الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حزب الله طائفي

ناجي الزعبي

2015 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



حزب الله حزب ثوري كفاحي يناضل من اجل الاستقلال الوطني ويدافع عن لبنان وسيادته ، وبوصلته الرئيسية هي فلسطين .
وبرغم ان بنيته الرئيسية هي من المناضلين الشيعة الطائفة التي اتسمت تاريخياً بالثورية والانحياز للفقراء ، وثورة القرامطة والاسماعيلية احد اهم النزعات المادية والتجارب والثورات في التاريخ الاسلامي , الا انه يضم بين صفوفه سنة ومسيحيين وعلمانيين ودروز . .
اي انه حزب ذا بنية رئيسية طائفية لكن مشروعه ( سياسي ثوري تحرري) ، اي اننا امام حالة متميزة ملهمة مصدر فخر واعتزاز لمنتسبيها وتجربة لا تستهدف طائفة او جهة بعينها , والجانب الطائفي في هذه الحالة اكسب الحزب حصانة وصلابة عصية على الاختراق والتآكل ورفدته بكوادر وحاضنة شعبية لا تنضب .
والعالم كله يدين لحزب الله بالتحولات التي نشهدها الان , وكسر هيمنة القطب الاستعماري الاميركي الاطلسي الاوحد ، اثر انتصاره في ال 2006 على مشروع الشرق الاوسط الجديد ، مشروع الوطن العربي الطائفي المذهبي المفتت والمفكك لكانتونات متناحرة .
حزب الله مشروع سياسي نضالي يتمتع بقيادة ذات بصيرة ووعي فكري ثوري علمي ، وقدرة على التحليل بادوات متنوعة عسكرية تعبوية ، ونفسية ، وفلسفية ذات منهج مادي ديالكتيكي جدلي وقدرة على الشحن والتعبئة النفسية الايدولوجية . .
ومما يثير الدهشة والانبهار والاعجاب ان تجربة حزب الله اتت بفترة اقرب ما تكون بالموت السريري لمعظم القوى السياسية الوطنية ، القومية ، واليسارية , والديمقراطية ، والتحررية برمتها . .
كما اتت تجربته في مرحلة من الهوان والانحطاط الرسمي العربي والتبعية والعمالة والارتهان لواشنطن والعدو الصهيوني ، وغياب للوعي وانعدام الحصانة الفكرية لدي الجماهير وضخ فكر غيبي واسلام سياسي بواسطة امبراطورية دينية رسمية سياسية ، وآلة اعلام مأجورة كاذبة ومضللة ، وتعليم متردٍ هابط .
ان هذه التجربة النضالية الفذة جوبهت بكم هائل من العداء والافتراء والظلم والتشويه بدلا من الالتفاف الجماهيري والانخراط والدعم لهذه الظاهرة الكفاحية النبيلة ، وبدلا من بناء المشروع القومي واليساري السياسي والايدولوجي والنهضوي جوبهت التجربة وفدائيتها الاستثنائية بكم من التشويهات والتهم الباطلة والمأجورة .
هي تجربة ملهمة تستحق التامل والبناء عليها والتحالف معها ودعمها ورفدها بكل ما يكفل نجاح مسيرتها الكفاحية المظفرة , لكن لا يمكن وصفها باليسارية لانها لا تستهدف ازالة الفوارق الطبيقة وارساء الاشتراكية ولا تنتمي للفكر اليساري وان استخدمت قيادتها المنهج اليساري الجدلي في التحليل , هي جزء من الايدولوجيا الراسمالية بفارق انها ذات مشروع تحرر وطني ولا تلتزم بالرؤيا والفهم اليساري لمسألة الصراع الطبقي , و التحرر الاجتماعي .

عمان 25/ 12 /2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتمنى لك شفاءا عاجلا
ملحد ( 2015 / 12 / 26 - 11:34 )
مسكين...اتمنى لك شفاءا عاجلا........

اخر الافلام

.. فيديو متداول عن أحداث العنف في أمستردام: هل يظهر اعتداء مسلم


.. حزب الله: رسالة من الأمين العام نعيم قاسم إلى مقاتلي المقاوم




.. يهود يحتجون ضد حفل لشراء السندات الإسرائيلية في أمريكا


.. هل يتستخدم الأباء القساوسة مع السوشيال ميديا ويتحاورون مع ال




.. 19-Al-araf