الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة المتأسلمة وثقافة الغباء الجمعي

ياسين المصري

2022 / 9 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


”أنا مال أهلي؟“
عندما عدت منذ أيَّام لقراءة مقال لي بعنوان: ”لماذا تخضع المرأة المتأسلمة بارتياح للإحتقار الديني؟!“، نُشِر في هذا الموقع بتاريخ 2016 / 9 / 12، على الرابط التالي:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=531107
لفت انتباهي شخص واحد ضمن المعلقين يقول لي بابتذال وسوقية: « وأنت مال أهلك»، ثم ما لبث أن برر تساؤله هذا بقوله إن بعض السيدات اللائي يعرِفْهن قلن له: وهو مال أهله!، بمعنى أنهن مرتاحات إلى هذا الوضع ولا شأن لي به، وطلب مني تدبُّر المكانة المثالية للمرأة المتأسلمة من حولي، بصرف النظر عن النصوص الدينية، والنظر إلى وضعها في أوروبا الفاجرة، وهذا هو شأن الغباء دائمًا، عندما يتحدث المرء عن الأحوال المذرية في الشرق، يتجاهله المتحذلقون وينتقلون به إلى الحديث عن الغرب.
أدركت على الفور أنه ربما كان من الضروري أن تبدأ هذه السلسلة من المقالات بالمرأة المتأسلمة لأنها العنصر الأهم في منظوم الغباء الجمعي، ليس لإصابتها بمرض الفصام [الشيزوفرينيا Schizophrenia] فحسب، بل لمساهمتها الفعَّالة والقوية في إصابة مجتمع الذكور بنفس المرض. فهي (الشيء) الأهم على الإطلاق في مجتمعات العربان والمتأسلمين عموما دون مبالغة، يخشونها أكثر مما يخشون الله ورسوله الكريم أو أي (شيء) آخر في حياتهم. سخَّر نبيهم الكريم إلهه لإشباع نزواته معها، وهم بدورهم يسخرون إلهه ونبيه الكريم معًا لابتزازها والسيطرة عليها وممارسة كل ما يشتهونه معها، طالما هي، على العكس منهما، موجودة بينهم وتتحكم في حاجتهم الجنسية إليها. إن التوصيف الحقيقي لعلاقتهم بها أنها مجرد (شيء) بالنسبة لهم، وليست كائن حي على نفس المستوى، وقد تفوق نفس المستوى. هذا (الشيء) هو الذي يشغل حياتهم ويحرك مشاعرهم ويحدد تصرفاتهم تجاهها وتجاه بعضهم البعض، هو الطرف الأهم في ممارسة الجنس، والطرف الوحيد في إنجاب النسل!، وهي من ناحيتها ارتاحت إلى هذا الوضع لأنه من إعداد رب العالمين، وتنسيق خير البشر أجمعين!
مرًَّت علاقة الرجل بالمرأة في منطقة العربان بمرحلتين تاريخيتين رئيسيتين، من الحرية المطلقة والاحترام والاعتزاز والتقدير، بل والتقديس، والتمتع بحقوقها الإنسانية كاملة، إلى أن ظهر العنف ضدها وأقرَّته الشرائع والنصوص المقدسة التي نهلت منها المجتمعات تشريعاتها، وبنت عليها إرثها العنفيّ، لصالح الذكورة وسلطة الرجل، ومن ثم راحت تواجه المرأة فيضًا يوميا من الانحطاط والتسفيه واستعمال العنف الجسدي والنفسي والجنسي واللفظي والحرمان الاجتماعيّ والاقتصاديّ، والتهديد والإكراه، وسائر أشكال الحرمان من الحرية والكرامة الانسانية، مما له عواقب خطيرة لا تقتصر على المرأة وحدها، بل تؤثر في المجتمع بأكمله، لما يترتب عليها من آثار اجتماعيّة واقتصاديّة خطيرة، إنه إذًا الغباء بعينه، فلا يمكن للمرء أن يكون شريرًا أو منحطا أو فاسدا مالم يعاني بما يكفي من ضمور العقل ومحدودية التفكير، ضمن نطاق من الغباء الجمعي الشامل.
***
لا أعتقد بوجود ديانة في العالم انشغلت بشؤون المرأة وعلاقتها بالرجل كما فعلت الديانات الإبراهيمية الثلاث التي فُبْرِكت من قبل شعوب صحراوية رعوية تعيش في نفس المنطقة الجرداء، مما يشير إلى أن هذه الشعوب كانت أسبق من غيرها إلى الانحراف والخلل في علاقة رجالها بنسائها. قبل اضطهاد المرأة من رُعاة الإبل والأغنام، وإطلاق عليها اسم ”حواء“، (يقول المفسرون أنه اشتقاقا من ”الحياة“ وليس من الحيَّة ”الأفعى“)، كانت في ثقافة شعوبهم ودياناتها القديمة هي الأم الكبرى وإنانا وعشتار وعشتروت آلهة الحب والجمال والحرب والتضحية عند السومريين في منطقة بلاد الرافدين ونواحيها، وفينوس إلهَةُ الحب والجمال والرغبة والجنس والخصوبة والرخاء والنصر لدى الرومانية، وإيزيس الأم الإلهية المصرية، والسيدة ستناي الشركسية، و(اللات والعزى ومناة، أعلى آلهة العربان شأنا، وكان أسمهن يذكر عند الطواف حول الكعبة). كانت المرأة تدعى سيدة الحكمة، وسيدة النواميس الإلهية، التي هي أساس الحضارة وعماد العمران، وكانت نور العالم، ونور السماء، ونجمة الصباح التي بظهورها تسطع الأنوار، وتتجدد الحياة، وبغيابها تغيب وتنطفئ، ويسود الظلام، كما كانت آلهة الخصب وسيدته، لأنها أول من بذر حبة القمح في التراب، بفضلها تفيض الغلال، وهي التي جاءت بشعلة النار الأولى إلى الأرض، بعد أن سرقتها من القمر، وهي أيضا سيدة الفطنة والذكاء والولادة، وآلهة الحب والجمال، وحامية الشباب الغض، إن عاشرها الوضيع صار ملكا. (راجع كتاب: فراس السواح: لغز عشتار، الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة، ط 8، دار علاء الدين دمشق 2002.
الديانة الأولى، والتي قامت على أساسها الديانتان اللاحقتان (المسيحية والإسلاموية)، اعتبرت المرأة في العهد القديم مصدرًا للشرور في العالم، فهي المسؤولة عن الخطيئة البشرية الأولى؛ لأنها هي السبب في خروج آدم من الجنة. (الخرافة بتفاصيلها في تكوين 3: 1 - 16)، وأباحت بيعها وشراءها: {وإذا باع رجل ابنته أمة، لا تخرج كما يخرج العبيد} (خروج 21: 7). وقالت إنّ نجاسة ولادة الأنثى ضعف نجاسة ولادة الذكر: {إذا حبلت امرأة وولدت ذكرًا تكون نجسة سبعة أيام... ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يومًا في دم تطهيرها ... وإن ولدت أنثى، تكون نجسة أسبوعين... ثم تقيم ستة وستين يومًا في دم تطهيرها} (لاويين 12: 1 –5)، وأنها {شِبَاك، وقلبها شِرَاك، ويدها قيود} (الجامعة 7: 26). وحملت التوراة على المرأة حملة إرهاب لم يسبق لها نظير، ففي سفر لاويين 21:9. {واذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست أباها. بالنار تحرق}، وفي سفر هوشع 31: 17-18: {فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً}، وفي سفر إشعيا 13: 16، يقول الرب: { وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم}. راجع المزيد في بحث بعنوان: «التأسيس الأيديولوجي لمكانة المرأة في التوراة والفكر اليهودي»:
https://eduj.uowasit.edu.iq/index.php/eduj/article/view/1546/1164
أتت المسيحية بالعهد الجديد ليكمِّل العهد القديم ، وفي نفس الوقت يحاول الانفصال عنه، لا سيما على مستوى الرؤية الأنثروبولوجيّة للإنسان، خاصة ما يتعلّق بالمعاملة النموذجية للمرأة من قبل المسيح، إذ إنَّه، نظر إلى النساء باحترام وتعاطف واحتضان، متخذًا حيالهنَّ موقفًا يدعو إلى الدهشة؛ مما جعلَ التقاليد السائدة تنعكس وتنقلب مُلغيةً الحظر عن النواهي إلى درجة صدم فيها بيئته وتلاميذه أنفسهم، فنجد بولس الرسول الذي أحد قادة الجيل المسيحي الأول ويعتبر الرجل الثاني من بعده، يقول: « اعتقد أن حَوَّاء هي التي أخطأت أوّلًا، ثم أغوت آدم فانقاد وراءها وأخطأ ثانيًا (تيموثاوس الأولى 2: 12–14). وعندما أتى الكتبة والفريسيّين المتشددين بامرأة زانية، أرادوا أن يحرجوه، فإمَّا أن يناقض خطَّ الرحمة الذي اعتمده تجاه البشر، أو يخالف شريعة موسى ويبدو كافرًا ومشجّعًا للزنى في نظرهم، قالوا له: {يا معلّم، إنَّ هذه المرأة أُخذت في الزنى المشهود، وقد أوصانا موسى في الشريعة برجم أمثالها، فأنت ماذا تقول؟} (يوحنّا 4:8 - 5). ففاجأهم بقوله: { من منكم بلا خطيئة فليتقدّم ويرجمها بحجر} (يوحنّا 7 : 8).
وبالرغم من ذلك كانت أوروبا المسيحية تنظر إلى المرأة على أنّها قذرة، حتى أنّ أودو الكلني في القرن الثاني عشر الميلادي ذكر أنّ مُعَانقة امرأة تعنى مُعانقة كيس من الزبالة ( راجع كتاب تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام لأحمد عبد الوهاب:. ص 230. ط1، 1989م. مكتبة وهبة - القاهرة)! وجاء في الموسوعة البريطانية عن سفر الأمثال أنّه: « نقطة مهمة، وهى أنّ النصائح بالتزام العفة موجّهة إلى الرجال فقط؛ فالرجل ينظر إليه كضحية، والمرأة كَمُغْوِيّة. لم تُحذِّر النِّساء البتّة من الرجال، أو من عموم إغواءات المجتمع». واستطردت الموسوعة تقول: « ومن المثير للاهتمام أن النصائح بالتزام العفة موجه إلى الرجال فقط. فالرجل ينظر إليه على أنه الضحية ، والمرأة هي المُغْوِيّة - لا يتم تحذير النساء أبدًا من الرجال أو من عموم إغواءات للمجتمع»:
The new Encyclopedia Britannica: "study of religio" . Vol.22. p. 508. by Safra, S.Yannias, James E.Goulka. 15th. 1998. Chicago).
ونقرأ لعالم الدين والفيلسوف الأمريكي المعاصر ”أدريان تاتشر“ عن نظرة الكنيسة للمرأة، قوله: « لقد بذل العالم الغربي الكثير في القرن الأخير ليتجاوز احتقاره للنساء، لكنّ هذا الاحتقار لا يزال ثابتًا في الكنيسة»، وقال أيضًا: « من الناحية التاريخية ، لم تكن المسيحية داعمة للمرأة بشكل كبير. في كثير من الأحيان تم تشويه سمعة النساء وإجبارهن على الحصول على مكانة من الدرجة الثانية. كان هذا صحيحًا منذ السنوات الأولى للمسيحية واستمر حتى اليوم».
Adrian Thatcher: The Savage Text, The use and Abuse of the Bible. P. 108. 2008. Wiley - Blackwell.
كما يعلمنا التاريخ أنه كان للزوج في انجلترا الحقّ القانوني في بيع زوجته، كوسيلة وحيدة للطلاق المحرَّم في المسيحية، ووضع حد للزواج المضطرب، وظل معمولًا بهذا القانون حتى عام 1805م.
https://ar.wikipedia.org/wiki/بيع_الزوجة_في_بريطانيا
وظلت نساء إنجلترا حتى عام 1882م ليس لهنّ أي حقوق شخصية، أو حقّ في التملك الخاصّ. ورغم ذلك، فإن معاملة المسيح لها والنصوص الإنجيلية وإقرار المبادئ الأخلاقية أو المعايير الاجتماعية لحقوق الإنسان كانت كفيلة بإنصافها واحترامها إلى حد كبير.
***
القاعدة التي يجب أن نؤكد عليها مرارا وتكرارا هي أن الإسلاموية بتراثها وتاريخها وسيرة نبيها ما هي إلَّا منظومة دائمة من الأكاذيب الفواحة، وعكس ما تحتويه هو الصحيح تماًما، فعندما يقولون بأن الإسلاموية كرمت المرأة، ورفعت من شأنها، فإن الحقيقة هي أنها أهانتها وبخست حقها وحقرت وجودها وقللت من قيمتها. جاء ذكر خرافة طرد آدم وزوجته من الجنة مرتين في كل من التوراة والإنجيل، بينما في القرآن ذكرت ثلاث مرات: في البقرة 35، والأعراف 19، وطه 117، دون ذكر اسم حواء قط، وانشغل القرآن أكثر من الكتابين السابقين بشؤون النساء، لأسباب كثيرة، أهمها مشاكل نبي الأسلمة مع زوجاته ومع المرأة بوجه عام، وما نجم عنها من انحلال خلقي في مجتمع المتأسلمين قديمًا وحديثًا، هذا الانحلال يتجاهله الفقهاء عمدًا، وفي أفضل الحالات يحاولون تبريره بأساليب ساذجة وحجج فاسدة، تجعل أتباعهم أكثر غباء. يستطيع المرء أن يحصل على عشرات الكتب عن وضع المرأة السيِّء في مجتمع العربان قبل الأسلمة، الذي يصفونه بالجاهلية، ومن الصعب جدا - إن لم يكن من المستحيل - أن يحصل على كتاب واحد عن وضعها الأسوأ بعد الأسلمة التي أخرجت العربان من الظلمات إلى النور وعلمتهم الفجور.
في قرآن محمد وكتب التراث والسيرة والتاريخ شواهد كثيرة تدل بوضوح على مدى الانحلال والتفسخ في علاقة الذكور بالإناث منذ العهد النبوي وحتى الآن، فلا بد لهذه العلاقة أن تسوء عندما يكون الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وإذا خاف الرجال ( مجرد خوف) من نشوزهن، يعظوهُنَّ ويهجروهن في المضاجع ويضربوهُنَّ، (النساء 34)، مع عدم الإفصاح عن كيفية هذا الضرب، هل بمسْواك الشيخ الطيب شيخ الأزهر، أم بسكين المستشار الذي قتل زوجته مؤخرا وشوه جثتها ودفنها في المزرعة! وعندما تصبح النساء حرث لهم، فيأتون حرثهم وقتما شاؤوا (البقرة 223)، وعندما يحبون الشهوات من النساء إلى جانب البنين والقناطر المقنطرة من الذهب … إلخ (عمران 14)، وعندما ينكحون ما طاب لهم منهن (النساء 3)، وعندما يعتبرون حيضهن أذى ونجاسة (البقرة 222)، وعندما يُسمح باللاتي لا يرجون نكاحًا بأن يضعن ثيابهن (النور 60)، وأن يأكل من صَدُقاتهن بغيرَ إضرار ولا خديعة، فهو هنيء مريء (النساء 4)، وعندما يكون للذكر مثل حظ الأنثيين (النساء 11)، وَعندما يكون لهن نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ، دون ذكر لمقدار هذا النصيب!، وعندما لا يكون الذكر كالأنثى (آل عمران 36)، بالطبع يحاول المدلسون المساواة الإلهية بينهما لمجرد ذكرهما في آيات عديدة، دون تفريق، كما في: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ} (الحجرات 13)، وجميعها آيات لا لزوم لها لأنها تنص على أمور بديهية!.
والأدهى والأمر من ذلك أن تكون أمهات المتأسلمين (نساء النبي) لسن كأحد من النساء، ومع ذلك يخضعهن بالقول كسائر النساء (يغرر بهن بالقول المعسول)، فيطمع فيهن الذي في قلبه مرض (يشتهيهن)، (الأحزاب 32)، كما يشتهي نبيه الكريم الأخريات، أو يضاعف العذاب ضعفين لمن تأتي منهن بفاحشة، (الأحزاب 30)، وأن يطلب من زوجات النبي وبناته ونساء المؤمنين، دون النساء الأخريات، ألا يتعرين حتى لايعرفن ولا يتعرضن للأذى (الأحزاب 59)
وتتفسخ وتنهار هذه العلاقة إذا لم يستح المتأسلمين والمتأسلمات ويغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم، ولا تبدي النساء زينتهن (النور 31)، ولا يقربو الزنا لأنه كان فاحشة (الإسراء 32)، وعندما يجلد الزاني والزانية مئة جلدة دون رأفة (النور 2)، وعندما يحرم على المؤمنين الزنا، فلا ينكح الزاني إلا زانية أو مشركة، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك (النور 3)
وشدد القرآن على الزنا، ولم يلغيه، بل تركه معلقًا بعدم إمكانية التثبُّت من وقوعه، فعندما يتهم أحد امرأة متزوجة (محصنة) ولم يأتي بأربعة شهود عيان يقرون بأنهم فرجه في فرجها كالمرود في المكحلة أو كالرشا (الحبل) في البئر، يجلد ثمانين جلدة، فهو فاسق ولا تقل لهم شهادة أبدًا (النور 4)، وقد دل على ذلك ما رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والدارقطني وغيرهم في قصة الأسلمي الذي زنا وأتى إلى النبي مقرا بالزنى، فقال له النبي: أنكتها ؟ قال: نعم، قال: حتى غاب ذلك منك في ذلك منها، كما يغيب المرود في المكحلة، والرشا في البئر؟ قال: نعم انظر المغني لابن قدامة: 9.65، وعلى ذلك من تأتي بفاحشة من نساء المتأسلمين يُستشهد عليه بأربعة شهود عيان، ثم تُجلد البكر مائة وتغريبها عاما وتُرجم المحصنة (المتزوجة) (النساء 15)، فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ! (النور 13)، أما من يرمي زوجته بالزنا وتعسر عليه إقامة البينة بحسب ابن كثير، عليه أن يلاعنها، وهو أن يحضرها إلى الإمام ، فيدعي عليها بما رماها به ، فيحلفه الحاكم أربع شهادات بالله في مقابلة أربعة شهود، فيكون من الصادقين (النور 6)!.
كذلك هناك أحاديث تحقير وتبخيس لقيمة المرأة، تنسب إلى النبي يعرفها كل متأسلم، ويردها ويلتزم بها كل رجل دين إسلاموي، كقوله عن النساء أنهن « ناقصات عقل و دين » وقوله: « ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة »، وقوله: « لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»، وقوله: « أنهن خلقن من ضلع أعوج»! فهي نظر نبي الأسلمة مجر متاع وعبد مطيع: « الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة». [رواه مسلم]، التي: ((إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله))
ألا يدل كل هذا وغيره، دلالة لا لبس فيها، على تفشي الفاحشة في مجتمع العربان وخاصة بعد التأسلم، وحدوث فوضى كبيرة في تعامل الذكور مع احتياجاتهم الجنسية، بزعامة النبي الكريم!، مما جعل قرآنه يهتم كثيرا به، فدائمًا ما تُسَن القوانين وتوضع التعليمات بعد حدوث ظاهرة ما وتفشيها في المجتمع وليس قبل حدوثها، ومن هنا لا بد وأن المجتمع المبكر للإسلاموية كان مجتمعًا منحلا، ينتشر فيه الزنا والدعارة. إذا أراد المرء أن يعرف الكثير عن ذلك عليه بقراءة ما قالته عائشة الزوجة الشابة الأثير لنبي الأسلمة، ويتابع أفعالها في حديث الإفك مع صفوان بن المعطل، ورضاعة الكبير والسلوك الجنسي للنبي مع زوجاته … إلخ، فلدي هذه “الحُمَيْراء“ نصف الدين الإسلاموي!
***
وهكذا كلما اقتربت ولادة الأنثى وشؤونها: حياتها، لبسها، زينتها، تعليمها، خروجها من البيت، زواجها وغرف نومها، من رجل الدين (الإسلاموي)، كلما تعقدت حياتها، وسهل السيطرة عليها وإخضاعها لنزوات الرجال، ولذلك يركز الخطاب الإسلاموي دائمًا على الأقوال والأفعال النموذجية، والتي يقابلها العكس تمامًا في الخفاء، فالذين لا يحلو لهم الحديث ليل نهار إلا عن خطر انتشار الزنا والفاحشة في المجتمع هم أكثر الناس ارتكابًا لهما أكثر من غيرهم، ولكن يتم ذلك خلف الجدران وفي الغرف المظلمة، يطالبون بعدم الاختلاط العلني بين الرجال والنساء، لأنه بحسب زعمهم خطير جد خطير؛ لأنه يعد بداية لزوال الحشمة وارتفاع الحياء ومن ثم بابا من أبواب ارتكاب الفواحش والمحرمات، كما يزعم الحديث: "لا يخلون رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما". رواه الترمذي، وصححه الألباني. يقولون ذلك ليحلوا لهم الاختلاط خفية، يمارسون فيه إشباع نزواتهم، تحت شعار قول عائشة: « ما مست يد رسول الله صلعم يد امرأة أجنبية إلا يملكها». رواه البخاري.
يزعم الفقهاء ورجال الدين الإسلاموي أنهم يعملون على (سد الذرائع إلى الفساد والفتنة والوقوع في المحرمات)، لكنهم حقيقة يفتحوا لأنفسهم أبواب الكثير منها، فليس من الغريب أبدًا أن يُتَّهم الشيخ عبد الله رشدي بالاغتصاب، هذا الحدث يتكرر كل يوم منذ 1400 عام بين جميع المتنطِّعين بمظهر ديني من أمثال: الحويني ويعقوب والشعراوي والقرضاوي ورمضان البنا والكثير غيرهم، ممن يغرِّرون ويفتنون النساء بمنطقهم الإلهي المحمدي. جميعهم ملطخون بالتحرش والاغتصاب وممارسة الزنا والدعارة والخيانة الزوجية المشرَّعة. بينما الآخرون الذين يلتحفون بالفضيلة، إما أنهم لم ينكشفوا بعد أو أنهم مازالوا ينتظرون فرصتهم للانغماس في هذه الرذائل التي طبقها رسولهم الكريم من قبلهم، وقدَّسها بآيات وأحاديث من اختراعه لتلبية رغباته وجذب الصعاليك والقتلة إليه، فقد وعد من يقول الشهادتين بدخول الجنة وإن زنا وإن سرق (عن أبي ذر، وعن علي: ”رغم أنف أبي ذر). لذلك جميعهم يدارون على نزوات بعضهم بعضا.
إن الانغلاق على هذه الثقافة الغبيَّة يزيد بالضرورة من الغباء الجمعي بين هذه الشعوب، ولا يحمي المرأة من شذوذها ومن شذوذ الرجال واحتقارهم وسوء معاملتهم لها، وأن التحرر منها والانفتاح على الثقافات والأفكار الأخرى، تهيء لنا جميعًا الفرصة الوحيدة لنعيش معًا حياة طبيعية وصحية، عندئذ فقط يكون: ”لا مالي ولا مال أهلي“!.
ودمتم جميعًا لخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المرأه العروبيه
على سالم ( 2022 / 9 / 4 - 03:43 )
لاشك ان دور المرأه اساسى ومحورى وهام جدا فى مفهوم الدول الراقيه والتى تؤمن بالحداثه والعلم والتقدم , لذلك قال الشاعر العربى يوما ما الام مدرسه اذا اعددتها اعددت شعب طيب الاعراق , من المؤسف ان المرأه فى الدول العروبيه المسلمه تجدها دائما وابدا مريضه عليله تعانى من امراض نفسيه وعقليه واجتماعيه , نجدها مهمشه شخصيتها ضعيفه مقهوره تعانى من الاضطهاد والظلم والتهميش بسبب تحكم الرجل العروبى فيها بل وتكون ضحيه الضرب والشتم والبصق على وجهها مما يجعلها تحقد على نفسها وعلى المجتمع والاسره والرجل ,هذه المرأه السقيمه العليله هى التى تنشأ النشأ من الاطفال وتكون نشأتهم ضاره جدا وسلبيه ومتخلفه بسبب عقليه الام المسحوقه المعذبه الذليله , هذه الام تكون السبب فى نشأه وتربيه امه متخلفه بائسه تعيسه ومليئه بالامراض الاجتماعيه والسبب ان فاقد الشئ لايعطيه , لذلك يوجد فرق بين امه متقدمه راقيه تؤمن بالحداثه والسبب ان الام نشأت نشأه طبيعيه بعيده عن اى شئ سلبى , اما الامه المتخلفه ( عروبيه اسلاميه ) يكون الوضع فيها متخلف ومرتد حضاريا وتعليميا وثقافيا بسبب ان المرأه هناك مريضه مهانه وذليله تحقد على المجتمع الظالم


2 - قراءة سيميائية
نعيم إيليا ( 2022 / 9 / 4 - 19:48 )
إلى الأستاذ المحترم سمير أل طوق البحراني
طرحت أسئلة ولم تجب عليها، ورحت تنشد أشعارا على ربابة شاعر يقول لك مرة : يوجد الله ومرة لا يوجد الله . ويقول لك مرة الدين جميل، ومرة يقول لك الدين قبيح.
أتأخذ من هذا؟!
سؤالي لك الآن: الكاتب الذي تناصره يستخدم مصطلح الإسلاموية بدلا من الإسلام ، فما معنى هذا لديك؟

اخر الافلام

.. شيخ الطائفة العلوية للعربية: سنسلم سلاحنا للأجهزة الأمنية


.. البابا فرنسيس والرئيس الفلسطيني يلتقيان في الفاتيكان: دعوات




.. سيرة ليو فرانك، اليهودي الوحيد الذي تم إعدامه شنقًا في الولا


.. مشاهد تظهر تجول وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في المسجد ا




.. ماذا تقول الأقليات الدينية وما مخاوفهم بعد سقوط نظام الأسد ف