الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصّة فداء وأم ثُكلَى!

ناني واصف
شاعرة وروائية مبتدئة

(Nany Wasif)

2019 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا وقد كانت مريم تُعد له أفضل الأطعمة التي يحبها ،
حين جاءت إليها النسوة وغيرهم الذين تتلمذوا لهُ ،
ليخبروها إن الكتبة والفريسين من اليهود إشتكوا عليه بما ليس فيه.
وأوشوا به لدى قيافا، ليشتكيه بدوره لبيلاطس البنطي.
حقداً على يسوع ، وخوفاً من سلطانه على قلوب الجموع التي تبِعتُه.

فكان همّ الكُهّان هو تفرُدهم بسلطان الكهانة  وليكن الشعب اليهودي سامعين خاضعين لكلمتهم وتنفيذ اوامرهم ووصايتهم عليهم.

فقامت في الحال لترى ما حدث و لما حدث وكيف
فأبدلت ملابسها و ارتدت حذاءها.
وأخذت في نفسها  تردد يسوع... ابني.. يسوع.. بشكل ملفت
و تبكي و تصرخ  يسوع!! ابني!! كيف؟! ولماذا؟!

و ظلت تفتش عليه و تسأل في الطرقات عن يسوع
فيجاوبوها كان هنا.. و كان هنا..
سيمر من هنا و الجند ممسكين به موثقين يداه..
تارة يضربوه و تارة يقيموه من سقطته!
حتى جاءوا به إلى مكانٍ ليأخذ صليبه و يحمله
وأخذوا في ضربه فسقط مراراً و تكراراً..
لم يعد في استطاعته حمل صليبه!
هنا وصلت مريم..
اخذت ترمقه من بعيد و تبكي في صمت!
و تقول لم يعد يحتمل.. كفى.. ابني... يسوع..
و تمسك بقلبها.. و تبكي.. فكاد من شدة الوجع و الألم قلبها  يخرج من بين أضلُعِها..
فلم تعد تحتمل.. إن ترى وحيدها هكذا ، يُسلب منها و هو في كل تلك الآلام..
ولا تستطيع أن تنهي تلك المأساة..
فسيف في أحشاءها يجوز و لم تستطع ان تفعل شيء..
تبكي و تبكي.. لم يعد البكاء كافي لما تحمله في داخلها من ألم وحيدها و هي تراه كذلك في قمة ضعفه البشري..
فظلت تركض ،
حتى أصبحت أمامه و هو ملقي على الأرض ،
ينزف بلا هوادة و لا رحمة..
و لمست وجهه و كادت أن تقيمه من سقطته..
فسارع الجندي في سحب يدها و أخذها لبعيد عنه..
و الجندي شعر انه لم يعد يستطع أن يحمله
وحده فلمح قيراوني من بعيد و دعاه و أمره ان يشاركه
في حمل هذا الصليب..
ففي الحال أجابه وأمسك بصليب يسوع بيد ويد أخرى حملت هذا البار..
و من وراءهما مريم و النسوة و المريمات..
و ظلوا ممسكين ببعضهما لبعض وبالصليب حتى وصلا لموضع جلجثة الآلم..
فقاموا بتمزيق ثيابه بكل خزي والقوا به على خشبة و بدأوا في تسميره بكل قوة بلا هوادة و هو ينزف بلا توقف..
و هنا سقطت مريم من كثرة الحزن و الألم تحت الصليب..
لم تعد تستطع مشاهدته هكذا و أخذت تنوح و لم يستطع احد أن يواسيها و يهون علي نفسها ألم وحيدها..
و هنا تذكرت كلمات قيلت لها من قبل عن هذا الوقت العصيب الذي ستمر و تجوز فيه
و احنت رأسها  نحو الصليب تقبل قدميه كأنها تمحو عنه وجع مميت مخففه عنه فقبلتها بمثابة حياة..
حتى أحست بحنو يد على كتفها..
تربت و تطبطب و تقيمها من أثر سقوطها و انحناءها..
و قد كان يوحنا المدعو بالمحبوب أو تلميذه الذي يحبه ،
و بدأ يسوع يلتقط أنفاسه ببطء حتى يتكلم..
وبدأ يسترسل في كلماته التعجبية ووصيته الأخيرة..
فأخذ يوصي محبوبه بأم البشرية و يوصي أمه بالمحبوب ،
فقد أصبح لها إبن آخر من بعده!!
حينئذ شعرت بفرحة و إنتصار ممزوج بألم و دموع وحزن ووجع قلب..
إن رسالة إبنها قد أتمّها على أكمل وجه على صليبه و لم يبق شيئا بعد ليفعله..
فصرخ صرخة زلزلت الأرض ،
فنكّس رأسه وأسلم الروح في سلامٍ تام!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24