الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الماسونية حقيقة أم وهم؟ (2)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2023 / 9 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


-----------------------------
- كما قرأت مؤخراً ، فإن الماسونية أو " أخوّة البنائين الأحرار" هي منظمة سرية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص الأخلاق، الماورائيات وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق (إله) ويُقبل انضمام جميع الناس بغض النظر عن دياناتهم. هل هذا صحيح .؟
- نعم صحيح ، هي منظمة أخوية حقيقية، ولكنها سريّة في مداولاتها حول الموضوعات التي يجتمع عليها الأعضاء . و لها تاريخ طويل يعود إلى أواخر القرن السادس عشر أو أوائل القرن السابع عشر. و قد لعبت دورًا مهمًا في تشكيل المشهد الاجتماعي والثقافي والسياسي للعديد من البلدان في جميع أنحاء العالم.
تعود جذور المنظمة إلى نقابات الحجارة في أوروبا في العصور الوسطى ، لكنها تطورت منذ ذلك الحين، إلى منظمة أخوية أوسع، مع تركيز قوي على القيم الأخلاقية والمعنوية.
كما ترى أنت هنا في هولندا ، الماسونية جمعية معلنة ومرخصة ، وهي تروج للأعمال الخيرية وخدمة المجتمع والتنمية الشخصية بين أعضائها .
- لكن مع ذلك ، أظنكم تعلمون جيداً ، أن هناك ( وفي الأخص عندنا في الشرق ) بعض المفاهيم الخاطئة والمرعبة ، التي تحيك نظريات المؤامرة حول نشاطاتكم الغامضة وجمعياتكم المرهوبة ، لماذا لا تعملون على تفنيدها أو تصويبها . ؟!
- أجل ، نحن نعلم جيداً ذلك ونراقبه ، و نعي تماماً أن الأفكار الخاطئة عنا مستمرة على مرّ السنين ، ولكن هذه الأخطاء في الحكم علينا ، غالبًا ما تغذيها روايات خيالية في الكتب والأفلام ..
عموماً الغموض له فوائده الكثيرة أحيانا ، و نحن لا يضيرنا بتاتاً ، أن بعض الناس يتهمون الماسونية بأنها جمعية سرية شريرة ، ذات نوايا شائنة ، لأننا ندرك أن ذلك يحدث ، لأسباب عديدة نفسية ودينية ومعرفية. كما ونعلم جيداً، أنه لا يوجد الناس لديهم دليل واحد موثوق ، يدعم مثل هذه الادعاءات.
ربما لهذا السبب يحسبها بعضهم - بالذات عندكم في المشرق - وهماً وغير حقيقية ، بل و هناك من يُضخم ويبالغ في قدرتها ويفتأت في سطوتها حول العالم . وهذا غير صحيح .
لكن أستطيع أن أقول لك بإختصار :
الماسونية هي منظمة حقيقية لها تاريخ طويل وقد قدمت - ومازالت - العديد من المساهمات الإيجابية في كثير من المجتمعات وإدارتها .
- تقول إدراتها ياسيدي ..؟!
هل تقصد أنكم تتدخلون وتشاركون في إدراة بعض حراك المجتمعات والدول في مناحي العالم .؟
- الجواب بعد برهة من الصمت و الابتسامة :
- قد يكون هناك بعض سوء الفهم ، حول بعض تلك الأنشطة أو المساعدات لهذا المجتمع أو ذاك ، لكن أؤكد لك، أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأنها وهم فكري، أو كيان من نسج الخيال.
- حسناً ، ما هي أهم مبادئ الماسونية؟
- الماسونية - كما قلت لك - هي أخوية لديها مجموعة من المبادئ والقيم التي توجه أعضائها نحو النمو الشخصي ، وخدمة الآخرين ، وتساعدهم على فهم أفضل لأحداث العالم و إدراك ألغازه.
و هذه بعض أهم مبادئ الماسونية:
الحب الأخوي:
تؤمن الماسونية بالأخوة العالمية للبشرية ، حيث كل الناس متساوون ويستحقون الاحترام والحب ، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو مكانتهم الاجتماعية.
الإغاثة :
تلتزم الماسونية بمساعدة المحتاجين ، داخل وخارج الأخوة. يشجع هذا المبدأ الأعضاء على أن يكونوا خيريين وأن يقدموا المساعدة لمن يعانون أو في ضائقة.
الحقيقة :
تقدر الماسونية السعي وراء الحقيقة والمعرفة. حيث يتم تشجيع الأعضاء على التعلم و البحث عن المعرفة والفهم في جميع جوانب الحياة ، والسعي من أجل النمو الشخصي والفكري دائماً .
الاعتدال :
تشجع الماسونية الأعضاء على عيش حياة متوازنة ومعتدلة ، واتباع القاعدة الذهبية للمعلم الأول أرسطو في الفضيلة ، وهي" خير الامور أوسطها " ، بمعنى تجنب الإفراط و الابتعاد عن التفريط و التطرف في جميع مجالات الحياة.
الرصانة و الثبات :
الماسونية تقدر الشجاعة والمثابرة والمرونة. يتم تشجيع الأعضاء على مواجهة التحديات والصعوبات بقوة وتصميم.
الحكمة:
تعمل الماسونية على تعزيز الحكمة والتقدير في اتخاذ القرار ، وتشجع الأعضاء على التفكير مليًا قبل التصرف والتفكير في عواقب أفعالهم.
- حسناً ، أذا كانت الماسونية كما تقولون بشكل عام ، تعزز مبادئ الالتزام بالنمو الشخصي ، والعمل الخيري ، وخدمة الآخرين ، والسعي وراء المعرفة والفهم. وما إلى ذلك , إذا لماذا يكرهها أغلب الناس عندنا في الشرق وما سبب ذلك . ، ؟
أسف . إن بدوت وكأنني أعيد السؤال ، لانه في الحقيقة ، مازال لدي بعض الالتباس، وكثير من الشكوك، ليس بسبب منطق الإجابات المقتضب ، بل بسبب الغموض الهائل للأمر بمجمله . رغم كل ماذكرت ..
- الآن هل لك ان تذكر لنا أهم وأشهر الماسونيين العرب ..؟!
للحديث بقية ..
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس بهذه البساطه
على سالم ( 2023 / 9 / 29 - 01:44 )
موضوع الماسونيه معقد جدا وغامض وسرى , من الممكن جدا ان تصف الماسونيه بصفات جميله وحميده ومساعده الناس والوقوف بجانبهم , لكن ليس بهذه البساطه , منذ بضعه اعوام شاهدت برنامج عن الماسونيه فى تليفزيون الولايات المتحده , وتوقفت امام خبر مرعب وصادم , الخبر يقول ان اله الماسونيه هو الشيطان الاعظم , صعقت عندما سمعت هذه الجمله الخطيره , تم ترك رقم تليفونى فى نهايه العرض , فى اليوم التالى اتصلت بهم واردت التأكد منهم وسألتهم عن معتقدهم الايمانى وكان الرد الصاعق وهو انهم يعبدوا الشيطان


2 - اندثروا والبديل عنهم الشركات والبنوك
علي جواد ( 2023 / 9 / 29 - 19:19 )
أولا احيك على هذه الشجاعة الفكرية والصدق في تناول عنوان اخذ اكثر من حجمه وضخم لحد ما اصبح الغول الاكبر في ثقافة المجتمع ، ثم اعقب على مقالك ان ما يسمى بالماسونية هو حقيقة لكن الوهم هو في حجم الكتلة من الضبابية والاشباح والقوى التي يسوق لها تحت هذا الاسم لعشاق الاحداث المثيرة ، مجموعة البنائين او الماسونين انتهوا واندثروا وهم من كانوا يسمون انفسهم بالنخب الارستقراطية في المجتمع ، ولا يقبل انظمام اي أمراة لهم وبسبب تعقيدات الحياة ودخول الكثير من المتغيرات في تركيبة المجتمعات منها صعود الرعاع والهمج وانخراطهم في التجارة والسياسة وهي قطاعات كانت حكرا على طبقة معينة من العوائل ، نفس الشئ ينطبق في أوساط العوائل الدينية ، بأختصار الماسونية او النخب او البنائون الاحراراو المنتورين ..الخ تطورت اشكال هذه الجماعات الى كثر فوضوية وعنف واصبحت الشركات ومجالس الادارة والبنوك هم البديل القانوني والحديث عن طبقات المجتمع المخملي القديم وسابقا كانوا يسمون بالنبلاء والملوك وقبلهم كان الحكماء والشيوخ

اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال