الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور مهدي الحافظ .. سيرة وانتماء .

حامد حمودي عباس

2017 / 11 / 1
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


الدكتور مهدي الحافظ ، شخصية وطنية عراقية معروفة للأوساط السياسية والاكاديمية العراقية والعربية والعالمية ، نذر نفسه لخدمة العراق ، وكان من اوائل السجناء السياسيين ابان الحكم الملكي ، وقد حمل لواء النضال من اجل نصرة قضايا شعبه ووطنه ، وارتقى من خلال ذلك الى ارفع المستويات العلمية والسياسية ضمن نشاطات الامم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني المحلية والعالمية .. وكان لي من خلال رباط القرابة به ، ان عايشته خلال فترة شبابه عندما كان عضوا بارزا في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ، حيث تبرز امامي الان الكثير من الذكريات التي كان فيها الحافظ يكلفني وانا لم ازل في المراحل الاولى من الدراسة الابتدائية ، لتوفير ما يحتاجه من وسائل التواصل مع الحركة الوطنية كجريدة الحزب المركزية ، ومعاونته في استضافة كوادر متقدمة في الحزب داخل داره العامرة بصور الكفاح والتضحية .
لقد كنت وانا اقوم بمساعدته في استضافة وجوه ما زلت اشعر ولحد الان ، بكونها تعكس هيبة الاستعداد لسلوك دروب النضال السري ، من اجل تحقيق اماني وتطلعات الشعب العراقي ، احمل الاحساس بالرهبة امام قامات لم اكن ادرك مواقعها في سلم الحركة الوطنية ، ولا اعرف بالضبط حتى اسماء الحاضرين منهم .. غير انني لم افارق الاحساس بانهم مناضلين مهمين ، وأنهم اثناء تواجدهم عند مهدي الحافظ ، هو ضمن مهام تتعلق بممارسة الكفاح الوطني لا غير .
يقول السيد عبد الزهرة محمد الهندواي عن الراحل الحافظ من خلال مقال له نشرته جريدة الصباح الجديد في شهر اكتوبر عام 2017 بانه ( طرق ابواب الاقتصاد بقوة ، فكان قامة اقتصادية يشار لها بالبنان من خلال الكثير من الطروحات والمقالات فضلا عن اسهامه الواضح في اعداد الخطط الخمسية وكتابة تقارير التنمية البشرية ، واخر مساهمة له كانت في المؤتمر الاول لخطة التنمية للسنوات 2018- 2022 في اربيل وقدم خلال المؤتمر ورقة كانت تحمل الكثير من الجرأة وقد اثارت جدلا كبيرا في اروقة المؤتمر .. كما طرق ابواب الفكر وخاض في السياسة .خوض المتمرسين المحنكين ) .
وكان لمدينة الشامية التي ولد فيها الحافظ ، تأثير بالغ في رسم توجهاته السياسية عند باكورتها ، فجاءت صور نضاله في تلك المدينة معفرة برائحة العنبر ، ومواكبة لمسيرة الحركة الطلابية المساندة لحقوق الفلاحين في ارياف المدينة ، لتولد انتفاضة الفلاحين عام 1954 والتي كان لها الاثر في انطلاق ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958.
كتب السيد عبد الامير حسون في مقالً له عن تلك الانتفاضة ، نشر في موقع الطريق خلال شهر اذار عام 2015 بان المشاركين فيها هم ( الفلاحون في الريف الذين زحفوا نحو المدينة ، يساندهم جمهورها وطلاب الثانوية ) .
وكانت المطالب الرئيسية يومها هي ( قسمة الحاصل الزراعي الذي ينتجونه مناصفة بينهم وبين ملاك الارض، بدل قسمة الثلثين للملاك والثلث لهم، ومثلها ما يتعلق بمصاريف الزراعة. كذلك تحميل اصحاب الأراضي حصة مضخات الري التي كانت تستحصل من مجموع الوارد الزراعي العام ) .. ويقيناً فان لمهدي الحافظ باع مشهود من خلال تزعمه للحركة الطلابية في المدينة ، لايقاد شعلة تلك الانتفاضة ، وتوفير مسببات ديمومتها ، ومساندة فلاحي مدن ابي صخير والصلاحية وغيرهما من القرى الممتدة على حزام مدينة الشامية .
. ومما يحضرني من رحلة الحافظ النضالية ، هو ان نظام صدام حسين ، وضمن ملاحقته له ومساعيه للنيل منه وهو خارج العراق ، وجه فريقا رفيع المستوى من استخباراته للقاء شقيقه الاكبر ، وارغامه تحت التهديد للاتصال به واخباره بانه والعائلة مشتاقين للقائه ، وانه قد بلغ مرحلة متقدمة من العمر ، ويخشى ان يرحل دون الالتقاء به .. وأوحوا لأخيه ايضا بان يطلب منه اللقاء به في الاردن لسهولة الانتقال الى هناك ، بغية الوصول الى امكانية اغتياله حينذاك .. وحين استمع مهدي لطلب اخيه عن طريق الهاتف ، وبحسه الذاتي المتمرس على التخفي عن انظار السلطة ، غير موقعه تماماً ، ولم يرد على تلفونات اخيه ولفترة كافية لإصابة اجهزة النظام باليأس من النيل منه .
ان ما بلغه الدكتور الحافظ من مستويات رفيعة في ميادين التحصيل الاكاديمي ( يحمل درجة دكتوراه دولة Ph D في العلوم الاقتصادية ، وماجستير في علم الاجتماع MA ، وبكالوريوس علوم في الكيمياء BSc ) ، وتدرجه المتواصل في العمل السياسي ، جعله يحتل المراكز المتقدمة ليكون سكرتيراً عاماً لاتحاد الطلبة العالمي بعد ان نجح في ادارة الاتحاد العام لطلبة العراق .. اضافة الى عضويته للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وخلال اصعب مراحل العمل السياسي للحزب .. وكانت لي فرصة اللقاء به في مقر عمله في بغداد ابان فترة السبعينات ، وقبلها في الاتحاد السوفيتي السابق ، لاستمع منه الى ما يجعلني اليوم ، اكن له احتراما وتقديرا لطاقة حرصت على خدمة العراق وبصدق ، وصفاء نوايا .
وتشير ديباجة السيرة الذاتية للراحل مهدي الحافظ ، فيما يخص الخبرة وميادين العمل الى كونه تقلد المواقع التالية :
1- المستشار الخاص للمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO (فيينا) 1999-2000
2- المدير الإقليمي لمنظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO في البلدان العربية- بيروت ( العراق وسوريا والاردن ) . 1996-1999
3- موظف كبير Senior لدى اليونيدو ومدير البرنامج الخاص للتنمية الصناعية العربية وتشمل العراق. 1983-1996
4- خبير لدى منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية UNCTAD (جنيف) 1980-1983
5- وزير مفوض في البعثة العراقية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف- ثم استقال لأسباب سياسية . 1978-1980
6- خبير في وزارة النفط العراقية بدرجة خاصة . 1975-1978
7- استاذ الاقتصاد في الجامعة المستنصرية من بغداد . 1973-1975
النشاطات والمنظمات الفكرية والعلمية:
حائز على جائزة اليونسكو للتنمية المستدامة لعام 2005
رئيس المجلس العراقي للثقافة . 2007
1- رئيس (الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية) ومقرها في القاهرة 1998-2003
2- عضو مجلس امناء (منتدى الفكر العربي)، عمان - الاردن منذ عام 1996
4- نائب رئيس (منظمة التضامن الاسيوي – الافريقي) ورئيس فريقها
الاقتصادي - الاجتماعي منذ 1980
ومن مؤلفاته واعماله البحثية ما يلي :
1- الاستخدامات الاقتصادية لعوائد النفط. 1973
2- آليات رفع القدرة التنافسية للمؤسسات الاقتصادية العربية.
3- النفط والاقتصاد العربي. 2000
4- تقييم تجارب الاستقرار الاقتصادي والتكييف الهيكلي في البلدان العربية 1997 Structural Changes and Economic Stabilization
5- افاق الشراكة العربية – الاوربية 1999
6- رؤية مستقبلية لإنماء العالم العربي (دراسة لليونسكو).
7- التنوع الحيوي Biodiversity والتنمية والعلم – مراجعة. (اصدار اليونسكو). 2002
8- مجموعات اوراق داخلية لمنظمتي الـ UNIDO و UNCTAD ومقالات كثيرة لمعالجة شؤون اقتصادية واجتماعية وثقافية والتنمية المستدامة والتنمية البشرية وحقوق الانسان والاصلاحات الديمقراطية، والعولمة وقدم بعضها لندوات عربية ودولية.
9- " الان والغد " مقالات في الاقتصاد والسياسة . 2009
10- التنمية البشرية – آراء ومعالجات جديدة - . 2012
11- اضاءات على الماضي القريب . 2012
12- نبؤات الامل . 2012
13- روح العصر ومسارات التحول في العراق . 2013
لقد رحل مهدي الحافظ بصمت عن دنياه ، ليدفن جسده في ثرى الغربة ، ودون ضجيج احتفالي ، ولا تأبين رسمي ، عدا مجلس فاتحة متواضع اقامته له مدينته ( الشامية ) الوفية ، ورفاق دربه في العاصمة بغداد .. ومن المؤسف حقا هو ان العديد من وسائل الاعلام المحلية على وجه الخصوص ، قد اكتفت حين نشرها خبر وفاته بوصفه ( وزير سابق وعضو في مجلس النواب ) ، مختصرة رحلة دامت لاكثر من ستين عام من النضال ، وارتقاء ارفع الدرجات الوظيفية والعلمية ، بهاتين الصفتين فقط .
يبقى لنا ان نقول ، بان الدكتور مهدي الحافظ ، هو قامة عراقية تضاف الى بقية القامات الشامخة من ابناء بلاد الرافدين في ميادين العلوم والعمل السياسي والفني والادبي ، ستبقى راسخة في ذاكرة الوطن ..
وداعاً أبا خيام .. ولك منا ، باننا لن ننساك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأستاذ ادريس جدي في ندوة : -القانون المتعلق بالتعويض عن حوا


.. الأستاذ حسن بيرواين في ندوة : -القانون المتعلق بالتعويض عن ح




.. الرفيق كريم نيتلحو في ندوة : -القانون المتعلق بالتعويض عن حو


.. النقيب علال البصراوي في ندوة : -القانون المتعلق بالتعويض عن




.. النشرة: ساعة جمال عبد الناصر في مزاد بنيويورك وبلاغ من ورثة