الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض من الارتجال لا يفسد للعلم قضية (2)

أميرة أحمد عبد العزيز

2023 / 3 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قمت وسألت نفسي ما الذي يجمع بين هؤلاء الشخصيات الذين أقدرهم، وهم –على سبيل المثال لا الحصر- (ابن تيمية – ليو تولستوي- أورسن ويلز – جمال عبد الناصر) ذلك برغم أنهم من عوالم ودروب وفنون مختلفة.
يوجد كتب وتصنيفات تحت عنوان أعظم 100 شخصية في التاريخ، وعلى مدار قرن أو أكثر. وهذه التصنيفات تشمل أشخاص من عوالم ودروب وأزمنة مختلفة، بل أيضا كان من بين هؤلاء الأشخاص من يحمل أفكارا ورؤى ومنهجا مناقضا لغيره منهم بوضوح وبشكل قوي، فإذا بحثت بينهم لا تجد ظاهريا ما يجمع هؤلاء في كتاب واحد، بل لو كان ما بالكتب ينطق وله إرادة لكانت إراقة الدماء بينهم، ولكن في الحقيقة أيضا بأن يوجد ما يجمع بينهم برغم الاختلاف والتناقض البين، ألا وهو التأثير أو كما يقال (معامل التأثير) في واقعهم وتاريخنا الإنساني، هذا هو الذي يجمع بينهم، -وإن صنف منهم دوره كدور إيجابي وآخر كدور سلبي-.
مثل هؤلاء، هم تلك الشخصيات (ابن تيمية – ليو تولستوي- أورسن ويلز – جمال عبد الناصر) فأنا أجد ما يجمعهم -في نظري- كلمة ومعني فكرة الفروسية، وهي ليست فروسية الفارس ذو الحصان الأبيض الذي تنتظره السندريلا، وهو الذي لا يمثل في الحقيقية سوي فروسية مزيفة، بينما الفروسية التي أقصدها هي التي يكون فيها الشخص فارس في مجاله وفي عصره، مختلف لكنه غير مغترب عن الواقع والمجتمع، ومجتهد وغير مقلد لكن أيضا في نفس الوقت يتسم بالأصالة وهو مشتبك في واقعه بإيجابية وله صلة وثيقة بمشاكل ومشاغل الناس في مجتمعه وفي العالم الإنساني، ويقدم رؤية جديدة تقدمية.
هذا الكلام لا يعني أن هؤلاء لا يأخذ ويرد عليهم كلا في مجاله ودربه وفنه، مع مراعاة أن علينا أن نعي بأن مهما كان الإنسان سابق عصره فهو مع هذا يظل ابن عصره هذا وإفراز لواقعه، وأيضا لا يعني هذا أننا نزن شخص بميزان الآخر، فهذا غير يمكن على مستوي مجال التخصص ومحل العمل ونوع الفن، وأيضا غير ممكن في أكثر الأحوال بسبب اختلاف العصر والمكان.
بالمناسبة، فكرة الفروسية تستحضر في ذهني فكرة أخري ذات صلة وهي (المايسترو). فمثلا فيودور ديستويفسكي (مايسترو) في الأدب وفن الرواية -وأقدره كثيرا- وأظن أن له أيضا من الفروسية حظا في الأدب والرواية. كذلك -وهو له تقدير في مجاله ولدي أيضا- ألفريد هيتشكوك هو (مايسترو) في الإخراج والسينما عموما كما قد يكون بين وفي دواخل أعماله نوافح عطره من الفروسية. للأسف لا أستطيع أن أحدد وأتعرف عن (المايسترو) في مجال ابن تيمية (الفقة والحديث والتفسير) وهو واضح أنه ليس مجال واحدا، وقد يكون هو أيضا (مايسترو) في هذه المجالات -لكني لن أتحدث بما أجهله-. أما عن أمر الزعماء والزعامة، فهو أمر معقد جدا بتعقيد الواقع.
وعموما قد يكون الشخص فارسا و(مايسترو) في مجاله وعصره وفنه ودربه، وقد يكن فارسا فقط في هذه الأمور أو (مايسترو) فقط، والمجتمع مع هذا بحاجة للاثنين، فلا يلغي وجود أحدهما الآخر.
ما أريد قوله إن (المايسترو) في نظري هو النموذج، الذي يمثل المرجع الأساسي أو أحد المراجع الأساسية لموضوع ولفن معين، أما الفارس فهو أمر مختلف بعض الشيء، فهو يملك من الأساطير بقدر ما يملك من الواقع، وهو به تغيير وفيه أصالة، نموذج الفارس له علاقة وطيدة بالتغيير الاجتماعي على كافة المستويات الاجتماعية، أنه الخطوة التقدمية والمسبوقة التي تبدأ من الماضي والتراث نحو مزيد من الحرية والتحرر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟