الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ليس دفاعاً عن دولة الإمارات
محمد الصادق
2024 / 8 / 2العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
دولة الأمارات
لديها مشكلة كبيرة جدا
مع الإسلام السياسي !!
والاسلام السياسي -ببساطة-
يركز علي الحكم والسلطان،
ويعتبره هو الوسيلة الوحيدة
لإلزام المجتمع
بالتعاليم والقيم الدينية،
وشعار الإسلام السياسي هو مقولة:
(إن الله ليزع بالسلطان
ما لا يزع بالقرآن)
وهذه المقولة ليست قرآن
ولا حديث نبوي !!
بل ان بعضهم
يري ضرورة ان تكون كل الدول الإسلامية
تحت إمرة أمير واحد !!
فالاسلام السياسي
يركز علي قمة الهرم،
بينما يري مناؤوه من المسلمين
أن التطبيق يبدأ من (الأساس)،
والدين اصلا مبادئ عامة،
فالشورى والعدل والوفاء بالعهد
وأداء الأمانة، والنصيحة، والصدق،
وسيادة أحكام الشريعة،
ورعاية الأيتام والفقراء.. الخ..
كل هذه يمكن تطبيقها
من خلال أشكال عديدة
من اشكال الدولة.
فشعار المسلمين هو الوزع بالقرآن
وليس السلطان، فالله تعالي يقول:
{إِنَّ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ
یَهۡدِی لِلَّتِی هِیَ أَقۡوَمُ}
وقد أُستُفتي الشعراوي مرة
عن تطبيق الشريعة الإسلامية
فقال لو اننا كل مرة
نطبق مبدأ من مبادئ الشريعة
لكنا وصلنا اليوم لتطبيق كامل.
وهذا يعني أن الشريعة تطبق
من تحت لفوق وليس العكس !!
الاسلاميون السياسيون
يتبنون الجهاد لتحقيق غايتهم،
وهذا كثيرا ما يؤدي
الي إقتتال المسلمين فيما بينهم
وهذا ما ترفضه الأمارات
ومن لفّ لفها،
ويعتبرون ذلك
ارهاب وزعزعة للأمن،
ويرون أن تطبيق الشريعة
من خلال الإستيلاء علي السلطة
هو من اكبر الأوهام،
وهو يجلب المفاسد
ويدرأ المصالح !!
ويستدلون بالتطبيق العملي
الذي تم في عدة دول
وفشل فشلا ذريعا،
فتجارب السودان وايران وأفغانستان
ظاهرة للعيان،
وكذلك انهيار جيوش
العراق وسوريا
وليبيا واليمن والسودان،
كل ذلك كان وراؤه الاسلام السياسي،
فملايين المسلمين قتلوا وشردّوا بأيدي مسلمين،
وحسبك ما يحدث الآن
وماهو أشبه بالإنتحار
في السودان وغزة،
وفي كتاب الله:
{وَلَا تُلۡقُوا۟ بِأَیۡدِیكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ}.
إن تجارب الإسلام السياسي
كانت قمة في الظلم والفساد والإستبداد،
والكذب والنفاق وكبت الحريات
وانتهاك حقوق الإنسان،
وكل ذلك الإسلام بريء منه،
فعندما مات النبي ص
لم يهتم بقضية الحكم
وإنما اهتم بأمر الصلاة:
(مروا ابابكر فليصلي بالناس)
والتمكين ليس تمكين السلطة
وإنما تمكين الصلاة
وتطبيق النظام المالي للاسلام
الذي يطبق الزكاة
ويمنع الفقر والعوز:
{ٱلَّذِینَ إِن مَّكَّنَّـٰهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡض
ِ أَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ
وَأَمَرُوا۟ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡا۟ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ}
وقد قيل:
(إن الله ينصر الدولة العادلة
وان كانت كافرة،
ولا يقيم الظالمة
وان كانت مسلمة).
ويقال:
(الدنيا تدوم مع العدل والكفر
ولا تدوم مع الظلم والإسلام.)
فالإمارات دولة مسلمة
وتنتهج منهج الإسلام (المعتدل)
وتحارب التشدد،
ولكن لا بد من تسليط الضوء
علي حقيقة هامة
وهي أنه لا يمكن تحقيق الأسلام المعتدل
بالقوة والتشدد !!
وإنما الوسيلة الأنجع
هي محاربة الفكر بالفكر:
{ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّكَ
بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ
وَجَـٰدِلۡهُم بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ}
ونحن نعتقد
أن الفكر المتطرف
اذا تمت مواجهته بالفكر
فإنه لن يصمد طويلا،
بينما مواجهته بالقوة
تنمّيه وتزيده تطرفاً.
هناك حقيقة مهمة
يجب ان لا نغفل عنها
ولا لحظة واحدة:
أن جهاد النبي ص
كان ضد الكفار وليس المسلمين،
وحتي أن بدايته
كانت بإذن من الله نفسه،
وحتي أن بعض المسلمين
رأي أن الإذن قد تأخر !!
ثم أن استخدام القوة
فرضه (اعتراض) الدعوة
(عند بدايتها)،
وان علماء المسلمين
ظلوا في كل الأزمان
يدحضون فرية المستشرقين:
أن الإسلام انتشر بالسيف،
فكيف بمتفيقهي الاسلام السياسي اليوم
يأتون فيتبنّون هم انفسهم
تلك الإفتراءات الخسيسة !!
كذلك فإن استخدام القوة
لا بد له من توازن،
فعندما واجه ٣١٣ مسلما
الفا من الكفار في بدر وهزموهم،
كان العامل الأساسي في النصر
هو نزول الاف من الملائكة
التي كانت تقطع الأيادي وتجز الرقاب بأسياف من نار !!
-وهي حقيقة قرآنية يتحاشاها القوم في خطبهم ومواعظهم-
أما عندما واجه المسلمون الكفار في مؤته
وهم الوف
انسحبوا من المعركة
بسبب عدم توازن العدد والعتاد،
والله ذكر مسألة التوازن هذه
في القرآن بصورة واضحة
-ونرجو التأمّل والتفكّر في كلمة (الآن)
التي تشير الي بداية القرن السابع الميلادي-:
{《ٱلۡآنَ》 خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُم
ۡ وَعَلِمَ أَنَّ فِیكُمۡ ضَعۡفࣰاۚ
فَإِن یَكُن مِّنكُم مِّا۟ئَةࣱ صَابِرَةࣱ
یَغۡلِبُوا۟ مِا۟ئَتَیۡنِۚ
وَإِن یَكُن مِّنكُمۡ أَلۡفࣱ
یَغۡلِبُوۤا۟ أَلۡفَیۡنِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ}.
□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة <<<
=======
نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات ..وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
بعد الركعة الثانية
في الصبح (سِراً)
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا..
فدعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي