الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعايش الفكري في المؤسسات التعليمية لأحمد عمر أبكر

ابراهيم محمد جبريل
الشاعر والكاتب والباحث

(Ibrahim Mahmat)

2023 / 12 / 31
التربية والتعليم والبحث العلمي


التعايش الفكري: يعتبر من المفاهيم الحديثة إذا اعتبرناها نسبيا ، فكرة التعايش السلمي الأيديولوجي توجد في المدن فأيديولوجية التعايش الحقيقي تجدها في المدن، لان اهل المدن يتابعون مصالحهم لا علاقة لهم بالقبلية ولا العنصرية إلا في الحالات النادرة، لكن التلاعب بمشاعر لون بشرة الأشخاص الآخرين ما زال موجودا حتى في الدول المتقدمة أو الولايات المتحدة ، وهي نظرية تعبر عن دونية البشرة الداكنة، أو الشعوب التي تتعرض للغزو تسترق بغض النظر عن اللون، واللون له حد كبير في التصوير بالرق.
لقد صنع الانسان الأسود القيمة الكبرى خلق فكرة التعايش بين الاسود والأبيض واستخدم وسائل المنتجات المتنوعة في معالجة حقوق الانسان في العالم في الفضاء المحلي والسياسي والثقافي والاقتصادي والديني والاجتماعي وهذه المنهجية تمتع الناس به بشكل كبير وأزال التهميش وارتفعت أهمية الإنسان
يوطد التعايش الصلة بين الناس ونشر الثقافة وحسن الجوار، والدماء، والاهتمام بالإنسان قيمه وأخلاقه، وخلق الحوار والتعايش السلمى مع الناس باختلاف أجناسهم وألوانهم، ومذاهبهم وأديانهم، وإبراز لهم الألفة، والمودة (الناس سواسيةٌ كأسنان المشط في أصل الخَلْق ، وفي القيمة الإنسانية ، أنهم كانوا أمةً واحدةً ، ثم اختلفت ألسنتهم وألوانهم ، وتنظيماتهم الاجتماعية بين شعوبٍ وقبائل، وهذا الاختلاف لا يمكن تجاوُزُه بحجة وجود أُمم سَيدة، وأخرى مستضعفة، ولا بالسيطرة على المستوى الفردي)1 وعدم سوء التعامل مع الناس؛ واحترام مشاعرهم، وعواطفهم؛ وعدم التفرقة بين الجنس واللون، والقوة والضعف، والحرية والعبودية، واستخدام أسس التسامح والتعايش والحوار، والتعايش يعبر عن البعد الأخلاقي ينفتح آفاقا على العالم الانساني والانتماء التعايشي واحترام مشاعر الحب والانسجام مع الآخرين واحترام من يحيطه من الناس وتقوية الشعور ويتطلب من التعايش ( التسامح مع الآخرين، وإعطائه حريته، فضيلته، والتعامل معه بالعدل والوفاء والتعاون والسعي إلى نشر الخير و حفظ النفس وهو أهم الحاجة في التعايش، وكذلك النسل، والاهتمام بحسن الجوار و الإسلام لا يكره الكافر ولا المسلم ولهم مصالح مشتركة في البلاد المسيحي والمسلم سوآء وتلقائي فالناس كمؤسسة اجتماعية واحدة اذا تفككت لا تنتج شيئا لا أن يكون بين بيننا علاقة ودية وروابط مكتسبة ومن خلال ، وقد تبنى العثمانيون في زمن الإصلاحات إزاء رعاياهم سياسة مساواة اجتماعية وقانونية . وقد بُذلت جهود كثيرة من سائر الأطراف لتطبيق بنود المساواة ، قامت الدول الوطنية الحديثة في العالمين العربي والإسلامي على مبدأ المواطنة ، والمساواة في الحقوق والواجبات ، وبدون تفرقةٍ أو تمييز على أساس الدين أو القبلية وصاحبتها سياساتٌ اجتماعيةٌ لدعم التوافق والعيش المشترك، في الدساتير كما في الواقع )2
التسامح مع أهل العقائد المختلفة: (عرفت الجزيرة العربية زمن البعثة النبوية ديانات المسيحية، واليهودية، كما الصابئة، والمجوس، والوثنية، وعبادة الأصنام، بأم القرى وغيرها. فإن الجزيرة العربية لم تعرف العقائد الأخرى التي كانت منتشرة في العالم قبل الإسلام، وبخاصة في آسيا، كالبوذية، والهندوسية، وسواهما)3
ظهرت الحاجة إلى التسامح في البيئات العربية الإسلامية في الأزمنة الحديثة على ثلاثة المستوى الأول: في العلاقة بين القديم والجديد في الدعوة إلى الاجتهاد والتجديد من جهة، وإصرار أصحاب المذاهب الفقهية المتوارَثة على الإحساس بالاكتمال، وعدم الحاجة إلى التغيير من أيِّ نوع. إذ إنهم اعتبروا ذلك المطلب بمثابة التغيير في ثوابت الدين. وخلال عدة عقود تفاقمت القطيعة بين التيارين، مما دفع كثيرين من المتبصرين لرفع رايات التوفيق والتسامح،
المستوى الثاني: فيتصل بالموقف من الأفكار والمؤسسات الجديدة. وما جزم أحدٌ في الحقيقة بعدم قبول الجديد النافع. لكنْ لأنَّ التغيير الفكري والمؤسَّسي لا يحتاج إلى إرادةٍ فقط، بل وإلى شرعيةٍ اجتماعيةٍ وثقافيةٍ وأخلاقية؛ فإنَّ ذلك اقتضى اتّساعاً في الرؤية، ونظراً في العلائق بين الحضارات، وأحوال العالم، ومواقع المسلمين فيه. فاستدعى ذلك كلُّه من جهة القول بضرورة الاجتهاد، كما ذكرنا في المستوى الأول، لكنه اقتضى من جهةٍ أُخرى تسامحاً في تقبل الجديد في الأفكار والمؤسَّسات. واستند دُعاةُ مشروعيَّة الجديد إلى اعتبارين: مُراعاة المصلحة في الخروج من وضع المغلوب في العلاقات مع العالم الحديث، وقبول الآخر المختلف من أجل إنجاز التكامل)4
المستوىٰ الثالث: الذي ظهرت فيه الحاجة إلى التسامُح في المجال العربي، كما جرى فيه استخدام مفرَدي التساهُل والتسامح مباشرةً للتساهل والتسامح على النمط الفرنسي آنذاك، وعلى درجتين إذا صحَّ التعبير: اعتبار أنَّ هناك حقائق علمية برهانية، وأخرى دينية
والدرجة الثانية: الحاجة إلى فصل الدين عن الدولة، كما حصل في أوروبا أيضاً، أو لا يستقيم مفهوم المواطنة المدنية وممارساتها. يومَها جادله مفتي مصر الشيخ محمد عبده في الأمرين، ووافقه في أمرٍ ثالث. في الأمر الأول الخاص بالتقدم العلمي قال إنَّ الإسلام لا يحول دون التقدم العلمي، وقد ازدهرت العلوم ازدهاراً كبيراً في الحضارة الإسلامية، وما جرى اضطهاد ابن رشد لفترةٍ بسيطة لسبب ديني بل سياسي. والأمر الآخر أنه لا حاجة إلى الفصل بين الدين والدولة في البلاد الإسلامية كما حصل في أوروبا، لأنَّ نظام الحكم في الإسلام مَدَني، ولا تفرقة فيه بين المواطنين بخلاف ما كان عليه الأمر في أوروبا عندما كانت البابوية ديناً وسلطةً سياسيةً أيضاً)5
وأما الأمر الثالث والتغير الاجتماعي والملاحظ أنّ لمحمد عبده مناقشة مع المفكر الفرنسي هانوتو عندما كان في باريس مع الأفغاني ، وترد فيها مسألة التسامح والتساهل إذ اتهم هانوتو المسلمين بالتعصب ؛ وهو التسامح فهناك حاجةٌ إليه في كل زمان، وهو شيمةٌ محمودةٌ في الغرب الأوروبي، ومَطلبٌ بارزٌ في القرآن والسُّنَّة والسيرة والدين كله وما قال أحدٌ من المفكرين المسلمين بعدم الحاجة إلى التسامح . لكنَّ الجدالات التي حصلت بين المسلمين والمستشرقين الغربيين والاستراتيجيين الاستعماريين ، أثَّرت سلباً على تطور النقاش بشأن التسامح ، كما يظهر من مجادلة محمد عبده مع فرح أنطون . فقد قال مفكرون غربيون ومستشرقون إنَّ الإسلام فيه تعصُّب ، وأنه يقول بالحرب الدينية الجهاد ويملك موقفاً سلبياً من المرأة ، والمسلمون لا يقبلون الغريب . ولأنَّ بعض هؤلاء كانوا من رجال الدين المسيحي أو من المبشرين ؛ فإنَّ جدالاً متطاولاً نشب اتَّهم فيه كل طرفٍ الآخر بالتعصب ، وامتدح نفسه بالتسامح. وهو جدالٌ شارك فيه بعض المسيحيين العرب. وهناك كتابٌ للشيخ محمد الغزالي من خمسينيات القرن العشرين التعصب: يجادل فيه كما يقول مسيحيين مصريين ومستشرقين ومبشرين عنوانه التسامح بين المسيحية والإسلام، هناك ثلاثة أمور إذن أثّرت في عقول المسلمين وكتاباتهم في القرن العشرين، وحالت دون تحول التسامح من حاجةٍ وفضيلةٍ وأخلاق سمْحة إلى ضرورة لدى المفكرين وفي فكر التقدم العربي والإسلامي وسياسات وهي: الدخول في جدالاتٍ مع المفكرين الاستعماريين، ومع المبشرين والمستشرقين)6
مسألة الحضارة والعلاقات بين الحضارات لذى المثقفين المسلمين في الأزمنة الحديثة: تشكلات العلماني في المسيحية والحملات على العلمانية باعتبارها تعني وحسْب فصل الدين عن الدولة واعتبار أنّ الدين كاملٌ ولا يحتاج إلى إضافاتٍ من خارجه. وإلى سبعينيات القرن العشرين ما بقيت لهذه المخاضات المضنية غير ميزةٍ أو فضيلةٍ واحدةٍ إذا صَحَّ التعبير وهي: استفراغ الجهد، تأصيلاً واستنتاجاً، في إثبات تسامح الإسلام، وقبوله للاختلاف والتعدد وللآخَر، بخلاف الأديان والأيديولوجيات الأخرى وهي أدبياتٌ أضرَّت بها طبيعتها الجدالية، لكن جرت إعادةُ استخدامها كثيراً ومن دون مماحكات منذ تسعينيات القرن الدين وبرزت في الوعي مقولة صراع الحضارات الماضي عندما نشب خصام القرآنية، ثم مقولة أنَّ التسامح من ضروريات الدين الوسط، لقد بدأ دخول التسامح مفاهيم وممارسات بقوةٍ إلى البيئات العربية الإسلامية في ثمانينيات القرن الماضي، وتضاءل الجدال حوله؛ وذلك لسببين مهمين: الأول: صعود الإحيائيات الإسلامية الراديكالية التي أحدثت انقسامات في صفوف المسلمين في العقائد والممارسات، بحيث شاع التكفير، وما عاد المسلمون يصلّون معاً، وازداد الاضطراب في علائق الإحيائيين والصحويين ودعاة الإسلام السياسي، بالدول ترشيد والأنظمة. ولذلك ظهر تيارٌ بداخل المؤسسات الدينية وخارجها، يسعى إلَٰ بالبقاء مع جماعة المسلمين وإجماعاتهم، وإجراء حوارات للمناصحة، و الصحوة وتحريم التكفير وإحلال الدم والمال والعرض، وقد اختار المُرشِّدون للتهدئة أحد عنوانين: الاختلاف المشروع والذي يزيله أو يخفِّف من آثاره الحوار الهادئ والعنوان الآخر: التسامح، باعتبار أنه يتضمن تقدير النقاش الودود والعقلاني والمصلحي)7 ص115
وباعتبار أن دعوة المسلمين واحدة ولا يجوز التعصب ولا التكفير بينهم. فحتى أولئك الذين ربطوا الظاهرة الإحيائية والصحوة بالهُوية المتوترة تحت وطأة العولمة والحداثة، اعتبروا التسامح دواءً شافياً، القول ثلاث مسائل معاً: أنَّ أحداً لا يستطيع الحكم على إيمان أحدٍ آخر، فلا تكفير ولا إدانة بناءً على هذا الاعتقاد الخاص أو ذاك وأنَّ حقَّ الاختلاف رأياً أو سلوكاً مضمونٌ في الإسلام، وكل مجتهدٍ مُصيب؛ وهذا شرطٌ عالٍ في التسامُح أيضاً والمسألة الثالثة أنه مهما بلغت حدة الاختلاف، فينبغي ألاَّ تتطور إلى خلاف وقطيعة؛ بما في ذلك استخدام العنف المعنوي أو المادي؛ وكما إذا عزَّ أخُوكَ فَهُنْ يقول المثلُ العربي السائر
أما السبب الآخر لسواد الفكرة القائلة بضرورة التسامح: باعتباره مقتضى الإيمان الديني من جهة، ولأنَّ فيه مصلحةً كبرى للإسلام والمسلمين؛ فهو انتشار العنف صراع في ديارنا وفي العالم باسم الإسلام، ففي الوقت الذي كانت فيه أيديولوجيا تنتشر وتتفاقم، وحرب تحرير تخوماً دموية والتي تتهم الإسلام بأنَّ له الحضارات علَى جهاديين؛ وأقبلت جماعاتٌ وأفرادٌ ممن سموا أنفسهم نشر العنف والرعب في العالم ، و توزعت جهود العلماء والمفكرين العرب والمسلمين في العقود الثلاثة الأخيرة في ثلاثة اتجاهات ظهر فيها التسامح مفرداً ومصطلحاً ومفاهيم متوسعة وممتدة تشمل التعارف والاعتراف .
الأول: مكافحة ظواهر التطرف والعنف في أوساط الشباب وبداخل المجتمعات، والدول، والتأكيد على التواصل والمسالمة، والتعايش السلمي، والعمل بكل وسيلةٍ للحيلولة دون نشوء أجيال متطرفة جديدة.
والاتجاه الثاني: مخاطبة الجهات العالمية الدينية والثقافية والسياسية من أجل عرض الرؤية الصحيحة للدين وللمسلمين، والتبرؤ من ظواهر العنف باسم الدين التي قام بها بعض المغرَّر بهم أو المدفوعين بسوء التربية أو انعدام التوجيه. وقد جرى التوصل لإعلاناتٍ وبياناتٍ مشتركة واستراتيجيات تعاوُنٍ وتضامُنٍ قوامُها التسامح والتعارُف. والاتجاه
الثالث: اجتراح استراتيجيات اجتهادية وتجديدية للتغيير الديني والثقافي بالعودة إلَىٰ أصول الدين والتأصيل عليها من جهة، والسير من جهةٍ ثانيةً باتجاه التلاقي مع القيم العالمية، في التعارف والتسامح والعدالة والعيش المشترك والسلام كما ظهر في إعلان مراكش، ووثيقة الأخوة الإنسانية، ووثيقة مكة المكرمة، وميثاق حلف الفضول الجديد. فيها القاعدة، » الإسلام الوسط « فالوثائق الأربع وغيرها مما صدر خلال عقدين يشكّل ويشكِّل التسامح والتعايش السلمي والتعارف والمعروف آفاق الخطاب الذي يلتقي من حوله المسلمون من جهة، وينفتحون من خلاله على عالم الأديان والثقافات والسياسات من جهةٍ أُخرى فيشاركون ويؤثرون ويتأثرون ويغيرون ويتغيرون، ويستجيبون للنداء فالاختلاف موجود ومستمر، لكن يمكن بالتسامح والتعارف والتوادِّ والإرادة القوية والتفاعل الدائم الدخول على المعروف العالمي والخير العام، والتشارك والتعارف والتنافس لإحقاق تلك الخيرات للناس جميعاً)8
التعايش السلمي وتوطيد صلتهم بغير المسلمين: هو نشر الثقافة وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، والاهتمام بالإنسان قيمه وأخلاقه، وخلق الحوار والتعايش السلمى مع سائر المسلمين وغير المسلمين باختلاف أجناسهم وألوانهم، ومذاهبهم وأديانهم، وإبراز لهم الرحمة والألفة، والمودة والرأفة وتكريم غير المسلمين واحترام مشاعرهم، وعواطفهم؛ وعدم التفرقة بين الجنس واللون، والغنى والفقر، والقوة والضعف، والحرية والعبودية، والاحسان مع غير المسلمين واستخدام أسس التسامح والتعايش والحوار في الاسلام، والتعايش يعبر عن البعد الأخلاقي الإسلامي ينفتح آفاقا على العالم الانساني والإنتماء التعايشي واحترام مشاعر الحب والانسجام مع الآخرين واحترام من يحيطه من الناس وتقوية الشعور الآخرين لأننا من جميعا من آدم وحواء يجمعنا الإخوة الإنسانية لنتعايش سلميا
ويتطلب من التعايش التسامح مع الآخرين، وإعطائه حريته، فضيلته، والتعامل معه بالعدل والوفاء والتعاون والسعي إلى نشر الخير و حفظ النفس وهو أهم الحاجة في التعايش، وكذلك النسل، والاهتمام بحسن الجوار و الإسلام لا يكره الكافر ولا المسلم ولهم مصالح مشتركة في البلاد المسيحي والمسلم سوآء وتلقائي فالناس كمؤسسة اجتماعية واحدة اذا تفككت لا تنتج شيئا لا أن يكون بين بيننا علاقة ودية وروابط مكتسبة وإباحة زواج المسلم من المسيحيين للتعايش والاصلاح واستخدام
فالدين الإسلامي بالنسبة للشعوب الإفريقية: هو دين قد انتشر بقوته الذاتية وخصائصه المميزة وهو دين الفطرة؛ لذلك وجد فيه الإفريقي ما ينشده وتتحقق به كرامته، أما المسيحية فإنها مثلت الدين الاستعماري، فهي امتداد للغرب المتعصب صاحب مفاهيم الاستعلاء على الشعوب الأخرى.
عرفت الجزيرة العربية زمن البعثة النبوية ديانات المسيحية، واليهودية ، كما الصابئة، والمجوس، والوثنية، وعبادة الأصنام، بأم القرى وغيرها. وبحسب ما هو معلوم فإن الجزيرة العربية لم تعرف العقائد الأخرى التي كانت منتشرة في العالم قبل الإسلام، وبخاصة في آسيا، كالبوذية، والهندوسية)10
ظهرت الحاجة إلى التسامح في البيئات الحديثة: (لأنَّ التغيير الفكري والمؤسَّسي لا يحتاج إلى إرادةٍ فقط، بل وإلى شرعيةٍ اجتماعيةٍ وثقافيةٍ وأخلاقية؛ والتعارُف والتعايش والبرِّ والقسط في العلائق مع الآخرين وأفكارهم وانتماءاتهم. ولا معنى للتعارف والتعايش غير التسامح وقبول الآخر المختلف من أجل إنجاز التكامل )11
ولا تفرقة فيه بين المواطنين إنَّ جدالاً نشب اتَّهم كل طرفٍ الآخر بالتعصب ، وامتدح نفسه بالتسامح. وهو جدالٌ شارك فيه بعض المسيحيين العرب، وهناك كتابٌ للشيخ محمد الغزالي من خمسينيات القرن العشرين التعصب: يجادل فيه كما يقول مسيحيين مصريين ومستشرقين ومبشرين عنوانه التسامح بين المسيحية والإسلام و أنّ الدين كاملٌ ولا يحتاج إلى إضافاتٍ من خارجه. وإلى سبعينيات القرن العشرين ما بقيت لهذه المخاضات المضنية غير ميزةٍ أو فضيلةٍ واحدةٍ إذا صَحَّ التعبير وهي: استفراغ الجهد، تأصيلاً واستنتاجاً، في إثبات تسامح الإسلام، وقبوله للاختلاف والتعدد وللآخَر، بخلاف الأديان والأيديولوجيات الأخرى وهي أدبياتٌ أضرَّت بها طبيعتها الجدالية، لكن جرت إعادةُ استخدامها كثيراً ومن دون مماحكات منذ تسعينيات القرن)12
الدين وبرزت في الوعي مقولة صراع الحضارات الماضي عندما نشب خصام القرآنية، ثم مقولة أنَّ التسامح من ضروريات الدين، لقد بدأ دخول التسامح مفاهيم وممارسات بقوةٍ إلى البيئات العربية الإسلامية في ثمانينيات القرن الماضي، وتضاءل الجدال حوله؛ وذلك لسببين مهمين: الأول: صعود الإحيائيات الإسلامية الراديكالية التي أحدثت انقسامات في صفوف المسلمين في العقائد والممارسات، بحيث شاع التكفير، وما عاد المسلمون يصلّون معاً، وازداد الاضطراب في علائق الإحيائيين والصحويين ودعاة الإسلام السياسي، بالدول ترشيد « والأنظمة. ولذلك ظهر تيارٌ بداخل المؤسسات الدينية وخارجها، يسعى إلَٰى بالبقاء مع جماعة المسلمين وإجماعاتهم، وإجراء حوارات للمناصحة، و الصحوة وتحريم التكفير وإحلال الدم والمال والعرض، وقد اختار المُرشِّدون للتهدئة أحد عنوانين: الاختلاف المشروع والذي يزيله أو يخفِّف من آثاره الحوار الهادئ والعنوان الآخر: التسامح، باعتبار أنه يتضمن تقدير النقاش الودود والعقلاني والمصلحي)13
وباعتبار أن دعوة المسلمين واحدة ولا يجوز التعصب ولا التكفير بينهم. فحتى أولئك الذين ربطوا الظاهرة الإحيائية والصحوة بالهُوية المتوترة تحت وطأة العولمة والحداثة، اعتبروا التسامح دواءً شافياً، فلا تكفير ولا إدانة بناءً على هذا الاعتقاد الخاص أو ذاك وأنَّ حقَّ الاختلاف رأياً أو سلوكاً مضمونٌ في الإسلام، وكل مجتهدٍ مُصيب؛ وهذا شرطٌ عالٍ في التسامُح أيضاً والمسألة الثالثة أنه مهما بلغت حدة الاختلاف، فينبغي ألاَّ تتطور إلى خلاف وقطيعة؛ بما في ذلك استخدام العنف المعنوي أو المادي؛ وكما إذا عزَّ أخُوكَ فَهُنْ يقول أما السبب الآخر لسواد الفكرة القائلة بضرورة التسامح باعتباره مقتضى الإيمان الديني من جهة، ولأنَّ فيه مصلحةً كبرى للإسلام والمسلمين؛ فهو انتشار العنف صراع في ديارنا وفي العالم باسم الإسلام. ففي الوقت الذي كانت فيه أيديولوجيا تنتشر وتتفاقم، نشر العنف والرعب في العالم )14
ظهر فيها التسامح مفرداً ومصطلحاً ومفاهيم متوسعة وممتدة تشمل التعارف والاعتراف .
الأول: مكافحة ظواهر التطرف والعنف في أوساط الشباب وبداخل المجتمعات المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ ويَدِهِ « والدول، والتأكيد على التواصل والمسالمة والتعايش السلمي، والعمل بكل وسيلةٍ للحيلولة دون نشوء أجيال متطرفة جديدة. والاتجاه الثاني: مخاطبة الجهات العالمية الدينية والثقافية والسياسية من أجل عرض الرؤية الصحيحة للدين وللمسلمين، والتبرؤ من ظواهر العنف باسم الدين التي قام بها بعض المغرَّر بهم أو المدفوعين بسوء التربية أو انعدام التوجيه. وقد جرى التوصل لإعلاناتٍ وبياناتٍ مشتركة واستراتيجيات تعاوُنٍ وتضامُنٍ قوامُها التسامح والتعارُف. والاتجاه الثالث: اجتراح استراتيجيات اجتهادية وتجديدية للتغيير الديني والثقافي بالعودة إلى أصول الدين والتأصيل عليها من جهة، والسير من جهةٍ ثانيةً باتجاه التلاقي مع القيم العالمية، في التعارف والتسامح والعدالة والعيش المشترك والسلام، ويشكِّل التسامح والتعايش السلمي والتعارف والمعروف آفاق الخطاب الذي يلتقي من حوله المسلمون من جهة، وينفتحون من خلاله على عالم الأديان والثقافات والسياسات من جهةٍ أُخرى فيشاركون ويؤثرون ويتأثرون ويغيرون ويتغيرون، ويستجيبون للنداء فالاختلاف موجود ومستمر، لكن يمكن بالتسامح والتعارف والتوادِّ والإرادة القوية والتفاعل الدائم الدخول على المعروف العالمي والخير العام، والتشارك والتعارف والتنافس لإحقاق تلك الخيرات للناس جميعاً)16
من المخاطر الكبرى التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات البشرية اليوم ظاهرة التطرف التي تغطي بأشكالها العديدة واجهة الأحداث، فمن التطرف السياسي إلى التطرف الفكري إلى التطرف الديني إلى تطرف الهُويات والقوميات. ويزداد هذا التطرف صعوداً مع تزايد دعاته، سواء من الجماعات أو من الساسة من مختلِف الجنسيات والأديان، وهذه الظاهرة كما عُرِفت في أوساط العديد من المجتمعات على مرِّ العصور، فإنها تعرف اليوم نقلة نوعية نظراً لِمَ أصبح في متناول أصحابها من المتاح التقني والصناعي الذي يختزل البشرية في قرية صغيرة. لهذا أصبحت عملية التعاطي معها اختباراً صعباً، ولكنه مُلِحٌّ ويحتاجُ إلى جهودٍ إقليمية ودولية. فلا يكفي الاقتصار فيها على الجهود الأمنية بمفردها، بل لا بد من إسناد فكري وتربوي ينشر ثقافة إنسانية ذات بعد أخلاقي، قوامه السلم والمحبة والتسامح. فمثل هذه الثقافة لن يترك مكاناً للغلو والتطرف، لا داخل المجتمع الواحد فحسب، بل بين المجتمعات البشرية بمختلِف ألوانها الدينية والثقافية. ومثل هذه الثقافة يمهد أرضيةً مُثْلَٰ للحوار والتفاهم بين الأمم والشعوب، ويحقق الاستقرار والأمن الاجتماعي التَّطرُّف)17
والاقتصادي، ويشكل حاجزاً حصيناً ضد كل نزعات العنصرية والتمييز وأساليب الإقصاء، ويضع حلولاً رشيدةً للاختلاف والتنوع، ويحترم ما يميز كل شعب من مكونات ثقافية تمثل هُويته ومصدر اعتزازه، ويدعو إلَٰ الارتقاء بالأفكار والسلوكيات وتنقيتها بما يحقق التعايش المشترك والتعاون الحضاري والثقافي بين الشعوب. لذا كان مطلباً جليلاً، دعت إليه الأديان وسعت نحوه الفلسفات والنظم القانونية.
التطرف: مظاهره وأسبابه وانعكاساته في اللغة على الوقوف في الطرف والجانب والجنوح عن الوسط » التطرف « تدل كلمة بتجاوز حد الاعتدال وإذا كان أصل وضع الكلمة مخصوصاً بالأشياء المادية كأغلب ألفاظ اللغة، فإنها أصبحت أكثر استعمالاً في الأشياء المعنوية، ولهذا يمكن أن تُعرَّف بأنها كل فكر أو عمل أو سلوك يتبناه شخص ما ويبالغ فيه ويفتقر إلى سند علمي أو ديني أو أخلاقي. ومما يزيدها جلاءً وقوعُها في مصفوفةٍ من المصطلحات المتآخية دلالياً والتي يضفي كل واحد منها عليها سمة أو معنَى. منها: التعصب، والتنطع، والتشدد، والغلو، والتزمت، والعنف، والإرهاب، والإقصاء، والوثوقية، و التطرف مظاهر وأشكالاً متعددةً وبالغةَ الخطورة، فإن تجلياته في المعتقد والفكر تبدو من أجدرها بصرف الجهد واستنفار الطاقات. وربما يكون التعصب الشديد للفرقة والطائفة، لما ينطوي عليه من حظوظ النفس والميل إلى المحورية الضيقة،)18
وهو أصل داء التطرف ومغذيه المستمر، وخصوصاً إذا كانت له حواضن اجتماعية وسياسية تدعمه وتوفر له فضاءات تسمح له بالتبلور والتعميم، ويُعَد التطرف من المفاهيم التي انشغل بها الدارسون كثيراً في الآونة الأخيرة، ودار حول تحديده ومظاهره جدل عريض، نظراً لعدم قبول أي طرف، مهما كان، للتسمية به، ونظراً لتشكيك دلالته وكثرة استعمالاته بحسب المقاصد والمصالح المتباينة. فقد يتم تصنيف شخص أو مجموعة أو عمل كمتطرّف، لمجرد تحقيق هدف ما سياسي أو غيره.
ويرتبط مفهوم التطرُّف بالجمود والانغلاق، لأنه منهج في التفكير متحجر، مفرط في التعميم، ما نوي الرؤية، يرفض المعتقدات المخالفة له ولا يقبل التعايش معها. لهذا يُصنَّف إرهاباً، لأنه يتحوّل في أغلب الحالات من فكر وسلوك فردي إلى ممارسة جماعية ذات صبغة إكراهية، يتم فيها استعمال العنف الفكري أو النفسي أو المادي لتحقيق ما يعتقده المتطرف؛ أو لنفي الآخر بعدم احترامه في ثقافته ودينه وطرائق تفكيره، ويتخذ التطرف مظاهر عديدة؛ منها: التطرف الفكري والسلوكي، الذي يعني المبالغة في تبني آراء ومعتقدات تكون غالباً أكثر انزياحاً ونتوءاً عن المعيار المشترك المتعارف عليه بين أبناء المجتمع من حيث القواعد والأطر الفكرية والثقافية والقيم والمسلكيات.
ومنها: التطرف العملي الذي يعني اتباع المناهج العنيفة والقهرية لفرض رأي أو موقف سياسي أو فكري أو ديني على الآخر: فرداً أو جماعةً. وهكذا يبدو التطرف متعدد الأشكال والألوان؛ دينياً أحياناً وسياسياً أحياناً وعرقياً
أحياناً، إلخ، تختلف مداخله باختلاف هموم أصحابه وتكوينهم النفسي؛ ولكنه في محصلته النهائية يصبُّ في صناعة الشر الذي يهدد البشرية بمزيد من التوتر والعنف والهمجية، ويبدو المدخل الديني للتطرف الذي طغى في العقود الأخيرة أكثر بروزاً وأشد ضراوة وحدّة، لانتشاره بين مختلِف الديانات، ولما نجم عنه من أضرار جسيمة طالت مختلِف الشعوب والقارات )19 لأن الخطاب المتطرف عند المسلمين هو الأشد وطأةً والأكثر ذكراً وتدويلاً، فسيكون التركيز عليه: نشأةً، وخلفية نظرية، وطرائق عمل، ونتائج. ويمكن تعريف هذا الخطاب بأنه تنظيرٌ شرعيٌ يعتمده قائله ويبتعد عن الوسطية إحدى أهم خصائص الإسلام(ويغالي في الدين معرضاً عن هدي المحجة البيضاء، ويستند في أحكامه إلى ظواهر وعمومات وإطلاقات ومجملات من الوحي دون أبهٍ بتأويلاتها، وتخصيصاتها، وتقييداتها، وتفصيلاتها. وهذا الخطاب المتطرف يعرف ميوعة في الفهم فتحت البابَ واسعاً أمام قراءات مختلفة ومتناقضة، أدت لفوضى فكريَّة وتفسيرية ولَّدت عند الشباب المسلم حيرةً وإرباكاً، وشجَّعت كلَّ مَنْ هبَّ ودبَّ على القراءات الانتقائيَّة المجتزأة من سياقاتها التي تَقصُ نظرتها، لسطحيتها واختزاليتها، عن إدراك غايات الدّين ومقاصده الكبرى، وتُغفل، لفرط بساطتها، رسالته الإنسانيَّة المنفتحة على قيم الخير والسلام.
لذا تشيع في أوساط الجماعات المتطرفة مفاهيم مغلوطة مفرغة من دلالاتها الشرعية كالجاهلية، والحاكمية والكفر والردة والفسق والزندقة؛ يطلقونها على كل من عداهم ولو من بني جلدتهم فهم يعتقدون أنهم على الحق المطلق الذي تُعَد مخالفته أو مناقشته كفراً بواحاً يُستباح دم صاحبه، وبالرغم من أن الرَّسُولَ قد أخبر بظهور مثل هذه الجماعات التي تخرج من الدين خروج السهم من الرَّمِيَّة، فإن ثمة أسباباً موضوعيةً تفسِّر هذا التصاعد المستمر للتطرف عند المسلمين وكيفية تحوله إلى عنف مستديم الحلقات وغير مسبوق. منها: وسائل التواصل ووسائط الميديا التي أتاحت إمكانات فائقة لتخطي الحدود والفواصل بين المجتمعات البشرية، وللربط والتعارف بين الأفراد، وتلاقي الأفكار والمفاهيم وتأثر بعضها ببعض)20
ومنها تأثيرات العولمة وموضات الحداثة ومحاولات تغريب ومسخ المسلمين، إضافة إلى الهجمة التي يتعرضون لها من خلال رهانات الهيمنة عليهم عسكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً. فقد أسهمت كل هذه العوامل في نشر ثقافة التطرف، وانحسار ثقافة الاعتدال والعقلانية وقيم التسامح؛ كما قلَّصت الفضاءات المشتركة حتى بين أبناء المجتمع الواحد.
ولا شك أن للمناهج التعليمية، والقيم والأخلاق المكتسبة من التنشئة الاجتماعيَّة، ونمط الخطاب الدّيني السائد الرسمي وغير الرسمي، ووقع تحديات العيش، وارتفاع نسبة البطالة والفقر والهامشية في صفوف الشباب بشكل خاص، وتزايد الصرعات والحروب، دوراً فاعلاً في غرس بذور التطرف في عقول الناشئة.
وقد نتج عن هذا التطرف انعكاسات سلبية، ليس على مظاهر الحياة العامة وحدها بل على الإسلام نفسه. فتم تصويره وكأنه دين القتل والجهل والظلامية الذي لا يُراعي إنسانية الإنسان ولا حقه في الحياة الكريمة. فكان ذلك تشويهاً بالغاً للدين، وإغفالاً لسماحته ويُسره، وحجباً لجانب الترغيب فيه السابق لجانب الترهيب، وعدم إعارة المعاملة الطيبة والأخلاق الحميدة التي أدت إلى انتشاره في كثير من بقاع الأرض أية أهمية، فجاءت نتيجة هذا السلوك الخوف والنفور من الإسلام وظهور الإسلاموفوبيا التي كادت اليوم أن تعمّ أكثر شعوب المعمورة وجعلتهم يتخذون مواقف عدائية، بل عدوانية تجاه المسلمين.
التطرف وموقعه من تعاليم الإسلام وقيَمه من المعروف أن التأويل والاجتهاد المقبولين هما اللذان ينطلقان من أن الشرع الإسلامي يتحدد أول ما يتحدد من أدلة القرآن والسُّنَّة اللذين هما مصدر التكليف وحقيقة الدين المتفق عليهما بين المسلمين كافة، وأنه ينضبط بقواعد التواصل الناظمة لمعيار الكلام في اللغة العربية، ويحتكم إلى الفضاء التداولي المعروف عند سكان جزيرة العرب المتمثل في مألوفهم الثقافي أيام البعثة)21
لذا نهى العلماء عن أسلوب انتقاء آيات أو أحاديث لأجل إثبات حكم شرعي دون عرضها على كامل الكتاب والسُّنَّة لوجوب التوفيق بين جميع النصوص، والتحقق من ثبوتها ودلالتها وانتفاء الصارف والناسخ عنها. واعتبروا أن مخالفة هذا الإلزام تقوُّلٌ على اللَّه، وجهل بأحكامه، وانخلاع من ربقة التكليف، وخلافاً لهذا التحديد المنهجي، يهجم أصحاب الخطاب المتطرف على النصوص يجتزئونها من سياقاتها اللغوية والتداولية، ليستدلوا بها على دعاويهم دون عرض على أصول الشرع وقواعد اللغة، وبهذا يُنشِئون مدونةً من الأحكام يلتزمونها ويلزمون بها؛ بغض النظر عن حجيتها ووفاقها لضوابط الفقه المجمع عليها، وبغض النظر عن صحتها وإمكان تنزيلها على أرض الواقع، إن التمسك بحرفية النصوص والاعتماد فيها على مجرد الفهم الشخصي دون الرجوع إلى القواعد والأحكام المقررة في دواوين الفقه، ودون الأخذ بما بيّنه العلماء، وغياب النظرة الشمولية للمقاصد الشرعية، جنوح عن المنهج القويم الذي سار عليه الرَّسُولُ في سنته والتزمه أصحابه في فتاواهم.
ومن أجل ذلك، كان موقف العلماء من التطرف مواجهةً وإدانة صريحة. فمنعوا المسارعة للتكفير، لأنه حكم شرعي لا بد أن يستند إلى دليل، كما حذروا من كل ما يؤدي إلى إثارة الشحناء والبغضاء بين المسلمين، فنهوا عن الغلو الذي يعني مجاوزة الحد في الشيء، وبيَّنوا سوء عاقبته من ظلم الناس والتسلط عليهم سواء من أهل الملة أو من الأمم الأخرى. فقد شنعت آيات كثيرة على المتلبسين بالغلو كما نطقت بالتحبيذ للمتصفين بعدم التعصب، ذلك أن الغلو في الدين لا يؤدي إلا إلى الإرهاب والفوضى والفرقة، والجهل بالنصوص الشرعية
وقد أدان علماء الإسلام المعاصرون بمختلِف مشاربهم أعمال العنف والإرهاب الناجم عن خطاب التطرف. وبينوا أن الإسلام حرَّم الغلو في الدين،
الإسلام: دين يسر وعدل ووسطية من المعروف عند العلماء أن الشرع لا يقصد إلى إعنات الناس ولا إلى تكليفهم ما لا يطيقون. بل يدعو إلى التيسير والوسطية ويقوم على التبشير والترغيب. )22
فسماحة الإسلام ومرونة أحكامه وسعة أصوله وقواعده للمستجدات لتستجيب لكل عصر ومكان، جعلت أئمة الاجتهاد يلاحظون دواعي التخفيف في الشريعة وتنوعها سواء في العبادات أو في المعاملات، سواء جاء التخفيف على وجه الإسقاط أو النقصان، أو جاء على وجه البدل أو التقديم أو التأخير، أو جاء على وجه الترخيص أو التغيير، فحكموا لأجل ذلك أن التيسير أصل في الشريعة يرتدُّ إليه كل فرع من فروعها إن الدين يسر)23
من أهم الطرق الكفيلة بمواجهة التطرف هو الحوار الهادئ الذي يستفرغ ما لدى الخصم من دعاوى وشُبه، ويقيم عليه الحجة بالدليل الناهض الذي يطرح أفكاراً ذات ثقل معرفي وحضاري وكفاية واقعية تواكب متطلبات الحياة الحديثة، وباب المواجهة الواسع الذي يتأكد الدخول منه للحرب على التطرف يكاد ينحصر في المؤسسات التعليمية والتربوية. فهي وحدها القادرة على حصار الفكر المتطرف وسحق أهم أسلحته التي هي المعتقدات والأفكار. فدور مثل هذه المؤسسات يظهر ريادياً في هذه المنازلة، لأن السهر على تكوين الناشئة تكويناً سليماً على مستوى الفكر والاعتقاد يعني بناء حصن مانع ضد التطرف، ولئن تعددت فروض الباحثين في تحديد الدواعي المؤدية للتطرف وفي وسائل علاجه، فإن جمهورهم يرى أن هنالك عوامل ثلاثة هي التي شدت من عضده وما زالت تمده بأسباب الحياة)24
أولها : ضعف الآلة الحجاجية للخطاب المناهض للتطرف وما ينجر عن ذلك بمختلف جوانبه إلى الناس مسلمين وغير مسلمين، ومن تعثر في تحصين الشباب من المؤثرات الضارة، كالانحراف والاستغراب، والتطرف والغلو.
ثانيها : انتهاج الخطاب المناهض للتطرف لطريق التوفيق أو على الأصح التلفيق، المجافي للموضوعية والطرح العقلاني، المقلل من شأن الفكر. والحق أنه لا قيام لأمة دون حركة فكرية متأنية، موصولة الحلقات، ثابتة الخطى.
ثالثها : وجود اختلالات في هذا الخطاب (وبما أن العالم قد تقاربت مسافاته، وتهاوت حواجزه الطبيعية، واتحدت نوعاً ما تحدياته، وازداد احتياج بعضه إلى بعض، فإن مسؤولية المتأتية من حمل الأمانة ، تفرض أن يتركز خطابهم حول السعي في ترشيد الوعي الإنساني وتعميق النظام القيمي والأخلاقي بتوجيههما صوب الحق والعدل، والسعي في خلق وسائل التعارف بين البشر جميعاً لإيصال الخطاب الذي يحملون بحسب ما يفهمه الناس من منظور التكامل لا التصادم ففي مجال احترام الإنسان وحقوقه، تأتي نصوص كثيرة تبرز مدى التكريم لهذا الكائن)26
وفي مجال مطلب السماحة نجد ميلاً إلى التسهيل والتيسير( والتسامح سبب قوي للسلام وشرط أساسي للتصالح والاندماج مع المجتمع الإنساني الكبير. بالتعددية الدينية والفكرية والثقافية، لتشكيل جوهر العلاقة بين الإنسان وبينه وأخيه الإنسان وبينه وبين الكائنات جمعاء، بالمحبة، والحرص على الرحمة وعلى الإحسان في الأعمال وعلى الكائنات، والسعي في صنائع المعروف وأعمال البر، وتجنب العدوان على الأنفس والأعراض والأموال. فالإسلام دين دين وسط، ورحمة كله)27
تعدد الزوجات رمز التعايش بين القبائل الافريقية: تعدد الزوجات منتشر في إفريقيا السوداء ، وكان الهدف وراء تعدد الزوجات هو التعايش السلمي وكثرة الذرية ليساعدوا أب الأسرة في الحقل الزراعة
المصادر والمراجع
1 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص. ص25
2. التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص20
3. التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص ص67
4. رضوان السيد التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص 112
5 رضوان السيد التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص113
6 رضوان السيد التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص 114
7 . التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص115
8. التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص116
9 . التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص 20
10. التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص 67
11 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص 112
12 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص 113
13 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص 115
14 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص 116
16 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص 116
17. يحيَىٰ ولد البراء التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص892
18. التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص893
19 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص 894
20 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص895
21. التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص896
22 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص901
23 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص903
24 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص905
25 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص906
26 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص 909
27 التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص911








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اكلات تركية على أصولها من الشيف عمر لذيذة و سهلة جدا


.. الولايات المتحدة.. هدم فندق بطريقة لافتة • فرانس 24




.. عاجل | ميقاتي: مستعدون لتعزيز حضور الجيش اللبناني في الجنوب


.. شاهد | ميقاتي ينفعل بسبب سؤال يتعلق بحزب الله وربط جبهة لبنا




.. دُمّرت بفعل زلزال شباط 2023.. افتتاح مدرسة في مدينة جنديرس ش