الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة الألهية: تحريك ملف قضية (فض الإعتصام)

محمد الصادق

2024 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الخلق لا يحيطون علما بشئون الخالق:
========
لا نتأله علي الله
ولكن نؤمن إيمانا تاما
ان الله لا ينسي شيئا ولا يغفل عن شيء .. سبحان الله .. عز وتعالي وجلّ

ونؤمن كذلك ايمانا تاما بعدل الله المطلق، وأنه لا يحب الظلم .. بل حرّم الظلم علي نفسه، وأن الله (وهذه حقيقة وليست مبالغة) يثأر حتي للاغنام فيأخذ للأغنام المظلومة حقها من الغنم الظالمة..
فهذا مذكور في الحديث:
(لتُؤدُّنَّ الحقوق.. حتي ليُقادُ للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)

نحن لا نحيط بعلم الله ولا نعرف كيف تدار شئون العدالة عنده، فنحن مجرد مخلوقات، وهو الخالق الباريء القادر .. قيوم السموات والارض

عبارات مجازية تقرب المعني:
========
حينما نستعمل عبارة "تحريك ملف" وعبارات اخري تالية، فهذه تعابير مجازية من أجل تقريب المعني، مثلما يفعل القران عندما يتحدث عن الخالق..
فيذكر مثلا ان الله يقول للشيء كن فيكون.. فهذا مجرد تقريب، وقد عبر البعض: ان امر الله بين الكاف والنون، اي ان امر الله ينفّذ قبل تمام كلمة "كن" نفسها .. وسبحان الله!!

تحريك الملف آلآن؟؟!!
========
قد يسأل سائل: هل حُرك الملف للتو ولم يتحرك قبل ذلك؟؟!!
فنقول اننا علي يقين، وكما تذكرنا النصوص الدينية أن الله يعلم كلّ شيء وانه يتصرف حسب ما تقتضي حكمته سبحانه وتعالي
والجميع يعلم ان الله عز وجل هو (الحكيم) وهذا من اسمائه الحسني فهو صاحب الحكمة المطلقة التي لا نستطيع نحن ادراك مدي حدود حكمته سبحانه.. سبحانه.
وقد تقتضي حكمته معاقبة الظالم في الدنيا قبل الآخرة، ونحن لا نستبعد ان يكون ما يحدث في بلادنا منذ حوالي عام هو بعض من تبعات تحرك ملف القضية في محكمة العدالة الالهية.

ولكن هل الشر يعُمّ؟؟:

قد يقول قائل: فهل يؤخذ الأبرياء بذنوب المجرمين، او بعبارة اخري: هل يعمّ الشر؟؟
ولكن نقول ان هناك بالطبع "ابتلاءات" لكنني اعتقد ان كل ما يحدث لنا دائما يكون بسبب ذنوبنا التي لا نأبه لها في احايين كثيرة، فحتي نبي الله ايوب روي عنه أنه حينما انهكه المرض قال لاحد اصحابه وكان عالما: لماذا يبتليني الله بالمرض ولم ارتكب ذنبا من الذنوب؟؟ فلم يستطع صاحبه الرد عليه، ولكن لما سافر الي صاحب لهما وكان اقل علما منهما، ما كان منه الا ان زجره وقال له اذهب علي الفور لأيوب وقل له: لعلك شربت يوما شربة لم تحمد الله عليها، او لعلك استظللت بظل شجرة فلم تشكر الله علي ذلك!!!!

نستغفر الله العظيم..
لا حول ولا قوة الت بالله
اللهم ان تغفر لنا وترحمنا نكن من الخاسرين

شيء لا يصدق!!!
========
حتي الآن انا شخصيا لم اصدق اطلاق النار علي ذلك التجمع السلمي، وليته لم يكن سلميا حتي نجد العذر للفعلة، وليت الشباب كانوا فعلا يتاجرون وينشرون المخدرات، وليت وليت،
ولكن كل الدلائل اكدت بعد ذلك انه كان اعتصاما سلميا، وحتي انهم لم يتم إنذارهم وإعطائهم مهلة بعدها يعلن عن فضه بالقوة، ولكن الشباب اخذوا علي حين غرة.

وما ابرئ نفسي!!!!
========

ونحن خارجون من امدرمان للمرة الاخيرة، وكم كان ذلك قاسيا، سارت بنا السيارة بسرعة كبيرة جدا لئلا تصيبنا دانة، تذكرت عندها انني ظلمت نفسي حينما كنت (شيطانا اخرسا) .. اعوذ بالله، فلم امنع بعض اخوتي عن الظلم (انصر اخاك ظالما او مظلوما) حينما كانوا يقفلون المسجد في وجه المصلين عقيب الصلوات خاصة الظهر: (ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه)، ولذلك عندما مررنا بتقاطع الوادي مع جسر الحلفايا شعرت بذنبي وادركت انني ظلمت نفسي واستحقيت الطرد من مدينتنا العريقة بتلك الصورة الذليلة، ربما يظن ان هذا ذنب صغير، وبالطبع ما خفي اعظم، لكن ارجو ان يكون ذلك كفارة لي، غفرانك ربي.. وسبحانك .. اني كنت من الظالمين.

ذوي المجني عليهم لهم دور
في تحريك الملف:
========

نحسب ان من قتل من المجني عليهم في مكان افضل الآن، لكن كما قلنا في مقال سابق ان من حق المظلومين الدعاء، والله وعد باستجابة دعاء المظلوم، وذكرنا في مقال سابق كيف ندعو علي من ظلمونا. وقلنا انك ان لم تعرف الفاعل ان تدعو عليه بما فعل من ظلم فتقول: "من قتل اخي" و"من هدم بيتي"ومن اخرجني من داري ...الخ
قلنا انه يجب الدعاء في كل حين والاستمرار لسنين، والدعاء علي الظالم من مأثور الدعاء: (واجعل ثأرنا علي من ظلمنا)
وما يجعلنا نعتقد تحرك الملف هو ان الحادثة لها اربعة اعوام عندما قامت الحرب، وكانت الفضّ في نفس توقيت اندلاع الحرب .. في اواخر رمضان، وان المرء ليستغرب كيف يجرؤ الناس علي هدم بنيان الله في رمضان، فيقتلون الصائمين القائمين!!!!!
الملف اصلا متحرك، فالله لا ينسي ولا يغفل عما يعمل الظالمون، ودعوة المظلوم مستجابة.

لماذا بعد عدة سنوات؟؟!!
=========
بالتأكيد ليس ذلك بسبب تكدس القضايا كما يحدث في المحاكم البشرية، لا .. لا ..!!!!
في المحكمة الالهية يُفصل في كل القضايا ايجازيا في نفس لحظة ارتكاب الجرم، ولكن لأن الله يمهل الظالمين، ربما احيانا الي حين مماتهم، واحيانا يتيح الفرصة للذين ارتكبوا بعض الجرائم عن جهالة ليتوبوا، فلا نستغرب ان تتأخر عقوبة الظالم اربعة او خمسة اعوام، او حتي ستة او سبعة، وانا اتوقع ان من سيعيشون الخمس او الست سنوات القادمة سيرون ان شاء الله ما سيحدث لمرتكبي جرائم الحرب التي تحدث الآن.

وحتي لو اخر الله المجرمين الي يوم القيامة، فهذا اليوم ليس بعيدا، ستمر الايام بأسرع مما نتخيل، وكلها ايام واسابيع وشهور. ونري كيف يأخذ الله للمظلومين بثأرهم.

**********
راجع مقال:
سبيل الخلاص: هكذا ندعو علي من ظلمونا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في