الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغف / المناضل أحمد الشقيري دافع عن القضية الفلسطينية بكل شرف وأمانه في ظروف غاية في الصعوبة

رامي الغف

2016 / 2 / 28
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


الغف / المناضل أحمد الشقيري دافع عن القضية الفلسطينية بكل شرف وأمانه في ظروف غاية في الصعوبة


رام الله/ سلام الحمد

يستذكر القيادي الفتحاوي الإعلامي والباحث السياسي رامي الغف القائد الوطني الكبير المرحوم احمد الشقيري اول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية في الذكرى الـ 36 لرحيله.

وقال الغف في إتصال هاتفي معه وفي ذكرى وفاه الشقيري العطره وفي مثل هذه الأيام منذ 36 سنة غيّب القدر وجها كريما، وشخصا عظيما من وجوه العرب وعظمائهم، الذين آمنوا بوحدة هذه الأمة التي زكا أصلها، ونما فرعها، وعملوا بكل ما أوتوا من قوة لكي تعود سيرتها الأولى عزيزة الجانب، كريمة الحياة، وأعني بهذا الوجه الأصيل المناضل الفلسطيني أحمد الشقيري، رحمه الله، الذي لا يعرفه أبناء هذا الجيل من العرب، لأنهم أريد لهم أن يجهلوا أمثال هذا الرجل، ويقدّم لهم أناس ليس لهم في المكرمات جلّ ولا قلّ.

ويشير القيادي الفتحاوي الغف إلى أن الشقيري هو أول من أسس منظمة التحرير الفلسطينية وانه دافع عن القضية الفلسطينية وأسس المنظمة في ظروف غاية في الصعوبة، منوها الى ان الشعب الفلسطيني يسير الان على خطاه.

ويضيف الغف عندما تقرر تأسيس المكاتب العربية في عدد من العواصم الأجنبية برئاسة السيد موسى العلمي، كان الشقيري أول مدير لمكتب الإعلام العربي في واشنطن، بعد ذلك تم نقله بصفة مدير أيضا لمكتب الإعلام العربي المركزي في القدس. وقد ظل على رأس عمله هذا، إضافة إلى المحاماة، إلى أن وقعت نكبة 1948 فاضطر إلى الهجرة إلى لبنان واستقر مع أسرته في بيروت.

وقال الغف لقد كتب القدر أن يكون أحمد الشقيري هو أول رئيس لمنظمة الفلسطينية، ومن أهم ما أنجزه في الفترة القصيرة التي رأس فيها المنظمة تكوين جيش التحرير الفلسطيني، وقد عانى من إخوانه أكثر مما عانى من أعدائه، مما جعله يردد: "إنني قضيت أيامي وأعوامي في منظمة التحرير وفي عنقي ثلاثة عشر حبلا يمسكها ثلاثة عشر ملكا ورئيسا.

وأضاف القيادي الفتحاوي الغف إنه وبعد النكبة والانتقال للعيش في لبنان حيث ولد الشقيري من أب فلسطيني وأم تركية، رأت الحكومة السورية أنه يجب الاستفادة من خبراته في مجال السياسة الخارجية فعينته عضوا في بعثتها إلى الأمم المتحدة، وبعد ذلك تم تعيينه أمينا عاما مساعدا للجامعة العربية بوصفه يحمل الجنسية السورية، وقد بقي في منصبه هذا حتى عام 1957، حيث عيّن وزير دولة لشؤون الأمم المتحدة في الحكومة السعودية، وسفيرا دائما لها لدى هيئة الأمم المتحدة.

وقال الغف لقد كان الشقيري خلال وجوده في الأمم المتحدة خير محام عن القضية الفلسطينية، وعن قضايا العرب الأخرى، ولا سيما قضايا المغرب والجزائر وتونس، وفي عام 1963 أنهت المملكة العربية السعودية عمل الشقيري في الأمم المتحدة، وبعد عودته من تلك الأعمال والمهام التي أكسبته قدرات وخبرات عملية وحنكة سياسية ودبلوماسية جديدة ومفيدة، فقد ظل الشقيري قريبا من الحياة العامة ورفض ان يغادرها، لذا وقع اختياره من قبل ملوك ورؤساء العرب ليكون ممثل فلسطين في جامعة الدول العربية.

وأضاف الغف لقد حل الشقيري مكان أحمد حلمي عبد الباقي الذي توفي تاركا المنصب شاغرا. وعند بدء عمله ونشاطه في الجامعة العربية كلفه مؤتمر القمة العربي الأول المنعقد في كانون الثاني (يناير) 1964 في القاهرة لكونه ممثل فلسطين في الجامعة القيام بإجراء اتصالات مع أبناء الشعب الفلسطيني بغية إنشاء كيان فلسطيني على قواعد وأسس سليمة، ثم ليعود الى الجامعة ومعه نتائج اتصالاته ودراسته ومساعيه.

ويضيف الغف لقد قام الشقيري بجولة شملت الدول العربية التي يعيش فيها الفلسطينيون، حيث نتج عنها تجميع وأخذ موافقة شخصيات فلسطينية تمثل شرائح المجتمع الفلسطيني المنكوب.على وضع مشروع الميثاق القومي والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتم اختيار اللجان التحضيرية التي وضعت بدورها قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الفلسطيني الأول الذي أطلق عليه اسم المجلس الوطني الفلسطيني الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقد انتخب المؤتمر المناضل أحمد الشقيري رئيسا له، وأعلن قيام منظمة التحرير الفلسطينية، وصادق على الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، ثم انتخب المؤتمر الشقيري رئيسا للجنة التنفيذية للمنظمة، وكلفه اختيار أعضاء هذه اللجنة وعددهم خمسة عشر. كما قرر إعداد الشعب الفلسطيني عسكريا وإنشاء الصندوق القومي الفلسطيني.

وذكر الغف أن الشقيري قد تم سجنه مبكراً، ودفع ضريبة النضال حين كان أحد المعتقلين إبان الاضراب الشهير سنة 1936، ثم عاد واعتقل مرة ثانية في خريف سنة 1937 حيث تعمدت سلطات الانتداب البريطاني سجنه مع السجناء العاديين، ومع ذلك لم يتوقف يوما عن متابعة العذاب الفلسطيني والهموم العربية، فقد كان مناضلاً فلسطينيا إلى أبعد مدى ومناضلا عربيا الى اقصى الحدود، فقد نظر إلى العمل الديبلوماسي كنوع من النضال لا كمجرد منصب يتطلب منه طاعة رؤسائه طاعة عمياء، وقد كان عروبياً بفكره وكيانه وهمومه، فرحب بالعمل في جامعة الدول العربية ومع الكثير من الدول العربية، مؤمنا بأن الدفاع عن كل القضايا العربية هو واجب وطني وقومي وإنساني وأخلاقي.

وأضاف القيادي الغف لقد حفلت تلك المرحلة بمشاريع تحويل نهر الأردن وإنشاء قيادة عربية موحدة والسعي لإنشاء كيان فلسطيني ما، وقد تولى أول إدارة له الراحل فايز الصايغ وخلفه بعده شقيقه الراحل أنيس الصايغ.

وأكد الغف أن التاريخ يشهد لنظافة يد الشقيري واعتماده على الخبرات والكفاءات الفلسطينية المستقلة. كما يشهد له بأنه كان صاحب فكرة الكيانية الفلسطينية من دون ان يقلل ذلك من انتمائه للعروبة. أما أبرز المؤسسات التي تجسدت فيها هذه الكيانية فهي المجلس الوطني الفلسطيني، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والصندوق القومي، ومركز الأبحاث الفلسطيني، والإذاعة والمكاتب والممثليات في الخارج، وجيش التحرير الفلسطيني.

وقال الغف لقد توقف قلب القائد الوطني احمد الشقيري في السادس والعشرين من فبراير (شباط) عام 1980 في مدينة الحسين الطبية في العاصمة الأردنية التي نقل إليها من تونس إثر إصابته بجلطة دماغية، وبناء على وصيته، ووري الثرى في غور الأردن، في المقبرة التي تضم رفات الصحابي الجليل (أبو عبيدة عامر بن الجراح)، ليكون قريباً من القدس وفلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقالات ومواجهات بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين في برلين أث


.. عوام في بحر الكلام -محمد عبد القادر: أول زيارة لـ عبد الناصر




.. من قلب مسيرة 6 أكتوبر بالرباط في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى


.. محمد نبيل بنعبد الله بمناسبة مشاركته في المسيرة الشعبية الوط




.. اشتباكات في روما بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين