الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث مع النفس(1)

حيدر الكفائي
كاتب

(Hider Yahya)

2020 / 10 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الدكتور عبد الفتاح الزاوي من اشهر اطباء القلب في شمال امريكا وهو ليبي الاصل استوطن في هذا البلد منذ سنين مضت له خبره طويلة في عمله ويمتاز بنشاط وحيوية في مجالات كثيرة خصوصا مع الجاليات العربية ومنظمات المجتمع المدني ومحاضراته القيمة ، كان عونا لكثير من الخريجين الجدد في وصولهم الى هذا البلد ، والكثير من الاطباء خصوصا من دولة ليبيا يثمنون جهوده في كسب المعرفة من خلال ربطهم في هذا العالم الجديد بتطوره العلمي والمعرفي .
يزدحم المراجعون لعيادته على الدوام فيأتي العربي وغير العربي على حد سواء لقدرته وشهرته في مجال تخصصه ، يستقبل مراجعيه بسجيته المعهودة وتواضعه وخفة دمه اذ لا يختصر بحديثه مع اي مراجع له على ماجاء لاجله من فحص و ارشادات لوضعه الصحي بل هو يتعدى ذلك ليتبادل اطراف الحديث ولاتخلو احاديثه من طرفة او مزحة .
معظم الناس هنا يضعون جداول مع اطباءهم كمراجعة دورية كل حسب حاجته لهذا الطبيب او ذاك وحسب علته ومعاناته والبعض من دون ان يكون لديه اي مرض او معانات يراجع اطباء أخصائيين كل سنة او كل ستة اشهر لمعاينة وضعه وللاطمئنان على صحته وهذا جيد لتلافي اي مخاطر قد تحدث في قابل الايام والشهور .
كنت اراجعه في كل سنة وكان لطيفا ودائما مايسألني عن بلدي وعن ماجرى بعد هذا التغيير ويتحدث لي عن الشعوب العربية ومصير الأمة وابتعادهم عن الدين فهو يمزج مزجا لطيفا بين الدين والطب والحديث عن الواقع المعاصر الذي تعيشه الشعوب . اذكر مرة عندما طال الحديث فيما بيننا وكان جله يتركز على الالتزام الديني وكيف يكون المؤمن مع الله مطمئنا لقضاءه وقدره . حكى لي هذا الطبيب حكاية كانت بحق ينجذب لها الوجدان ويخفق لها القلب اذ تحدث لي عن احد مراجعيه الاجانب حيث اخبره بان لديه مرض عضال وهو مرض السرطان وانه لم يبق له في الحياة غير ايام قليلة ، اردف الطبيب في كلامه على ايمان المسلم وكيف يسلم امره لله لان هذه الحياة ماهي الا مرحلة من مراحل الحياة الابدية للبشر ، ثم قال لي تخيل ماكانت ردة فعل هذا الشخص عندما اخبرته ،قلت : وماذا فعل ، رد الطبيب : صدقني لم يصدر منه اي شيء غير طبيعي بل بالعكس شكرني على انني اخبرته بوقت مبكر لانه لابد من ترتيب اموره وما يحتاج لهذا الغرض كشراء بدلة انيقة حيث من عادتهم هنا ان يلبسوا الميت ارقى واحلى ملبس عنده، وكذلك اشياء كثيرة يحتاج الى ترتيبها واخرى يعطيها لاخرين ويحصر ما عنده لاعطاءه لفلان وفلان واخذ يعدد اشياء كثيرة يفترض ان عليه انجازها والاستعداد للرحيل وكأنه سيذهب برحلة ترفيهية الى مكان ما ، ثم قال لي الطبيب لقد ودعته وودعني بهدوء وذهب ، عندها عقب الطبيب على ذلك حيث تسائل عن مصدر هذه القوة والثقة الذي يمتلكها هذا الرجل مع انهم من ملة ليس فيها التزام بالمعنى الذي يوضحه الدين الاسلامي وليس مثل مانحن ندعي ونقول بالسنتنا والحال ان المسلم لابد له ان يكون بهذا الايمان والتسليم المطلق بقضاء الله وقدره .... وفي الواقع لقد ابهرني الطبيب بهذه القصة وتسائلت مع نفسي هل فينا من يمتلك نفسه ويتجرع مثل هذه البلاءات ولا ينهار او قد يفارق الحياة قبل اجله ماالذي جعلهم اقوى منا ونحن نفخر دوما من اننا امة لا اله الا الله واننا في كل صلاة نعيد ونكرر في الجهر والاخفات "اياك نعبد واياك نستعين".....مع العلم انني قد سمعت عن اشخاص اخرين بنفس الروحية ونفس المعنويات وليس هذا الشخص الوحيد الذي تحدثنا عنه فقد اخبرتني الدكتورة جينا عوده العراقية الماهرة عن بعض مراجعيها ايضا يمتلكون نفس رباطة الجأش هذه بعكس الكثير منا فقد ينهارون عند سماعهم هكذا اشياء تمس حياتهم ..فما السر وهل هناك خطأ ما يا ترى؟. الدكتور عبد الفتاح الزاوي من اشهر اطباء القلب في شمال امريكا وهو ليبي الاصل استوطن في هذا البلد منذ سنين مضت له خبره طويلة في عمله ويمتاز بنشاط وحيوية في مجالات كثيرة خصوصا مع الجاليات العربية ومنظمات المجتمع المدني ومحاضراته القيمة ، كان عونا لكثير من الخريجين الجدد في وصولهم الى هذا البلد ، والكثير من الاطباء خصوصا من دولة ليبيا يثمنون جهوده في كسب المعرفة من خلال ربطهم في هذا العالم الجديد بتطوره العلمي والمعرفي .
يزدحم المراجعون لعيادته على الدوام فيأتي العربي وغير العربي على حد سواء لقدرته وشهرته في مجال تخصصه ، يستقبل مراجعيه بسجيته المعهودة وتواضعه وخفة دمه اذ لا يختصر بحديثه مع اي مراجع له على ماجاء لاجله من فحص و ارشادات لوضعه الصحي بل هو يتعدى ذلك ليتبادل اطراف الحديث ولاتخلو احاديثه من طرفة او مزحة .
معظم الناس هنا يضعون جداول مع اطباءهم كمراجعة دورية كل حسب حاجته لهذا الطبيب او ذاك وحسب علته ومعاناته والبعض من دون ان يكون لديه اي مرض او معانات يراجع اطباء أخصائيين كل سنة او كل ستة اشهر لمعاينة وضعه وللاطمئنان على صحته وهذا جيد لتلافي اي مخاطر قد تحدث في قابل الايام والشهور .
كنت اراجعه في كل سنة وكان لطيفا ودائما مايسألني عن بلدي وعن ماجرى بعد هذا التغيير ويتحدث لي عن الشعوب العربية ومصير الأمة وابتعادهم عن الدين فهو يمزج مزجا لطيفا بين الدين والطب والحديث عن الواقع المعاصر الذي تعيشه الشعوب . اذكر مرة عندما طال الحديث فيما بيننا وكان جله يتركز على الالتزام الديني وكيف يكون المؤمن مع الله مطمئنا لقضاءه وقدره . حكى لي هذا الطبيب حكاية كانت بحق ينجذب لها الوجدان ويخفق لها القلب اذ تحدث لي عن احد مراجعيه الاجانب حيث اخبره بان لديه مرض عضال وهو مرض السرطان وانه لم يبق له في الحياة غير ايام قليلة ، اردف الطبيب في كلامه على ايمان المسلم وكيف يسلم امره لله لان هذه الحياة ماهي الا مرحلة من مراحل الحياة الابدية للبشر ، ثم قال لي تخيل ماكانت ردة فعل هذا الشخص عندما اخبرته ،قلت : وماذا فعل ، رد الطبيب : صدقني لم يصدر منه اي شيء غير طبيعي بل بالعكس شكرني على انني اخبرته بوقت مبكر لانه لابد من ترتيب اموره وما يحتاج لهذا الغرض كشراء بدلة انيقة حيث من عادتهم هنا ان يلبسوا الميت ارقى واحلى ملبس عنده، وكذلك اشياء كثيرة يحتاج الى ترتيبها واخرى يعطيها لاخرين ويحصر ما عنده لاعطاءه لفلان وفلان واخذ يعدد اشياء كثيرة يفترض ان عليه انجازها والاستعداد للرحيل وكأنه سيذهب برحلة ترفيهية الى مكان ما ، ثم قال لي الطبيب لقد ودعته وودعني بهدوء وذهب ، عندها عقب الطبيب على ذلك حيث تسائل عن مصدر هذه القوة والثقة الذي يمتلكها هذا الرجل مع انهم من ملة ليس فيها التزام بالمعنى الذي يوضحه الدين الاسلامي وليس مثل مانحن ندعي ونقول بالسنتنا والحال ان المسلم لابد له ان يكون بهذا الايمان والتسليم المطلق بقضاء الله وقدره .... وفي الواقع لقد ابهرني الطبيب بهذه القصة وتسائلت مع نفسي هل فينا من يمتلك نفسه ويتجرع مثل هذه البلاءات ولا ينهار او قد يفارق الحياة قبل اجله ماالذي جعلهم اقوى منا ونحن نفخر دوما من اننا امة لا اله الا الله واننا في كل صلاة نعيد ونكرر في الجهر والاخفات "اياك نعبد واياك نستعين".....مع العلم انني قد سمعت عن اشخاص اخرين بنفس الروحية ونفس المعنويات وليس هذا الشخص الوحيد الذي تحدثنا عنه فقد اخبرتني الدكتورة جينا عوده العراقية الماهرة عن بعض مراجعيها ايضا يمتلكون نفس رباطة الجأش هذه بعكس الكثير منا فقد ينهارون عند سماعهم هكذا اشياء تمس حياتهم ..فما السر وهل هناك خطأ ما يا ترى؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية