الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألام الماضى والحاضر

أميرة أحمد عبد العزيز

2021 / 1 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


حكى لى يوم صديق عن صديق له يتألم من فراق حبيبته، مما جعله مشتت الذهن، متعب النفس، لا يقوى على فعل شىء، فأصبحت حياته شبة معطلة.
أسديت له نصيحة ساذجة لم أكن أعى وقتها مدى سذاجتها ولا هو أدرك ذلك، نصحته أن يأخذ صديقه ويغلق عليه غرفة دون طعام أو شراب، فينهى ألم الجوع والعطش ألامه الأخرى وحسراته، فكرة شبيهة بمن يقوم بجرح نفسه ليعلو بألم مادى ملموس على ألمه المعنوى.
استسقيت الفكرة من قانون الانسان، فحاجات الانسان البدائية بعد إشباعها (المأكل والمشرب والمأوى والملبس)، يبدأ بعدها الإنسان فى اتجاه أكثر تطور بإشباع احتياجات أخرى، مع تأمينه لاحتياجاته السابقة، واحتياجات الانسان متجددة أبدا، وحين يشبع احتياج او احتياجات، ينبثق من الواقع احتياجات أخرى تتطلب تحقيقها، وهكذا... وبالتالى نعود بصاحبنا لاحتياجاته البدائية الأولى فنلغى بها الاحتياجات المستحدثة.
ولكن حين فكرت فى الأمر مع مزيد من الخبرة والنظر لما لم ألاحظه من قبل، رأيت إن فكرتى هذه فكرة ساذجة، وأن قانون الإنسان يشير إلى غير ذلك، فالماضى جامد لا يتغير، وما اكتسبه الإنسان من حريات لا نسطيع سلبه إياها. بل أننا نرى بيننا من البشر من يضرب عن المأكل والمشرب فترات طويلة، وقد يعرض نفسه للمرض أوالموت من أجل ألم أحل به نتيجة فشل فى الحفاظ على احتياج متطور، أو كأحد وسائل المقاومة والاعتراض على الاعتداء على حريته التى اكتسبها في الماضى ليأتي من يعتدى عليها اليوم، مثال هذا ما يفعله المعتقلين فى فلسطين، أو المعتقلين ببلاد يطغى فيها الاستبداد.
وهكذا قد يخاطر الانسان باحتياج بدائى من الماضى ومستمر فى المستقبل، لرفضه أن يسلب منه حريته التى هى جمع كل الحاجات المشبعة التى حققها على مدار تاريخه، بل والتاريخ الانسانى، وكأنه يقول قول هاملت (أكون أو لا أكون)، أو كما قال أسلافنا ومازال منا من يرددها ( إما النصر أو الشهادة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل