الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السنن الإلهية التي لا تبديل لها ...

جمعه عباس بندي
كاتب وباحث وأكاديمي وقانوني

(Dr.jumaa Abbas Hassan Bandy)

2020 / 10 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


السنن الإلهية الكونية أو القوانين الطبيعية: هي تلك السنن والقواعد التي تدير الحياة والإنسان والكائنات والموجودات والأفلاك وفق نظام منسجم، متسق، متكامل، واع، متوافق ومتحالف ومتآلف مع الفطرة الانسانية جمعاء، لقوله تعالى: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}[فاطر:43] ومن أبرز هذه القواعد والقوانين:

1- قاعدة إعمال العقل.

2- قاعدة العدل والانصاف.

3- قاعدة الشورى والمساواة.

4- قاعدة القيم والاخلاق.

5- قاعدة التجديد والإصلاح.

ولا يخفى على دارسي التأريخ بأنه كان السبب الأول والرئيس لإندثار وأضمحلال الدول والامم والشعوب والحضارات القديمة والحديثة، هو عدم التمسك بهذه القواعد في أنظمتها السياسية والاجتماعية والإقتصادية والتعليمية والصحية والتجارية والإدارية والأمنية ، والقرأن الكريم مليء بهذه الشواهد ، منها قوله تعالى : {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[الروم : 9]، بل قاموا باستبدال هذه القواعد بالمهلكات الضارات ، حيث بدلوا :

1- قاعدة إعمال العقل، بقاعدة التقليد الأعمى والسبات العميق والتعطيل عن التفكير.
2- قاعدة العدل والإنصاف ، بقاعدة الظلم والإجحاف والتعدي على حقوق الغير.
3- قاعدة الشورى والمساواة ، بقاعدة الدكتاتورية والعنصرية وتعصب الآراء.
4- قاعدة القيم والأخلاق ، بقاعدة التسيب والعبثية والاضمحلال الإجتماعي والخلقي.
5- قاعدة التجديد والإصلاح ، بقاعدة التجميد والركود والفساد والإفساد.
6- قاعدة قبول الآخر والحوار والتعاون معه والتعارف عليه ، بقاعدة رفض الآخر وإقصائه وهدم الجسور بيننا وإنكار المساحات المشتركة بدوائر منغلقة، مع طمس معالم هوياتهم المتباينة.
7- قاعدة المواطنة والإنتماء للأرض والوطن ، بقاعدة الأنتماءات المذهبية والطائفية مع ذبح الوطن من الوريد الى الوريد.

ومن الجدير بالذكر والإشارة أن الإلتزام بهذه المبادىء والقواعد والقوانين وبالذات على الصعيد الرسمي والاجتماعي والفردي، جعلت من بقايا دول وفي مدة زمنية قياسية تخرج كالمارد من تحت الأنقاض وتلحق بمواكبة وسلم الدول المعاصرة المتقدمة والمتطورة التي تنتمي الى العالم الأول على وجه الكرة الأرضية، ومن أبرز هذه الدول: اليابان وسنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية.

لذا من هذا المنطق والمنطلق على الجهات المعنية وخاصة الحكومات والأنظمة السياسية - من أقصى اليمين الى أقصى اليسار - التي تريد الخير والعمارة والإستقرار والإزدهار والرفاهية والتنمية والبناء للبلاد والعباد، أن يجعلوا من هذه السنن والقوانين الكلية المصدر والمرجع الأساس في بناء منظومة دولهم الفلسفية والمقاصدية وبالذات فيما يخص البناء التحتي والفوقي لهذه المنظومة ، وبعدها لينظروا إلى ثمرة جهودهم وعملهم التي ستنمو وتعلو كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.

وفي ختام هذا الموضوع ، نقول وبإختصار: أن من يقف أو يصطدم مع هذه السنن الكونية والقوانين الطبيعية سواء أكان دولا أو جماعات أو أفراد فإن مصيره سيكون حتما الزوال والهلاك وإن يكن كل العالم معه قلبا وقالبا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكور
بولس اسحق ( 2020 / 10 / 20 - 09:57 )
لقد ذكرت مشكورا عدة قواعد لا يستهان بها للارتقاء بالأمم.. لكن يا حسرتي أيُ من هذه القواعد
التزم او طالب بتنفيذها القران الذي استشهدت بآية من آياته ونفذت.. هل هي الشورى مثلا.. فاذكر لنا متى تم العمل بها.. اما البقية فنحن في غنى عن بيان تضاربها مع ما جاء بالقران والاحاديث.. وابسطها النقطة السادسة.. فالعلة بالمصدر وما يأمر به.. وليس بالذي يستقي ما ظهر في المصدر.. تحياتي.

اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف