الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسألة (رجولة): اخرجونا من ديارنا لأننا نخاف، وهم لا يخافون !!

محمد الصادق

2024 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قال تعالى (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ
عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ
يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ)

فالآية تشير الي أن ..
الرجال.. يخافون !!
ولابد ان "الرجولة" هنا داخل فيها رجال ونساء،
فنساء الصحابة كنّ بالطبع
يخشين يوم التقلبات ذاك.
اذن لفظ (رجال) في هذه الآية يشمل الرجال و النساء ويرتبط بالخوف من الله.

واما حينما ذكر الرجال والنساء في مسألة الميراث استعمل القرآن لفظا آخر:
(للذكر مثل حظ الانثيين)

عندما امتنع احد ابني عن قتال اخيه وقال له:

(لئن بسطت اليّ يدك لتقتلني
ما انا بباسط يدي اليك لأقتلك)

وبرر ذلك بقوله:

(اني اخاف الله)

وهذا لم يذكره القرآن من اجل سرد التاريخ، وانما للاعتبار.

اليوم يعيشّ السودانيون فتنة كبيرة
حيث دارت حرب بين طائفتين من الجيش !!
والمشكلة ان الجيش هو نفسه الذي يدير البلاد !!
وقائده هو الرئيس!!
الذي اتت به الظروف الي سدة الحكم
والرئيس اصلا في الدول المتخلفة
تكون بيده كل السلطات:
التنفيذية والتشريعية والقضائية..
وحتي السلطة الدينية!! وقد كشفت لنا هذه الحرب ان طبيب الرئيس هو مفتي الجمهورية!!
وهكذا اصبح رئيس البلاد هو احد الأطراف المتصارعة !!
وليس هناك جهة تدعو للصلح مثلما قال القرآن:

(فأصلحوا بينهما ...
فإن فاءت فأصلحوا بينهما)

فالمؤسسات الدينية ضعيفة جدا ليس لها تأثير لأنها تنضوي تحت كنف السلطة، وكذلك القضاء !!

ومعظم اهل السودان متصوفة ومن الصعب تجييشهم لصالح هذا الطرف او ذاك، لانهم يحفظون عشرات النصوص التي تحذر من قتال المسلم خاصة:

(ِفَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"

(ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيها)

(والذي نفس محمد بيده، لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله، ودمه)

(من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه)

(من حمل علينا السلاح فليس منا)

(يا أبا هريرة ، أيسرك أن تقتل الناس جميعا وإياي معهم؟ قلت : لا . قال فإنك إن قتلت رجلا واحدا فكأنما قتلت الناس جميعا ، فانصرف مأذونا لك ، مأجورا غير مأزور . قال : فانصرفت ولم أقاتل)

ولذلك معظم الناس اليوم يفكّرون في الهجرة للخارج
وهذا ظاهر من التزاحم الشديد علي استخراج جوازات السفر..
ومن المتوقع ان يصل عدد المهاجرين في غضون اشهر ..
الي عشرات الملايين!!

الجياشة والدعامة الذين كانوا يمثلون الجيش كل افرادهم ذوو تعليم ضعيف واخلاق منحطة، وهم لا يخافون الله.
ومعروف عن اهل السودان انهم لا يدخلون الجندية الا اذا اغلقت امامهم سبل العيش، فمن الاقوال المحفوظة:
"اذا ضاقت بك الحياة
فإلجأ الي العسكرية"

فمعظم الناس يكرهون حمل السلاح خاصة الاجيال الحديثة المثقفة، وانا اذكر ان احد اقاربي من الجيل الذي قبلنا كان يهزأ بنا حينما علم اننا لا نجيد استعمال العصا، واذكر انه قال ضاحكا: (ولا حتي الصَرِف) يعني (الاوضاع الدفاعية) !!
وعندما قررت الحكومة تجنيد طلاب الثانوية في بداية التسعينات عندما كانت حرب الجنوب مستعرة، كان معظم الناس يحاولون بكل السبل تجنيب اولادهم الذهاب للمعسكرات، ويفرحون جدا حينما يحصلون علي شهادة لإبنهم انه غير لأئق طبيا لدخول المعسكر!!
وفعلا كان الأولاد يتعلمون كثيرا من فساد العسكر في تلك المعسكرات، ومن ذلك "الفَلِع"
و "يفلع" في العسكرية تعني يسرق!!
ولأن الناس يعرفون طباع العسكر فكان من النادر ان يزوجوهم الا اذا تأكدوا فعلا من حسن الاخلاق، لأن القاعدة العامة ان العسكري اصلا سيء الطبع إلا اذا ثبت العكس.

الآن هذه الحرب اظهرت هذا كله، وبوضوح شديد !!
قلت لأحدهم ممن يساندون الجياشة:
"الجماعة نهبوا الحارة"
فرد مباشرة:
" لا .. لا..
ما نهبوها ديلك
نهبوها ديل
عشان ديلك ما ينهبوها" !!!
وعليه..
اذا توقفت الحرب فينبغي ان
يعاد تكوين الجيش
ليس علي اساس "العقيدة"
وانما علي اساس الاخلاق
والدين اصلا اخلاق ..
وخاصة الإسلام:
(انما بعثت ...)،
و انما الأمم الاخلاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج