الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تلبس رداءً ليس لك

أياد الزهيري

2022 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


من الأمور التي يُعاب عليها المرء، أو على الأقل تجعله في موقف لا يُحسد عليه ، عندما يرتدي عباءة غير عباءته ، فهي أما تضيق به، وأما أن تكون فضفاضةً عليه ، أو قد تكون من الأصناف التي لا تليق به لوناً وتشكيلاً وبالتالي عند أرتداءها يخرج الى الناس بحلة تثير التهكم والأستهزاء لكثير من الناس وخاصة من المناوئين والحاقدين ، والعطف والأسف من القسم الآخر وخاصة من المحبين والحريصين ، ولكي ننتقل من العام في الكلام الى الخاص ، أخص بالموضوع رداء السياسة الذي أرتداه السيد مقتدى الصدر ، وهو رداء ما كان له أن يرتديه لأسباب كثيرة ، منها ما هو ذاتي ، حيث أن السياسة مجال يتطلب من يزاولها أن يتمتع بخصال وأمكانيات لم يحضى بها السيد مقتدى ،فالسياسة هي علم وفن ، وخبرة وتجربة ،بالأضافة الى ذكاء وقاد ، كما لو أضفنا للسياسة عامل آخر ،وهو القيادة لأحتجنا الى عنصر أضافي لما سبق من أمكانيات الا وهي ملكة القيادة وما يصحبها من كاريزما تعززها ، وأنا أستحضر كل هذه الأدوات المهمة والتي يجب أن يتمكن منها من يتعزم دخول غمار السياسة من باب التحضير والأستعداد لأداء دور في هذا المجال الشائك والكبير ، لا أنوي على الأطلاق التجريح ولا التقزيم لشخصك الكريم لأني وأنت في مركب واحد وننتمي لعنوان واحد وهو الأسلام ، ولكن من باب النصيحة والحرص على العنوان وعليك وعلى عائلتك الكريمة والمجاهدة، وذات التاريخ المشرف، فأني وجدت أنك لم تتسبب بكل الأسباب التي ذكرنها أعلاه، والتي تجعل من العاملين في مضمار السياسة أن يتسلح بها، فأنت لم تدرس السياسة ولم تتعلم في مدارسها، ولم تمارس الأدارة يوماً ما ، ولم تخبرها، ولم تكتسب شهادة علمية تجعلك مؤهلاً للغوص في دهاليزها ولا تتميز بدهاء يقيك مهالكها ، أذن فعلام هذا السير في دروب الردى فيها. عزيزي سيد مقتدى ،أني أرى غربان السياسة وذئاب المصالح وقد تكالبوا عليك وأرادوا نهشك ، وجعلك مطيه لمصالحهم الدنيئة وكنت للأسف الوسيلة السهلة لهم فتباً لهم فلم ينصفوك ،ولم ينصفوا أباك ، أبو هاشم ما كان لك أن تخطوا مادعيت اليه في تحالفك مع مسعود الأنفصال والتآمر ،فهل يشرفك سيدنا أن تضع يدك بيد من وضع يده بيد الصهاينة، وهل يليق هذا بتاريخ عائلتك الكريمة، فكيف من يدعوا الى الأصلاح يتحالف مع أكبر سارق لنفط وأموال العراقيين ، فكيف من يريد وحدة العراق يضع يده بيد أنفصالي شرس ،وكيف من يقاتل داعش بسرايا السلام يضع يده مع من توسل بداعش لأضعاف بغداد وبالتالي قضم أرض العراق ،أرض أباك وأجدادك ، أرض الرافدين، والحضارات ،وأرض الأنبياء والأئمة الأطهار ، سيدنا العزيز يعز علينا أن يكون الولد المراهق محمد الحلبوسي من يجعلك تدخل معه تحت خيمة رجالات التطبيع،. انت تزعم لا شرقية ولا غربية والحلبوسي من أكثر سياسي البلد تبعية لدول خارجية ، أهكذا تسقى الأبل أيها الهاشمي ، أنك وضعت نفسك في نفق يصعب الخروج منه ، ووضعت أوراقك في مهب الريح ، ووضعت ثقتك في جعبة ذئاب لا يرحموك ، كما وضعت طائفتك في موضع لا يُحسدون عليها، فقد هجرت أهلك وأقمت بين من أخاف منهم عليك ، فقد أرخت ضعينتك بين خيمة معاوية وعمر أبن العاص، فكيف تنام ليلتك وانت مطمئن لا يغدروا بك ويسرقوا ما تود الحفاظ عليه. أنصحك ومن باب الود والأخلاص لك أن تعيد النظر في ما انت علية وأن ترجع الى أهلك وناسك الذين هم أخلص الناس اليك ، فالتراجع عن الخطأ أهون من أقتراف الخطيئة، والأعتراف بالخطأ فضيلة ،وفي هذه الظروف شجاعة منقطعة النظير ، فمكانك الحقيقي النجف وليس جبال كردستان،والحنانه وليس صحراء الأنبار،مع خالص تحياتي وأمنياتي لك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا