الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية الملوثة - مقالات في الأنثروبولوجيا النقدية

رائد عبيس

2021 / 4 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


رائد عبيس
توطئة الكتاب:
يختلف مفهوم الهوية الوطنية باختلاف مقوماته، ومكوناته، إذ أصبحت لها عناوين متعددة، ومساحة تتفاوت قرباً وبعداً، بين معانٍ أُخرى من الهويات، فبين بداية التكوين ونهايته، يتبلور فهم جديد للهوية، يتخذ طابع عند حامليها، وصفة عند متبنيها، وحكم عند مقوميها.
فالهوية الوطنية؛ وهي موضوع إشكالية هذا الكتاب، أخذ امتدادها جدال وسجال كبير، لا سيما ونحنُ نجمع بين هويتين متصارعتين، وهما الهوية العربية، والهوية الإسلامية بين حين وآخر، أو متآلفتين بين مدة وأخرى، أو بين طغيان الأولى على الثانية، أو الثانية على الأولى، ولكن بين الأولى، والثانية، تبقى ثوابت حاكمة في معنى "الهوية" فضلاً عن الهويات الأخرى التي تمر بنفس الصراع بين هويتها الفرعية، وبين هويتها الوطنية، أو القومية، أو التوصيفات الهوياتية الأخرى، كمعنى الهوية الوطنية التي تحدده مجموعة معايير، أولها الجغرافية التي تقتضي تعريف هوياتي مجرد يتضمن الحدود المرسومة على الأرض، فأرض الوطن التي تكتنز موارد طبيعية كثيرة، ومتنوعة، يجب أن تكون حقوق عامة لكل مواطني الوطن، وهذا أول الحقوق التي يجب أن تكفلها القوانين، بكونها جزء كبير من معنى المواطنة، والذي يكمله الأمن، والاستقرار، وهذه هي الحقوق التي تُكمل تعريف الهوية الوطنية، بشرط تكافئها مع جملة من الواجبات على المواطن أن يأديها اتجاهها.
ذكرنا في عناوين موضوعات هذا الكتاب جملة من الإشكاليات الأنثروبولوجية النقدية، التي تأتي متضمنة لتعريف " الهوية الملوثة" الذي أفردنا له عنوانٌ مستقل، وهذا ما دعانا الى تسمية الكل بالجزء، فعنوان الهوية الملوثة جاء شارح لكل المتغيرات، والمفقودات، في تعريف الهوية الوطنية، بل ومنغصاتها، وفقدان معناها، ومدلولها، عند مواطنيها، فملوثات الهوية، هي كل ما يكدر صفوها، ويتسخها، ويشينها، وقد أصبحت كذلك، بفعل عوامل كثيرة، قد بيناها في محتويات هذا الكتاب، وسطوره التي كُتبت من هم وطني خالص، وانشغال حقيقي بتطبيقات المواطنة وقيمها، وطموح عالٍ لبلوغ مُرادَنا بتحقيقها، وهذا لا يأتي إلا بعد؛ أولاً: تشخيص أسباب الملوثات، وتفاقمها، وتوطينها، في عمق الوطنية، والمواطنة، وثانياً: نقد هذه الأسباب محاولين بذلك إصلاح الوعي بها، وممارستها بشكل عقلاني، وموضوعي، وسط اعتراف بكونها مفهوم مشترك بين جميع أبناء العراق. ومن الجدير بالذكر أن هذه الملوثات الهوياتية بصبغتها العراقية التي امتدت طوال قرن على إقامة الدولة العراقية الحديثة من 1921 وإلى 2021, قد أخذت أفقٌ عربي وإسلامي كبير وشامل، فهي تحاكي واقع هاتان الأمتان معاً، ونشاركهما، وتشاركنا، حقيقة هذا الواقع الملوث الذي شوه كل قيم المواطنة في عالمنا العربي والإسلامي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 20% في منشأة فوردو جن


.. الجيش الأمريكي يعد خطة مشهد الجحيم لمحاصرة الصين




.. قادة دول مجموعة السبع يعتمدون 50 مليار دولار لصالح أوكرانيا


.. السلطات تنفذ عملية مداهمة -تاريخية- لسجن في أوروغواي




.. إنقاذ 85 شخصاً من عبارة كادت أن تغرق قبالة السواحل الإيطالية