الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين المرفأ وكرة القدم. مأساة

مارتن كورش تمرس لولو
(Martin Lulu)

2020 / 9 / 1
المجتمع المدني


بين كرة القدم ومرفأ بيروت مأساة شعبٍ شاهد عيانٍ بنفسه على وقوع كارثة إنفجار مخازن المرفأ مما خلفَ ووقوع أكثر من 190 ضحية وما يقارب7 مفقودين. تم إحصاء مجموع قيمة الأضرار المادية ليكون مجموع المبلغ ما يقارب 250 مليون دولار أميركي. في الطرف الأخر من العالم بالذات في دول أوربا، على الرغم من جائحة كورونا، لم تقف عمليات بيع وشراء لاعبي كرة القدم حتى وصلت المبالغ إلى 300 مليون يورو. بل صرف إداريو نادي سانت جيرمان  الفرنسي أكثر من مليار و300 مليون يورو على شراء لاعبين للنادي. ميزانية أي نادي في الدرجة الأولى تتجاوز المليارات والمستفيدون هم قلة من الإداريين الفاسدين ماليًا وإداريًا. أما يكون من الأجدر دفع الملايين من اليورو لإعادة إعمار مرفأ بيروت وتعويض شعب لبنان أو سورية أو العراق. هل من الصواب دفع الملايين من اليورو لشراء لاعبين أصولهم من الشارع؟
لم يبادر أي رئيس غربي ولا أية جهة أممية أو قارية للعمل على إيقاف هذه المهزلة المعجونة بالفساد المالي والإداري التي تجري في غرف مكاتب الإتحاد الدولي لكرة القدم. بل بدل أن يقوموا رؤساء أوربا على حجز ولو 50%من نسبة الأموال المدفوعة لشراء اللاعبين ورصدها في صندوق يخصص لدعم شعوب الدول التي أصابتها الكوارث، أو لدعم الفقراء من حول العالم أو مساعدة الشباب في الدول النامية على تكملة دراستهم وتنمية مواهبهم، قام الرؤساء الغربيين وحمل كل واحد منهم صندوق الإقتراع ووضعه على متن قاربٍ وأدار محركه صوبَ بيروت وهو يظنُ أن كرسي الرئاسة يمر عبر المرفأ. تسابق معظم الرؤساء أو نوابهم أو وزراء خارجيتهم وهم على متن قارب كرسي الحكم يسرعون بالجذفِ بكل قوة كي يصل بهم إلى مرفأ بيروت بعد إخماد نيران الإنفجارات التي كانت سببها كمية 2750 طن من غاز الأمونيوم المخزونة في عنبر رقم 12 في المرفأ. ها هو الرئيس الفرنسي ماكرون يحمل حقيبة صندوق الإنتخابات ويسافر به إلى بيروت المنكوبة، التي قيل عنها في السبعينيات من القرن الماضي (القاهرة تؤلف وبيروت تطبع وبغداد تقرأ.) 
لكي يضمن الرئيس الفرنسي أكثر مقعد كرسي الحكم قام وسبق الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء وكل أعضاء الحكومة والسياسيين ونزل إلى الشارع وإلتقى بأبناء الشعب اللبناني وإستمع إلى مأساتهم حتى صرخ بعضهم: “يا فرنسا إنتدبينا.” يا للمأساة أين وصل الحال بأبناء الشعوب في الدول العربية حتى أصبحوا يحنون إلى سنوات الإحتلال الأجنبي؟ يقول المثل العراقي:( اش جابرك على المر غير الأمر منه.) هل مجيء الرؤساء الغربيون يعني حملهم للحلول؟ أبدًا لو كان كذلك لقاموا بإيجادٍ حلٍّ للمشاكل الداخلية في بلدانهم.  
ما أن سمع رؤساء الغرب صرخات الإستنجاد من أبناء الشعب اللبناني حتى فرضوا شروطًا قبلَ تقديم الدعم المالي، شورطًا لا يقوى الشعب على تنفيذها. كان من المفروض تدخل المنظمات الإنسانية من هيئة الأمم المتحدة، كان عليها أن تتسابق وتصل إلى مرفأ بيروت قبل أن يصلها أي رئيس غربي. لكن يبدو أن المأساة لا تفارق الشرق وملايين الدولارات واليورو لا تفارق صفقات بيع وشراء لاعب كرة القدم القادم من الشوارع وكرسي الحكم يرسو في مرفأ بيروت ينتظرُ عودته إلى الغرب. كل يوم نسمع عن مأساة في دولة من دول الشرق. بينما هيئة الأمم المتحدة ساكتة لا تُبادر بحركةٍ. هذا السكوت يشجع بعض الدول على التدخل في الشؤون الداخلية للدولة التي لحقت بها كارثة ما.
نأسفُ حينما نشاهدُ مأساة شعوبنا في الشرق قد أصبحت تستثمر لصالح مصالح الدول الكبرى.
ليس لنا إلى أن نقف معزين لدولة لبنان شعبًا وأرضًا. نقول:
• (أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ افْرَحُوا. اِكْمَلُوا. تَعَزَّوْا. اِهْتَمُّوا اهْتِمَامًا وَاحِدًا. عِيشُوا بِالسَّلاَمِ، وَإِلهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ.)”2كورنثوس11:13” 

المحامي والقاص








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •


.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ




.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد