السياسية. وقد برزت بكل وضوح النتائج التي حققتها حركة "كفاية" هذه, فبغض النظر عن عدم تحقيقها ثورة سياسية تعيد للمصريين كرامتهم, إلا أنها تمكنت, على أقل, من لملمة شريحة كبرى من الشعب حول فكرة واحدة هي ضرورة التحرك لتغيير طرق التفكير أولاً, ثم كيفية التعامل مع النظم الحاكمة في إلغاء تام للخوف من التنظيمات الأمنية أو بعبع المخابرات. رأيتهم: عمال, كتاب, صحفيون, فلاحون,... ذكوراً ونساءً. كانوا يصرخون: "لا للتمديد لا للتوريث". ومع أن حسني مبارك تمكن من بلوغ فترة رئاسية جديدة, فالربح الأكبر هو توحيد الكلمة الشعبية.
كما هو الحال في مصر, سوريا وباقي الدول العربية... , يظل المواطن المغربي بعيداً عن صنع قراره بنفسه, ويكتفي بالقول: الله يسهل لي في لقمة عيش بلا صداع"... دعاء يقلقني وأنا أعاين أناساً يغوصون بأيديهم وأرجلهم في المال العام, وينهبونه أمام الملأ بدعوى "الحصانة".
قلنا – نحن الجيل القادم – سنتمرد, سنقول "لا" ضد أي شيء نراه خارج سياق المصلحة العامة. ولن نتراجع عن آرائنا ولو علقت لنا المشانق منذ هذا الإبان. وها قد حل علينا الفكر الحر بمعادلة اجتماعية راقية ذات رموز تنويرية جلية:
بعد مسلسل المنع الذي طال أنشطته, أعلن مفكرنا الجليل المهدي المنجرة احتجاجه على هذا النوع الخطير من قمع حرية التعبير وحرمان الطبقة الكادحة من الاستفادة من المحاضرات القيمة التي يلقيها بمختلف ربوع المملكة, بقوله:"باراكا", هذا الشعار الذي يتحول, تدريجياً, إلى حركة وعي شعبي بدأ ينخرط فيها عدد مهم من "المثقفين الأحرار", الطامحين إلى إعلاء كلمة الحق في البلاد وتجاوز جميع الممارسات اللامشروعة من أية جهة كانت.
إن حركة "باراكا" حيز جديد ومتميز ندعو كل المغاربة لدخوله بـأمل كبير في المستقبل وبدون خوف, لكي يعلموا بأن الخلفاء الراشدين كانوا يقولون لرعيتهم: إن رأيتم فينا عوجاً فقوموه. وليعوا أن جون جاك روسو رائد الديمقراطية الحديثة حث على ضرورة اعتبار علاقة الحاكم بالمحكوم, عقداً اجتماعيا مبنيا على احترام البنود الموقعة, وليس حبلاً نربط به ونساق إلى حيث يريد صناع القرار.
وعليه فإن من حقنا رفض هذه الحكومة وعزلها حسب استجابتها لمتطلباتنا, مطالبين قبل ذلك, برفع العصا السحرية المخزنية عن هذه القضية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة ب


.. ناشطون فلسطينيون يتداولون فيديو لتنكيل وإذلال بحق الأسرى في




.. إيران تواصل سياسة -اعتقال الأجانب-


.. -سجن إيفين-.. حقائق عن معقل التعذيب في إيران




.. ماذا عن موقع الأقليات في مستقبل سوريا؟