الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إن وقعْتَ يا فصيح

بولات جان

2006 / 12 / 26
القضية الكردية


في الفترة الاخيرة المنصرمة و على إثر إنعقاد إجتماع للجماعات السنية في العاصمة الثقافية التركية أسطنبول و برعاية تركية خاصة و ما تمخض عن هذا الاجتماع أثار حفيظة العديد من الأطراف و بعض الأطراف لم تتحفظ فقط بل أظهرت حنقها الشديد ليس من الاجتماع فحسب بل من سلوك الدولة التركية التي أحتضنت هذا الاجتماع و رعتها و ربما و حسب العديد من المراقبين السياسينن إنها أي تركيا أوصت الحضور بعض التوصيات التي تمس الصميم العراقي عامة و الكردي خاصة. كانت مواقف الاطراف متراوحة بين التنديد بالاجتماع و التعبير عن الاشمئزاز و كيل التهديد و الوعيد لحكومة أردوغان و بعض من المواقف تخطت التهديد و الوعيد إلى اتخاذ خطوات أكثر جدية تجاه تركيا. طبعاً الأطراف الكردية كانت غير مرتاحة لهذا الاجتماع و نددت به و كذلك الأمر بالنسبة على موقف الحكومة العراقية النامية. حكومة السيد نوري المالكي نددت بهذا الاجتماع و نعتته بالكثير من الأوصاف التي لست بصدد ذكرها هنا. و كتنديداً و إظهاراً لموقف حكومته الرافض لمثل هذه الرعايات التركية فقد أقدم السيد المالكي إلى سحب سفير بلاده من تركيا و تحول الأمر إلى أزمة جد متوترة بين أنقرة و بغداد.
الأطراف السنية التي تتهمها حكومة بغداد بأنها تراعي العنف و تتهمها بأنها جماعات (أرهابية) و بدعوة من حكومة رجب طيب اردوغان و رعايته الكريمة عقدت هذه القوى أجتماعاً خاصاً لها في أسطنبول. هذا الاجتماع و كما تتبعناه في الإعلام فقد اثارت إنزعاج العديد من الأطراف، كون هذه الاطراف تعتبر رعاية تركيا لهذا الاجتماع(المشبوه) تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للعراق و تهديداً لأمنه و ما يسمى بوحدته و زعزعة نظامه. و ليس خافياً على أحد تدخلات تركيا السافر في شؤون دول الجوار و خاصة العراق. فما تبين من سير قضية محاكمة صدام و أعوانه فقد تبين التواطؤ التركي في جرائم أنفلة عشرات الألوف من الأكراد و كذلك الانتهاكات الدائم للجيش التركي داخل اراضي جنوب كردستان بحجة مهاجمة مواقع مناضلي حزب العمال الكردستاني و كذلك تمويل الدولة التركية للجماعات التركمانية و تحريضهم ضد الكرد و التدخل في قضية ضم مدينة كركوك الكردستانية إلى أقليم كردستان و أخيراً و ليس آخراً أحتضان تركيا لأجتماع القوى السنية في اسطنبول. يبدو بأن حكام تركيا لم يقتنعوا بعد بأن ايام السلطنة العثمانية قد ولت من غير رجعة و بأن هذه الدول ليست حدائق خلفية للبيت الطوراني.
حقيقةً أن هدفي الرئيس من كتابة هذا المقال ليس تحليل اجتماع اسطنبول و ذكر المواقف، إنما هو التوقف و لو ببضعة على موقف رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي. السيد مالكي أقام الدنيا و لم يقعدها و أنتقد تركيا شديد الانتقاد و حتى قام بأستدعاء ممثل العراق من تركيا و ربما يفعل أكثر من ذلك. في الحقيقة موقف مالكي هذا يثير حفيظتي و أستغرابي لهذا الكيل بمكيالين بمواقف المالكي. فهو الآن ينتفض غضباً ضد الدولة التركية التي تتدخل بشكلٍ سافر في شؤون بلاده الداخلية إثر الاجتماع السني في اسطنبول، و بين موقفه المتفهم للحكومة التركية الجارة و الشقيقة و عدم سماحه لمعارضي تركيا بالتنشيط في العراق. نتذكر جميعاً قيام الحكومة العارقية و بمباركة المالكي و أوامره بإغلاق مؤسسة مجتمع مدني عراقية فقط و فقط كونها تحمل اسم المناضل و الثائر الكردي الأسير عبد الله أوجلان. حينها لم تشفع كل الثبوتات الرسمية و حقانية المؤسسة الديمقراطية و عراقية مؤسسيها و عامليها بكفّ حكومة السيد المالكي عن إغلاق مؤسستهم. حينها و بأمر مباشر من السفير التركي في بغداد قام السيد مالكي بإغلاق هذه المؤسسة إرضاءً لأخوانه الاتراك ولو كان ذلك على حساب القيم الديمقراطية و حقوق الإنسان و مواد الدستور و القانون العراقي. يا ترى، أ لا يعتبر تمثّل المالكي لأوامر الحكومة التركية حينها قبولاً مباشراً بالتدخل التركي السافر في الشؤون الداخلية للعراق؟ و ألا يشجع هذا الموقف الضعيف و السلبي الدولة التركية بزيادة تدخلاتها في شأن البيت العراقي؟ بلى!
لكن حسب السيد المالكي فإن الأمر مختلف، بل مختلف جداً. ففي المرة السابقة كانت الضحية مؤسسة تحمل أسم أوجلان(الكردي). و لا بأس بالمتاجرة بالاسم و الدم و الحقيقة الكردية عند الأقوام المجاورة. فماذا يعني الكردي بالنسبة إليهم؟ إنه لا يعتبر إلا ورقة جوكير يربحون بها معركتهم و من ثم يرمونها. و لكن الأمر مختلف حينما يتعلق الأمر بأجتماع القوى السنية في اسطنبول. فالسيد المالكي شيعي وهو لا يرتاح لأي تحركٍ سني كونه قد يهدد تطلعاته(الحقة). فالأذدواجية تكمن هنا بالذات، فهو يتأمر بأمر الدولة التركية لإغلاق مؤسسة ديمقراطية كونها تحمل أسم أوجلان و يتصرف و كأنه والي من ولاة الباب العالي و كأن العراق من أعمال السلطنة العثمانية. و لكنه يقيم الدنيا و لا يقعدها لأن الباب العالي قد أحتضن رعايا ولاية العراق و عقد لهم أجتماعاً نبيل النوايا في العاصمة الآستانة.
أ فلا كنت تعرف بأن إتمارك بأمر الباب العالي بإغلاق مؤسسة أوجلان ستجلب معها تدخلات أخرى كعقد الاجتماعات و تغيير السلطة العراقية و الغزو العسكري غداً؟ فقد وقعت الواقعة و و إن سقطت يا فصيح فأياك ثم أياك أن تصيح!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف


.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد




.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال


.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا




.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة