الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات المتأسلمين 43 - خرافة الاحرف السبعة

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2022 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من اخطر المرويات التي عمدت كتب المتاسلمين الى ترسيخها في الاذهان الاحاديث التي نسبوها الى الرسول والتي تشير الى ( نزول القران على سبعة احرف فمن قرأ بحرف كان مصيبا ومن قرأ بأكثر من ذلك فله ذلك وهو من باب التسهيل على الأمة) . وقد ذكروا هذه المروية في إحدي‌ عشرة‌ رواية‌ ‌، ولعل أهمها "عن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أن أساوره في الصلاة فانتظرته حتى سلم ثم لببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت له: َ كذبت، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها، فانطلقت أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت: قلت يا رسول الله، إني ُ سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني ْ سورة الفرقان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسله يا عمر ، اقرأ يا هشام، فقرأ هذه القراءة التي سمعته يقرؤها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ يا عمر. ُ فقرأت القراءة التي أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما َّ تيسر منه " وعن أبي هريرة انه قال "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة " . لذلك سنقوم بمراجعة هذه القصة ونرى مصداقيتها وهل فعلا نزل القران على سبعة حروف ام انها من خرافات ( المتأسلمين ) ؟
في البداية يجب ان نوضح انه يحدث الخلط كتيراً بين الأحرف السبعة و القراءات السبع المشهورة، تلك التي عُرفت و اشتهرت في القرن الرابع الهجري علي يد الإمام المقرئ ابن مجاهد الذي ألف كتاباً جمعها فيه ، و هي قراءات ( نافع المدني- ابن كثير المكي- عاصم الكوفي- حمزة الزيات الكوفي- الكسائي الكوفي- أبوعمرو بن العلاء البصري- عبدالله بن عامر الشامي) . وهذا ما نفاه غالبية (علماء ) القراءات مثل القرطبي وغيره .
ان القول بان القران نزل على سبعة احرف يتعارض مع قوله تعالى ( الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (الر كتاب ) أي : هذا كتاب ، ( أحكمت آياته ) أي أحكمت أحكمها الله فليس فيها اختلاف ولا تناقض وقال مجاهد : فصلت أي : فسرت . وقيل : فصلت أي : أنزلت شيئا فشيئا ، ( من لدن حكيم خبير ) . هي محكمة في لفظها ، مفصلة في معناها ، فهو كامل صورة ومعنى . هذا معنى ما روي عن مجاهد ، وقتادة ، واختاره ابن جرير .وقوله : ( من لدن حكيم خبير ) أي : من عند الله الحكيم في أقواله ، وأحكامه ، الخبير بعواقب الأمور . كذلك يقول سبحانه وتعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ) أي ان القران انزل بلسان قوم الرسول . كما ان موضوع الاحرف السبع لم يظهر الا بعد فتح مكه حيث ان هشام بن حكيم بن حزام الذي يروي عمر أن القصة حدثت معه، أحد الطلقاء الذين يطلق عليهم اسم (مسلمة الفتح) ، مما يعني أن زمن القصة هو بعد السنة الثامنة للهجرة ولم تظهر هذه المشكلة طيلة عشرين سنة من البعثة ويعني أن النبي صلى الله عليه وآله كان كل هذه المدة يقرأ نص القرآن بصيغة واحدة ولم يقل لجبريل شيئا، ولم يقل له جبريل شيئا! إلى أن اكتشف النبي المشكلة في أواخر حياته .
كذلك نرى ان الرواي الأساس لحديث الاحرف السبعة (عمر ابن الخطاب ) ينكر على من يقراء بغير لسان قريش كما جاء في كتاب (أخبار المدينة النبوية، وبهامشه: الكلمات المفيدة على أخبار المدينة) تاليف (عمر بن شبه النميري البصري أبو زيد ) تحقيق (عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش) الجزء الثالث ، الصفحة 227 " حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَرَأَ رَجُلٌ مِنْ سُورَةِ يُوسُفَ (عتَّا حين ) ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه مَنْ أَقْرَأَكَ هَكَذَا؟ قال ابْنُ مَسْعُودٍ، فَكَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى ابْنِ مَسْعُود أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذَا الْقُرْآنَ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، وَجَعَلَهُ بِلِسَانْ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، فَأَقْرِئِ النَّاسَ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ وَلَا تُقْرِئْهُمْ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ وَالسَّلَامُ) " . كما ان عمل (الصحابة ) يخالف احاديث السبعة احرف حيث ان عثمان ابن عفان كتب مصحفه بلسان قريش وعلى حرف واحد واحرق كل ما يخالف ذلك المصحف . قال ابن تيمية في كتابه الصارم المسلول الصفحة 126 " القول المرضي عند علماء السلف ، الذي يدل عليه عامة الأحاديث وقراءات الصحابة : أن المصحف الذي جمع عثمان الناس عليه ، هو أحد الحروف السبعة وهو العرضة الأخيرة ، وأن الحروف الستة خارجة عن هذا المصحف . وأن الحروف السبعة كانت تختلف الكلمة ، مع أن المعنى غير مختلف ولا متضاد " كما ذكر السيوطي في كتابه الاتقان الجزء الأول الصفحة 177 " قالَ الْبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ : يُقَالُ إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ شَهِدَ الْعَرْضَةَ الْأَخِيرَةَ الَّتِي بُيِّنَ فِيهَا مَا نُسِخَ وَمَا بَقِيَ ، وكتبها لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ، وَكَانَ يُقْرِئُ النَّاسَ بِهَا حَتَّى مَاتَ ، وَلِذَلِكَ اعْتَمَدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي جَمْعِهِ وَوَلَّاهُ عُثْمَانُ كَتْبَ الْمَصَاحِفِ " .
والاهم من كل ماتقدم لم يتفق رواة احاديث الاحرف السبعة على تفسير المقصود بالأحرف السبعة ، فقد ذكر بدر الدين الزركشي في كتابه (البرهان في علوم القرآن ) ، تحقيق (محمد أبو الفضل إبراهيم) منشورات دار التراث ، الجزء الأول الصفحة 212 " قال ابن العربي (لم يأت في معنى هذه السبع نص ولا أثر، واختلف الناس في تعيينها) " . كذلك قال القرطبيّ " قال‌ كثيرٌ من‌ علمائنا كالداوديّ وابن‌ أبي‌ سفرة‌ وغيرهما: هذه‌ القراءات‌ السبع‌ التي‌ تُنسب‌ لهؤلاء القرّاء السبعة‌ ليست‌ هي‌ الاحرف‌ السبعة‌ التي‌ اتّسعت‌ الصحابة‌ في‌ القراءة‌ بها، وإنّما هي‌ راجعة‌ إلی‌ حرفٍ واحد من‌ تلك‌ السبعة‌، وهو الذي‌ جمع‌ عليه‌ عثمان‌ المصحف‌. ذكره‌ ابن‌ النَّحَّاس‌ وغيره‌. وهذه‌ القراءات‌ المشهورة‌ هي‌ اختيارات‌ أُولئك‌ الائمّة‌ القرّاء " . وقال القرطبي : وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن ِحبّان السبتي " الجامع لأحكام القرآن 1/42 . و من أشهر من صنف في تلك الاحرف هو ( أبوالفضل عبدالرحمن الرازي) في كتابه ( اللوامح في القراءة )، حيث قال أن كل حرف من الأحرف السبعة جنس ذو نوع من الاختلاف، و صنف أوجه الاختلاف كالتالي (إنّ كل حرف من الأحرف السبعة المنَزَّلة جنس ذو نوع من الاختلاف:
1. اختلاف أوزان الأسماء من الواحدة، والتثنية، والجموع، والتذكير، والمبالغة، مثل ( وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) (المؤمنون:8) وقرئ: (لأَمَانَتِهِمْ) بالإفراد.
2. اختلاف تصريف الأفعال وما يسند إليه نحو الماضي والمستقبل والأمر، وأن يسند إلى المذكر والمؤنث، والمتكلم والمخاطب، والفاعل والمفعول به. ومن أمثلت (فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا) سبأ:19 بصيغة الدعاء، وقرئ (ربنَا بَاعَدَ) فعلا ماضيا.
3. وجوه الإعراب. ومن أمثلته ( وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ) (البقرة:282) قرئ بفتح الراء وضمها، وقوله: ]ذُو الْعَرْشِ المجِيد ) (البروج:15) برفع (المجِيدُ ) وجره.
4. الزيادة والنقص، مثل (وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى ) و(الليل:3) وقرئ (الذَّكَرَ وَالأُنْثَى)
5. التقديم والتأخير، مثل (فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ) (التوبة:111) وقريء (فَيُقْتَلونَ ويَقْتُلُون ) مثل(وجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالْحَقِّ)، قرئ (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْحَقِّ بِالْمَوْتِ )
6. القلب والإبدال في كلمة بأخرى، أو حرف بآخر، مثل (وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا) البقرة:259) بالزاي، وقرئ (نَنشُرُهَا) بالراء.
7. أختلاف اللغات: مثل (هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ) النازعات:15) بالفتح والإمالة في (أتى) و (موسى ) وغير ذلك من ترقيق وتفخيم وإدغام
كذلك ذكر السيوطي في كتابه المعنون ( الإتقان في علوم القرآن ) الجزء الأول الصفحة 170 أربعين وجها ذكرها (علماء السنة ) في تفسير الأحرف السبعة . قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ج 1 ص 168 (قال الطحاوي: وإنما كان ذلك رخصة (أي القراءة بسبعة أحرف) لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة بلفظ واحد لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ، ثم نسخ بزوال العذر وتيسر الكتابة والحفظ. وكذا قال ابن عبد البر والباقلاني وآخرون. وفي فضائل أبي عبيد من طريق عون بن عبد الله أن ابن مسعود أقرأ رجلا (إن شجرة الزقوم، طعام الأثيم) فقال الرجل: طعام اليتيم، فردها فلم يستقم بها لسانه، فقال أتستطيع أن تقول طعام الفاجر؟ قال نعم، قال فافعل) ، وقد روى قصة طعام اليتيم في الدر المنثور ج 6 ص 33 عن ابن مردويه عن أبي بن كعب، وعن أبي عبيد في فضائله وابن الأنباري وابن المنذر عن ابن مسعود. وعن سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن همام بن الحارث عن أبي الدرداء) . كذلك ذكر السيوطي أن المراد سبعة أصناف، والأحاديث السابقة ترده، والقائلون به اختلفوا في تعيين السبعة فقيل: أمر ونهي وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، واحتجوا بما أخرجه الحاكم والبيهقي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال (كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه، وأمثال...) . وقال السيوطي في ص 172 (السادس عشر: إن المراد بها سبعة علوم: علم الإنشاد والإيجاد، وعلم التوحيد والتنزيه، وعلم صفات الذات، وعلم صفات الفعل، وعلم العفو والعذاب، وعلم الحشر والحساب، وعلم النبوات) . ومنهم من يرى أنها ( وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج ، ومنهم من يقول إنها :محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وخصوص وعموم ومنهم من يقول إنها سبع لغات ،وتشتمل على لغة : قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن ،على رأي كثير من علماء القراءات أن المراد بالأحرف السبعة أوجه من الألفاظ المختلفة في كلمة واحدة ومعنى واحد نحو: هلم وأقبل َ وتعال وعجل وأسرع وقصدي ونحوي فهذه الألفاظ السبعة معناها واحد وهو طلب الإقبال ،وقد مر أن الأحرف السبعة هي رخصة من النبي للتخفيف على الأمة ، وهذا قول يتناقض ومعنى الرخصة والتوسعة على الأمة، فقد فهموا معناها وعملوا بها، وحصل المقصود منها وتعددت وجهات النظر التي يوردها القدماء في معنى الحديث، والتي بلغ بها السيوطي ً، فإن الحديث نحوا -بمختلف رواياته- لا ينص على شيء منها وكذلك ً من أربعين قولا فإنه لم يثبت من وجه صحيح تعيين كل حرف من هذه الأحرف، وكثير منها غير معروف النسبة إلى عالم معين وإنما هي مجرد استنتاج تحتمله الروايات .
بعد ما تقدم نرى ان الدكتور عبد الرحمن المطرودي في كتابه المعنون (الاحرف القرآنية السبعة ) منشورات دار معالم الكتب للطباعة والنشر ط.1 الرياض 1991 . يؤكد ان " القرآن انزل على حرف قريش قبل الفتح ثم انزل على أحرف سبعة بعده " ولكن عمر يمنع قراءته الا بلسان قريش ويرفض أي قراءة أخرى ثم يأتي عثمان ويحرق أي مصحف مكتوب بغير الحرف الذي اختاره هو بعد ان كتب القرآن على حرف واحد .
ومما تقدم يتضح لنا ان هذه الخرافة لا تصمد امام البحث فهي مما لم يطبقه الرسول طيلة البعثه ومما منعه من جاء بعد الرسول من (الخلفاء ) فعمر منع واستنكر القراءة بغير لسان قريش وعثمان احرق أي مصحف يخالف الحرف الذي اختاره ولم يعمل المسلمون الا بالحرف الذي اختاره عثمان بالإضافة الى خطورة هذه المرويات تنبع من انها تفتح الباب للقول بانه لا يجب على المسلمين أن يتقيدوا في قراءة القرآن بنصه! لا في صلاتهم ولا في غيرها، بل يجوز أن يقرؤوه بالمعنى، أو بما يقرب من المعنى، بأي ألفاظ شاؤوا! والشرط الوحيد أن لا يبدلوا المعنى بحيث ينقلب رأسا على عقب وتصير آية الرحمة آية عذاب وآية العذاب آية رحمة! فإذا قرؤوا بهذا الشرط فقراءتهم صحيحة شرعا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في