الحوار المتمدن - موبايل - محمد جلو
الموقع الرئيسي
للمزيد - الموقع الرئيسي للكاتب-ة

ولدت، أنا، المخلص لكم، محمد جلو، عام ١٩٥٤، في بغداد الأعظمية، لأبي خليل، و أمي واجدة
سأسرد لكم عن أصل كلمة جَلُّو، و هو طريف نوعا ما
المعروف عن أهل الأعظمية، هو إطلاقهم، أسماء غريبة، يستحدثونها على بعض أفرادها
فيلتصق ذلك الإسم، بالعائلة، حتى إن كَرِهَت
لا مفر من ذلك
و أحدها، هو لقبي، جلو
فكلمة جلو، و التي قرر أهل الأعظمية إلصاقها على أحد أجدادي، ولله الحمد، ليست مشينة، بقدر بعض الألقاب، التي لازمت عوائل كريمة أخرى، من أهل الأعظمية، و لِحَد الآن
أصل كلمة جلو، هو إسم التحبيب، أو كما يقول المصريون، إسم الدلع، لإسم عبد الجليل
و الآن، إليكم بعض المعلومات الأخرى، و التي قد تكون مملة، عن تاريخي و تاريخ عائلتي
عبد الجليل، أو جلو، و المولود حوالي عام ١٨٤٠، هو جد جدي
قضيت دراستي الإبتدائية، في المغرب، مرافقا لوالدَيَّ، و اللّذَيْن كانا يُدَرِسا في دار المعلمين العراقية، في مدينة فاس العريقة
عادت العائلة إلى العراق ١٩٦٤، حيث قضيتُ سنة السادس الإبتدائي، في مدرسة الإرتقاء الإبتدائية، للبنين، شارع عمر بن عبد العزيز، في الأعظمية
ثم، بين سنة واحدة في الغربية المتوسطة، و سنتين في الإعدادية المركزية، قضيت ٣ سنوات في ثانوية المنصور للبنين
خلال طفولي، كنت شديد الولع بالقراءة، حتى أن مكتبة عامة، أُقفِلت أبوابها علَيَّ، و لم أتفطن بذلك، حتى جاء أبي ليأخذني، بعد أن إضطر إلى جلب حارس المكتبة من داره، ليفتح أبواب المكتبة، و ليجدوني لا زلتُ غارقا في القرائة، و لم أشعر بأن المكتبة قد أُغلِقَت، من ساعتين
كنتُ ٧ سنوات، حينها
و كذلك، كنت شديد الولع بالتجارة، و الإقتصاد
فكان عمري ٦ سنوات حينما بعت أحد لعب أختي
و عمري ٧ سنوات، حينما إفترشت الأرض، و بعت بعض الخضار، أمام دارنا، بدون إستشارة أحد
و كنت ١٠ سنوات، حين بعت سيارة والدي الهلمن، بعد أن وجدته حائرا، لا يعرف كيف يبيعها
و كم من علقة أكلتُ، لتخريبي لبعض الأشياء
كل همي حينها كان إما تصليحها، أو معرفة كيف تعمل، أو إجراء تجارب
بعد إكمالي السادس ثانوي علمي في الإعدادية المركزية، كانت رغبتي، حقيقة، هو دخول الجامعة لدراسة الإقتصاد
و لكن، لم أتجرأ أن أصفح عن ذلك لأحد، بعد حصولي على مجموع عال في بكلوريا السادس علمي
فإن كان مجموعك عاليا، في السادس علمي، فالإختيار الأوتوماتيكي، آنذاك، هو الهندسة، أو الطب
أو هكذا كنتُ أعتقد
فقدمت إلى كلية الهندسة، و معي صديق الصف، مؤنس منعم مظلوم الحيدر، و الذي أحرز مجموعا مماثلا، أيضا
و لكن، و ببساطة، تمكن أبي من إقناعي على سحب أوراقي، و تبديل الخيار الأول إلى طب بغداد، بدلا من الهندسة
فَمُناه، أن يصبح أحد أبنائه، طبيبا
و هكذا، تبعني المسكين صديقي مؤنس أيضا، و غَيَّر إختياره من الهندسة إلى الطب، و أصبح طبيبا
عفوا يا عزيزي مؤنس، إن كنتُ أنا و أبي السبب، في تحطيم مستقبلك
و هكذا، دخلتُ الكلية الطبية، جامعة بغداد، مع مؤنس، عام ١٩٧١، و تخرجنا منها عام ١٩٧٧
و لسبب أو لآخر، عُرِفَت دورتنا في الكلية، بدورة محمد الراوي، أو دورة عدنان الأعرجي
فالكل كان يعرفهما، حتى الصفوف و المراحل الأخرى
قضيتُ سنين الإقامة الدورية، كطبيب متدرب، في مستشفى كركوك العسكري، و برتبة ملازم أول طبيب
تخلل سنين الإقامة تلك ٤ أشهر تدريب في مدرسة القوات الخاصة التي تطوعت لها، و لكن، فشِلتُ في إجتيازها
خلال إقامتي في مستشفى كركوك العسكري، وقع قلبي في حب جراحة العظام و الكسور
قد يكون ذلك، بسبب كون تلك الجراحة، أقرب علم طبي إلى الفيزياء و الهندسة و الميكانيك، اللواتي أحب و أفهم
و لا شك أن لأخلاق أخصائي الكسور العالية حينها، الدكتور خالد العبيدي، أثرا كبيرا في حبي للعمل معه
تزوجتُ خلال تلك الفترة، عام ١٩٧٩
و لكون أم زوجتي إنكليزية، لم أتعب نفسي بالتقديم على موافقة الزواج، من وزارة الدفاع
لأنهم سيرفضونها، و بالتأكيد
فتزوجنا، بدون موافقة
أتى قرار إنهاء فترة تدريبي كطبيب مقيم في إقامتي الدورية فجأة، و بصورة غير متوقعة، قبل ٣ أشهر من الموعد الإعتيادي
و هكذا، إستلمتُ كتاب إلتحاقي بوحدة ميدان الطبية، في يوم ٢٢ أيلول ١٩٨٠، أول يوم من إشتعال الحرب مع إيران
أكملت خدمتي في وحدات الميدان الطبية، و التي كانت زاخرة بالأحداث الطريفة، و المؤلمة، في عام ١٩٨٣، سأسردها لكم، تباعا
و سترون فيها، أنني لست بذلك الشخص الصالح أو المثالي ١٠٠ بالمئة، كما قد يحلو لي تصوير نفسي أمامكم
خلال تلك الفترة، ترقيت إلى رتبة نقيب
إلتحقت بمستشفى الرشيد العسكري، كمقيم أقدم
حين تم توزيعنا على الإختصاصات، ظن الجميع، أنني أحمق لا شك، لطلبي العمل في شعبة العظام و الكسور، بمحض إرادتي
ففيها، كان اللواء الطبيب مفلح فارس الدليمي، الشخص المرعب، السليط اللسان، الذي لم يسلم منه أحد، مهما كان
و كم صُعِقَ آمر المستشفى حينها، اللواء الطبيب إبراهيم طه، عندما أوضحت له رغبتي، التي لم يتوقع صدورها من شخص عاقل
و أخذ يطالبني بإعادة قولي، للتأكد
و شكرني بجزالة، و أوصلني بنفسه إلى شعبة الكسور
أظن أنه كان يريد أن يتأكد بأنني، سوف لن أتراجع عن حماقتي، في آخر لحظة
فشعبة الكسور، بحاجة شديدة، إلى أطباء
و الجميع كان يهرب منها
خلال أيام، إكتشفت أن لهذا الرجل، اللواء الطبيب مفلح الدليمي، قلب من ذهب
كل ما في الأمر، هو أنه لا يحتمل المتهاونين، أو الأغبياء
إن كنتَ مخلصا في عملك، فلا إثم عليك
فنمت علاقة متينة بيننا، إمتدت إلى تبادل عدة زيارات عائلية
و كذلك، تدربتُ تحت إشراف جراحي عظام بارعين، مثل مظفر حبوش، و يحي فداء الدين
حتى منقذ الجيبجي، عملت معه في مستشفى الرشيد
و إكتشفتُ بنفسي، عظمة علمه، و منطقه، و ممارسته
و أن بعض الدعاية السيئة حول مستشفاه الخاص، كانت و بالتأكيد، غِيرَة و حسد عِيشة
بعد سنة الإقامة القدمى، قضيت سنة كطبيب جراح عظام و كسور، في مستشفى العروبة العسكري، في جلولاء
بعدها، و في عام ١٩٨٥، إلتحقت بمستشفى الرشيد العسكري مرة أخرى، لدراسة البورد العربي للجراحة
خلال غزو الكويت، أُرسلت من قبل مستشفى الرشيد، كمفرزة مؤقتة، بصفة طبيب جراح، في مستشفى الزبير العسكري، و الذي كان يسند بعض القوات العراقية داخل الأراضي العراقية، حول الزبير، و أهمها، قوات الحرس الجمهوري
نُقلتُ بعدها، عام ١٩٩١، من مستشفى الرشيد العسكري، إلى منصب آمر طبابة القوة البحرية، في البصرة
و بعد ١٢ شهر، حوالي منتصف ١٩٩٢، نُقِلت إلى مستشفى أربيل العسكري
و لكن، كانت كردستان حينها، تحت سيطرة الأكراد
لذلك، و من المضحك، لم تكن مستشفى أربيل العسكري، في أربيل
بل في الموصل
كنت أروم الإحالة على التقاعد، و لأي سبب
حسبت أن الفرصة قد حانت، حينما أحيل الكثير من الضباط المترهلين على التقاعد، عام ١٩٨٨
فخلال فحص الوزن السنوي، عام ١٩٨٩، إرتديت ألواح رصاص حول أرجلي، كي يزيد وزني عن الحد الأقصى
و لكن، لم تنجح هذه الخطة، لأن الرئاسة، كانت قد توقفت عن إحالة الضباط المترهلين على التقاعد، و حسب ما أعتقد، بعد مقتل عدنان خير الله، المترهل الوحيد في مجلس قيادة الثورة
لم أتوقف عن سلوك جميع السبل، للحصول على التقاعد
و أخيرا، و في ٣٠ تشرين ثاني ١٩٩٢، صدر مرسوم جمهوري، لإحالتي على التقاعد، لعدم كفائتي العسكرية
السبب، هو فشلي في دورات الترقية الحتمية، لأربعة مرات متكررة
فقد ترقى جميع زملائي، إلى رتبة عقيد، بينما بقيت أنا، على رتبة مقدم، و لعدة قوائم متتالية
بعد إحالتي على التقاعد، حصلتُ على موافقة سفر، كضابط متقاعد، بعد ٢٤ ساعة فقط
و غادرت العراق و بجواز سفر و موافقات أصولية، بعد ٢٠ يوم من ذلك
نعم، كنت مترقبا للإحالة على التقاعد، و متهيئا له، بصورة كاملة
وقتها، كنت قد بعت بيتي في الغزالية قبل عام، مع جل أغراضي و أثاثي، و أترقب مرسوم تقاعدي، بفارغ الصبر
غادرت مع زوجتي إلى الأردن، ٢٠ كانون أول ١٩٩٢
وافقت السفارة البريطانية في عمان، على منحي الإقامة، لكون زوجتي بريطانية، أوتوماتيكيا
حطت طائرتنا في لندن يوم ٥ شباط ١٩٩٣
تدرجت في تدريبي و دراستي في بريطانيا، ولد لنا خلالها إبني، و الذي يدرس الطب حاليا، في لندن
عملت بصفة إستشاري في جراحة العظام و المفاصل و الكسور في بريطانيا، منذ عام ٢٠٠٣
و منذ عام ٢٠٠٧، أعمل كإستشاري في سَسِكس الشرقية، و أسكن ولاية سَرِي، في ضواحي لندن الجنوبية
أجد نفسي مولعا بالإقتصاد، و التصوير الفوتوغرافي، و الفلك، و الفيزياء، و الجيولوجيا
و كذلك، أجد أن صوتي في الغناء، عند الإستحمام، جميل جدا
العجيب، أنني ألاحظ هروب الآخرين، حالما أشرع، بتجريب صوتي عليهم
و أحدث شيء تولعت به، هو الكتابة في موقع الحوار المتمدن
أرجو أن يكون تأثير كتاباتي على الآخرين، أفضل مما هو عليه، غنائي
و السلام


معرف الكاتب-ة: 5700
الكاتب-ة في موقع ويكيبيديا



اخر الافلام

.. جيني اسبر واعترافات لاول مرة


.. عاجل | مظاهرات وأحكام عرفية وإغلاق مبنى البرلمان في كوريا ال




.. فضائح جديدة تلاحق تسلا ومالكها إيلون ماسك.. ما القصة؟


.. قراءة عسكرية.. كمين للقسام في رفح وتقدم للمعارضة السورية تجا




.. سياق | هل انتهى النفوذ الفرنسي في إفريقيا؟