الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مشاركة ميليشيات الأحزاب القومية الكردية في معركة بغداد هي الرد السلبي على تقرير بيكر-هاملتون
طه معروف
2007 / 3 / 9القضية الكردية
رغم نفي الأحزاب القومية الكردية في السابق نفيا قاطعا ،نبأ إستعدادها، للمشاركة في القتال الطائفي الرجعي الدائر،ما بين الكتل الشيعية والسنية، والذي دعوا في حينها بإنها شائعات،إلا أن تحرك قواتها الميليشياتية الأحد الماضي 25-2 من مدينة أربيل في طريقه إلى بغداد، جاء لترد على كل هذه الإدعائات حول موقفها الحيادي المعلن من هذا الصراع .
ولربما سائل يسأل :هل نجحت الأحزاب القومية الكردية في إخماد الصراع العرقي والطائفي في مدينة كركوك حتى ينقل تجربتها إلى بغداد ؟ أو هل لدى الكتل الشيعية اكثر مما لدى الكتل السنية لحل عادل لقضية جماهير كردستان حتى تبادر لتحالف معها في معاركة بغداد؟
في البداية اود أن أقول ،إن من يحمل الهوية العرقية او الطائفية ليس له الحق الحديث عن إخماد الصراع الطائفي في العراق لإنه لن يتمكن ابدا بحكم طبيعته السياسية ان يلعب هذا الدور .إن دخول الاحزاب القومية كطرف ثالث في هذا الصراع بحجة توفير الأمن وحفظ النظام ،لن تؤدي إلا إلى تشديد الصراع والأنقسام في النسيج الأجتماعي العراقي .إن مدينة كركوك تحول بفعل سياسة الصراع القومي مابين الأحزاب القومية الكردية وإتجاهات أخرى شوفينية ،العربية والتركية، إلى مدينة ملتهبة منكوبة نسفت فيها اسس الأمن و الإستقرار. حيث تم فيها أحياء السياسة الشوفينية البعثية وفرضوا الهوية العرقية على سكانها الأبرياء رغم وجود الرغبة القوية لديها للعيش معا بسلام وفق هوية الأنسانية بعيدا عن الترهات العرقية والطائفية .ان مدينة كركوك نموذجا حيا على فشل السياسة العرقية للإحزاب القومية الكردية ،فكيف إذن بإمكانها أن يخمد الصراع الطائفي في بغداد المنكوبة في حين هما السبب الرأيسي في إشتعال مثل تلك الصراع في مدينة كركوك !!!!
ان من لديه النية الصادقة في المساهمة لإخماد الحريق الطائفي في العراق ،عليه اولا نزع هويته العرقية او الطائفية الرجعية والغير الأنسانية، الذي سببت في دمار و هلاك ملايين الناس غدرا،و ترفع بدلا منها الهوية الأنسانية .إن سياسة الطائفية والعرقية المقززة هي بحق جريمة ومن يمارسها فهو مجرم ومسؤول عن مأسات الجماهير المليونية . وبما ان الاحزاب القومية الكردية يعادي في الصميم الهوية الأنسانية ،فإن مشاركتها تسبب في تأجيج الصراع العرقي والطائفي ولا تؤدي إلى إخمادها.
اضافة الى ذلك ،فإن مشاركة تلك الأحزاب في معارك بغداد سيؤدي إلى تشديد التعصب القومي الشوفيني العربي والعراقي تجاه قضية جماهير كردستان وبالتالي يقوي الصراع الشوفيني . ومن جهة اخرى ،فإن الصراع الطائفي في العراق اتسع نطاقها و أخذت أبعادا أقليميا ،فمثلا الجهات الدولية او الاطراف السياسية المساندة للكتل الشيعية تعرف –بالجبهة الشيعية –.والاخرى التي تساند الكتل السنية معروفة –بالجبهة السنية –.وبما أن الاحزاب القومية الكردية متحالفة مع الكتل الشيعية فتنظر اليها كطرف معادي للكتل السنية . ولكن هذا الود للكتل الشيعية لم تؤدي لحد الآن الى تغيير مواقفها فيما يتعلق بحل عادل لقضية جماهير كردستان العراق. فحتى مطلب تلك الاحزاب لضم بعض المدن مثل كركوك بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها ولو في إطارها العراقي العروبي،جوبهت دائما بالرفض التام من قبل كلتا الكتلتين الطائفيتين وعلى لسان مسؤوليها البارزين .إذن فلماذا المشاركة في هذا القتال الطائفي الخاسر؟إن مشاركة الاحزاب القومية في قتال بغداد تكمن في الرد السلبي لتقرير بيكر-هاملتون ،التي لم يتذكر في اي بند من بنودها قضية جماهير كردستان ولا حتى دور تلك الاحزاب في الخارطة السياسية العراقية بل يعطي الاولوية للمركز والدولة المركزية على حساب مشروعهم الفيدرالي لكردستان .أقول الرد سلبي ،لأن إدارة بوش ،التي يتمتع بالثقة الاحزاب القومية الكردية ، هي ايضا متفقة تماما مع ما جاء في التقرير بيكر-هاملتون بشأن قضية جماهير كردستان العراق ودور الأحزاب القومية الكردية. وإن هذه المسألة لا يشكل محوراو نقطة خلاف بوش مع تقرير بيكر-هاملتون، بل هي نقطة إلتقاء، لكونها تندرج في السياسة والاستراتيجية الرسمية الامريكية تجاه قضية جماهيركردستان .وهنا اتذكر القارئ العزيزعلى زيارة مصعود بارزاني الى امريكا في السنة الماضية ولقائه في البيت الابيض بالرأيس الأمريكي بوش، بزيه الكردي ،كأنما قضية جماهير كردستان تكمن في حرية إرتداء الملابس، واستغل بوش من جانبه هذا المشهد الغريب كثمار لديمقراطيته المنشودة في العراق وقال :حقق مطاليب الجماهيرفي كردستان العراق التي طالما ناضلوا وضحوا من اجلها !!! اي ان قضية جماهير كردستان في نظر امريكا هي قضية ثقافية تنتهي بحرية إرتداء الملابس كما هي في نظر البعثيين والشوفينيين في المنطقة.
ان العودة الى جماهيركردستان العراق لتفعيل إرادته السياسية لتقريرمصيرها السياسي في الاستفتاء العام بدل التوجه والمشاركة في تسخين القتال الطائفي في بغداد ،هو الطريق الصحيح والوحيد لحل قضية جماهير كردستان وهو الرد الايجابي ايضا لتقرير المذكور .ان سياسة بوش وتقرير بيكر-هاملتون وجهان لعملة واحدة فيما يخص مستقبل ومصير جماهير العراق عامة وكردستان خاصة.ان نشر الشائعات حول صداقة ومساندة امريكا لحل قضية جماهير كردستان من قبل القوميين الكرد ،كلام فارغ واللعبة في الوقت الضائع .
طه معروف
3-3-2007
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كيف أحبطت إسرائيل جهود الوسطاء لإنجاز صفقة تبادل الأسرى؟
.. الأونروا للحرة: فقدنا أكثر من 200 موظف خلال عام الحرب في غز
.. خوف اللاجئين السوريين في لبنان من الاعتقال بعد عودتهم إلى سو
.. قبيل اكتمال عام واحد على بدء هجوم 7 أكتوبر.. تجمعات في تل أب
.. كنائس دير الأحمر في بعلبك تأوي النازحين من الحرب في لبنان