الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروبُ الحبِّ

علي موللا نعسان
شاعر و كاتب و مترجم

(Ali Molla Nasan)

2020 / 11 / 18
الادب والفن


جاسَ الورى سهرُ الأجفانِ في العَمَسِ
و القلْبُ زاهدَ عنْ صيرورةِ الهَيَجِ

و الصمتُ راحَ يجوبُ الكَوْنَ في حزَنٍ
يَسْتصْرِخُ الغَيمَ مِنْ سحابةِ الحَلَجِ

و الفِكْرُ وشَّى رداءَ الأرْضِ مُبْتَهِجاً
عَلى رُؤى واحةٍ تزدانُ بالقُبَجِ

جنَّ ليلُ الدُّجى خوفاً و مِنْ شَجَنٍ
على الترابِ مِن الإطنابِ في اللَّجَجِ

و الوجدُ شدَّ الهوى شوقاً إلى مُقَلٍ
و الحُبُّ أَصْبى النُّهى في ساحةِ الغَنَجِ

قَضَّ النَّوى كَبِدَ العُشَّاقِ في جَنَنٍ
و الهَجْرُ زجَّ مُروجَ الرَّوْحِ في الهَبَجِ

و القَلْبُ حثَّ الخطى تَشْدو على فَنَنٍ
كما تُخومُ الفلا رامتْ سُوى الوَهَجِ

حاستْ خُطايا لبوةٌ تَمْضي عَلى عَجَلٍ
وَ قَدْ تحَدَّتْ ودى أضوى عُرى الفَرَجِ

وَ إِذْ تَجافَتْ رِياحٌ عَنْ برى وَلهٍ
أرْسى القَذى في عيونِ اللَّومِ و المُهَجِ

حَفَّتْ عَناقيدُ وردِ الوَرْسِ مَبْسَمَها
فَهاجَ بِثَوبِ النَّدى عِطراً على السُنُجِ

عَمَّ التناغمُ فاغتالَ الفُؤادَ وَمى
صمتِ الجمالِ حيالَ الحِسِّ و الخَلَجِ

و الوجدُ خلّى الهَوى يَهْفو إلى شَجَرٍ
كما تُخومُ الصَّوى رامتْ رُؤى البَلَجِ

لا يُسأَلُ الصَّبُّ عَنْ شوقٍ وعنْ وَلَعٍ
فالقلبُ يُرْشِدُهُ في التيهِ و الحِوَجِ

فواردُ العِشْقِ يَمْضي نَحْوَ أَرْوِقَةٍ
و جارحُ الطرفِ يخبو في عُلا البُرُجِ

وَ الحُبُّ يُضفي الجوى لَحْناً على وَتَرٍ
كما دروبُ النُّهى تَصبو إلى الوَهَجِ

فالنَّفْسُ تَرْقُبُ فِكراً زادُهُ مَلَقٌ
يروي غليلَ الهوى طُهْراً على الغَنَجِ

و اللَّحْظُ يُضفي عزماً في رُبى سُبُلٍ
إِنْ ساحنَ النَّفسَ طَوْعٌ في جَدا الحِوَجِ

أَنْفَضْتُ أجْنِحَةً نَحْوَ السَّما فَرِحاً
وَ طِرْتُ مُعْتَقِداً ظَفراً على البُرُجِ

و العَقْلُ راحَ يرى الأجْواءَ مُرْتَقِباً
في لَهْفَةِ السَّعْفِ إثْماراً على النُضُجِ

فَأصبَحَتْ كلُّ أرضِ الكونِ مُفْتَرَشاً
و جالَ سَهْمُ الرؤى في كلِّ مُعْتَلَجِ

و اغْتالَ عقرُ الدُّنى أسرارَ مَقْدِرَةٍ
تَقْتاتُ دَرْسَ حُبورٍ في ذرى الهرجِ

ريمٌ بأرضِ الهوى حلَّتْ على وَجَعٍ
يُضني شِغافَ النُّهى في خافقِ المَرَجِ

دنوتُ أرقُبُ روحاً ساقَها قدَرٌ
يَسْمو على شاطىءٍ يختالُ في الخُلُجِ

وَ كلُّ إِشْراقةٍ للوجدِ يُلْهِمُها
مَلامِحاً من طيوبِ العِطْرِ بالضُّجُجِ

ردَّتْ بِشَوْقِ الوَمى ترْجو عُرى أَمَلٍ
نَعَمْ سأنشُدُ حتى تَسْتقي مُهَجي

و الحَدْسُ أدوى بِمَن ضاقَتْ بهِ سبلٌ
سحائبَ الصَّبْرِ نَحو الحلِّ في الوُلُجِ

أطلقتُ موجَ هيامِي نَحوها شغِفاً
فطُفْتُ عبر المدى في قاربِ الغبَجِ

فانسابَ في الجوَّ عطرًا مِن شذى مقلٍ
تَهْدي الورودَ رحيقاً من ومى الدَّعَجِ

هرعتُ كالطِّفْلِ نحو العِطرِ مُبْتَسِماً
أَعْثو الضَّفائِرَ في لَحْنٍ على الهزجِ

نامَ الشُّعورُ على أنسامِ مِغْزَلِها
فهبَّ زُغْلولُ نَعْصِ الشَّوْقِ في الهيجِ

لاطَفْتُها و الجوى يَحنو إلى ثَمَرٍ
على مُروجِ المنى في تربةِ الفَلَجِ

فَعاتبَ العقلُ حبَّاً قدْ سبى كَبِداً
و البَوْحُ أهْدى الرُّغى كأْساً بلا حرجِ

وَ أَلْثَمَ الفِكرُ قلبًا ثمّ أَلْهَمهُ
مَغَبَّةَ الأمرِ رداً في عُرى اللَّجَجِ

فمنْ هوى طَوعَ عزْمِ المُجْتَبى ثَقفاً
فقد أشادَ جمالاً سادَ في البَهَجِ

Ali Molla Nasan
Oslo 17-11-2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير