الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إسلامولوجيات - 9-
جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية
(Jadou Jibril)
2024 / 10 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

فترة العلنية- وانتشار نتائج الابحاث بين العامة بعد طول انحصارها بين الخاصة
Période de proclamation
بحسب جملة من الباحثين، فإن التصنيف الزمني الكرونولوجي للسور الذي اعتمدته السردية الاسلامية يعد إشكالا لم يتم حله حتى من طرف العلماء المسلمين أنفسهم وهذا إن دل على شيء فهو يدل على جهلهم بهذا الخصوص رغم أنهم ابتكروا علوما سموها علوم القرآن كآليات لتجاوز التناقضات والخروج من الحرج.
فروايات السردية الاسلامية نفسها غامضة بهذا الخصوص ولم تتفق بخصوص تأريخ عدة سور و مع ذلك، فإن "فكرة التسلسل الزمني للقرآن التي تعرضها لا تزال معمول بها ولم يكلف العلماء المسلمون التساؤل حول الموضوع واكتفوا بعرض ما ورد في السردية وكفا ولم يعترف أي واحد منهم بعدم معرفة التسلسل الفعلي لنزول القرآن ".
في فترة "نشأ شبه أجماع بين الباحثين العاملين في أصول الإسلا م" حول تاريخ ظهور القرآن مجموع بين دفتي مصحف - منتصف القرن السابع (حوالي 650) – ما بين 632 و656".
وقد أظهرت بعض مخطوطات صنعاء بعض الاختلافات في ترتيب بعض السور. 1
----------------------------
1-
سورة 8 تأتي بعد س. 11، وس. 19 بعد 9، وس. 18 بعد 12، وس 25بعد 15،وس 13 بعد 34، وس62 بعد 63 وما يليها وس 89 بعد 62.
للمزيد من التفاصيل انظر :
- "F. Déroche- Qurʾans of the Umayyads, Brill 2014, page 52
- Michel Cuypers et Geneviève Gobillot, Le Coran : idées reçues sur le Coran, Le Cavalier Bleu Editions, 2015, 128 p.
------------------------------------
بالنسبة للباحث محمد. أمير معزي، "بالإضافة إلى بعض الاختلافات الإملائية والمعجمية البسيطة، فإن 22في المائة من 926 مجموعة من الأجزاء التي تمت دراستها تقدم ترتيبًا لتعاقب السور يختلف تمامًا عن الترتيب المعروف".
و تدافع الباحثة أسماء هلالي، مؤلفة كتاب عن طرس صنعاء "طرس صنعاء"41، عن الفرضية القائلة بأن هذه المخطوطة ليست مخطوطة (مصحف) تم تحويلها اليوم إلى أجزاء ولكنها نوع من أدوات مساعدة الذاكرة، ربما تستخدم في بيئة التدريس .
-----------------------
2 -Asma Hilali, The Sanaa Palimpsest : The transmission of the Qur an in the first centuries, Oxford, Oxford University Press, 2017, 271 p.
---------------------------------------------------
التفسير التاريخي النقدي ونشره بين العامة
إن الأبحاث المخصصة لتاريخ القرآن، والتي تعرض للخطر التصور الإسلامي للقرآن باعتباره كلام الله الحرفي المعصوم والكامل3، في فترة كانت معروفة فقط لدائرة محدودة من المتخصصين محصورة على الخاصة دون العامة - ب"لغة الفقهاء"4.
------------------
3-
-Van Reeth, Jan M. F., « Nouvelles lectures du Coran. Défi à la théologie musulmane et aux relations interreligieuses », Communio XXXI/5-6 (2006), 173-184
4-
-Anne-Bénédicte Hoffner, « Les historiens décryptent le Coran « avant l’islam » », La Croix, 27 novembre 2019
-Van Reeth, Jan M. F., « Nouvelles lectures du Coran. Défi à la théologie musulmane et aux relations interreligieuses », Communio XXXI/5-6 (2006), 173-184
- Olivier Hanne, « Le Coran à l épreuve de la critique historico-philologique. Écueils de l hypercritique, impasses de la littéralité ».. L hypercritique et le littéralisme dans la démarche historienne
----------------------------------------
ومع ذلك، فإن مسألة أصول الإسلام - وبالتالي التفسير التاريخي النقدي للقرآن - شهدت انتشارًا معينًا في فترة وجيزة بفضل ثلاثة أحداث:
الأول هو قضية مخطوطات صنعاء، حيث سحبت الحكومة اليمنية الإذن من لدكتور غيرد بوين- Gerd Puin - بدراسة مخطوطة عثر عليها في سقف مسجد صنعاء.
و تتميز هذه الوثيقة المكتوبة بالخط الحجازي بخصوصية إظهار نصهو تاريخيا قبل إعداد مصحف عثمان بترتيب مختلف للآبيات مع بعض التعديلات الطفيفة في النص.
والثانية هي قضية أنطون سبيتالر- Anton Spitaler-، الذي احتفظ سرًا لعقود من الزمن، 450 لفافة ميكروفيلم من النسخ البدائية للقرآن5، التي أعدها غوتهيلف بيرجستراسر- Gotthelf Bergsträsser- والتي يُعتقد أنها دمرت أثناء قصف ميونيخ في 24 أبريل 1944. 6. وقد سلمها إلى الباحثة أنجليكا نيوورث- Angelika Neuwirth- في التسعينيات[44]. وكانت النتيجة تأخيرًا كبيرًا في مشروع الطبعة النقدية للقرآن التي تلبي متطلبات فقه اللغة، وهو مشروع الماني ويسمى Corpus Coranicum
------------------------
5- وربما تعود أسباب هذا التستر إلى سياسة الرايخ الثالث تجاه الإسلام.
6- Les Archives Perdues du Coran
https://autourdelaliberte.blogspot.com/2008/01/les-archives-perdues-du-coran.html
-----------------------------------------
والأخير هو نشر عمل كريستوف لوكسنبرغ 7. تضع أطروحته حدًا لأسطورة " غير القابل للتقليد". أو "اللسان المبينة" للقرآن. في الواقع، حتى المحدثون المعترف بهم مثل الطبري يدركون الصعوبات التي تطرحها بعض العبارات في القرآن. ولكل عبارة لم تجد توضيحًا كافيًا في مجموعات المحدثين في التفسير القانوني، فهو يحاول اعتبار هذا النص ليس بمثابة بيان باللغة العربية، ولكن بمثابة بيان باللغة السريانية الآرامية، وهي لغة قريبة من السريانية؛ كل مداخلاته توضح المشكلة وتقدم حلولاً لأسئلة ظلت مفتوحة بين التقليديين. يحيي هذا العمل عمل ألفونس منجانا - Alphonse Mingana - الذي رأى مصادر القرآن في الكتابات السريانية لطائفة يهو- مسيحية مناهضة للثالوث كانت موجودة بكميات في ذلك الوقت وبعد عقائد المسيحية، لكنه تعرض لانتقادات شديدة من فرانسوا دي بلوا- François de Blois -الذي وصفه، من وجهة نظر طائفية، بأنه "ليس عملاً لسعة الاطلاع بل عملاً للهواة" 8.
-----------------------------------
7- القراءة السريانية الآرامية للقرآن. مساهمة في فك رموز لغة القرآن"
8 - https://www.islamic-awareness.org/quran/text/luxreview2
------------------------------
ومع ذلك، يرى هان- O. Hanne -أن "البحث العلمي قد ذهب إلى ما هو أبعد من النقد البسيط للشكل، إلى حد الاعتراض على طبيعة القرآن وتكوينه ومؤلفه. إن عامة الناس، مهما كان من السهل تأثرهم بالمجادلات السهلة حول العنففي الإسلام أو مكانة المرأة، لا يعرف شيئًا عن إعادة القراءة الجذرية هذه.
_____________ يتبع ________________
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إبراهيم عيسى يسأل: كيف كان موقف الإخوان من الدولة الوطنية ال

.. إيران في كفة واحدة مع إسرائيل؟ جدل يُقسم الإسلاميين في المغر

.. هل الأخلاق فطرية أم دينية ؟

.. وفاة الشيخ السعودي ربيع المدخلي أحد أبرز شيوخ السلفية

.. بابا الفاتيكان يستقبل زيلينسكي وروما تستضيف مؤتمر تعافي أوكر
