الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدبيات التطرف في الإسلام السياسي

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2015 / 2 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما تتحول الفكرة إلى ظاهرة ، والظاهرة إلى قضية ، فلا بد أن يكون لها كم هائل من الأدبيات السياسية التي تشكل تراكما فكريا للقضية نفسها .
تظهر أدبيات الجهاد والقتال كمحتوى للإرهاب ، في سياق ما كتبه ودونه منظرو تيار الإسلام السياسي منذ مطلع القرن العشرين ، وحتى اليوم .
فرشيد رضا الذي يعد من أبزر منظري السلفية الجهادية في بدايات القرن الماضي أعلى من شأن جهاد الجماعات الإسلامية عندما قال :
" لا بد من مواجهة الملاحدة والمتفرنجين في العالم الاسلامي الذين يشكلون جيشا داخليا ضرره أكبر من الجيوش الخارجية "
وما أن بدأ تيار الإسلام السياسي يتبلور شيئا فشيئا مع ظهور جماعة الإخوان المسلمين في مصر في آواخر عشرينات القرن الماضي ، حتى بدأت تظهر مستويات مختلفة من الأدبيات السياسية لمنظري السلفية الجهادية ، فحسن البنا مؤسس الجماعة الإسلامية رسخ مفهوم الجهاد في استراتيجية الجماعة بما كتب :
والمسلمون كما تعلمون الآن مستذلون لغيرهم محكومون بالكفار وقد ديست أرضهم وانتهكت حرماتهم وتحكم في شؤونهم خصومهم وتعطلت شعائر دينهم في ديارهم فضلا عن عجزهم في نشر دعوتهم فوجب وجوبا عينا لا مناص منه أن يتجهز كل مسلم وأن ينطوي على نية الجهاد وإعداد العدة له حتى تحين الفرصة ويقضي أمر كان مفعولا .
وفي سياق مواز يبدو موقف البنا من قضية القتال والحض عليه والدفع نحوه كأحد الأدبيات الراسخة في فكر الجماعة الإسلامية :
فرض الله الجهاد على كل مسلم فريضة لازمة حازمة لا مناص منها ولا مفر معها ورغب فيه أعظم الترغيب وأجزل ثواب المجاهدين والشهداء ، فلم يلحقهم في مثوبتهم إلا من عمل بمثل عملهم ومن اقتدى بهم في جهادهم ومنحهم من الامتيازات الروحية والعملية في الدنيا والآخرة ما لم يمنح سواهم وجعل دماءهم الطاهرة عربون النصر في الدنيا وعنوان الفوز والفلاح في العقبى .
ومع تأسيس تنظيم القاعدة في أواخر السبعينات في أفغانستان ، عبر منظرو القاعدة عن استراتيجيتهم من خلال أدبياتهم التي أصبحت كطريق تسير عليه أجيال القاعدة منذ جيلها الأول الذي عنه عبد الله عزام :
هذا الدين جاء بالسيف وقام بالسيف ويبقى بالسيف ويضيع إذا ضاع السيف وهذا الدين دين رهبة دين هيبة دين قوة دين صولة
وتظهر أدبيات التطرف والتشدد في الدين الإسلامي في سياق الاحاديث المتواترة أو ضعيفة السند كما في الحديث الآتي :
ألا أن رحي القرآن والسلطان سيفترقان فدوروا حيث يدور القرآن ، ألا أنه سيكون عليكم أمراء ينكرون عليكم ما تعرفون ويعرفونكم ما تنكرون .. قالوا يا رسول الله ماذا نصنع ؟.
قال : اصنعوا كما صنع أصحاب عيسى بن نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب لموت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله
وفي أحاديث أخرى التي تشكل مرجعية للجماعات الإسلامية المتشددة :
سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه ، فقتله
لا تنسوا لقاء العدو ولكن إذا لقيتموه فاثبتوا
وعلى الجانب الآخر، عبر التيار الديني في إيران عن أدبياته السياسية مع وصول رجل الدين الإيراني علي الخميني للسلطة ، فقد وردت أدبياته السياسية في كتاب الحكومة الإسلامية الذي أصبح مرجعا لكل الميليشيات الشيعية المسلحة التي تتلقى
دعمها من إيران .
وتبدو أدبيات التطرف فيما قاله الخميني مادحا نصير الدين الطوسي رغم تاريخ حروبه الدامية في كتابه الحكومة الإسلامية :
يشعر الناس بالخسارة بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأضرابه ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي