الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يومين من العمل بجوار ميت

حيدر الكفائي
كاتب

(Hider Yahya)

2021 / 8 / 27
المجتمع المدني


اودعت مفتاح شقتها لدي وغادرت متوجهة الى بيت صديقتها لمدة يومين على أمل ان تعود لتجد كل ما تم الاتفاق على انجازه تاما .
وبالفعل فقد اسرع العامل الذي صحبته معي في اليوم الاول في اتمام المهمة الاولى وفي اليوم الثاني كان عاملا آخر يحث الخطى وبخبرته العالية ليكمل كل ما اتفقنا عليه .
خلال اليوم الأول وفي الساعات الاولى للعمل جائني العامل ليخبرني عن ذلك الصندوق الصغير الذي وُضع في زاوية بجانب ادوات الطبخ والفرن ،،،حقا لقد استغربت شديد الاستغراب لقد كان هذا الصندوق الصغير يضم رماد جسد رجل ولا ادري ايكون زوجها ام والدها فلم استطع ان اسألها عن ذلك ،،،
قرأت ما كُتِبَ على هذا الصندوق حيث أسمه وتاريخ ولادته ووفاته … لم أشعر بأي رهبه ولا خوف كما نشعر عندما ندخل المقابر ولا ادري ما سر هذا الفارق بين جدث قد حوته الارض وبين جسد أُحرق وأصبح رمادا قد صار بين اضلاع صندوق لا يتعدى حجمه علبة حلوى .
كلما انظر الى ذلك الصندوق اجدني اتحدث اليه وأسألة كثيرة عن طوله جماله ثروته رغباته وندمائه ؟؟ أيُعقل ان كل ذلك وضع في هذا الصندوق ؟
حبيس انت يا فرناند في هذا الصندوق ؟
كيف لهذه السيدة ان تعيش معك لوحدها وانت جزيئات محترقة ؟
ثم لماذا وضعتك بجانب الفرن ؟
هل لأنك كنت عاشقا لأطباقها فأوصيت أن تكون بجانب الفرن؟
حمدت الله كثيرا وشكرته على نعمة الاسلام ، فديننا لم يهيننا بتلكم النهاية التي ليس فيها أي نوع من الاحترام للنفس البشرية ، فالحرق هو استهانة لعظيم خلق الله وهو الانسان….!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العمل بجوار ميت
عبد الفادي ( 2021 / 8 / 27 - 20:37 )
بدأت يا سيد حيدر بداية ممتعة وتوقعت وأنا اقرأ مقالتك بأنني سأجد نهاية مفيدة للقارئ او مفاجأ لقصة الصندوق او حتى موعظة نستفاد منها ولكن مع الأسف انهيت القصة بدون اية حكمة لأن الذي يحرق جثة موتاه ليست نيته اهانه او احتقار للنفس البشرية خاصة وان النفس لم يعد لها وجود بعد الموت فلا يبقى من الإنسان سوى العظام ولا فرق سوى كانت هذه العظام ممدودة او مطحونة ، وربما الذي يحب حرق جثث موتاه يريد ان يعيش مع ذكرى احباؤه ليشعر انه لا يزال قريب منهم بدلا ان تترك الجثة لتتفسخ وتصبح طي النسيان وهذه ايضا نعمة ، بالمناسبة أن حرق الجثث موجود في الدول الإسلامية فمعظم المختبرات التعليمية في كليات الطب يحرقون الجثث ويحولونا الى رماد فأية نعمة تتحدث عنها يا سيد حيدر ؟ هذا وأنا شخصيا لا احبذ افشاء اسرار البيوت التي اؤتمن عليها حتى لو كانت القصة خيالية وليست حقيقية ، تحياتي


2 - يومين من العمل مع ميت
Hider alkifaee ( 2021 / 9 / 1 - 21:55 )
الاخ الكريم انا اشكرك اولا على تفضلك بقراءة ما كتبته ، ثانيا وكما تعلم ان هذا الموقع هو حر يكتب الانسان فيه مايشاء ولأن كل انسان يحمل معتقده الذي يعتقد فيه فاعتقادي هو الاسلام وثقافتي اسلامية بالدرجة الاولى لهذا تجدني متأثرا به فمسألة حرق الجسد بعد الموت هذا الامر لا يقره الشرع الاسلامي بغض النظر عن نظرة المجتمع الى ذلك وليس الآخر مجبرا على ان ينحو هذا النحو من الاعتقاد لكن هذا هو الواقع المقر . المسالة الاخرى انني كما تراني افشيت اسرار الناس حين دخلت بيوتهم ، اعتقد ان هذا الكلام فيه تجني علي فليس انا في مورد الافشاء لان في هذا البلد الذي اعيش فيه منذ عقدين يعتبر هذا العمل من الاعمال الجيدة والتي لا يهاب فيه المرء بالعكس انما في نظرهم اكراما للميت ومودة له ، ومن جهة اخرى انت لا تعرف هذا الشخص حتى تعتبره افشاء لسره ولا تعرف البلد الذي انا فيه ولم اكشف مكان ولا زمان فاي افشاء للسر تقصده بالعكس فان في اعرافهم هنا يعتبرونه مثلبة وليس منقصة .. اجدد شكري لك مع تحياتي

اخر الافلام

.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية


.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق




.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري