الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع منظومة القلب والعقل

صاحب الربيعي

2005 / 11 / 1
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لايمكن بناء علاقة حب بين الرجل والمرأة دون أن تنهل مفرداتها وصياغاتها من منظومة القلب الحاضنة الأساس للمشاعر والعواطف وبمجرد أن تخضع المشاعر والأحاسيس لمنظومة العقل تنفرط علاقة الحب، فالإحساس بمشاعر الأخر لايتم إلا من خلال قناة العاطفة المسؤولة عن قراءة مفرداتها وتفكيك صياغاتها ومن ثم الرد عليها وتمريرها في ذات المسار من العاطفة لتكون سهلة الفهم والإدراك.
وبخلافه فإن قراءة مفردات وتفكيك صياغات المشاعر والأحاسيس من خلال منظومة العقل يؤدي لتحليل وقراءة خاطئة لمشاعر الآخر، لأن آليات استلام وقراءة ذبذبات المشاعر والأحاسيس مختلفة تماماً عن آليات استلام وقراءة ذبذبات الأفكار والآراء التي تحتاج لتحليل وإدراك وتمحيص لصياغة الآراء المضادة.
إن مفردات وصياغات المشاعر والأحاسيس بسيطة وفطرية لاتحكمها ضوابط عقلية، تنساب من منابع اللاوعي تختص بها الروح أكثر من الجسد ولاتحتاج إلى تفكير بغرض الاستجابة لها. فهي تخضع لآلية القبول أو الرفض في لحظة تبادل المشاعر وبحركة حسية واحدة فقط لاغير، يتم المصادقة على علاقة الحب أو رفضها.
يعتقد ((ارنست همنغواي))"أنه يجب على الرجل عدم إخضاع المرأة للتحليل العميق، فالنساء أجهزة حساسة ينفث الرجال عواطفهم من خلالها وأحياناً يكون الصمت أفضل زينة للمرأة".
لايؤدي التعاطي العقلي في لحظة تبادل المشاعر والأحاسيس بين الرجل والمرأة لإبرام علاقة الحب، لأن العقل يخضع مشاعر الآخر للمساءلة وتلك تحتاج لإجابات والأخيرة تحتاج إلى تفكير. والتفكير بحاجة لزمن، والزمن في تبادل المشاعر والأحاسيس هو لحظة عابرة لايمكن تحديدها أو قسرها على العودة ثانية للمصادقة عليها.
لحظة زمنية واحدة تمر دون عودة، خلالها يتم تبادل المشاعر والأحاسيس والمصادقة على علاقة الحب. فهي لاتفرض شروطاً ولا أحكاماً مسبقة ولاتحتمل التفكير الذي يحتكم لمنظومة العقل، إنها نداءات صادرة عن منظومة القلب متسرعة في أحكامها ومتلهفة للإجابة الفورية (القطعية) والمحددة بخيارين لاغير هما: نعم أو لا!.
تقول ((زينات نصار))"أني مثل كل النساء قليلة هي المرات التي أسمع فيها نصائح عقلي......استسلم بسهولة لنبضات قلبي، أضعف أمام كلمات الحب، أذوب أمام لفتة رقيقة. وبعدها ينطوي وجودي تحت راية وجود من أحب".
لكن حين تختمر لحظة المشاعر والأحاسيس وتجتاز لحظتها الحرجة في المصادقة على علاقة الحب، وينهل كل طرف من مشاعر الآخر دون حساب أو مساءلة ويستقر هيجان المشاعر والأحاسيس وتهدأ براكين العاطفة في الجسدين. تحتاج علاقة الحب لمنظومة العقل للحفاظ عليها واستمرارها، وفقاً لاشتراطات الواقع الاجتماعي وموجبات الحياة التي تفرض وجودها على كيان جديد يسعى للإعلان عن نفسه في المجتمع دون مراوبة أو مخاتلة.
وبالتالي فإنها تُخضع نفسها لكل الاشتراطات الاجتماعية التي تحتاج إلى تفكير عميق لإدراك وفهم الشروط الاجتماعية والحياتية، وبما أن التفكير من خاصة منظومة العقل فإنه يحكم سيطرته على منظومة القلب (المشاعر والأحاسيس) لجعلها تتواءم وموجبات الحياة الاجتماعية!.
وهذا الاحتكام لمنظومة العقل، يتطلب توافق طرفي العلاقة على التعامل بوجهين: وجه (عام) اجتماعي يخضع لمنظومة العقل ووجه (خاص) عائلي يخضع لمنظومة القلب، فكلاهما يعتبر الأساس في استمرار علاقة الحب وأي اختلال بآليات الاحتكام للمنظومتين يؤدي لفشل علاقة الحب.
إن نجح الطب في تجبير عظام الجسد المكسورة للقيام بعملها ثانية، فإنه فشل في تجبير أو معالجة القلوب الكسيرة نتيجة فشل علاقة الحب التي عانت من اختلال في آليات التوازن بين عمل منظومتي العقل والقلب. فحين تهشم المشاعر والأحاسيس، يصاب القلب بالانكسار لأنه مصدر العاطفة وأقل صلابة من منظومة العقل التي تجتاز بسهولة منعطفات الحياة لأنها تخضعها للتفكير العميق فتستدل على مسالك النجاة بأقل الخسائر الممكنة!.
تعتقد ((مي زيادة))"إن كان جبر العظام موجعاً إلى حد كبير، فكم من قلوب كسيرة لايهتم في جبرها أحد!. وكم نفس ممزقة لاتجد يد رحيمة تضمد جراحها، ولو بمثل تلك اللمسة القاسية".
إن القانون حدد العقوبات اللازمة بحق مرتكبي الجرائم في العالم، لكنه اخفق في تحديد عقوبات خاصة بحق مرتكبي جرائم الحب، فمازال ضحايا الحب أسرى أحزانهم وعزلتهم ويشعرون بحالة اللاعدالة والمساواة في هذا العالم!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امرا?ة ثمانينية كورية تشارك في مسابقة ملكة جمال الكون الكوري


.. عازفة على أوتار الأمل




.. دراسة مغربية حديثة ترصد أثار زلزال الحوز على الحقوق الاقتصاد


.. الناشطة الحقوقية عضو فيدرالية رابط حقوق النساء بجهة درعة تاف




.. المحامية وعضوة فيدرالية رابطة حقوق النساء فتيحة اشتاتو