الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حول بث الاغاني في قناة دجلة
جلال الصباغ
2020 / 8 / 31العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تمتلك الأحزاب الإسلامية ورجال الدين والمرجعيات والمليشيات والعتبات ما يتجاوز الخمسين قناة فضائية واغلب هذه القنوات ان لم تكن جميعها تبث الطائفية والرجعية والتحريض، كما إنها تمارس دورا في تلميع وتجميل الجرائم التي ترتكبها المليشيات والعصابات الممارسة أمام أنظار الجميع دون رادع.
جميعنا يعلم برامج ونشرات قنوات آفاق والعهد والأنوار والنجباء والعراقية وبغداد وسامراء والسومرية وقنوات الأحزاب القومية الكردية وعملها المستمر على تقسيم المجتمع على أساس طائفي وقومي، وتحريضها الدائم على المختلفين مع توجهات مالكيها. وآخرها ما قامت به العديد من قنوات الشحن الطائفي تجاه انتفاضة أكتوبر واتهامها للمنتفضين بأنهم أبناء سفارات وعملاء لدول أجنبية ومن أنهم مجموعات من المخربين المحرضين على العنف، هكذا تعمل هذه القنوات أمام القضاء وهيئة الإعلام والاتصالات دون أن تقوم بأي إجراء حتى ولو كان شكليا تجاه من يحرض على القتل والخطف والإرهاب.
إن قنوات مثل دجلة والشرقية وغيرها من القنوات التي تمثل أجندات معينة لإطراف سياسية داخلية وخارجية، ليست بريئة هي الأخرى، بل انها تلعب دورا في دعم جهات داخل النظام الطائفي والقومي، ومالكي هذه القنوات جزء من العاملين على ديمومة وبقاء هذا النظام الذي تسعى الجماهير لاقتلاعه. لكن الاعتراض على قناة دجلة اليوم ليس بسبب فساد مالك القناة وطائفيته، ولا بسبب تحريضه، إنما بسبب بث الأغاني من على شاشة القناة في شهر محرم وهذا الأمر يقف خلفه نظام يعمل على إعادة الطائفية وافتعال أزمات ومسرحيات، تحاول حرف الأنظار عن أزمة النظام المتهالك وإعادة الخطاب الطائفي الذي تجاوزته الجماهير.
تذكرنا هذه الأفعال بما كانت تقوم به القاعدة ودولة داعش الإسلامية، التي كانت ترفض وتقتل كل من يسمع الأغاني او يقص شعره بطريقة معينة او يرتدي ملابس لا تعجب الخليفة ورجاله او يتناول الكحول، حيث أن مصير كل من يقوم بذلك إما الجلد أو القتل، وما الضجة التي رافقت بث القناة للاغاني الا محاولة تحريضية لقتل واستهداف العاملين فيها.
كل الفضائيات والصحف والإذاعات والمواقع الكترونية التي تحرض على العنف والقتل وتبث سمومها على مدار أربع وعشرين ساعة، وتشجع قمع واختطاف المنتفضين، وتدافع عن المليشيات وناهبي المليارات، وتروج للفكر الطائفي والعنصري والاقصائي، هي التي يجب أن تغلق وتحاسب ويتحرك باتجاهها القضاء وليس بث أو سماع أغنية، بحجة إنها لا تتلائم مع عقليات رجال الدين الذين تموت الناس يوميا بسبب فتاواهم ومليشياتهم وعقلياتهم المتحجرة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رقعة| أين يقطن المسلمون في أمريكا؟ وكيف يؤثرون على الانتخابا
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية لا زالت تواجه على المتر الأو
.. مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال
.. رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يفتتح مسجد خلود محمد جمع
.. 91-Al-Aanaam