الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلاصة تاريخ الأدب الجاهلي -شوقي ضيف-

ابراهيم محمد جبريل
الشاعر والكاتب والباحث

(Ibrahim Mahmat)

2023 / 4 / 9
الادب والفن


يقول شوقي ضيف في خلاصة كتابه تاريخ الأدب الجاهلي : حاولت في الصحف السابقة أن أؤرخ للأدب العربي في العصر الجاهلي؛ فتحدثت عن صفة الجزيرة العربية وتاريخها القديم، وكيف أنها كانت مهد الساميين؛ إذ خرجوا منها موجة في إثر موجة، وكانت موجة العرب الجنوبيين الذين تمموا حوض المحيط الهندي آخر موجاتهم، وكانت تفصلهم من عرب الشمال صحراوات واسعة جعلتهم يستقلون عنهم في لغتهم وخصائصها النحوية، كما جعلتهم يستقلون عنهم في حضارتهم؛ ومع ذلك فقد ظلت قائمة بين الجنوبيين والشماليين أو القحطانيين والعدنانيين صلات اقتصادية ودينية وسياسية أتاحت لهم ضروبًا من التداخل والتشابك. واستطاع الشماليون أن ينفذوا في آخر الأمر إلى صورة خطهم العربي المعروف.
ومضيت أتحدث عن العصر الجاهلي وحددته بنحو قرن ونصف قبل الإسلام، أما ما قبل ذلك فهو الجاهلية الأولى، وكل ما بأيدينا من شعر قديم إنما يرجع إلى العصر الجاهلي أو الجاهلية الثانية. ونحن نفاجأ في أول هذا العصر باكتمال الخط العربي، كما نفاجأ بهذا الشعر الناضج الذي يضاف إلى الجاهليين. وأخبارهم واضحة تمام الوضوح؛ فقد كانت تقوم في الشمال إمارات الغساسنة والمناذرة وكندة؛ بينما كانت تتجمع قلوب العرب حول مكة؛ فهي بيت كعبتهم وعبادتهم الوثنية، وهي مركز تجارتهم وقوافلهم التي تربط بين حوضي المحيط الهندي والبحر المتوسط، ووراءها قبائلهم البدوية، وكانت تنتظم قسمين كبيرين من عرب الشمال العدنانيين وعرب الجنوب القحطانيين الذين هاجروا من ديارهم إلى ديار الشماليين منذ أزمان بعيدة. وكانت كل قبيلة وحدة قائمة بنفسها، وهي وحدة دعمتها وشائج متينة. من العصبية. وكان لكل قبيلة سيد ومجلس يضم شيوخ عشائرها، وواجبات السيد دائمًا أكبر من حقوقه، ومن ورائه أفراد قبيلته متضامنين أوثق ما يكون التضامن)(شوقي ضيف، بدون ت ص424)1
وخاصة حين يُطْلَب ثأر أو تنشب حرب. وقد تحولوا بجزيرتهم إلى ما يشبه ميدانًا حربيًّا كبيرًا؛ ففي كل مكان عراك وقتال وفي كل مكان دماء تسيل. ولهم حروب مشهورة سجلها علماء اللغة والأدب في العصر العباسي كحرب البسوس وحرب داحس والغبراء.
وانتقلتُ من ذلك أبحث في حياتهم وأحوالهم الاجتماعية ولاحظت أن مجتمع القبيلة كان يتألف من ثلاث طبقات، هي أبناؤها ومواليها وعبيدها. وكان أهم شيء يشد من بنيان هذا المجتمع حرصهم على الشرف وما سموه المروءة؛ إذ كان كل منهم يحرص على البذل والشجاعة والوفاء وحماية الجار وإباء الضيم. وتخللت ذلك آفات، أهمها: الخمر والقمار واستباحة النساء، وقد تأخذ هذه الآفات عند بعض الشباب أمثال طرفة شكل فتوة جامحة، ومن المؤكد أنه كان للمرأة الحرة عندهم منزلة كريمة. ولم تكن معيشتهم واحدة؛ فقد كانت الزراعة منتشرة في الجنوب والشرق وواحات الحجاز، وكان أهل مكة يعيشون على التجارة، على حين كان البدو يعيشون على رعي الغنم والأنعام وصيد الحيوان. وكان بينهم سادة يملكون مئات الإبل وصعاليك لا يملكون شيئًا. ومع أنهم كانوا على صلة بالحضارات المجاورة كانوا لا يزالون أقرب إلى طور البداوة، وكان علم الأنساب أهم علومهم، ولم يكن لهم وراءه إلا معارف محدودة تقوم على التجربة الناقصة كبعض معارفهم الطبية والفلكية. وكانت كثرتهم وثنية تتعبد لآلهة وأصنام وأوثان كثيرة، وكانت الكعبة في مكة أكبر معابدهم، وكانوا يحجون إليها في أشهر معلومات؛ على أن نفرًا منهم شكوا في أواخر هذا العصر في دينهم الوثني والتمسوا دين إبراهيم ويسمون المتحنفة والحنفاء وكأنما كانوا إرهاصًا لظهور الإسلام والدعوة المحمدية، وكانت النصرانية في أثناء ذلك تنتشر في القبائل المحاذية للشام والعراق؛ بينما كان كثير من اليهود ينزلون في واحات الحجاز وفي اليمن، وتعربت كثرتهم إلا أن العرب ظلوا يزدرونهم وينفرون من دينهم، ولما تمَّ لي بيان هذه الجوانب أخذت أبحث في اللغة العربية وعناصرها السامية القديمة، ووقفت عند أقدم لهجاتها المشتة في النقوش، وهي الثمودية واللحيانية والصفوية، تلك التي كتبت نقوشها بالخط المُسند الجنوبي، ثم اللهجة النبطية)(شوقي ضيف، بدون ت ص425)2
كانت نقوشها تكتب بالخط الآرامي، ومنه نشأ تطور الخط العربي في الحجاز. وتختلف هذه اللهجات الأربع اختلافات كثيرة عن لغة الجاهليين، وإن كان من المؤكد أن اللهجة النبطية أقربها جميعًا إليها، وقد أخذت في الدثور منذ القرن الثالث للميلاد؛ بينما أخذت تحل محلها مقدمات الفصحى بحيث لا نصل إلى نهاية القرن الخامس وأوائل السادس الميلادي، حتى تتكامل تكاملًا تامًّا وتعم بين القبائل النجدية وفي الحيرة وبين الغساسنة، وتصبح هي اللغة العامة المتداولة بين الشعراء. وكانت هناك لهجات قبلية كثيرة؛ ولكن الفصحى ظفرت بها جميعًا في المجال الأدبي، بحيث كان الشعراء في كل قبيلة ينظمون بها مرتفعين عن لهجاتهم القبلية أو المحلية، وقد حار المستشرقون طويلًا في معرفة اللهجة التي سادت بين القبائل في الشمال وأصبحت اللهجة الأدبية الشائعة على كل لسان، وأثبتُّ أنها لهجة قريش؛ إذ تآزرت بواعث دينية واقتصادية وسياسية على أن تتم لها هذه السيادة منذ أوائل العصر الجاهلي.
وبحثتُ عقب ذلك في رواية الشعر الجاهلي وتدوينه؛ مبينًا كيف تضافرت جهود القبائل العربية ورجالاتها وشعراؤها على حمله جيلًا بعد جيل، حتى تسلَّمه منهم طبقة من الرواة المحترفين في البصرة والكوفة، وكان بينهم الثقة الذي لا يرتفع شك إلى روايته مثل المفضل الضبي والأصمعي والمتهم الذي يجمع العلماء على إبطال روايته مثل حماد وخلف الأحمر. وفي تضاعيف ذلك كان الشعر الجاهلي يدَّون؛ بحيث لا نصل إلى أوائل القرن الثالث للهجرة حتى يتكامل تدوينه. والذي لا شك فيه أنه دخله انتحال كثير، ولم يكن القدماء غائبين عن ذلك؛ فقد نصوا على كل ما شكوا فيه من رواة ومن شعر، حتى يحيطوه بسياج من التوثيق، أو بعبارة أدق حتى يحيطوا الصحيح منه. ومنذ أواسط القرن الماضي يلم المستشرقون بالمشكلة، واندفع منهم مرجليوث في هذا القرن يزعم أن الشعر الجاهلي جميعه منحول على أهله، وهب كثير من المستشرقين يردُّون عليه، وممن ذهب مذهبه في تعميم الحكم على الشعر الجاهلي بالانتحال والوضع طه حسين، وإن لم يتسع بحكمه اتساع مرجليوث. وعلى هَدْي من آراء طه حسين ومرجليوث جميعًا تناول القضية بلاشير في الجزء الأول من كتابه "تاريخ الأدب العربي" وقد ناقشتُ آراءه وآراء غيره من الباحثين، وانتهيت إلى أن هناك شعرًا منتحلًا كثيرًا لا سبيل إلى الثقة به. ولكن بجانبه شعر صحيح رواه الثقات وعلى رأسهم المفضل الضبي والأصمعي، وهو الذي نستند عليه في دراسة الأدب الجاهلي، دراسة نُخضعه فيها لبحث داخلي دقيق. ومن أجل ذلك وقفت عند مصادره لأدل على قيمتها ومدى توثقها)(شوقي ضيف، بدون ت ص426)3 يقول شوقي ضيف: مضيت أبحث في خصائص الشعر الجاهلي؛ فتحدثت عن نشأته وأنها انطمرت في ثنايا الجاهلية الأولى، بحيث لا نجد منذ أوائل العصر الجاهلي أو الجاهلية الثانية شيئًا نستبين منه طفولته، إنما نجد هذه الصورة النموذجية المعروفة للقصيدة الجاهلية، وهي صورة شاعت بين القبائل جميعًا، وكان للقبائل المضرية منها بالذات الحظ الأوفر. ووقفتُ عند موضوعاته، ولاحظت فيها بقايا من الصلة القديمة بين شعرهم والأناشيد الدينية التي كانوا يرتلونها لآلهتهم؛ كما وقفت عند معانيه ولاحظت أنها حسية تغلب عليها السطحية والتقريرية والسرعة السريعة، أما ألفاظه فكاملة الصياغة حافلة بالصقل والتجويد، زاخرة بقيم موسيقية وتصويرية كثيرة.
وأفردت بعد ذلك فصولًا لأربعة من الشعراء، يعدهم النقاد السابقين المجلين في العصر الجاهلي، وهم: امرؤ القيس، والنابغة، وزهير، والأعشى. واعتمدت في دراسة الثلاثة الأولين على رواية الأصمعي لدواوينهم، وبدأت بامرئ القيس؛ فتحدثت عن حياته وكيف دخلتها الأسطورة، ثم تحدثت عن ديوانه، وبحثته بحثًا داخليًّا؛ فإذا أكثر ما يضاف إليه تشويه الريبة بشهادة الأصمعي، واستظهرت أن تكون المعلقة وتاليتها في ديوانه صحيحتين في جملتهما ومثلهما القصيدتان الحادية عشرة والسابعة والعشرون لأنهما من رواية أبي عمرو بن العلاء، الثقة الصدوق. ولا يبقى له بعد ذلك إلا مقطوعات قصيرة تعرض فيها لمن أجاروه ومن رفضوا جواره. واستطعتُ من خلال هذه النصوص القليلة أن أوزع شعره على دورتين في حياته، دورة غلب عليه فيها اللهو والعبث، ودورة ثانية غلب عليه فيها الحزن والإحساس بسوء المصير. وأخيرًا صوَّرتُ خصائصه الفنية مبينًا منزلته في الشعر الجاهلي وكيف عُدَّ أياه غير منازع ولا مدافع)(شوقي ضيف، بدون ت 427)4
وبحثت بعده النابغة الذبياني؛ فتحدثت عن حياته، وكيف أمضاها في بلاط. المناذرة والغساسنة سفيرًا لقومه الذبيانيين، وكيف كان يحتل بين الشعراء مكانة مرموقة في داخل الجزيرة وفي مكة وسوق عكاظ. وبحثت في ديوانه على ضوء رواية الأصمعي، وأنكرت منها خمس قصائد على رأسها قصيدته في المتجردة وشعره من هذه الناحية أوثق من شعر امرئ القيس لأنه أقرب منه عهدًا، ولم تدخل الأسطورة في حياته ولا في شعره. ووقفتُ عند ما اشتهر به من مديح واعتذار؛ مبينًا قدرته على الوصف ورصف الموضوعات وتنسيق المعاني وابتكار الصور والأخيلة، يهديه في ذلك كله ذوق مهذب، هذبته الحضارة التي نعم بها في الحيرة وعند الغساسنة؛ فإذا هو صاحب حس دقيق وشعور رقيق.
وكان يعاصره زهير بن أبي سُلمى المزني، وقد نشأ في بني مرة الذبيانيين بحيث عُدَّ فيهم، وتصادف أن كان خاله شاعرًا وأن كان زوج أمه أوس بن حَجر من كبار الشعراء الجاهليين؛ فحَمَل عنهما جميعًا الشعر، وعاش له يتعلمه ويعلمه شعراء من بيته ومن غير بيته؛ بحيث أصبح أستاذًا لمدرسة عرفت به. وقد وقفت عند ديوانه وأسقطت منه ما أسقطه الأصمعي. ولا حظت أن الشعر عنده انتهى إلى صورة مثالية من التنقيح والتحبير في قوالبه وصيغه تحبيرًا لاحظه القدماء إزاء بعض مطولاته، فقالوا: إنه يصنع القصيدة في حول كامل، وإن له سبع حوليات. وهو يضم إلى هذا التحبير عناية بعيدة بالتشبيهات والاستعارات؛ بحيث يُعَدُّ حقًّا شاعر التصوير في العصر الجاهلي وكان يكثر من الحكم ومن الدعوة إلى الخير والسلام؛ فلا نغلو إذا قلنا إن شعره يعد صورة رفيعة للخير والحق والجمال.
وانتقلت إلى الأعشى، فتحدثت عن حياته التي كان ينفقها منتقلًا في أنحاء الجزيرة، ثم عرضت لديوانه، واضطررت لبحثه من خلال رواية يكثر فيها الانتحال، وتصادف أن كان راوية شعره مسيحيًّا، فنحله كثيرًا من الأفكار المسيحية، وتداول شعره القصاص والوعاظ المسلمون، فأضافوا إليه أشعارًا كثيرة، لغرض العظة والاعتبار. كما أضاف إليه الرواة غير قصيدة، كقصيدته رقم24 التي تحكي قصة وفاء السموأل. وجَعَلنا هذا كله نشك في كثير من قصائده وأشعاره، وإذا بنا نرفض أكثرها، ولا نبقي له إلا على نحو عشرين قصيدة. وقد لاحظت عليه غلوًّا في المديح وتأثرًا دقيقًا بالحضارة التي عاصرته في الحيرة؛ واضح أن الصورة السابقة للأدب الجاهلي إنما تعني بإبراز خطوطه الأساسية، ومن المحقق أن هناك خطوطًا صغرى لا يبرزها البحث؛ فنحن مثلًا إنما تحدثنا عن الشعراء المجلين، وتركنا كثيرين لم نكد نلم بهم إلا بعض اقتباسات من أشعارهم نثرناها نثرًا في بعض الفصول؛ وإنما تركنا تفصيل الحديث عنهم، إما لأن ما وصلنا من أشعارهم قليل لا يسوِّي صورة أدبية تامة لهم، وإما لأن الانتحال باد في كثير مما يضاف إليهم من أشعار وأخبار. ولنقف قليلًا عند أصحاب المعلقات الذين لم نفردهم بالدرس، وهم: عمرو بن كثلوم، والحارث بن حلزة، وعبيد بن الأبرص، وطرفة، وعنترة، ولبيد، فأما عمرو والحارث؛ فإنهما مقلان، وقد تشكك ابن سلام في شعر عبيد بن الأبرص، ولم يصحح له سوى المعلقة، وقال: إن شعره مضطرب ذاهب
أما طرفة فيقول ابن سلام: إنه أشعر الناس واحدة، وهي قوله:
لخَوْلةَ أطلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ ... وقفتُ بها أبكي وأبْكي إلى الغَد
وفيها أبدع في وصف ناقته؛ إذ لم يترك فيها صغيرة ولا كبيرة إلا رسمها، وكأنه يريد أن ينحت لها تمثالًا، لا يغادر ذاكرة الجاهليين. والتصوير والحكمة جميعًا يتداخلان في شعره، وهو من هذه الناحية يشبه النابغة وزهيرًا، على أنهما يتقدمانه ويفضلانه. وأيضًا فإنه مقل والأسطورة تجري في أخباره؛ ولذلك كله لم نفرده بالبحث. وأما عنترة فقد تحدثنا عنه في تضاعيف كلامنا عن الفرسان، ولبيد مع أنه لحق الجاهلية عاش طويلًا في الإسلام، فأولى أن يدرس في المخضرمين.
وقل ذلك نفسه فيمن تركناهم من شعراء الجاهلية غير أصحاب المعلقات؛ فقد تركنا أوس بن حجر لأن فنه يندمج في فن تلميذه زهير، ولأن الرواة خلطوا بين أشعاره وأشعار ابنه شُرَيْح وعبيد بن الأبرص. ونرى ابن سلام يسلك معه في طبقته -وهي الثانية- بشر بن أبي خازم الأسدي وهو مقل، وفي شعره مصنوع كثير، وجميع الطبقة الثالثة عند ابن سلام من المخضرمين، أما الطبقة الرابعة فسلك فيها طرفة وعبيدًا ومرَّ رأينا في أشعارهما. ونراه يضم إليهما عدي بن زيد العبادي، وأسلفنا الحديث عنه بين أصحاب الديانات السماوية، كما يضم علقمة بن عبدة ويذكر له ثلاث قصائد جياد، ويقول: لا شيء له بعدهن يذكر، وهو يشتهر بإحسانه لوصف الظليم ونعامته5. وممن ذكرهم ابن سلام في الطبقة الخامسة الأسود بن يعفر النهشلي التميمي، ويقول ابن سلام: "له واحدة طويلة رائعة لاحقة بأجود الشعر لو كان شفعها بمثلها قدمناه على مرتبته، أما الطبقة السادسة فنظم فيها عمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة وعنترة، وقد عرضنا لهم بالحديث فيما أسلفنا. وجعل الطبقة السابعة لأربعة مقلين هم حصين بن الحمام المري والمتلمس "خال طرفة" والمسيب بن علس "خال الأعشى" وسلامة بن جندل السعدي التميمي. أما الطبقة الثامنة فنظم فيها عمرو بن قميئة "عم طرفة" وعوف بن عطية بن الخرع، وهم مقلان. وجعل في الطبقة التاسعة الحادرة أو الحويدرة، وقصيدته:
بكرتْ سُمَيَّةُ بُكْرَةً فتمتَّعِ ... وغَدَتْ غدوّ مفارقٍ لم يَرْبَعِ
من جيد الشعر ومختاره، وليس له وراءها شعر يذكر. أما الطبقة العاشرة فجميعها مخضرمون أو إسلاميون. وأفرد لأصحاب المراثي فصلًا؛ ولكنه لم يسلك بينهم جاهليًّا. وتحدث عقب ذلك عن شعراء القرى العربية، وأهمهم أمية بن أبي الصلت شاعر الطائف، ومر بنا في حديثنا عن أصحاب الديانات كثرة ما وضع عليه من أشعار. وفي قبيلة عبد القيس بالبحرين شعر جيد، وربما كان خير شعرائها المثقب العبدي المعاصر للنعمان بن المنذر، وهو يسلك في المقلين)(شوقي ضيف، بدون ت 427)5 وليس وراء هؤلاء الذين ذكرهم ابن سلام شعراء فيهم غناء، سوى الصعاليك، وقد أفردناهم بالحديث. ومما لا شك فيه أن الأسطورة تغلب على أخبارهم؛ لاندراج كثيرين منهم في القصص الشعبي، ويشبهه في هذا الجانب حاتم الطائي الذي طالما تحدث الرواة عن كرمه. وواضح من ذلك كله أننا لم نتسع في الترجمة لشعراء الجاهلية؛ لقلة ما بأيدينا من شعر وثيق لهم يقفنا على خصائصهم، ومن ثم اكتفينا بالترجمة للطبقة الأولى منهم تلك التي عني الرواة بدواوينها وأجمعوا على تقديمها وأنها لا تبارَى في حسن الدِّيباجة ورَوْنَقِ الكلام )(شوقي ضيف، بدون ت 427)6








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تذكرتي تتيح حجز تذاكر حفلات وفعاليات مهرجان الموسيقى العربية


.. ابنة ثريا ا?براهيم: محمد سعد عمل لها نقلة فنية في فيلم «كتكو




.. بسمة الحسيني: أولويات الإغاثة الثقافية في المناطق المنكوبة •


.. زينب العبد : جهود جبارة من المشاركين في أعمال مهرجان المهن ا




.. كلمة نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي خلال مهرجان «المهن التمثي