الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية اللّغوية والدينية في الكاميرون دراسة وصفية تحليلية

ابراهيم محمد جبريل
الشاعر والكاتب والباحث

(Ibrahim Mahmat)

2023 / 9 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اهتمت جمهورية الكاميرون بالسياسة اللغوية لترسيخَ وتعزيز الهُوية الوطنية في الكاميرون، خلقت اللغات المحلية نسيجا اجتماعيا قويا أدت إلى التعايش اللغوي والثقافي ومن خلالها ترسخت هوية وطنية مشتركة متماسكة، ولكل قبيلة عادات تراث وتقاليد وتاريخ وجودها في الكاميرون، واللغات في الكاميرون تنقسم إلى لغات المحلية ولغات رسمية، فاللغات الرسمية هي الفرنسية والانجليزية
واللغات المحلية عددها يقارب : 250 لغات محلية، وعززت تلك اللغات نسيج المواطنة والاحترام المتبادل
ويوجد لغات أخرى تدرس في المدارس والجامعات الحكومية وهي: اللغة العربية و الإسبانية والألمانية والصينية الخ
والعربية هي لغة التواصل بين الأئمة والخطباء وغيرهم من طلبة العلم وطلاب الحلقات القرآنية وطلاب الأقسام الدراسات العربية والاسلامية في البلام الخ ، فاللغة العربية في مفهوم الآخرين أنها لغة مرتبطة بالدين لأن المجال الديني تنشر بها المواعظ والخطب للدعوة إلى الله تعالى,، فاللغة العربية لغة السلام والمواطنة والثقافة في النظام التعليمي.
الاعتزاز بالهوية والحوار والمصالحة هو أساس التعايش في البلاد، وعدم اتباع الغزو الثقافي الذي يؤدي إلى صراعات
فجمهورية الكاميرون تسمى "بإفريقيا الصغرى" لتعدد اللغات والثقافات فيها، فاللغة تجعل والثقافة تخلق في الإنسان الشعور بالانتماء والمواطنة، والتماسك والتضامن، وتوطد العلاقات بين المجتمع، وتبث في النفس السرور والثقة بالموروث الاجتماعي، واللغة بحد ذاتها أداة للتواصل والاتصال، يتسم المجتمع الكاميروني بالتنوع العرقي والثقافي والديني، ويوجد بينهم آليات التقارب الثقافي، تتجلى في التسامح والتعايش، لإخراج الشعب الكاميروني من القبلية والتهميش
الهوية الدينية: يوجد في الكاميون الأديان السماوية ومن أبرزها : الاسلام والمسيحية
ينتشر الإسلام في أغلب أقاليم الكاميرون: والدين وهو وضعٌ إلهيٌّ سائقٌ لأولي الألباب إلى الخيرات باختيارِهم المحمُود، والتديُّن وضع بشري ينساق به أولو الألباب إلى الخيرات باختيارهم، ومظاهر التدين منتشرة في الكاميرون وتشاد وغيرهما،
والعصبيات الإقليمية يعرقل مسيرة الوحدة بين المجتمع وكذلك العنصرية، وكذلك اختلاف مناهج التربية والتعليم مع الواقع المعايش، وأدت إلى اختلال الوحدة الثقافية والفكرية
الاختلاف المذهبي في الكاميرون: المذهب السني هو مذهب الأكثرية العظمى للمسلمين في العالم ويليه المذهب التجاني والشيعي الإمامي والنقش بندي
أصناف المتديين في الكاميرون:
1.ففريق اتخذ دينه سبيله في الحياة، لا يحيد عنه ولا يميل
2.فريق ثان آمن بدينه رغم إيمانه به انحرف عنه في سلوكه ظاهرًا وباطنًا
3.فريق ثالث آمن بدينه الذي ارتضى الله له، ولكنه نافق واتخذ التدين شعارًا زائفًا يموه به على العامة، يطلبون - الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب،
4. فريق رابع جحد الأديان كلها، وزعم أنها جميعا أوهام وأباطيل مستحدثة اضمحلال الدين والتدين أمام تقدم العلم، نظرية باطلة
5.أخيرا هناك فريق خامس: هو فريق العلمانيين الماديين.
عوامل المقاربة بين المذاهب: هو وجود تيارات فكرية ومذاهب انتشرت في المجتمعات الإسلامية في بحيرة تشاد، ويرتبط مفهوم التطرُّف بالجمود والانغلاق لأنه منهج في التفكير متحجر، مفرط في التعميم، يرفض المعتقدات المخالفة له ولا يقبل التعايش معها، يتحوّل في أغلب الحالات من فكر وسلوك فردي إلى ممارسة جماعية ذات صبغة إكراهية، يتم فيها استعمال العنف الفكري أو النفسي أو المادي لتحقيق ما يعتقده المتطرف؛ أو لنفي الآخر بعدم احترامه في ثقافته ودينه وطرائق تفكيره.
ظاهرة التطرف في التعايش مع الآخرين: ومن المخاطر الكبرى التي تهدد أمن واستقرار المجتمع الكاميرون هي ظاهرة التطرف القادم من نجيريا الفدرالية، التي تغطي بأشكالها العديدة أحداث بربرية، يستمد من التطرف الفكري و الديني و الهُوية ويزداد هذا التطرف صعودا من قبل الجماعات المتطرفة، و الجهود الإقليمية جاهدة لمكافحة هذه الظاهرة عبر جهود أمنية وفكرية وتربوية ونشر الثقافة الإنسانية قوامه والمحبة والتسامح.
التعايش والوئام الاجتماعي في الكاميرون: التعايش Co-Existence فهو من المصطلحات الحديثة، أدى ظهوره بعد الحرب العالمية الثانية (بل جاء استخدامه في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، تعبيراً عن تجنُّب النزاعات والحروب بين أقطاب الحرب الباردة بالتوافق على ما سُمِّيَ أي معالجة النزاعات من خلال التفاوض ،Peaceful Co-Existence التَّعايشُ السلميُّ والحوار السلمي، واللجوء أحياناً للمؤسسات الدولية، تَنُّباً لأخطار الحرب النووية)1
مفهوم التعايش السلمي: (شهد مفهوم التعايش/التسامح في الغرب الأوروبي خلال ثلاثة قرونٍ تحولاتٍ عميقة، صيَّتْه في القرن العشرين وبخاصةٍ بعد الحروب الهائلة مفهوماً كونياً. وما ورد مفردا التعايش/التسامح في الكتاب والسُّنَّة، لكنَّ هذا الثنائي كان حاضراً بقوةٍ في اللغة العربية باعتباره بين سمات وأخلاق الشخصية العربية النبيلة، فظهر بمعناه أو معانيه في الكثير من النصوص والأحداث وأخلاق التعامل. في حين وقعت مفاهيم التعارف والمعروف في أصل خطاب الفضائل، وصار التعارف وهو من الجوانب العملية والتواصلية ، في الأزمنة الوسيطة والمعاصرة، فهو حاضرٌ في مفاهيم المعروف والتعارف، باعتباره قاعدةً للعيش مع الآخر في العالم، وفضيلةً في التعامل والممارسة. وهو حاضرٌ في مفهومي الرحمة والعدل)2
بداية الدعوة للتسامح والتعايش السلمي في المجال الأوروبي: بدأت الدعوة للتسامح والتعايش السلمي في المجال الأوروبي في القرن السابع عشر ( وقد أُريد به الخروج من النزاعات ذات المظاهر الدينية بداخل المسيحية، فإلى وقف الاضطهاد ضد اليهود. لكنْ في القرون اللاحقة، وبخاصةٍ في القرن العشرين، تطور المفهوم لدى المفكرين ولدى الجمهور لتجاوُز النزاعات من شتى الأنواع، للخروج من التعصب، والاعتراف بحق الاختلاف، وإقرار التعددية في الثقافة والسياسة والعلاقات الإنسانية، وقد كانت هناك مشكلات لدى العلمانيات الحديثة في مسألة الاعتراف، باعتباره في الفكرة والممارسة ذا أصلٍ كاثوليكي عريق، يقارن مفهوم التوبة من الذنوب)3
تجاوُزُ الأصل الديني للمصطلح: تجاوُزُ الأصل الديني للمصطلح ليصبح الاعتراف الشامل بالاختلاف والتعدد جزءاً من الليبرالية والديمقراطية في الفكر والأنظمة السياسية باعتباره نهجاً استراتيجياً فمفهوم التعارف الذي تطور إليه مفهوم التعايش والتسامح يتضمن حقَّ الفرد الإنساني والمجتمعات الإنسانية في المساواة والحرية والكرامة والكفاية والسلام، كما ظهر في ميثاق الأمم المتحدة ، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمواثيق والعهود الأخرى هو الذي عودة الدين إنَّ التواصل والتداخل في الفكر العالمي بين المفاهيم، في زمن يتيح الاقتران والتشارُك بين مقتضيات التعايش والتعارف من جهة، ويفتح الآفاق على فُرَصٍ وإمكانياتٍ المشاركة في فكر العالم وحضارته وثقافاته المتجددة، من خلال تجديد النظر في رؤية مفاهيم الكبرى، من جهةٍ نحن محتاجون بشدة للتعايش والتسامح في مفاهيم وممارسات في العلاقات الداخلية والنظرة إلى الآخر، كما والأفهام رؤية العالم نحن محتاجون بشدة للتعارف في العلاقات مع العالم، إنَّ التغيير في المتجددة له ضرورةٌ قصوى لمثقفينا وجمهورنا، وأخلاقنا)4
تعيش الكاميرون في السنوات الأخيرة بالإرهاب والتطرف الديني في بعض إقليم أقصى الشمال ، وأدى التطرف الديني في إلى تشويه سمعة المسلمين في الكاميرون وفي بحيرة تشاد بصفة عامة ، وأدى التطرف الديني إلى فقدان ثقة المسلمين مع من يتعايشون معهم من غير المسلمين، وقد أثر التطرف الديني إلى خلق رعب في قلوب المسلمين وغير المسلمين على حد سواء ، وإقليم أقصى الشمال ما زالت تعيش حالة الارتباك منذ الاندلاع الحرب الديني بوكو حرام ، وأدى إلى قتل الأبرياء ولجوء آلاف من سكان إقليم أقصى الشمال
المراجع
1 رضوان السيد ، التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص14
2 . نفس المرجع، ص34
3 نفس المرجع،ص32
4 نفس المرجع، ص32








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رابطة الأندية الأوروبية والاتحاد الأوروبي يمددان شراكتهما حت


.. ما تداعيات فشل إسرائيل في اغتيال المسؤول البازر بحزب الله وف




.. تشييع جنازة إسرائيليين قتلا إثر سقوط صاروخ في كريات شمونة


.. إسرائيل تعلن اعتراض طائرة مسيرة في محيط عسقلان بعد أن اخترقت




.. بوتين يصل تركمانستان للقاء بزشكيان لأول مرة وجهاً لوجه