الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عطر نفاذ
هشام بن الشاوي
2006 / 11 / 16الادب والفن
تسبح فيلات المنتجع الصيفي في صمتها الصباحي المخملي . لا أحد يحتفي – هنا - بشمس الضحى غير شبان يجرون كلاب حراسة مدربة . يجوس في البقعة الأرضية وحيدا ، حاملا تصميم الخرسانة المسلحة…
بالقرب من رصيف الفيلا المتاخمة لورش البناء الموعود لمح عازلا طبيا مستعملا، بصق على الأرض ..لاعنا صباح المكان !
التمعت عيناه فجأة، تذكر أول مرة اشتراه، انتابه الخجل قبل أن يلج الصيدلية ، فاهتدى إلى كتابة اسمه على ورقة، استعارها من البقال المجاور ،و ناولها للمرأة الشابة غارقا في ارتباكه..!!
داهمته رائحة عطر نفاذ من البيت المجاور، رسم في خياله صورة لصاحبة العطر.. تخيلها امرأة لم ير مثيلا لجمالها المدوخ ! وألفى نفسه مدفوعا إلى التلصص بطريقته الخاصة ، حين سمع بابا يفتح وأصواتا متحاورة بالجوار .. مر من أمام الفيلا متأملا واجهات بقية المساكن الفخمة، واختلس نظرة جانبية.. صعق حين رأى كهلا نصرانيا وشابين مغربيين ، للتو انتابه نفس تقزز جلسات الظهيرة بالورش ، وحكايا شذوذ الأجانب الجنسي المقيمين في هذا المنتجع الصيفي ، وكرمهم مع الشبان المغاربة …أحذية رياضية .. مأكولات ..خمر…وأوراق مالية لن تجود عليها بهم عطالتهم … فكر أنهما ضاجعاه سوية كما في الأفلام الخليعة !!
ضحك في سره لهجر أبيه صلاة الجمعة ، حتى لا يرى الأفخاذ والصدور العارية ،وهو في طريقه إلى مسجد هذا المصطاف الشهير، وارتمائه في زحام بقية مساجد المدينة .. تذكر صديقا خليجيا واعده أن يتقابلا هنا، رفض بشدة قائلا : “لا أطيق هذا المبغى صيفا .. أفضل زيارته في بقية الفصول ، وهوشبه مهجور…” !!
شغل النصراني محرك سيارته، وفي المقعد الخلفي استرخى الشابان كأميرين .. ورفع عينين منكسرتين إلى صومعة المسجد الذي لايفصله عن فيلا النصراني غير السور الواطئ .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيلم -البقاء على قيد الحياة في 7 أكتوبر: سنرقص مرة أخرى-
.. عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا
.. جندي عظيم ما يعرفش المستحيل.. الفنان لطفى لبيب حكالنا مفاجآت
.. عوام في بحر الكلام - الشاعر محمد عبد القادر يوضح إزاي كان هن
.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت- الشاعر محمد عبد القادر -