الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نتوقع وقوع كارثة

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2023 / 8 / 20
المجتمع المدني


في نيسان 2003 اسقطت دول التحالف بقيادة اميركا النظام الحاكم في العراق ولم يستغرق ذلك اكثر من أسبوعين استقر بعد ذلك الوضع العسكري العام بيد دول التحالف من شمال العراق الى جنوبه ، وأصبحت إدارة العراق المحتل بيد الحاكم العسكري بريمر الذي اتخذ عدة خطوات بقرارات عشوائية صدرت بناء على نصائح و إرشادات من مجاميع كان يعتبرها الاميركان (معارضة) وكان بريمر يستمع الى ما يشاورونه فيه . ويبدو ان الإدارة الأميركية لم تخطط ولم تضع في حساباتها خطط لأدارة العراق بعد اسقاط نظام الحكم ، لذلك جاءت قرارات بريمر ترجمة لما كان يشير به اليه من المعارضين (اللذين تبين لاحقا انهم لا يمتلكون قدرا كافيا من الخبرة و الحنكة و الحكمة في السياسة بشكل عام) ، لقد كانت المعارضة هم الذين لعبت ايران بهم لعبة سياسية ذكية حين قامت بسبق سياسي خطير حين قامت بأعداد و تهيئة المعارضة بتعبئة فكرية بصيغة مذهبية إيرانية ولائها فارسي من اجل تحقيق مئارب ايران التي خططت بأفتراض ان اميركا لن تبقى على ارض العراق لفترة طويلة ، لذلك عملت ايران و بقوة على وضع رجالها في مواقع إدارة الحكومة العراقية الجديدة متى ماتم تشكيلها وفي كافة المناصب لتكون على هوا وتخطيط ايران . وقد نجحت ايران بذلك ، وبمرور الزمن وعت اميركا هذه الحقيقة وهو الخطأ الذي وقعت فيه و الذي أدى الى تضخم قوة ايران في المنطقة و استحواذها على الاقتصاد والتجارة و التمويل في العراق و سوريا و لبنان إضافة الى اليمن وبعض المواقع الأخرى في الخليج و جنوب افريقيا . لقد استغلت ايران التراخي الأمريكي حينما انشغلت اميركا بمشاكلها في الانتخابات ثم قلقها بالظهور الصيني المفاجيء للعالم ثم تلى ذلك الحرب الروسية الأوكرانية ، بينما حققت ايران خلال ذلك جزء كبير من أهدافها في السيطرة على دول طريق الحرير و المنافذ البحرية وتمكنت بذلك من تخفيف (الى حد كبير) من اثار العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها .
اما اليوم ... وقبل عدة أسابيع ... نشطت القوات العسكرية الأميركية في المنطقة بشكل ملموس و واضح والمراقبين يصرحون كل يوم عن زيادة حجم القوات العسكرية الامريكية في قواعدها و نوعها و تسليحها وحركة تنقلاتها وزيادة اعداد قوتها البشرية إضافة الى حركة القطعات البحرية و الجوية و المواقع الأرضية ، وترافق هذا النشاطات تصريحات أمريكية من مناصب إدارية و عسكرية مهمة وإن كانت تلك التصريحات ليست بالوضوح الذي يسمح للمحللين و المراقبين بعرض صورة واضحة عن التوقعات المترقبة من هذه النشاطات .
كثير من وسائل الاعلام و وسائط التواصل الاجتماعي تعرض تفسيراتها التي تحوي ايهامات و تمويهات وتوقعات على شكل اللغاز محيرة لا يستطيع المتلقي وحتى المحللون و المراقبون ان يستنتجوا....
"هل هناك حدث مهم قادم ، اين سيكون هذا الحدث ، أهو عسكري أم ضغوط من نوع اخر ، ومتى ، وما هي الأهداف التي تسعى اميركا الى تحقيقها وهل هي في العراق ام في سوريا ام في مناطق أخرى ، وهل ستكون هناك مواجهة مباشرة ، وهل الهدف هو شل لتحركات ايران واضعاف سيطرتها على دول المنطقة ومحاولة لأحكام تأثير العقوبات الاقتصادية عليها ، وبنفس الوقت اضعاف التحالفات المتوقعة لمحور (الصين – روسيا) واستعادة الثقة بقوة و فعالية و تأثير اميركا على التوازن العالمي و بالتالي استعادة هيبة اميركا" ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرق خيام النازحين وشوارع ولاية كسلا شرق السودان


.. الأمطار الغزيرة تزيد أوضاع النازحين السودانيين صعوبة




.. المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة: مجلس الأمن فشل في الحد


.. آخرهم نائب وزير الدفاع.. حملة اعتقالات الجنرالات الكبار تتوا




.. مشهد يستعرض معاناة أهل غزة خلال وقفة ببرلين واعتقال عدد منهم