الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إن الجوكر عدو لكم فإحذروه!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2019 / 10 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مهما قيل ويقال عن حق الجماهير العراقية في تنظيم تظاهرات كما كفل الدستور ذلك لكن الواضح في تظاهرات الخامس والعشرين من تشرين الأول اكتوبر أنها بلا قيادة معلنة ولا هوية واضحة، ولا توجد جهة محددة تعلن مطالب المتظاهرين وهناك قيادة معروفة تحدد ساعة بدء التظاهرات وانتهائها، وتوضح شعاراتها،وضوابطها من حيث سلميتها وعدم الأساءة الى أحد أو التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة،بما يقطع الطريق على المندسين ويجنبها الاحتكاك بالقوى الأمنية الذي قد يؤدي الى مواجهة كارثية.

وزاد في هذا الغموض وهو متعمد كما يبدو، إنتشار صورة الجوكر (وهو فيلم سينمائي)، شعاراً رفعه محرضون معروفون بارتباطهم الوثيق بالسفارة الأمريكية في بغداد وبجهات دولية معادية للعراق وللشيعة والمرجعية الدينية ولعلاقات العراق الوثيقة بايران كونها الدولة الإقليمية الوحيدة التي ساعدت العراق في حربه ضد داعش.

وكما هو واضح فان اختيار الجوكر هوية للمحرضين يمثل قبل كل شيء إساءة بالغة للمتظاهرين المطلبين الذين خرجوا ويخرجون الى الشارع مطالبين بحقوقهم التي كفلها لهم الدستور بطريقة سلمية وهم غير معنيين بصراع الدول على النفوذ في بلادهم ويرفضون توظيفهم في معارك وحروب خاسرة تحرقهم وتحرق بلدهم. .

فالجوكر البعثي الصدامي المدعوم من دول عربية معينة معروفة بدورها الشرير في تدمير سوريا وليبيا وغيرهما من البلدان العربية، هو اللاعب الخفي لأغلبية التظاهرات التي سميت بثورات الربيع العربي وهو الذي يريد المحرضون (لا المتظاهرون) أن يكون شعاراً للتظاهرات العراقية (في المناطق الشيعية) ، ولهذا لم يكن اختيار هذا الشعار أي الجوكر عشوائياً بل كان ممنهجاً و رسالة تطبيع نفسي تكشف النوايا التي يريدها المحرضون ومعهم طبعاً الذين سيندسون في التظاهرات الذين يعتقدون واهمين ، وروجوا لذلك طوال الأيام الماضية أن القوى الأمنية (بعد تحميل المرجعية الحكومة مسؤولية حماية المتظاهرين) ستبقى صامتة حتى لو قام المندسون بحرق الممتلكات العامة والخاصة والاعتداء على السلم الأهلي وتعريضه لأخطار جدية.

فالجوكر هذا هو شخص مهووس بالقتل هدفه الانتقام من المجتمع ولايتورع عن تفجير مستشفى أو قتل إمه أو مربيته...

وصورة الجوكر التي نشروها مرة واحدة وصارت مرة واحدة شعاراً لحساباتهم ، في ساحة التحرير مع سماء دامية وسوداء هو شعار المحرضين ومن يقف خلفهم في غرف العمليات المظلمة.

وقبل الجوكر كان هؤلاء المحرضون اختاروا أثناء زيارة الأربعين راية أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام، لايهام الشباب بأنهم مع طلب الإصلاح على خطى سيد شباب أهل الجنة، لكن هؤلاء المحرضين سعوا بعد ذلك لجر الشباب بعيداً عن الحسين ونهجه وبعيداً عن قيم الاسلام والشرائع السماوية السمحة والمرجعية الدينية التي هي صمام أمان العراق، للدفع بهم في وادي العنف والدمار والانتقام بدلاً من طلب الاصلاح ..شعار الحسين وهدفه الذي تعمل المرجعية على تكريسه في النفوس منذ فتوى الجهاد الكفائي والدفاع لصد الاٍرهاب، وقبلها في تجنيب العراق من الوقوع في أتون الحرب الطائفية بعد تفجير سامراء عام 2006.
وينبغي التأكيد باستمرار أن مطالب التظاهرات في الاصلاح هي مشروعة لاتتعارض مع قيم السماء بل هي منسجمة معها وهو مايريده كل الخيرين وعلى رأسهم المرجعية الدينية التي ساندت المتظاهرين السلميين ومطالبهم المشروعة التي تحفظ أمن المجتمع واستقراره ، لكنْ استخدام شعار الجوكر يكشف عن أهداف مبيتة لاتنسجم مع روح التسامح وحب المجتمع التي تربى عليها أبناء الحسين وأنصاره ومحبوه الذين قدموا للعالم من خلال خدماتهم التطوعية لزوار الحسين في الأربعين أعظم الدروس عن معنى الاصلاح الواضح وليس ماتخفيه شخصيات المحرضين المريضة والتي تكره المجتمع وتريد الانتقام منه..

نعم ... التظاهرات التي تطالب بالإصلاح وليس الهدم والانتقام هو ما كان ينشده الحسين عليه السلام وهو يبكي على قاتليه، خلافاً لما يحاول المحرضون تصويره من خلال استعارة الجوكر من قبل المحرضين للتلاعب بعقول شبابنا الواعد المنتج ومحاولة تحريك وعيه نحو تقليد دراما سينمائية بعيدة كل البعد عن مجتمعنا المليء بالحب والعطاء الذي تجلى في نهضة الحسين الإصلاحية وفي خدمات العراقيين لزواره وهو ماكان بارزاً هذه السنّة في زيارة الأربعين رغم كل الضخ الاعلامي ضد الحسين وقيمه وضد العراقيين وقيمهم الحسينية الأصيلة.

وتجدر الإشارة الى أن المحرضين وليس المتظاهرين نشروا صورة‏ الجوكر في حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي كلهم مرة واحدة ،وبعد أن شاهدوا ردة فعل الشبان العراقيين الواعين ورفضهم هذه الاساءة لهم ولروح الشباب اللطيفة المحبة للخير والمتسامحة غير الانتقامية، عمدوا فوراً الى تغييرها وكلهم غيروا مرة واحدة، فهل التظاهرات التي يريدها المحرضون إصلاحية وألا يؤكد ذلك وجودغرفة عمليات سرية تريد ركوب الموجة والالتفاف على مطالب المتظاهرين المشروعة، وتحويل تظاهراتهم الى عنف وفوضى تجر بالنهاية الى هدف منفذي أهداف الغرف السرية المظلمة الذين اجتمعوا في عمان وفي قاعدة عين الأسد ويتأهبون لقطف ثمار الفوضى في المناطق الشيعية ليعيدوا العراق الى حقبة البعث ولو بتسميات أخرى، أو تقسيمه وهذا ما يصرح به علانية ناطقون باسم جبهة الانقاذ ....السنية!

فيا شبان العراق احذروا الجوكر واتحدوا خلف المرجعية العليا التي أرادوا إسقاط كلمتها إنتقاماً من إنتصاراتكم المبهرة على الاٍرهاب ، فهي كانت وستبقى ضابط الإيقاع في عراقنا الحبيب.

أليس كذلك؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الذيول سوف لن يبكيهم أحدا
احمد الكربلائي ( 2019 / 10 / 24 - 00:59 )
شبابنا داسوا تيجان الرؤوس بأحذيتهم أما الذيول فللشباب عنهم شأن يغنيهم


2 - أشارة
ابو بعث المالكي ( 2019 / 10 / 24 - 01:08 )
على ادارة الحوار المتمدن مراعاة وضع المقالات في سياق الحقول الخاصه بها وفق مضامينها ... هذا مقال سياسي ما علاقته بحقل متخصص بالعلمانيه والدين السياسي ونقد الفكر الديني


3 - ؟من اين اتيت بكل هذا الانحطاط
وسام يوسف ( 2019 / 10 / 24 - 03:11 )
الذين يلحسون احذية العجم من اكثر العملاء سفالة


4 - .......اللئيم تمردا
ابو آية الحجيمي ( 2019 / 10 / 24 - 03:37 )
لله درك أيتها البصرة الفيحاء .... ثغر العراق الباسم كم آويت من سقط المتاع حيث تمرغوا على عتباتك وتمسكنوا ولما اشتدت أعوادهم طعنوك في خاصرتك


5 - شكرا استاد نجاح على وضوح طرح المخاطر ودور البعثوها
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2019 / 10 / 24 - 20:44 )
بيه في ركوب الجماهير المطالبه بالاصﻻ-;-ح ايها العراقيون. احدروا 8شباط جديد اما مطالباتكم فلتكن مركزه على التنمميه فهي حﻻ-;-لة المشاكل. فالى عراق منتج. مزدعر. ﻻ-;-مستورد تنبل


6 - سيد نجاح
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 10 / 25 - 15:23 )
بعد التحية
تقول انها ليس هناك قيادة للمتظاهرين لكي تقوم بالحوار مع الحكومة العراقية لعرض مطالبها المحقة
العفو منك وهل المطالب للمتظاهرين مجهولة وبحاجة لمن يوصلها للحكومة
وان كان هناك جوكر يحرك هذه الجموع وتصفه بالبعثي فما على الحكومة العراقية الاالعمل على ان تجعل هذا الجوكر بال فايدة وبلا تأثير بان تحقق انجازات لهذا الشعب ومنها الاسرع وهو توفير الكهرباء على مدار الساعة والمباشرة بصرف على الاقل شهريا مبلغ 100 الف دينار لكل عائلة عراقية وتحسين مفردات البطاقة التموينية واستمراية صرفها شهريا بدون تلكأ
الخلاصة على الحكومة العمل على ازالة كل المبررات التي تجعل من الجوكر ان يكون له تأثير
على تحريك الشارع
واهمها توفير الامن والامان وفرص العمل

اخر الافلام

.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال