الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الجنس والحب والرق والسبي والاغتصاب

نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)

2021 / 7 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ارتباط ممارسة الجنس بالحب والمشاعر الراقية السامية والإرادة الحرة والإدراك السليم الواعي أفضل وأكرم - عندي وبالتأكيد عند كل ذي لب ناضج وإنسانية صادقة وأخلاق - من ارتباطه بالجبر والإكراه أو بالاحتياج الغرائزي البحت تحت أي مسمى أو مبرر قانوني أو ديني أو عرفي أو اجتماعي ، فالمرأة التي تمارس الجنس مضطرة أو مكرهة لا يختلف واقعها الشعوري عن تلك التي تتزوج مرغمة بمن لا تحب وبمن لا يناسبها عمرا ويكافئها مكانة ويوازيها فكرا وثقافة ، ويستحيل أن تشعر بالسعادة أو الرضا في حياتها ، الرضا عن نفسها وكذا عن الآخرين ، ويستحيل أيضا أن تندمج أو تنصهر تماما في محيطها الأسري وكذا في محيطها الاجتماعي القريب .
تقودني هذه المسلّمة التي أؤمن بها إيمانا مطلقا يوازي إيماني بربي وخالقي للتفكير طويلا ومليا بالنسوة الضحايا اللائي كن يتعرضن لحظهن العاثر ونحس أقدارهن على مدار تاريخنا العربي الزاهر بشقيه الجاهلي والهجري للرق والسبي والاغتصاب وما أكثرهن ، بكل ما تحمله تلك الأفعال من قهر وإذلال وامتهان لجسد المرأة وكرامتها وعفتها بذرائع شتى وبمبررات واهية زائفة صنعها الفقه الذكوري العنتري الغالب العفن ، المتعطش الشبق ، المتدثر بالدين !! .
وإذا كنا اليوم كما الأمس قادرين على فهم وتكييف وتجريم فعل الزنا كعلاقة جنسية كاملة تتم بين طرفين خارج إطار الزواج الديني أو المدني ، فإننا بحيادية كاملة وبوعي تام نعجز في زماننا الحاضر هذا عن تبني أو تبرير أي قاعدة أو فعل يبيح الرق وتملك إنسان قوي قاهر لآخر ضعيف منهزم فضلا عن إكراهه معنويا أو ماديا على ممارسة الجنس كمفعول به بأي صورة من الصور !! .
إنني عند تفتيش غائص عميق دقيق متخيل مفترض في نفسية امرأة ما تم سبيها وتسليعها واغتصابها إثر حصول انهزام عسكري لقومها وتشتت قسري لكيانهم الاجتماعي الذي كان قائما أجد غالبا أمّاً معطاءة مضحية ساهرة على راحة أبناء هانئين أو بنتا مدللة لأب حان أو أختا عزيزة لأشقاء كرام شداد أو زوجة مصانة لرجل فاضل وجيه أو رئيس عشيرة أو حي أو قوم وأجد أيضا ندوبا وجروحا نفسية غائرة لا يمكن أن تندمل أو تشفى مهما عظم التبرير وتقدس أو تقادم الزمن !! .
وبعد : لأن السبية لا تملك حولا ولا قوة فهي لا تستطيع أن تختار سابيها أو أن تخالف إرادة من وقعت في سهمه أو من اشتراها من السوق أو من وهبها للغير أو أهداها ، ولا سقف أعلى أو عدد محدد لمثل هذه التصرفات الهجينة ، فهي قد تبيت عند رجل وفي الصباح التالي تجد نفسها في متاع رجل غيره ، وهي مجبرة معنويا وماديا على الرضوخ لمطالب سيدها وتنفيذ رغباته ونزواته الجنسية أيا كانت وبالتالي فهي لا يمكن إلا أن تكون مغتصبة !! .
وحق لكل ذي لب ناضج أن يتساءل :
كيف يصح ويحسن إسلام طفل مسترق نجا من الموت بأعجوبة لأنه كان صغيرا وفي غير زمرة المقاتلين ، وهو يرى أمه أو أخته السبية تباع وتشترى كسلعة في الأسواق وتتحسس مفاتنها أيادي ضباع بشرية ونخاسون , أو طفل اختطف واسترق وأخصي عمدا ليظل طول حياته في خدمة الحريم !! .
وكيف يصح ويحسن إسلام سبية قتل أخوها أو أبوها أو زوجها في معركة دفاع دموية قاسية عن الذات والحمى والأهل والعرض ، وكيف تصفو نفسها وترق مشاعرها لمن سباها وتسرى بها بعد أن الحق بها وبأهلها وقومها كل ذلك الأذى والدمار المعنوي والعار !! .
وكيف لمسلم عاقل حر أبيّ غيور كريم أن يتقبل شرعة السبي أو معاملة بالمثل لحريمه ونساء قومه إذا حصل وقدر الله له ولهم انهزام أمام الأعداء في معركة ما اجتيحت فيها الديار وتحطمت الحصون !! .
وبعد : ما أحوجنا اليوم إلى مراجعة ومساءلة ومحاكمة كثير من نصوص تراثنا المقدس البالي بهدف إحداث التغيير الطوعي النوعي اللازم للارتقاء بالفكر والمنطلقات والسلوك في ضوء تفتق وعي خاص عميق لدي الأجيال الشابة المثقفة بأن تغيّر شكل واقعنا المعاصر وكثير من سلوكياتنا البربرية المؤصلة تاريخيا لم يكن عائد أبدا إلى إنسانية طافحة زائدة لدينا أو متجذرة فينا أو إلى احترام حقيقي طوعي ذاتي لحقوق المغايرين المخالفين لنا أو المختلفين معنا ولكن بسبب تراجع ظل سلطاننا وظروف دولية محيطة قاهرة ضاغطة وغلبة الأقدار !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-