الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار ضرورة مجتمعية

رؤى الدرويش
باحثة بالشأن الاجتماعي

(Ruaa Al-darweesh)

2022 / 9 / 13
المجتمع المدني


الحوار هو أسلوب للتعرف على الآخر والاعتراف بوجوده، وحقه فى المشاركة فى الرأي .. والذي لا يشكل بالضرورة التوصل إلى رأي متوافق أو مشترك مع من نجري معه الحوار.
والحوار له أبعاد كثيرة لما له أكبر الأثر فى تنمية قدرة الفرد على التفكير بشكل منهجي بعيدًا عن العنف والإقصاء، وهذا بدوره يساعد فى التصدي للمشكلات الصعبة وإيجاد الحلول الأصح ، وفي الوقت ذاته يعزز فكرة التماسك الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد.
فالحوار هو أسلوب حضاري لتعلم القبول الاجتماعي للآخرين وقبول التنوع الثقافي لمن حولنا, فإصدار الأحكام المسبقة وسوء الفهم الناتج عن عدم الوعي بمواقف الآخرين ينتج من غياب التواصل بكافة أشكاله وفي مقدمته الحوار.
ثقافة الحوار هي باختصار تعتمد على مبدأ الرأي والرأي الاخر وكيفية تبادل الاحترام فى الاستماع إلى الآراء المختلفة بشكل واعٍ يخلو من التعصب أو العنف أو العدوانية، وتتسم هذه الثقافة بالقدرة على احتواء الخلافات والخروج منها برأي بناء .. لذا غياب هذه الثقافة التى قد تغيب عن بعض الشعوب التي تروم تحقيق تقدم حضاري وفكري للمجتمعات واستقرارها يشكل عائقا كبيرا في مسيرة تطورها وبناءها.
تعتمد هذه الثقافة على عدة مراحل مبتدئ من الطفولة ودور الأسرة فى بناء شخصية الطفل و ثقته بنفسه التى تعزز ثقافة الحوار والاستفسار.
فإذا تمت تربية الطفل فى بيئة أُسرية تقوم على العنف وإقصاء الرأي وتهميشه وتخويفه عند طرحه للأسئلة و عدم الرد عليها .. ينتج طفل ضعيف الشخصية لا يجرؤ على التحدث مع الآخرين مما يدفعه إلى العنف من أجل التنفيس عن الضغوط التي تواجهه .. والمحصلة النهائية نشأ ضعيف ومجتمع أضعف.
المرحلة الثانية المؤسسات التعليمية، فمن خلال المدرسة يتعلم الطفل مهارات الإتصال مع زملائه والتدريب المستمر على أكتساب المهارات الإيجابية من احترام الآخر ومساعدته
وهنا تبرز مسؤلية المدرس أو المعلم فى بناء شخصية الطفل من خلال الحوار على أن تتخلل الحصص التعليمية النقاشات المثمرة لإقناع الطفل والابتعاد عن الوسائل غير الحضارية التى تتمثل فى ممارسة الشده والتعنيف للتوقف عن توجيه الأسئلة مما يدفعه إلى تعلم مهارات العنف للدفاع عن نفسه. وهنا لابد وأن يُزود المدرس بمهارات الاتصال وعلوم التنمية البشرية ليكون قادراً على إعطاء الطفل العادات الإيجابية التى يمارسها فى حياته كجزء من طبيعته التفاعلية مع الآخرين ومع زملائه.
وكذلك تساهم وسائل الإعلام فى تشكيل الوعي العام وتوجيهه، فهي على أختلاف أنواعها تحث المجتمع باختلاف نوعياتهم وثقافتهم نحو الاعتراف بالاخر وتقبل المفاهيم المغايرة لبعضها والقادرة على خلق روح النقد البناء الذي يساهم في استنهاض المجتمع وابعاده عن التقويض
على ان هذا لا يعني اخفاء الحقائق وتجميل الصور, بل تتضمن مهمة الاعلام الوطني اجراء حوارات تتسم باختلاف وجهات النظر الى حيث قبول الاخر والاعتراف بوجوده, بإستخدام وسائل الاقناع التي تشكل السبل الانجع في توظيف مهمة الإعلام للارتقاء بالواقع الثقافي للمجتمع.
الساسة ورؤساء الحكومات المعنيون بإرساء قواعد الدول وقوانينها .. وهذا بدوره يخلق انتقادات توجه إليهم .. لذا لابد وأن تكون لديهم القدرة على تحمل الانتقادات والقيام بإصلاح أخطائهم من خلال إتاحة روح الحوار الذى ينص على الاستماع للرأي والرأي الآخر بهدوء وليس العنف وتشويه صورة المعارض وحرمانه من الحقوق .. لأن هذا يعمل على احتقان النفوس وازدياد الأخطاء سوءًا .
فتعلم ثقافة الحوار هو خير وسيلة لإنهاء الخلافات بعيداً عن العنف .. فالحوار الذي يدعو إلى السلام و طرح الرؤى في القضايا المتعلقة بالواقع الفسيفسائي , هو ما يمنح المجتمع القدرة على تداول الافكار والتعبير المستمد من روح المواطنة لايجاد صيغ العدالة والمساواة والمساهمة الفاعلة للجميع في البناء والاصلاح....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي


.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه




.. اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين


.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل




.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر